المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال العلماء في الطاغية صدام حسين البعثي


كيف حالك ؟

سعيدبن عفير
08-19-2004, 06:51 AM
أقوال العلماء في الطاغية صدام حسين


( 1 ) ماذا قال الشيخ العلامة ابن باز- رحمه الله تعالى- في الطاغية صدام حسين ؟

1 - صدام الذي هو أكفر من اليهود والنصارى وأضل منهم . صـ 152 الجزء السادس مجموع فتاوي ومقالات متنوعة تأليف الشيخ ابن باز .

2 – ( س ) هل حاكم العراق كافر ويجوز لعنه ؟

( ج ) هو كافر وإن قال لاإله إلا الله , حتى ولو صلى وصام مادام لم يتبرأ من المبادىء البعثية الالحادية ويعلن أنه تاب إلى الله منها وماتدعو اإليه .
نفس المصدر صـ55

( 2 ) الشيخ العلامة مقبل الوادعي- رحمه الله تعالى- صدمه الله بالبلاء إنه يؤمن بالجبت والطاغوت , ومعتدي بعثي. في كتابه تحفة المجيب صـ 53 ,92 .

هادي بن علي
05-21-2012, 08:58 PM
تَذْكِيْرُ الغَـافلِيْنَ
بـِحَـقِـيْقَـةِ
صَـــــــدَّام حُسـَـيْن
ويليه
الشرح و الإيضاح
لفــتـوى سـمـاحـة الشـيـخ
عبد العزيز بن باز في صدام حسين وحزب البعث

لفضيلة الشيخ
فــالح بن نافع الـحـربـي




إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيّئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلَّ له, ومن يُضلل فلا هاديَ له, وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله...
وبعد :

فهذا الحـدثُ كانَ - لابـُد - من الكلام عنه و البيــان فيه لأنه قد كثُـر السؤالُ عنه ، وكثـُرت الاستشكالات عليه ، خــُصوصاً أن هذا الرَّجـُلَ كان محل جدلٍ و مثارَ فتنةٍ فــي حياتهِ - من قبل- ماجرى عليه ماجرى - وأرى الله فيه مصائِر الظالمين ؛ فالله – سبحانه وتعالى _ ( يـُمهلُ ولا يُهمل ) ، ورسُـولُنا الكريم -صلى الله عليه وسلم – يقولُُ - فيـما صحَّ عنهُ- : ((..إن اللهَ ليُمهِـلُ للظالم حتـَّى إذا أخَـذَهُ لـم يُفلتهُ)) – ثـُمَّ - قـَرأَ قـَولـَهُ تعالى– : { وَكَـذلِـكَ أَخْـذُ ربِّكَ إذا أخذ القـُرى وَهيَ ظـَالـِمةٌ إِنْ أَخْـذَهُ أَليمٌ شَدِيْدٌ } ]سورة هود 102 [.

وقـد صحَّ عنه –عليه الصلاة والسلام- أنه قال { أما الفاجرُ فيستريحُ منه العباد والبلاد والشَّجرُ والدواب..}. وهذا الفـاجرُ لـم يستـرح منه البشرُ – بل - الكونُ !، ومعلومٌ ماجرى منه من الطغيان والفجور والفساد العظيم فـي الأنفس والدماء ، وفي الأمن وفي الخوف، وفي بلده وعلى البشر –جميعا- وكذلك خارج بلده عندما غزا دولةً ، وشرَّد أهلها، وجعل العالمَ في حرجٍ وفي خوفٍ، وهدّد بلاد الحرمين واحتل ما احتله منها ؛ فأخزاه الله - جلّ وعلا-ورده على عقِـبيْهِ خائباً، وبعد ذلك حصلَ له ما حصل من الهزيمة والـخزي ؛ وهذا من عاجل انتقام الله –سبحانه وتعالى- وإخزائه للظالمين وإذلالهم ،فـذَلَّ وخَـزِي.

