بوخالد
09-23-2004, 03:14 PM
1 الكاتب : [ علي رضا ]
2004-09-23 01:41 PM المشاركات : 277
(( ظلم الشيخ عبيد الجابري للإمام معمر بن المثنى ! ))
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المجتبى ؛ أما بعد :
فقد وقفت على كلام للشيخ عبيد الجابري في رده على إبراهيم الدويش في شريط الأخير : ( بحر الحب ) دل على
قلة معرفة الشيخ بهذا الفن الشريف ؛ فضلاً عن أن يكون من المبرزين فيه كمن شهد له أهل الفن .
وها أنا ذا أنقل كلامه بنصه ثم يأتي التعليق عليه :
قال في بيان ضعف الروايات التي استدل بها الدويش :
(( حديث عائشة وهو في قصة طويلة وفيه قال صلى الله عليه وسلم ( جزاكِ الله يا عائشة خيراً ما سررت فيه
كسروري منكِ ) الحديث رواه أبو نعيم حلية الأولياء 2/45 وهو في السير 9/445 كما رواه البيهقي في السنن
الكبرى 7/422 والخطيب البغدادي في تاريخه 13/253 وغيرهم ومداره على أبي عبيده معمر بن المثنى ومعمر
هذا قال فيه الحافظ في التقريب ( . . . صدوق أخباري ...) 2/266 وقال الذهبي في السير 9/445 (...لم يكن
صاحب حديث وإنما أوردته لتوسعه في علم اللسان وأيام الناس ) ، وقال أيضاً 9/447 (. . قلت قد كان هذا المرء
من بحور العلم ومع ذلك لم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنة رسول الله . . . ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة
الاجتهاد بل كان معافاً من معرفة حكمة الأوائل )كما ذكره في ديوان الضعفاء والترجمة ( 4206 ) قلت فهل يوثق
بعد هذا برجل هذه حاله في الرواية؟ )) !انتهى .
قلت :
هذا الكلام من الشيخ عبيد الجابري يدل على كون الرجل ليس من أهل هذا الفن الشريف بله من أهل التحقيق فيه !!
فإن على تعليله الآنف الذكر ملحوظات تدل الواحدة منها على ما نقول ؛ فكيف بها مجتمعة ؟!
أولاً : قوله ومداره على أبي عبيدة معمر بن المثنى : خطأ - وغفلة عظيمة كما سيأتي - فإن مداره ليس على
معمر بن المثنى ؛ بل إن هذا الأخير بريء من عهدة هذا السند براءة الذئب من دم ابن يعقوب !
فالصواب الذي لا مرية فيه : أن الحمل في هذا السند على : علي بن أحمد بن عبد العزيز المحتسب الجرجاني ؛ وهو
ضعيف جداً ؛ متروك الحديث لظهور مجازفته في الحديث كما قال الحاكم وزاد : وحدثنا بالعجائب عن المصعبي .
ولهذا قال الذهبي في ( المغني ) 2/443 : ( تركه أبو عبد الله الحاكم ) .
وانظر ( الميزان ) 3/112 ، وقد أقر الحافظ قول الذهبي كما في ( لسان الميزان ) 4/194-195 .
وهذه الآفة في السند هي في رواية البيهقي ، وأبي نعيم ، والخطيب التي ذكرها الشيخ ؛ فلا يرد على كلامنا هذا
أن يكون ذاك المتروك أو الضعيف جداً قد توبع كما سيأتي .
ذلك لأن المتابعة لم يقف عليها الجابري أصلاً ؛ فهو لم يقف على آفة السند الحقيقية في السند الذي بين يديه ؛ فأنى
له أن يكون قد وقف على متابعة لذاك المتروك عند غير البيهقي ومن معه !!
أما المتابعة فهي عند الخطيب البغدادي نفسه في ( التاريخ ) 13/253 ، وسيأتي الكلام عنها .
ثانياً : قوله : ومعمر هذا ...... إلى أن قال : فهل يوثق بعد هذا برجل هذه حاله في الرواية ؟!
وأقول أنا علي رضا ( مدرس الفيزياء ) : بل هل يوثق بعلم الجابري بعد أن تبين للقاري اللبيب أن الشيخ لا يعرف
علل الحديث من قريب ولا من بعيد ؟! فإن الترجمة التي نقلها من ( التقريب ) وغيره لا تدل إلا على ضد ما أراده
الشيخ !
هو أراد أن يضعف معمر بن المثنى ويعل السند به ؛ والحقيقة أن الترجمة تدل على كون معمر صدوقاً حديثه في
مرتبة الحسن كما هو معلوم من سبر كتب الأعلام في هذا الفن الشريف كشيخنا المحدث الألباني رحمه الله تعالى .
