المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الغناء- اعداد فضيلة الشيخ أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الاثري


كيف حالك ؟

البلوشي
09-01-2004, 10:23 PM
حكم الغناء عند الأئمة الأربعة رحمهم اللهإعداد
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الأثري

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ C }
[ لقمان : 6ـ7]

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إنَّ الحـَـمْـدَ للهِ نَحـْمـَدُهُ ونـَـسـْـتـَعـِـينـُهُ ونـَسْـتَغْـفـِرُهُ ونـَعُوذُ باللهِ مـِـن شـُـرُورِ أنفـُـسِـنَا وسَـيـِئَاتِ أعـْمَـالـِنـَا مـَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مـُـضـِـلَّ لـَهُ ومـَـن يـُـضـْلـِلْ فـَلا هـَادِيَ لـَهُ، وأشـْهـَدُ أن لاَّ إلَهَ إلاَّ اللهَ وَحـْدَهُ لاَ شـَـرِيكَ لـَهُ وأشـْهـَدُ أن مُحـَـمَّـداً عـَـبـْـدُهُ وَرَسـُولـُهُ.
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) [ آل عمران:102] .
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) [النساء:1]
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) [الأحزاب: 70ـ71].

أمـَّـا بـَـعـْـد ،،
فـَإنَّ أصـْدَقَ الحَـدِيثِ كـِـتـَابُ اللهِ وَخـَيـْرُ الهـَدْي هـَدْيُ مـُحـَمـَّدٍ صـَلَّـى اللهُ عَلـَيْهِ وَسـَلَّـم،وَشـَرَّ الأمـُورِ مـُحـْدَثـَاتـُهـَا وكـُلَّ مـُحـْدَثـَةٍ بـِدْعـَةٍ ، وكـُلَّ بـِـدْعـَةٍ ضـَلاَلـَةٍ ، وَكُلَّ ضـَلاَلـَةٍ فـِي النـَّـار .
اعلم أن من الأمور التي يجب عليك معرفتها وتبيين حكمها في الإسلام مسألة آلات الطرب والمعازف والغناء ، فقد بين الشارع حرمتها ... ومعلوم شرعاً عند أهل العلم كـ (الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله ) قد ثبتت حرمته عندهم بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة تيباناً أنها حرام ...
وهؤلاء هم أهل الهدى ودين الحق ، أصحاب العلم النافع ، والعمل الصالح ...
أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحُجَجهم قاهرة ...
فإنَّ الكتاب عدَّتهُم ، والسنَّة حجَّتهُم ... لا يُعَرِّجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يـُقْبـَلُ منهم ما رووا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهم المأمـُونُون عليه والعدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته .
إذا اخـْتـُلـِفَ في حديث كان الرجوع إليهم ، فما حكموا به فهو المقبول والمسموع .
وهم العدول ، وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع ومتعالم ومقلد بمذهبهم يتظاهر …والله المستعان القاهر.
الذين صدقوا الله تعالى في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنـَّته ،ولم يعارضوهما بالشبهات ، وأطاعوهما في أوامرهما …
ولله درُّ ابن القاسم رحمه الله وهو يبيـِّن فضل الأئمة الأربعة فقال : ( فضل الأئمة الأربعة وكذا غيرهم من أئمة الدين ، ووجوب توقيرهم واحترامهم والتحذير من بغضهم وأذاهم ، قد تظافرت به الآيات وصحيح الأخبار والآثار ، وتواترت به الدلائل العقلية والنقلية وتوافقت ،وهم أهل الفضل علينا ، ونقلوا الدين إلينا ، وعـوَّل جمهور المسلمين على العمل بمذاهبهم من صدر الإسلام إلى يومنا هذا ، بل لا يعرف العلم إلا من كتبهم ولم يحفظ الدين إلا من طريقهم ، فيجب احترامهم وتوقيرهم والاعتراف بقدرهم وتحسين الظن بهم فهم من خيار الأمة ، وخلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة أقوالهم سبب للإصابة ومعرفة الحق) ( ).اهـ
وهذه الرسالة تبين الفتوى الصحيحة للأئمة الأربعة رضوان الله عليهم في حكم آلات الطرب والمعازف والغناء ، كما أنها تعالج مشكلة كبيرة تهم المسلم المعاصر ، وهي مشكلة الجهل بحكم الغناء في هذا العالم المضطرب المتغير .
والله أسأل أن ينفعنا بما علمنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن يجعل العلم حجـَّة لنا في الدينا والآخرة ، وأن لا يجعله حجَّة علينا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو عبد الرحمن الأثري