وبقيت فتنتهُ - وبقي ما بقي- من تهديد هذا الفاجر من للدماء والحرمات، ثـُمَ أرى الله –سبحانه وتعالى- فيه العبـرةَ والعـِظةَ، وهكذا مصائرُ الظالمينَ ؛ فقد -وُجد ما وجد- من ذهاب دولتهِ، وما جرى لأهله وأولادهِ ، وسبّب هذه الفتنة العظيمة ،وهذه الدماء التي تسيل كل يومٍ ، و- أوجد ما أوجد- من الفوضى التي لا تخفى على أحدٍ ، وأرى الله فيه ما يحدث للظالمين بسبب ظلمهم،ومصائرهم،والتي ينبغي أن يعتبر بها العقلاء ، فأسلمه لعدوه - الذي هو الظالـِمُ الأخر- انتقمَ منه .

ولقد بقي الرجُل على ماهو عليه من زندقة وإلحادٍ ، ومبادئٍ خبيثة ٍ، وهي مبادئ حزب البـعث القومـي الـعلمانـي ، والذي قائدهُ – وهو رمزُ هذا الرجل وأستاذهُ - (ميشيل عفلق النصراني ) والذي قد جعلَ له صدام تمثالاً فـي بغدادٍ ، وأشاد به وأعتز به ، وبما هو عليه من إجرام ، حتى أنه قال هذا المجرم صدام - بعد أن جعل قدوته (لينين) و(ما لتي هونغ ) - أشاد بشيخه وبأستاذه -وبهذا الحزب القومي- الذي يقول قائلهم :

أمنتُ بالبعثِ ربـاً لاشريكَ لهُ *** وبالعروبة دينـا ماله ثـانـي
ويقولُ قائلهم - أيضا- :
فهبْ لي ديْناً يجمعُ العُرْبَ أمةً ** ومـُرَّ بجـثماني على ديني برهمي
سلاماً ؛ على كفرٍ يُوحـِّدُ بيـننا ** وأهــْلاً وسهلاً بعدهُ بجهنمي

فهذا انتصار لـ(مشيل عفلق) ومبادئه – مبادئ حزب البعث-؛ لأن دين الإسلام لايجمعُ العُرْبَ النصارى والكفار، وإنما يجمعهم هذا الحزب الخبيث ، وهذا الذي أشاد به صدام قائلاً :((...ثم إن الأستاذ ميشيل هو الذي أنشأ الحزبَ ،وليس صدام حسين ، وكيف يمكن أن ننسى فضل الأستاذ ميشيل عفلق على صدام حسين – نفسه – فـي هذا المكان ، فلولا الأستاذ عفلق لما وصل صدام إلى هذا المكان ،..)).

ويقولُ –أيضا –((...صحيح أنه ليس هو الذي قام بالثورة - يعني ميشيل عفلق –وأن صدام حسين هو الذي وصل إلى هذا الموقع ، بمواصفاته النضالية...))

و مع الأسف هنالك من أزرى بنفسه – كما نشر في شبكات الإنترنت – يُشـيدُ بمواصفات صدام ويمدحـهُ ، ويمدحه بكونه "شُجاعاً" فكيف كانت شـجـاعـتـه!؟؟..لـقد كانت فـي قـتل المسلمين وفي سـفك الدماء ، وفـي الطغيان والـجبروت ، وتـرديد الـكفر والإلـحاد والـزندقـة ، فـكيف يُـمدحُ على هذا الجبروت !!؟.
يقول صدام :(( وأن صدام حسين هو الذي وصل إلى هذا الموقع ،بمواصفاته النضالية –على وجه الأساس – ولكن :بأيِّ رُوحيـَّةٍ صنعنا الثورةَ ؟ ،وبأي روحيـَّةٍ نـاضل البعثيون ،وضّحوا تحت لواء أي عقيدةٍ ؟،، بروح البعث ونضال البعث ..وأن مؤسس البعث هو الأستاذ ميشيل..فلذلك يجب أن نحترمه ...)) فهذا كلامُ صدام حسين .
يقول هذا الكلام وهو يضحك على السـُّذج من الناس ، ويُلبسُ عليهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويكتـُبها فـي خرقةٍ ويجعلُها خلفهُ ، ويزعُمُ أنه المؤمنُ وأنهُ المُجاهدُ، فينخدعُ السـُّذجُ من النّاس ، مما دعا أهل العلم من أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمة الله عليه – أن يبيـّن للناس ، ليهلك من هلك عن بيـّنةٍ ويحيا من حيَّ عن بيـنةٍ .