بل أقول : إن الذهبي الذي فرح الشيخ ببعض كلامه في معمر - مما قد يظنه من لا معرفة عنده بالتراجم قدحاً في
صدق معمر - قد جزم الذهبي
نفسه في ( الكاشف ) 2/ 282 برقم 5570 بكونه ثقة !!
ثالثاً : قوله : ( فهل يوثق ... ) من قلة معرفته بهذا الفن الشريف ؛ إذ لا يشترط في قبول خبر الراوي أن يكون ثقةً
ولا بد ؛ بل يكفي أن يكون من أهل الصدق ، وهذا موجود بلا ريب في معمر .
رابعاً : نقله عن ( سير النبلاء ) : ( قلت : قد هذا المرء من بحور العلم ..... ) إلى أن قال : ( بل كان معافىً من معرفة حكمة الأوائل ... ) !
قلت : هذا تحريف في النقل ؛ لأن الذهبي أراد مدح معمر بكونه معافىً من الفلسفة والمنطق فقال : ( بلى وكان
معافىً من معرفة حكمة الأوائل ، والمنطق وأقسام الفلسفة ، وله نظر في المعقول ... ) لكن ظن الشيخ أن عبارة
الذهبي السابقة قدح في معمر ؛ لأنه خال أو معافىً - كما يظن الشيخ - من حكمة الأوائل !!
خامساً : علة هذا الحديث الحقيقية ليست في معمر الصدوق ؛ بل في جهالة حال بعض رواته ( عمرو بن محمد بن
جعفر الزنبقي ) و ( أبو ذر محمد بن محمد العدوي القاضي ) و ( محمد العدوي القاضي ) كما هو في سند الخطيب
الثاني .
على أنه يمكن القول بأن علة السند لا تزال قائمة في شدة ضعف علي بن أحمد الجرجاني ؛ ذلك لأن الطريق إلى
متابعة من تابع هذا الضعيف جداً في سندها : أبو ذر محمد بن محمد العدوي القاضي وهو ممن أورده الخطيب في
( تاريخه ) 3/208-209 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وهذا المجهول يروي عن أبيه الذي لا يختلف عن ابنه في
كونه ممن لم أقف له على جرح أو تعديل !!
فهذه الدقائق في تعليل السند مني – بحمد الله تعالى – مما لم يذكره الشيخ عبيد الجابري لأكبر دليل على أنه
سطحي جداً في النقد ؛ بل ممن يضعف الأئمة ويرميهم بما ليس فيهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وكتب ( مدرس الفيزياء ) : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
*******************
2004-09-23 01:41 PM المشاركات : 277
(( ظلم الشيخ عبيد الجابري للإمام معمر بن المثنى ! ))
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المجتبى ؛ أما بعد :
فقد وقفت على كلام للشيخ عبيد الجابري في رده على إبراهيم الدويش في شريط الأخير : ( بحر الحب ) دل على
قلة معرفة الشيخ بهذا الفن الشريف ؛ فضلاً عن أن يكون من المبرزين فيه كمن شهد له أهل الفن .
وها أنا ذا أنقل كلامه بنصه ثم يأتي التعليق عليه :
قال في بيان ضعف الروايات التي استدل بها الدويش :
(( حديث عائشة وهو في قصة طويلة وفيه قال صلى الله عليه وسلم ( جزاكِ الله يا عائشة خيراً ما سررت فيه
كسروري منكِ ) الحديث رواه أبو نعيم حلية الأولياء 2/45 وهو في السير 9/445 كما رواه البيهقي في السنن
الكبرى 7/422 والخطيب البغدادي في تاريخه 13/253 وغيرهم ومداره على أبي عبيده معمر بن المثنى ومعمر
هذا قال فيه الحافظ في التقريب ( . . . صدوق أخباري ...) 2/266 وقال الذهبي في السير 9/445 (...لم يكن
صاحب حديث وإنما أوردته لتوسعه في علم اللسان وأيام الناس ) ، وقال أيضاً 9/447 (. . قلت قد كان هذا المرء
من بحور العلم ومع ذلك لم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنة رسول الله . . . ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة
الاجتهاد بل كان معافاً من معرفة حكمة الأوائل )كما ذكره في ديوان الضعفاء والترجمة ( 4206 ) قلت فهل يوثق
بعد هذا برجل هذه حاله في الرواية؟ )) !انتهى .
قلت :
هذا الكلام من الشيخ عبيد الجابري يدل على كون الرجل ليس من أهل هذا الفن الشريف بله من أهل التحقيق فيه !!
فإن على تعليله الآنف الذكر ملحوظات تدل الواحدة منها على ما نقول ؛ فكيف بها مجتمعة ؟!
أولاً : قوله ومداره على أبي عبيدة معمر بن المثنى : خطأ - وغفلة عظيمة كما سيأتي - فإن مداره ليس على
معمر بن المثنى ؛ بل إن هذا الأخير بريء من عهدة هذا السند براءة الذئب من دم ابن يعقوب !
