المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر ومنزلته في العقيدة


كيف حالك ؟

السلفيه
08-18-2004, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


قال الامام احمد رحمه الله‏:‏ ‏"‏ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعا من كتابه‏"‏‏.‏
وفي الحديث الصحيح‏:‏ ‏"‏الصبر ضياء‏"‏‏.‏ رواه احمد ومسلم‏.‏
قال عمر رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏وجدنا خير عيشنا بالصبر‏"‏‏.‏ رواه البخاري‏.‏
وقال علي رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏ان الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد‏"‏، ثم رفع صوته وقال‏:‏ ‏"‏الا انه لا ايمان لمن لا صبر له‏"‏‏.‏
وقد روى البخاري ومسلم مرفوعا‏:‏ ‏"‏ما اعطي احد عطاء اوسع من الصبر‏"‏‏.‏
والصبر مشتق من صبر اذا حبس ومنع؛ فهو‏:‏ حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب‏.‏
وهو ثلاثة انواع‏:‏ صبر على فعل ما امر الله به، وصبر على ترك ما نهى الله عنه، وصبر على ما قدره الله من المصائب‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا اَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ اِلَّا بِاِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏}‏ ‏:‏ قال علقمة‏:‏ ‏"‏هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم انها من عند الله، فيرضى ويسلم‏"‏‏.‏ وقال غيره في معنى الاية‏:‏ اي‏:‏ من اصابته مصيبة، فعلم انها بقدر الله، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله؛ هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان اخذ منه‏.‏ وقال سعيد بن جبير‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏}‏ ؛ يعني‏:‏ يسترجع ويقول‏:‏ ‏{‏اِنَّا لِلَّهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏}‏ ‏.‏

وفي الاية الكريمة دليل على ان الاعمال من الايمان، وعلى ان الصبر سبب لهداية القلوب، وان المؤمن يحتاج الى الصبر في كل المواقف‏:‏

_يحتاج اليه مع نفسه امام اوامر الله ونواهيه بالزام نفسه بالتزامها‏.‏

_ويحتاج الى الصبر في مواقف الدعوة الى الله تعالى على ما يناله في سبيلها من مشقة واذى؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُ اِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ اِنَّ رَبَّكَ هُوَ اَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ اَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ‏}‏ الى قوله‏:‏ ‏{‏وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ اِلَّا بِاللَّهِ‏}‏ ‏.‏

_ويحتاج الى الصبر في موقف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يلاقيه من اذى الناس؛ قال تعالى عن لقمان‏:‏ ‏{‏يَا بُنَيَّ اَقِمِ الصَّلَاةَ وَاْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا اَصَابَكَ اِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْاُمُورِ‏}‏ ‏.‏
_المؤمن بحاجة الى الصبر امام مواجهته المصائب التي تجري عليه؛ بان يعلم انها من عند الله؛ فيرضى، ويسلم، ويحبس نفسه عن الجزع والتسخط الذي قد يظهر على اللسان والجوارح‏.‏

وهذا من صميم العقيدة؛ لان الايمان بالقدر هو احد اركان الايمان الستة، وثمرته الصبر على المصائب؛ فمن لم يصبر على المصائب؛ فهذا دليل على فقدان هذا الركن او ضعفه لديه، ومن ثم سيقف امام المصائب موقف الجزع والتسخط،

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏"‏المصائب نعمة لانها مكفرات للذنوب، وتدعو الى الصبر فيثاب عليها، وتقتضي الانابة الى الله والذل له والاعراض عن الخلق‏.‏‏.‏‏.‏ الى غير ذلك من المصالح العظيمة، فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب والخطايا، وهذا من اعظم النعم، فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق؛ الا ان يدخل صاحبها في معاص اعظم مما كان قبل ذلك، فيكون شرا عليه من جهة ما اصابه في دينه؛ فان من الناس من اذا ابتلي بفقر او مرض او وجع؛ حصل له من النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له الضرر في دينه؛ فهذا كانت العافية خيرا له من جهة ما اورثته المصيبة، لا من جهة نفس المصيبة؛ كما ان من اوجبت له المصيبة صبرا وطاعة؛ كانت في حقه نعمة دينية؛ فهي بكونها فعل الرب عز وجل رحمة للخلق، والله تعالى محمود عليها، فمن ابتلي فرزق الصبر؛ كان الصبر عليه نعمة في دينه، وحصل له بعد ما كفر من خطاياه رحمة، وحصل له ثناء ربه عليه؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏اُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ‏}‏ ، وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات؛ فمن قام بالصبر الواجب؛ حصل له لك‏"‏‏.‏ انتهى‏.‏

من كتاب الارشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ صالج الفوزان حفظه الله

أم حمد
08-18-2004, 11:59 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

الأثرية
08-19-2004, 01:19 AM
بارك الله فيك اختي السلفيه

وجزاك الله خير

نميره
08-23-2004, 01:52 AM
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

12d8c7a34f47c2e9d3==