الشرح والإيضاح
لفتوى الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز
في صدام حسين وحزب البعث الاشتراكي


أقــرأ ما تـَكَلمَ بـِهِ وكـتـبـه سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله – كما فـي : ((الفـتاوى له/ج6 )) :
فقد قال – رحمه الله – بعد أن أشار إلى عدوان صدام على الكويت وانتهاكه للأعراض ، وسفكه للدماء ، واحتلاله للبلاد ، وإهلاكه للحرث والنسل ، ويسـَّر الله حكومة الحرمين بقيادة الرجل العظيم فهد بن عبد العزيز -رحمة الله عليه – أن تنصـُر المظلوم المعتدى عليه ، إنطلاقاً من قوله –عليه الصلاة والسلام-(( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) ، فقامت بما قامت به من نصرة المظلوم ،وأبعدت الظالم، وأخرجته خاسئاً ذليلاً من حدودها لما احتل مدينة (الخفي) فيقول الشيخ –رحمة الله عليه- عن الأفاعيل والجرائم التي كان منها ما ذكرناهُ وغيرهُ -((...ما يفعل هذا من له أدنى عقل ،أو أدنى دين، أو أدنى مرؤة أو أدنى حياء ، ثم بعد ذلك يلبس لباس الإسلام ، ويُنافقُ، ويــدَّعِـي أنه يطلبُ الجهاد ، فهكذا يكون النفاقُ والكُـفرُ البواح ، ومعلومٌ عن حزب البعث والشيوعية ، وجميع النِّحَل المُلحِدة ، والـمنابذة للإسلام ، كالعلمانية وغيرها ، فكـُلُّها ضدَّ الإسلام، وأهلُها أكفرُ من اليهود والنصارى ..))

التعليق:
ووالله لقد سمعنا مراراً – رحمه الله –قوله هذا ، وأنه قد أستُعـينَ باليهود والنصارى ، وهم أخفُّ كُفْراً منه ، وهو أشدُّ كفراً من اليهود والنَّصارى – هو – ومن على شاكلته -.

