يوسف صدقي
09-25-2004, 01:18 AM
يقول عبدالوهاب بن ناصر الطريري في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام
(( ... ذاك الفتى المترف المتربي في قصر فرعون , ثم يقتل نفساً , فيخرج من المدينة خائفاً يترقب خرج طريداً , شريداً , فاراً بنفسه من مصر , لم يخف أن توقع عليه عقوبة مالية , لم يخف أن يحكم عليه بالسجن , لم يخف أي عقوبة ما ..
ثم يصل ذاك الخائف إلى مدين ...
إلى أن قال ... لم يتعود هذا الإنهاك , إذ هو المترف المربى في القصور ..))
التعليق :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
بعد أن سمعتم وقرأتم ما تفوه به الطريري , لنا وقفات معه حتى لا يُترك الأمر عرضاً .. فأقول وبالله أستعين :
بعد أن شنات غارات أهل الأهواء والبدع على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال سيد قطب رأس الفتن العصرية , والذي تمادى في ذمه لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام , ولحقته أفواج من الذين تلقفوا منهجه الضال المنحرف , نرى اليوم الطريري يضرب مثلاً سيئاً في رسول قد قيل فيه أنه من أولي العزم الخمسة ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ .. الاية ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( رحم الله أخي موسى , لقد أوذي أكثر من ذلك فصبر .. الحديث ) فموسى عليه الصلاة والسلام مثال للصبر , وقد قال فيه ربنا عزوجل ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) ..
قال الطريري (( ذاك الفتى المترف المتربي في قصر فرعون ))
سبحان الله .. كيف يستهل أن ينادي نبي من أنبياء الله بـ ( ذاك الفتى ) الله غفراً !!
أين الأدب مع أنبياء الله , هل أنهكتكم النثريات في الخطابة , واستمالة عواطف الناس بالتعدي على أنبياء الله وأولياءه , وكيف كان موسى متربي بالقصور , وقد أخذته الصالحة آسياء بنت مزاحم وارضعته أمه رضي الله عنهن أجمعين , وقد كان قرة عين لها (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ) ولمّا كبُر كان صاحب حكم وعلم قال تعالى ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) نعم لقد كان من المحسنين عليه الصلاة والسلام , كيف ذاك وقد اختاره الله لرسالته وأدبه ربّه فاستغفر ربه وأناب حين ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) انظر إلى قوله تعالى ( هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) وهذا من العلم الذي أتاه الله لموسى عليه الصلاة والسلام ورأس العلم التقوى كما قال الإمام أحمد رحمه الله ولذلك كانت نتيجته التقوى عند النبي الكريم أن قال ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) هذه التربية الربانية التي أختارها الله لحمل الرسالة التي سيواجه بها أشد أعداء الله كفرعون وهامان قارون , وكذلك قومهم بني اسرئيل الذين أذوه فصبر عليهم ولم يطغى .
وقال الطريري (( لم يخف أن توقع عليه عقوبة مالية , لم يخف أن يحكم عليه بالسجن , لم يخف أي عقوبة ما ))
وهذا تعريض واضح على حكام المسلمين , وذلك معروف عند أؤلئك الحزبيون , الذين يدعون أن الدعاة المصلحون يسجنهم الحكام لأنهم يقولون قولة الحق , وهذا كله دعايا من دعاياتهم لمداعبة العواطف , فكم سمعنا من هذا الكلام , وعند مواجهة الشباب الذي يقولون هذه الترهات وسؤالهم ( من هم العلماء الذين في السجون ؟ ) يقولون ( لا أدري !!؟ سمعتهم يقولون ذلك !!؟)
فما الداعي لقول الطريري إذاً أن موسى خرج من المدينة ولم يخف أي عقوبة مالية أو جزائية !!
وما الفائدة المرجوّه للمستمع من ذلك , سوى رمي الكلام على عواهنه وترقية القلوب إلى الغضب وشدة الأنفاس , والجميع يعلم أن زج الناس في السجون من اختصاص الولاة , فلماذا التعريض بالولاة يا طريري !؟
وقال الطريري مكرراً المشهد (( ثم يصل ذاك الخائف إلى مدين ))
ولا زلنا في التمادي بـ ( ذاك ) وهذا لا ينبغى مع أنبياء تعالى , بل الواجب حسن اختيار الألفاظ وضرب أروع الصور بهؤلاء الأخيار الصالحين , فهم من أهل الإصلاح في الأرض , ومن أهل السماء الأن , ومن أهل الجنة غداً , فأين محلك يا طريري اليوم وغداً !!
