المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة الشيخ العلامة المحدث أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي


كيف حالك ؟

ابومعاذ يحيى اللملومي
08-24-2004, 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتباع هده
أما بعد:
فهذه نصيحة الشيخ العلامة المحدث أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الو ادعي
رحمه الله تعالى لأِهل السنة يقول فيها:
قال البخاري _ رحمه الله _ (ج13/ص193 ): حدثنا يعقوب ابن إبراهيم: حدثنا هشيم: أخبرنا سيار: عن الشعبي، عن جرير ابن عبدالله قال: ((بايعت النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ على السمع والطاعة فلقنني: فيما استطعت والنصح لكل مسلم )).
قال الامام مسلم _ رحمه الله _ (ج1/ص74): حدثنا محمد ابن عباد المكي : حدثنا سفيان قال : قلت لسهيل : إن عمراً حدثنا عن القعقاع،عن أبيك قال: ورجوت أن يسقط عني رجلاً قال: فقال: سمعت من الذي سمعه منه أبي كان صديقا له بالشام. ثم حدثنا سفيان: عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري: أن النبي_
صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟. قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولائمة المسلمين وعامتهم)) .
نصيحتي لأهل السنة:
أن يتباعدوا عن أسباب الفرقة والاختلاف، فعقيدة أهل السنة واحدة، واتجاههم واحد، ليس هناك مسوغ للفرقة والاختلاف إلا الجهل والبغي والشيطان، وفي " صحيح مسلم": (( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم )).
والخلاف شر، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما صلى عثمان رضي الله عنه بمنى بالناس أربعاً، فاسترجع عبدالله رضي الله عنه، ثم قال: "صليت مع رسول الله _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ ركعتين ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، فياليت لي ركعتين مقبولتين. فقيل له : ألا صليت ركعتين؟ قال : الخلاف شر". رواه البخاري بهذا المعنى.
وروى مسلم في "صحيحه": عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(( كان رسول الله_ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم )).
وروى البخاري في "صحيحه": عن النعمان بن بشير _ رضي الله عنهما _ قال: قال رسول الله _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ ( لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم )).
وعن البراء بن عازب- رضي الله عنه-قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ يتخلل الصف من ناحية الى ناحية, يمسح صدورنا ومناكبنا, ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم)).
وكان يقول( ( إن الله عزوجل وملائكته يصلون على الصفوف الأول) ). رواه أبو داوود بسند صحيح رجاله رجال الصحيح إلا عبد الرحمن ابن عوسجة وقد وثقه النسائي.
وفى"الصحيحين ": عن ابن عباس قال: لم حضر النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب , قال:هلم اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده . قال عمر:إن النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غلبه الوجع وعندكم القرآن
وحسبنا كتاب الله. واختلف اهل البيت واختصموا , فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله _صلى الله عليه وعلى اله وسلم _ كتابا لن تضلوا بعده.
ومنهم من يقول: ما قال عمر , فلم أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: قوموا عنى ) ).
قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب اختلافهم ولغطهم.
وروى البخاري فى" صحيحه":عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه- قال (( خرج النبي- صلى الله عليه وعلى أله وسلم - ليخبرنا بليلة القدر, فتلاحى رجلان من المسلمين, فقال:
خرجت لأخبركم بليلة القدر, فتلاحى فلان وفلان فرفعت, وعسى أن يكون خيراً لكم , فالتمسوها فى التاسعة والسابعة والخامسة) ).
وروى مسلم فى" صحيحه":عن أبي سعيد الخدرى قال :
(اعتكف رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- العشرالاوسط من رمضان, يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له, فلما انقضين,أمر بالبناء فقوض, ثم أبينت له أنها فى العشر الأواخر, فأمر بالبناء فأعيد, ثم خرج على الناس, فقال:يأأيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر, وإنى خرجت لأخبركم بها, فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان, فنسيتها, فالتمسوها فى العشر الأواخر من رمضان)).الى أن قال مسلم-رحمة الله- وقال ابن خلاد: مكان"يحتقان": يختصمان .
وروى أبو داود بسند صحيح:عن أبى ثعلبة الخشني- رضي الله عنه- قال:(( كان الناس إذا نزلوا منزلا قال عمر: وكان الناس إذا نزل رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منزلا تفرقوا فى الشعاب والأودية, فقال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إن تفرقكم فى هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان) ). فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض, حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم.
وروى البخاري فى "صحيحه".عن على – رضي الله عنه- قال:اقضوا كما كنتم تقضون, فأني أكره الاختلاف، حتى يكون الناس جماعة أوأموت كما مات أصحابي )).
فأنتم- بحمده الله- ياأهل السنة لستم كالروافض يكفر بعضهم بعضا, وهكذا رءوس الاعتزال يكفر بعضهم بعضا كما فى كتب الملل والنحل ,أما أهل السنة- فالحمد لله – غالب اختلافهم فى مفهوم حديث في عبادات وردت عن الشارع متنوعة، أو اختلفت أنظارهم فى تصحيحه وتضعيفه الى غير ذلك من أسباب الاختلاف التي ذكرها شيخ
الإسلام بن تيميه- رحمة الله-.
أنتم تعلمون يا أهل السنة أن أعداءكم يشمتون بكم, وأن أعداء الإسلام ما يهابون إلا إياكم , فهم يحرصون على تشتيت شملكم بأي وسيلة.
إن الواجب على أهل السنة أن يكونوا مهيئين لحل مشاكل العالم كله, فهم أهل لذلك , وأحق به, فهم الذين أعطاهم الله فهم كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وعلى أله وسلم- على الوجه الصحيح.
إن أهل السنة يعتبرون أكثر العالم الإسلامي , ولكن تفرقهم واختلافهم وجهل أهل كل شعب بأحوال الآخرين جعلهم يذوبون فى المجتمعات، وإنا لنرجو أن يوفق الله القائمين بالدعوة للسنة لتفقد أحوال أهل السنة , والنشر عنهم وعن أحوالهم, وعسى الله أن يجمع شملهم.
أولستم أحق الناس ياأهل السنة بجمع الشمل ووحدة الكلمة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَقُوا ) [ آل عمران : 103 ]. والنبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ يقول _ كما في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه -: (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )).
ويقول _ كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير-: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))
فالرافضة شغلت العالم بإعلامها، وأضلت كثيراً من الناس، بل شغلتهم عن أداء مناسك الحج، فالناس يأتون من كل فج عميق؛ ليؤدوا مناسكهم؛ وليذكروا الله في تلك الشعائر المباركة، فما يشعرون إلا بخروج الرافضة بالمظاهرات الجاهلية يهتفون: "خميني خميني". فمن الذي يستطيع أن يفرق هذه الجموع التي عتت عن أمر ربها، وجعلت الحج شعاراً للفوضى والصخب والدعوات الجاهلية، لا يستطيع _ بإذن الله _ إلا أهل السنة إن اجتمعت كلمتهم، وكانوا أهل سنة حقاً.
إن هذه اليقظة الإسلامية التي أرادها الله تحتاج إلى رعاية، ومن يقوم برعايتها إلا أهل الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنة؟!.
وإن شاء الله سيأتيكم الجزء الثاني من النصيحة وهو بعنوان علاج الاختلاف الناشئ بين أهل السنة المعاصرين.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

12d8c7a34f47c2e9d3==