- ويقول – رحمة الله عليه- ((وأهلها أكفرُ من اليهود والنصارى،لأن اليهود والنصارى تُـبَاحُ ذبائحُهم، ويُباحُ طعامهم ونساؤهم المحصنات، والملاحدة، لا تُباح ذبائحهم ولا نساؤهم، وهكذا عُـبَّادُ الأوثان من جنسهم لا تُباح ُ نساؤهم، ولا يباح طعامهم ، ولا ذبائحهم ،وكل ملحدٍ لايؤمن بالله فهو شرٌّ من اليهود والنصارى، كالعبثيين والعلمانيين الذين ينبذون الإسلام وراء الظهر، ويريدون غير الإسلام، وهكذا الشيوعيين الذين يُـسمون بالاشتراكيين، وكل النِّحل الملحدة ،وكل من لايؤمن بالله واليوم الآخر يكون كفره أشرُّ من اليهود والنّصارى ، وهكذا عبـَّاد القبور وعبّاد الأشجار ،والأحجار ،أكفر من اليهود والنصارى، ولهذا ميـّز الله أحكامهم ، وإن اجتمعوا فـي الكُفر والضلال، ومصيرهم النّارُ جميعاً ،ولكنهم متفاوتون في الكفر والضلال ،ومصيرهم النار إن ماتوا على ذلك ،ولكنهم متفاوتون ، فإذا أراد البعثي أن يدعي الإسلام ، فلينبذ البعثية والاشتراكية والشيوعية ،ويتبرأ منها ويتوب إلى الله من كل ما يخالف الإسلامَ ، حتى يُعلم صدقُـه ، ثم إذا كان هذا العدو الفاجر الخبيث صدام حاكم العراق ؛ يريد أن يُسلم ويتوب فعليه أن ينبذ ما عليه من البعثية ويتبرأ منها ، ويعلن ، ويرد البلاد إلى أهلها ويرد المظالم إلى أهلها ،ويتوب إلى الله من ذلك ، ويسحب جيشه من الكويت ،ويعلن التوبة إلى الله ويُـحكِّمٌ الشَّريعة في بلاده،حتى يعلم الناسُ صدقه ُ،والمقصود أن جهادهُ من أعظم الجهاد ، وأنه جهادٌ لعدو مُغير ...)).
التعليق :
يقول – رحمه الله – وقد سئل عن حكم هذا الزنديق ، حيث جاء في السؤال :هل يجوز لعن حاكم العراق ، لأن بعض الناس يقول أنه مادام أن ينطق بالشهادتين، نتوقف في لعنه !؟؟
جواب الشيخ –رحمه الله- هنا على بعض ما فيه هذا السؤال :
((... ويقول السائل : أنه مادام أن ينطق بالشهادتين ، نتوقف في لعنه ..))
فهذا هو منطق الذين يزعمون أنه نطق بالشهادتين وإن لم يتب ولم يُـصلح ولم يبيـّن !!.
وهنالك- أيُّها الأخوة – فَرْق ٌبين شخصٍ شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛إبتداءً، فهذا يُكـَّفُوا عنهُ ، ويُحكَموا بإسلامهِ، وهذا مثله كمثل الذي قـتـلـه أسامة بن زيد –رضي الله عنه- حينما رفع إليه السيف ، فقال:" أشهد أن لا إله إلا الله" فقتلهُ ، وعاتبه النبي –صلى الله عليه وسلم – على قتله ، لأنه عُصِمَ، كما جاء في الحديث (( من قال لا إله إلا الله ...فقد عصم دمه وماله وعرضه ..)) إلا بحقها ،أي تُدرأ عليه الحدود ، فهذا إذا لم يتمكن من العمل ، أما إذا تمكن من العمل ،ثم تزندق ؛ وإن قال لا إله إلا الله ،فما هو معنى لا إله إلا الله !؟ ، معناها : هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ،قال تعالى:- {..فَـمَن يَكْفُر بالطاغوتِ ويؤمنْ باللهِ فَقَدِ اسْـتَمْسَكَ بالعُرَّوةِ الوُثْقَى..} ]البقرة[250

فكيف يكون مستمسكاً بالله وينقُضُها بأفعاله ولم يَتُبْ !؟؟
وقد قال الله –سبحانه – {إنَّ الذَّيْنَ يَكْتُمُونَ مـَا أَنْزَلنا منَ البيِّناتِ والهُدى مِنْ بَعْدِ مَابيَّناهُ للنَّـاسِ فـيْ الكِتابِ أُؤلئكَ يلعنُهمُ اللهُ ويلْعَنُهمُ اللاعِنُونَ * إلاَّ الـذيْنَ تَابُواْ وأصْلَحُواْ وبيَّنُواْ فَـأُؤلَئِكَ أَتـُُوبُ عَلَيْهِمْ وأَنــا التـَّوَابُ الرَّحِيْمُ}. ]البقرة 160 [
فهذه قاعدةٌ عند أهل العلم ، وعند أهل السنة والجماعة ،وهي أن من تزندق -كَتـَزنْـدُقِ هذا الرَّجُلِ – وأن من ألحدَ ، بل حتى الذنوب - فضلاً عن الإجرام كالذي عند هذا الرجل والإلحاد ،والزندقة وترديد الكفر ؛ كالقومية والاشتراكية والعلمانية ، ومبـادئ حزب البعث ؛؛؛

وَمَسَاوِيءُ لوْ قُسِّمْنَ على الغَوَانِـيْ*** لـمَا أُمـْهِرْنَ إلاَّ بـِالطَّـلاقِ

فمن كان هكذا – بل حتى الذنب وإن لم يكن مخرجاً عن المِّـلَّةِ- فإنَّـهُ لابُدَّ للتـَّوبَةِ من الإصلاحِ والبيانِ .