فإني أعظك أن تكون من الجاهلين ..
وقال الطريري (( لم يتعود هذا الإنهاك , إذ هو المترف المربى في القصور ))
قوله ((لم يتعود هذا الإنهاك)) أنى لكم من علم بهذا !؟
أوَحيٌ نزل , أم قرأنٌ يُتلى !!
إنه التقصيص التي حذر منه أئمة السلف , ولم يأبه الطريري ومن معه من القصاصين بتحذيرهم , لذلك هم في بدعة وشر وأهل السنة في سلامة وأثر .
قال ضمرة: قلت للثـــوري : نستقبل القاص بوجهنا ؟ قال : ولو البدع ظهوركم ".
وقال أبو معمر : " رأيت سيارا أبا الحكم يستاك على باب المسجد ، وقاص يقص في المسجد ، فقيل له : يا أبا الحكم إن الناس ينظرون إليك فقال : أني في خير ما هم فيه ، أنا في سنة وهم في بدعة ".
ولما دخل سليمان بن مهران الأعمش البصرة ، نظر إلى قاص يقص في المسجد ، فقال : حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق وحدثنا الأعمش عن أبي وائل ."
قال : " فتوسط الأعمش الحلقة ، ورفع يديه ، وجعل ينتف شعر إبطيه فقال له القاص : يا شيخ ! ألا تستحي ؟ نحن في علم وأنت تفعل ذلك ؟ فقال الأعمش : الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه . قال : كيف ذلك ؟ قال : لأني في سنة وأنت في كذب ، أنا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا !! - البدع والحوادث للطرطوشي -
وقوله (( إذ هو المترف المربى في القصور ))
لا زالت الرتنمات البلهاء من الطريري , وتجاوزاته تستطيل عرض النبي الصابر الكريم الذي اختاره الله لحمل رسالته العظيمة , والتي نال منها شرف وما بعده شرف وشهادة مع بعدها شهادة فهو من أولي العزم من الرسل الخمسة , ومن الصالحين , ومن أهل السماء , ومن أهل الجنة , وغير ذلك مما ادخره الله عنده من الأجر العظيم وصلى الله عليه وسلم على أنبياء أجمعين ..
(( ... ذاك الفتى المترف المتربي في قصر فرعون , ثم يقتل نفساً , فيخرج من المدينة خائفاً يترقب خرج طريداً , شريداً , فاراً بنفسه من مصر , لم يخف أن توقع عليه عقوبة مالية , لم يخف أن يحكم عليه بالسجن , لم يخف أي عقوبة ما ..
ثم يصل ذاك الخائف إلى مدين ...
إلى أن قال ... لم يتعود هذا الإنهاك , إذ هو المترف المربى في القصور ..))
التعليق :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
بعد أن سمعتم وقرأتم ما تفوه به الطريري , لنا وقفات معه حتى لا يُترك الأمر عرضاً .. فأقول وبالله أستعين :
بعد أن شنات غارات أهل الأهواء والبدع على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال سيد قطب رأس الفتن العصرية , والذي تمادى في ذمه لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام , ولحقته أفواج من الذين تلقفوا منهجه الضال المنحرف , نرى اليوم الطريري يضرب مثلاً سيئاً في رسول قد قيل فيه أنه من أولي العزم الخمسة ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ .. الاية ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( رحم الله أخي موسى , لقد أوذي أكثر من ذلك فصبر .. الحديث ) فموسى عليه الصلاة والسلام مثال للصبر , وقد قال فيه ربنا عزوجل ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) ..
قال الطريري (( ذاك الفتى المترف المتربي في قصر فرعون ))
سبحان الله .. كيف يستهل أن ينادي نبي من أنبياء الله بـ ( ذاك الفتى ) الله غفراً !!
أين الأدب مع أنبياء الله , هل أنهكتكم النثريات في الخطابة , واستمالة عواطف الناس بالتعدي على أنبياء الله وأولياءه , وكيف كان موسى متربي بالقصور , وقد أخذته الصالحة آسياء بنت مزاحم وارضعته أمه رضي الله عنهن أجمعين , وقد كان قرة عين لها (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ) ولمّا كبُر كان صاحب حكم وعلم قال تعالى ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) نعم لقد كان من المحسنين عليه الصلاة والسلام , كيف ذاك وقد اختاره الله لرسالته وأدبه ربّه فاستغفر ربه وأناب حين ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) انظر إلى قوله تعالى ( هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) وهذا من العلم الذي أتاه الله لموسى عليه الصلاة والسلام ورأس العلم التقوى كما قال الإمام أحمد رحمه الله ولذلك كانت نتيجته التقوى عند النبي الكريم أن قال ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) هذه التربية الربانية التي أختارها الله لحمل الرسالة التي سيواجه بها أشد أعداء الله كفرعون وهامان قارون , وكذلك قومهم بني اسرئيل الذين أذوه فصبر عليهم ولم يطغى .