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل من آثار الأئمة الأربعة على تحريم
سماع آلات الطرب والمعازف والغناء
1) مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله :
عن أبي الطيب الطبري قال : ( كان أبو حنيفة يكره الغناء، ويجعل سماع الغناء من الذنوب ) ( ).
وقال : ( وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة ) ( ).
وعن أبي حنيفة رحمه الله قال :( أن الغناء حرام في جميع الأديان) ( ).
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان [ص348] : ( مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشدِّ المذاهب ، وقوله فيه أغلظُ الأقوال، وقد صـرَّح أصحابه
بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار، والدف، حتى والضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية ، توجب الفسق ، وتُرَدُّ به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسقٌ ، والتلذذ به كفرٌ، هذا لفظهم ) . اهـ
2) مذهب الإمام مالك رحمه الله :
عن إسحاق بن عيسى الطباع قال : ( سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء ؟ فقال : ( إنما يفعله عندنا الفـُسـّـاق!!!) ( ).
أثر صحيح
أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] وابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص282] من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه عن إسحاق به .
قلت : وهذا سنده صحيح ، وقد صححه الألباني في تحريم آلات الطرب [ص98] .
وقال أبو الطيب الطبري : ( أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه … وهو مذهب سائر أهل المدينة ) ( ).
وقال ابن القاسم : ( سألت مالكا عن الغناء ؟ فقال : قال الله تعالى: { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ } أفحقٌ هو ؟)( ).اهـ
وعن إبراهيم بن المنذر المدني أنه سئل فقيل له : ( أنتم ترخصون في الغناء ؟ فقال : معاذ الله ! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق ) .
أثر صحيح
أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] من طريق العباس بن محمد الدوري قال سمعت إبراهيم به .
قلت : وهذا سنده صحيح .
وقال أبو الطيب الطبري : ( وهو مذهب سائر أهل المدينة ) .
3) مذهب الإمام الشافعي رحمه الله .
عن الشافعي رحمه الله قال : ( تركت بالعراق شيئا يقال له (التـَغـْبِير)( ) أحدثته الزنادقة يصدون الناس عن القرآن ) .
أثر صحيح
أخرجه أبو نعيم في الحلية [ج9ص146] والخلال في الأمر بالمعروف [ص151] وابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص283] من طريقين عن الحسن بن عبد العزيز الجروي قال سمعت الشافعي به.
قلت : وهذا سنده صحيح .
قال ابن تيمية في الفتاوى [ج11ص507]:( وما ذكره الشافعي من أنه من إحداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول الإسلام ، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة ) . اهـ
وقال ابن الجوزي : ( وقد كان رؤساء أصحاب الشافعي رضي الله عنهم ينكرون السماع ـ الغناء ـ ) ( ). اهـ
وقال أبو الطيب الطبري رحمه الله : ( لا يجوز الغناء ولا سماعه ولا الضرب بالقضيب ، قال ومن أضاف إلى الشافعي هذا فقد كذب عليه ) ( )اهـ
وقال ابن الجوزي : (فهذا قول علماء الشافعية وأهل التدين منهم، وإنما رخص في ذلك من متأخريـهم من قـلّ علمه وغلبه هواه)( ). اهـ
وقال الإمام الشافعي في الأم [ج6ص209] : ( إن الغناء لهو مكروه( ) يشبه الباطل ، ومـن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته).اهـ
وقال أبو الطيب الطبري : ( وإنما جعل صاحبها سفيها لأنه دعا الناس إلى الباطل ومـَن دعا الناس إلى الباطل كان سفيهاً فاسقا ) ( ).اهـ
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان [ص350] : ( والشافعي وقدماء أصحابه ، والعارفون بمذهبه من أغلظ الناس قولا في ذلك).اهـ ـ يعني في الغناء ـ .
4) مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : ( سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ) .
أثر صحيح
أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] عنه به.
قلت : وهذا سنده صحيح .
وذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص280] .
وعن أبي الحارث قال : ( سألت أبـا عبد الله ما ترى في التغبير( ) أنه يرقق القلب ؟ فقال: بدعة ) .
أثر صحيح
أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص151] من طريق محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم به .
قلت : وهذا سنده صحيح .
قال ابن الجوزي : ( فأما الغناء المعروف اليوم فمحظور عنده ـ الإمام أحمد ـ كيف ولو علم ما أحدث الناس من الزيادات ) ( ). اهـ
قلت : يرحم الله ابن الجوزي كيف ولو علم ما أحدث الناس في الغناء من الزيادات في العصر الحاضر !!!
وقال ابن الجوزي : ( وقال الفقهاء من أصحابنا ـ يعني الحنابلة ـ لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، والله الموفق ) ( ) .اهـ
وقال ابن تيمية في الفتاوى [ج11ص576] : ( فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ) . اهـ
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان [ج1ص350] : ( فليـُعلم أن الدف والشـّبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام ، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ) . اهـ
وقال ابن تيمية في منهاج السنة [ج3ص439] : ( الأئمة الأربعة ، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو،كالعود ونحوه).اهـ
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني في تحريم آلات الطرب [ص105] : (إنَّ العلماء والفقهاء ـ وفيهم الأئمة الأربعة ـ متفقون على تحريم آلات الطرب اتباعاً للأحاديث النبوية ، والآثار السلفية ) .اهـ
فهؤلاء أربعة من أبرز علماء المسلمين حكوا تحريم سماع آلات الطرب والمعازف والغناء ، فمن يأتي أعلم من هؤلاء بالوفاق والخلاف وهل بعد الحق إلا الضلال .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


منقول من كتاب الشيخ فوزي الاثري (( من كتاب حكم الغناء )).

البلوشي
09-01-2004, 10:29 PM
ونبشر اخواننا السلفين انهو سوف يكون هنالك دروس قيمة لفضيلة الشيخ فوزي الاثري في مركز مصعب بن عمير- الامارات - امارة عجمان.

وستبدأ بمشيئة الله دروس الشيخ من يوم السبت 19 رجب 1425هـ الموافق 4-9-2004

على النحو الاتى :ـ

بعد المغرب شرح أحكام الطهارة من كتاب بلوغ المرام للحافظ بن حجر رحمه الله

وبعد العشاء شرح القواعد الاربع لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

البلوشي
03-12-2006, 05:12 PM
الرفع.........

أبو حمزة اليمني
03-12-2006, 05:23 PM
السلام عليكم ..

اخي الفاضل : البلوشي .. اسأل الله العلي القدير ان يوفقك الى كل خير وكل مافيه نصره للحق والسلفيه ..

جعلك الله من جنود السلفيه .. تدحر بها جنود الحزبيه .

احبك الله.

البلوشي
03-20-2006, 02:45 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==