فأولاً: التوبة ,,, ثم يأتـي الإصلاحُ ،والبيانُ ، وذلك لكي يكونَ دليلاً على صدق توبته ،وعلى أنهُ تاب ،وإلا فلن يُقبلَ منهُ ، كمن يقول-: لا إله إلا الله ؛ ولم يكفُـر بالطاغوت ،وهو زنديق ، وهو يؤيد من يقول-:
- أمنتُ بالبعثِ ربـاً لاشريكَ لهُ *** وبالعروبة دينـاً ماله ثـانـي..
- فهبْ لي ديْناً يجمعُ العُرْبَ أمةً ** ومُرَّ بجـثماني على ديني برهمـي
و ( البراهمة ) : هو دينُ الهُنود.
- سلاماً ؛ على كفرٍ يُوحِّدُ بيـننا ** وأَهْلاً وسهْلاً بَعْدهُ بِجَهَنَّمِيْ
ويُعاقبُ علـى ذلك ، ويـُؤلبُ ، ويـتـفنـَّن، وينـتـقم لنفسه ، حتى فـي الجَـبَـرُوتِ إلـى أخِـر لحـظةٍ ، وممـما يَـصِفُه له بعـضُـهُم – مع الأسف – بأنه : (( شجاعة ))!! ؛ فهذا جبروت.
فرعون عند هلاكهِ رقَّ وقال :{ أَمَنْتُ بأنهُ لاَ إلهَ إلاَّ الذِّيْ أَمَنَتْ بِهِ بَنُوْ ءِاسْرَائِيْلَ } ولم ينفعهُ ذلك ، فقال له الله –سبحانه وتعالى- {ء َالئَنَ وَقَدَ عَصَيْتَ قبلُ..} ]يونس[90
أما هذا الفرعون الطاغية فهو إلى أخر لحظة –وهو متجبرٌ-ويقول:" لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"وهو لا يُحقِّقُها، بل ينقُضُها، في حياته كُلِّها .
ووالله لقد كان في مصير صدام آية لكنَّ النـَّاسَ لايعْتَبِرُونَ ، يقول الله – جلَّ وعلا – :{..وَإِنَّ كثيراً منَ النَّاسِ عنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ..} .



فَجوابُ الشيخ ابن بازٍ –رحمة الله عليه – عن سؤالِ هل يجوز لعن حاكم العراق ، لأن بعض الناس يقول أنه مادام أن ينطق بالشهادتين، نتوقف في لعنه ؟،وهل يُجزم بأنه كافرٌ ، وما رأي سماحتكم فيمن يقول أنه كافرٌ؟
فكانَ جوابُه – رحمه الله – بالنـَّصِ :
(( هو كـَافِـرٌ وإن قال لا إله إلا الله ، حتى ولو صّلى وصام ،مادام لم يتبرأ من المبادئ البعثية الإلحادية ، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعوا إليه ، وذلك لأن البعثية كفرٌ وضلالٌ ،وما لم يعلن هذا فهو كافرٌ ،كما أن عبد الله بن أُبيٌّ كافرٌ، وهو يُصلـِّي مع النَّبي – صلى الله عليه وسلم - ويقول لا إله إلا الله ، ويشهد أن محمدا رسول الله ،وهو من أكفر الناس ، وما نفعه ذلك لكفره ونفاقه ، فالذين يقول لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالعبثيين والشيوعيين وغيرهم ،ويصلون إلى مقاصد دنيوية ، فهذا ما يُخلـِّصوهم من كفرهم لأنه نفاقٌ منهم ، ومعلومٌ عقاب المنافقين الشديد كما جاء فـي كتاب الله : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا" ...-وقال رحمه الله – فصدام بدعواه الجهاد ، وبدعواه أنا مؤمنٌ ،كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه عن النفاق ،ولكي يعتبر من يدعي الإسلام مؤمناً حقيقياً ؛فلابد من التصريح بالتوبةِ مماكان يعتقدهُ سابقاً،ويُؤكِّـدُ هذا بالعملِ بقول الله تعالى-: {إلاَّ الـذيْنَ تَابُواْ وأصْلَحُواْ وبيـَّّـنُواْ } ]البقرة160 [، فالتوبةُ الكلامية، والإصلاح الفعلي لابد معه من بيانٍ، وإلا لم يكن المـُدَّعِي صادقاً ،فإن كان صادقاً فليتبرأ من البعـثيَّةِ ،و ليخرُج من الكويت ، وليَخْـرُجَ منَ الكويت، وليَرُدَّ المظالمَ إلى أهلها،ويُعْلِنْ توبَتَهُ منَ البَعثِيْةِ ، وأن مبادئها كفرٌ وضلالٌ ،وأنَّ على العبثيين أن يتوبوا إلى اللهِ ويتوبوا إليهِ ،ويعتنقوا الإسلامَ ، ويتمسَّـكُوا بمبادئهِ قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً،ويستقيموا على دينِ الله، ويؤمنوا بالله ورسوله ..))