فالصواب الذي لا مرية فيه : أن الحمل في هذا السند على : علي بن أحمد بن عبد العزيز المحتسب الجرجاني ؛ وهو
ضعيف جداً ؛ متروك الحديث لظهور مجازفته في الحديث كما قال الحاكم وزاد : وحدثنا بالعجائب عن المصعبي .
ولهذا قال الذهبي في ( المغني ) 2/443 : ( تركه أبو عبد الله الحاكم ) .
وانظر ( الميزان ) 3/112 ، وقد أقر الحافظ قول الذهبي كما في ( لسان الميزان ) 4/194-195 .
وهذه الآفة في السند هي في رواية البيهقي ، وأبي نعيم ، والخطيب التي ذكرها الشيخ ؛ فلا يرد على كلامنا هذا
أن يكون ذاك المتروك أو الضعيف جداً قد توبع كما سيأتي .
ذلك لأن المتابعة لم يقف عليها الجابري أصلاً ؛ فهو لم يقف على آفة السند الحقيقية في السند الذي بين يديه ؛ فأنى
له أن يكون قد وقف على متابعة لذاك المتروك عند غير البيهقي ومن معه !!
أما المتابعة فهي عند الخطيب البغدادي نفسه في ( التاريخ ) 13/253 ، وسيأتي الكلام عنها .
ثانياً : قوله : ومعمر هذا ...... إلى أن قال : فهل يوثق بعد هذا برجل هذه حاله في الرواية ؟!
وأقول أنا علي رضا ( مدرس الفيزياء ) : بل هل يوثق بعلم الجابري بعد أن تبين للقاري اللبيب أن الشيخ لا يعرف
علل الحديث من قريب ولا من بعيد ؟! فإن الترجمة التي نقلها من ( التقريب ) وغيره لا تدل إلا على ضد ما أراده
الشيخ !
هو أراد أن يضعف معمر بن المثنى ويعل السند به ؛ والحقيقة أن الترجمة تدل على كون معمر صدوقاً حديثه في
مرتبة الحسن كما هو معلوم من سبر كتب الأعلام في هذا الفن الشريف كشيخنا المحدث الألباني رحمه الله تعالى .
بل أقول : إن الذهبي الذي فرح الشيخ ببعض كلامه في معمر - مما قد يظنه من لا معرفة عنده بالتراجم قدحاً في
صدق معمر - قد جزم الذهبي
نفسه في ( الكاشف ) 2/ 282 برقم 5570 بكونه ثقة !!
ثالثاً : قوله : ( فهل يوثق ... ) من قلة معرفته بهذا الفن الشريف ؛ إذ لا يشترط في قبول خبر الراوي أن يكون ثقةً
ولا بد ؛ بل يكفي أن يكون من أهل الصدق ، وهذا موجود بلا ريب في معمر .
رابعاً : نقله عن ( سير النبلاء ) : ( قلت : قد هذا المرء من بحور العلم ..... ) إلى أن قال : ( بل كان معافىً من معرفة حكمة الأوائل ... ) !
قلت : هذا تحريف في النقل ؛ لأن الذهبي أراد مدح معمر بكونه معافىً من الفلسفة والمنطق فقال : ( بلى وكان
معافىً من معرفة حكمة الأوائل ، والمنطق وأقسام الفلسفة ، وله نظر في المعقول ... ) لكن ظن الشيخ أن عبارة
الذهبي السابقة قدح في معمر ؛ لأنه خال أو معافىً - كما يظن الشيخ - من حكمة الأوائل !!
خامساً : علة هذا الحديث الحقيقية ليست في معمر الصدوق ؛ بل في جهالة حال بعض رواته ( عمرو بن محمد بن
جعفر الزنبقي ) و ( أبو ذر محمد بن محمد العدوي القاضي ) و ( محمد العدوي القاضي ) كما هو في سند الخطيب
الثاني .
على أنه يمكن القول بأن علة السند لا تزال قائمة في شدة ضعف علي بن أحمد الجرجاني ؛ ذلك لأن الطريق إلى
متابعة من تابع هذا الضعيف جداً في سندها : أبو ذر محمد بن محمد العدوي القاضي وهو ممن أورده الخطيب في
( تاريخه ) 3/208-209 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وهذا المجهول يروي عن أبيه الذي لا يختلف عن ابنه في
كونه ممن لم أقف له على جرح أو تعديل !!
فهذه الدقائق في تعليل السند مني – بحمد الله تعالى – مما لم يذكره الشيخ عبيد الجابري لأكبر دليل على أنه
سطحي جداً في النقد ؛ بل ممن يضعف الأئمة ويرميهم بما ليس فيهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وكتب ( مدرس الفيزياء ) : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
*******************