وقال الطريري (( لم يخف أن توقع عليه عقوبة مالية , لم يخف أن يحكم عليه بالسجن , لم يخف أي عقوبة ما ))
وهذا تعريض واضح على حكام المسلمين , وذلك معروف عند أؤلئك الحزبيون , الذين يدعون أن الدعاة المصلحون يسجنهم الحكام لأنهم يقولون قولة الحق , وهذا كله دعايا من دعاياتهم لمداعبة العواطف , فكم سمعنا من هذا الكلام , وعند مواجهة الشباب الذي يقولون هذه الترهات وسؤالهم ( من هم العلماء الذين في السجون ؟ ) يقولون ( لا أدري !!؟ سمعتهم يقولون ذلك !!؟)
فما الداعي لقول الطريري إذاً أن موسى خرج من المدينة ولم يخف أي عقوبة مالية أو جزائية !!
وما الفائدة المرجوّه للمستمع من ذلك , سوى رمي الكلام على عواهنه وترقية القلوب إلى الغضب وشدة الأنفاس , والجميع يعلم أن زج الناس في السجون من اختصاص الولاة , فلماذا التعريض بالولاة يا طريري !؟
وقال الطريري مكرراً المشهد (( ثم يصل ذاك الخائف إلى مدين ))
ولا زلنا في التمادي بـ ( ذاك ) وهذا لا ينبغى مع أنبياء تعالى , بل الواجب حسن اختيار الألفاظ وضرب أروع الصور بهؤلاء الأخيار الصالحين , فهم من أهل الإصلاح في الأرض , ومن أهل السماء الأن , ومن أهل الجنة غداً , فأين محلك يا طريري اليوم وغداً !!
فإني أعظك أن تكون من الجاهلين ..
وقال الطريري (( لم يتعود هذا الإنهاك , إذ هو المترف المربى في القصور ))
قوله ((لم يتعود هذا الإنهاك)) أنى لكم من علم بهذا !؟
أوَحيٌ نزل , أم قرأنٌ يُتلى !!
إنه التقصيص التي حذر منه أئمة السلف , ولم يأبه الطريري ومن معه من القصاصين بتحذيرهم , لذلك هم في بدعة وشر وأهل السنة في سلامة وأثر .
قال ضمرة: قلت للثـــوري : نستقبل القاص بوجهنا ؟ قال : ولو البدع ظهوركم ".
وقال أبو معمر : " رأيت سيارا أبا الحكم يستاك على باب المسجد ، وقاص يقص في المسجد ، فقيل له : يا أبا الحكم إن الناس ينظرون إليك فقال : أني في خير ما هم فيه ، أنا في سنة وهم في بدعة ".
ولما دخل سليمان بن مهران الأعمش البصرة ، نظر إلى قاص يقص في المسجد ، فقال : حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق وحدثنا الأعمش عن أبي وائل ."
قال : " فتوسط الأعمش الحلقة ، ورفع يديه ، وجعل ينتف شعر إبطيه فقال له القاص : يا شيخ ! ألا تستحي ؟ نحن في علم وأنت تفعل ذلك ؟ فقال الأعمش : الذي أنا فيه خير من الذي أنت فيه . قال : كيف ذلك ؟ قال : لأني في سنة وأنت في كذب ، أنا الأعمش وما حدثتك مما تقول شيئا !! - البدع والحوادث للطرطوشي -
وقوله (( إذ هو المترف المربى في القصور ))
لا زالت الرتنمات البلهاء من الطريري , وتجاوزاته تستطيل عرض النبي الصابر الكريم الذي اختاره الله لحمل رسالته العظيمة , والتي نال منها شرف وما بعده شرف وشهادة مع بعدها شهادة فهو من أولي العزم من الرسل الخمسة , ومن الصالحين , ومن أهل السماء , ومن أهل الجنة , وغير ذلك مما ادخره الله عنده من الأجر العظيم وصلى الله عليه وسلم على أنبياء أجمعين ..