التعليق :
انظر لقوله-رحمه الله -: ((أن يتوبوا إلى اللهِ ويتوبوا إليهِ ،ويعتنقوا الإسلامَ ، ويتمسَّـكُوا بمبادئهِ ... )) فهذا الإمام يرى أنهم لم يتمسكوا بمبادئه مع أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله ،وأن محمداً رسُولُ الله .
ثم قال -: ((..ويؤمنوا بالله ورسًوله..)) ؛ فهو على حاله – وهم على حالهم – لا يؤمنون بالله ورسولهِ، ولو كانوا يؤمنون بالله ورسوله لاتـَّـبَعُوا دينَ الله وشرْعَ رسُولهِ ، ولحـَّكَموه ولأمنوا به .
ويا سبحان اللهِ.!! أتعجَّبُ حينما يبلُغني أن بعضهم يُقارن بين صدام حسين وبين الحجاج بن يوسف ، فهذا أمر عجيب وخطير .
فالحجـَّاج بن يوسف رجلٌ في دولةٍ إسلاميةٍ على الإسلام ، ولم يبتدع مبادئ كهذه المبادئ البعثية الاشتراكية العلمانية الشيوعية ، ويُقـِّدسُ رُمُوزَها ،وإنما هو – كمن كتب من كتب فيه – رجلُ دولةٍ وَجدَ عنتاً ، فأخذها ووُكِّلَ، وأخذ يُطَّوِعُ النَّاسَ – ولاشك َ- أنهُ ظالمٌ ،ومتعدِّيِ، لكن ظلمه في سفك الدماء ، وقد ذكر الرسول –صلى الله عليه وسلم – أن من ثقيف كذَّابٌ ،ومجير ، فالكذاب ابن أبي عبيد ، والمجير الحجاج بن يوسف .
فكان كثير السفك للدماء ، ومع ذلك فقد جرى ما جرى من علماء السُّنة ومن علماء المسلمين من يطعن في الحجاج ، ومنهم – ربما – من قال أنه طالما أرتكب هذه الجرائم وهذا السَّفك ؛ رأوهُ غير مؤمنٍ،مع أنه لا يوجد عنده شيء مما في عقائد صدام، وإنما عنده سفكه للدماء والظلم ، وهذا الذي حمل خروج أئمة من أئمة أهل السنة ، ومن القادة كعبد الرحمن بن الأشعث ومن خرج معه من الأئمة والعلماء ، وقد قتل من العلماء سعيد بن جبير –رحمه الله – فقد أخرجهم هذا الظلم ،لكنه كان ظلماً في سفك الدماء ، والجُرأةُ في سفك الدماء ،ولما رأى عمر بن عبد العزيز ما فيه كفَّ أئمة الإسلام عن تكفيرهِ، ولأنه عند أخر رمق له عند موته ،يُناشدُ ربَّهُ :" يارب !! يزعم من يزعمُ أنك لا تغفرُ للحجاج " وخاف مما جرى له .
وأمَّـاصدام ؛ فهل خاف مما جرى له .
هل قال كنت على جريمة كذا ..
هل قال أنا كنت على عقيدة كذا ..وأنا أتبرأ منها ؟.
هل ذكر الإلحاد والزندقات وتحّلل منها وأنكرها ؟.
-ويزعمُ الأغرار والجهلة والغافلون – مع الأسف – والحركيون الذين هم سياسيون – ونحن لا شأن لنا بهم ، كذلك القوميين لا شأن لنا بهم ،لكن نحن نظر للإسلام ، وللولاء والبراء على الإسلام ، يزعمون أنه إن قال أشهد أن لا إله إلا الله عند الموت فإنها تنفعهُ !.
أتنفعهُ وهو ينقُضُها في حياته ِ، وحديث : (( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة )) هذا فيمن حقَّقها في حياته ِ،وكفر بالطاغوت ، والذي عاش عليها ومات عليـهـا ،فـهذا هـو الذي تنفعه ، أما مثل هذا الطاغـية فهذا مثل فرعون ، لا تنفعهُ .
ويُشَّـبِهُونَ على النَّاس ويقولون :(( أنه مسجون فـي زنـزانـة وكيف يعلن توبتَهُ !؟؟)) .
وكان يستطيع أن يعلنها في المحاكمة ، وأخوه يقول : " عاش البعث!! ، عاش البعث !!" فلم يُنكِرْهَا عليهِ ، وكان – أيضاً- يـُمكِنهُ أنْ يـَقُولَ: " أنا تبرأتُ من البعث ... ومما كنت أقوله في البعث ... وما كنت أفعل ..وأتوب إلى الله من ذلك..." ، وكان بإمكانه أن يكتب ذلك في زنزانتهِ ، وكان بإمكانه أن يكتب كلاماً يُنقلُ عنه ، وكان بإمكانه أن يقول هذا في أخر لحظةٍ – أيضاً- وحينئذٍ نقولُ : نعم .
