المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على الذين يطعنون في الصحابة - رضي الله عنهم


كيف حالك ؟

السلفيه
09-18-2004, 12:28 AM
يواصل شيخ الإسلام ابن تيمية ‏ كلامه في أن الذين يطعنون في حق الصحابة إنما يعتمدون في ذلك على شبهات أو مفتريات في حقهم - رضي الله عنهم - ، قال - رحمه الله - ‏:‏ ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة - أي عن الخوض في الخلاف الذي حصل بين الصحابة بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه - ‏.‏ ويقولون‏:‏ إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون‏.‏

هكذا بيّن الشيخ - رحمه الله - ما يجب أن يكون عليه موقف المسلم من الأخبار التي سودت بها بعض كتب التاريخ أو الكتب التي ألّفها أهل الحقد والضلال، وأن على المسلم أن يعلم أن هذه الأخبار لا تخرج عن ثلاثة أقسام‏:‏ إما كذب دسه أهل الزيغ والضلال من اليهود والنصارى أو الفرق المنتسبة إلى الإسلام زوراً وبهتاناً‏.‏ وإما أخبار قد اختلط بها الصدق بالكذب ولم يتميز صادقها من كاذبها، وهذان القسمان يكون موقف المسلم منها رفضها ودحضها‏.‏

والقسم الثالث‏:‏ ما هو صحيح، لكنه لا ينقص من قدر الصحابة؛ لأنه صادر عن اجتهاد ممدوح مثاب، لا ينتقص ولا يعاب‏.‏

ثم قال الشيخ - رحمه الله - مبيناً أن ما قد يقع من بعض أفراد الصحابة من سيئات فلهم من الحسنات ما يغطيه ويغمره، ويمحوه ويغفره‏.‏ قال‏:‏ وليس كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم‏.‏ وقد ثبت بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏(‏ أنهم خير القرون ‏)‏ ‏(50)‏، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم ‏(51)‏ ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلاء ببلاء في الدنيا كفر به عنه‏.‏ فإذا كان هذا في الذنوب المحققة؛ فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين ‏؟‏ إن أصابوا فلهم أجران‏.‏ وإن أخطأوا أجر واحد والخطأ مغفور لهم‏.‏

ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائلهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرتهم بعلم وبصيرة وما منَّ الله به عليهم من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى‏.‏

هذا ما ذكره الشيخ - رحمه الله - مما يدافع به عن أعراض صحابة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مما به تخرس ألسنة الأعداء الحاقدين والمغرضين الذين جعلوا مسبة الصحابة والوقيعة في أعراضهم شغلهم الشاغل؛ لأنهم يعلمون أنه إذا فقدت الثقة بالصحابة تحقق لهم الطعن في هذا الدين؛ لأن الدين جاءنا عن طريقهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فهم الواسطة بيننا وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - ‏.‏ ثم أيضاً هم خير الأمة وصفوتها وقدوتها؛ فإذا طعن في خير الأمة وصفوتها فقدت الثقة بالأمة وبدينها وهذا ما يريده الأعداء لدين الإسلام، وكلام الشيخ - رحمه الله - يتضمن أن إجماع الصحابة معصوم من الخطأ قطعاً لأنهم لا يجمعون على ضلالة، وإنما قد يتطرق الخطأ لأفرادهم، وهو خطأ صادر عن اجتهاد وهو مغفور على كل حال غفراناً معه الثواب والأجر‏.‏ فالحمد لله الذي رد سهام الحاقدين إلى نحورهم‏.‏

اضواء من فتاوي ابن تيميه_المجلد الاول _الشيخ صالح الفوزان......


http://members.lycos.co.uk/edborders/b478.gif

نميره
09-19-2004, 12:26 AM
جزاك الله خير

أم حمد
09-22-2004, 03:41 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

عبدالإله عبدالله
09-26-2004, 12:35 PM
بارك الله فيكم

12d8c7a34f47c2e9d3==