فـما هـذه السَّـذاجـة ؟ ، و مـا هـذا الإزراء ؟ ، وحـقيـقـة – نحن – نـُزرِي بـأنـفُسِنا حينما نرى هذا الطاغي الذي أرانا الله فيه عجائب قدرته ،وأرانا الله فيه مصائر الظالمين لكي نعتبر بها ، فنقول هذا مسلمٌ ، أو نحن نتوقف – سبحان الله – فما هذه العقلية ؟ .
أليس عندنا ولاءٌ وبراءُ ، ألسنا نعرف آيات الولاء والبراء في كتاب الله وفي سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم –وأحاديث الولاء والبراء في السنة ، فلماذا هذه الحيرة يا أمة الإسلام ؟ .
لقد قال هذا الكلام الشيخ عبد العزيز بن باز ، وذلك لكي يقطع الطريق على الجهلة ، و الذين لا يعرفون عقيدة أهل السنة ، ولا يعرفون الولاء والبراء في كتاب الله وفي سنة رسوله،ولا يُحكـِّمون العلم ، فبيّن لهم ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ،ويحيا من حيَّ عن بيـِّنةٍ .
نعود إلى كلام الشيخ ابن بازٍ حيث قال : ((...ويستقيمُ على دين الله ، ويؤمنُ بالله ورسوله، ويؤمن بالآخرة ،إن كانوا صادقين ، أما البهرج ،والنفاق فلا يصلح عند الله ، ولا عند المؤمنين ، يقول الله- سبحانه وتعالى -: { إِنْ المنافِقينَ فيِ الدَّركِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ..} ويقول -جل وعلا-: {ومنَ النَّاسِ منْ يَقُولُ ءآمنـَّا باللهِ وباليومِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمؤمِنِيْنَ.يُخَادِعُونَ اللهَ والذِّيْنَ آمَنُوا ْوَمـَا يخْدَعُونَ إلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَـا يَشْعُرُونَ. في قُلُوبهم مرضٌ فَزَادَهُم اللهُ مَرَضَـاً ولهم عذابٌ أليمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ.وإذا قِيل لهُم لاَ تُفْسِدُوا في الأَرْضِ قالُوا إنما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ألا إنهمُ هُم المُفْسِدُونَ ولَكِنْ لايَشْعُرُونَ...} ]البقرة7-11[ ؛ فهذه حال صدام وأشْباهُ ممن يعلن الإسلام نفاقاً،وهو يذيق المسلمين أنواع العذاب و الظلم ، ويُقيم على عقيدته الإلحادية البعثية)).
التعليق :
يــا إخوة الإسلامِ..
قد قـرأنا كلام هذا الإمامِ – رحمة الله عليه – وهنالك الكثير من إجرام هذا الطاغية ، ولقد مرَّ معنا قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –(( أما الفاجرُ فيستريحُ منه العباد والبلاد والشَّجرُ والدواب..)) ، وهذا الظالم الطاغية الزنديق البعثي الملحد ، الذي عاش ينقض لا إله إلا الله ، ولم يكفر بالطاغوت ،ولم يسلم الناس من فتنته ومن شره ، ولم يستريحوا من فساده ومن ظلمه ،وطغيانه – حتى – بعد موته لم يستريحوا منه ، وأبقى ما أبقاه من هذه الفتنة .
فكيف لأهل الإسلام –مع الأسف –أن يُخدَعُوا بأنه مسلمٌ ؟!.
وُضَلَّلُ هؤلاء – مع الأسف – وقد يَضُرُّهُم هذا في دينهم ، وفي عقيدتهم ، وفي ولائهم ، وفي برائهم ، فهو فتنة في حياته وبعد هلاكهِ.
يشْهَدُ من كان مع هذا الطاغية الكذَّاب الدجال ، عندما عُقِد مؤتمرٌ وكان يرأسُهُ الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله - في مكة المكرمة، وهو يطوف بالبيت – ويشهد عليه ثقةٌ إلى جانبه –أنه وهو يطوف يقول:" انظر إلى هؤلاء المغفلين ..يطوف بحجرٍ ، ويُقبِّلُونَ حجراً.." .


الخاتمة
أبعْدَ هذا أيُّها الأخوة نجدُ من يحكم له بالإسلام ، ويترحم عليه ، ويلبـّس على جهلة المسلمين ،،،:
حنانيك بعضُ الشَّرِ == أَهْـوَنُ مِنْ بَعْـضِ
فليتقِ الله كل من يشهدُ زوراً وظُلماً ، و- أيضاً- من توقف في حُكْمِهِ ، فليتقِ الله ، ولا ينْخَدِع، ويَخدع الأمةَ ، ويُـلبِّسُ عليها كما لبَّسَ هذا الطاغيةُ المُجرمُ ، والذي عاش فتنةً على الأرضِ ، وفتنةً وهو تحت الأرض .
فهذا ما أحببتُ قَوْله ، ولعلَّ فيه ما يكفي، وأسألُ اللهَ تعالى أن يرحم سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ؛ والذي نصح لأمتِهِ ودينهِ وإسلامهِ حيـَّــاً ، وبقي نُــصْحُهُ وبيَانهُ بعد موتهِ ، نسألُ الله أن يُثِيْبَهُ على هذا البيـانِ ، وعلى علمه الذي تركه للأمة ، حتى يسيروا في طريق الحق ، فلا يضلُّـوا ..
ونعوذ بالله من الفتن ما ظهرَ منها وما بطن َ ..
وصلى الله وسلَّم وباركَ على عبده ورسوله ِمحمد ...
والله أعلم
فالح بن نافع الحربي

12d8c7a34f47c2e9d3==