المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلماعات في التعامل مع المصائب والفتن


كيف حالك ؟

خالد الردادي
08-12-2004, 03:34 AM
إلماعات في التعامل مع المصائب والفتن



إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...

فإنه يطيب لي في هذه الأمسية أن نلتقي بأخوة فضلاء ، ونشكر الأخوة القائمين على المركز السلفي مركز مصعب بن عمير جهودهم الخيرة الطيبة لنشر العلم والاتصال بالعلماء وطلب العلم – وإن كنت لا أزعم أنني منهم - ، ونسال الله -عزوجل- لنا ولهم التوفيق والسداد وأن يستمروا على هذا المنوال في نشر السنة ونصرتها وإفادة إخوانهم والحرص على العلم تعلما وتعليما ، إفادة واستفادة.

وموضوع كلمتي في هذه الليلة إلماعات في التعامل مع المصائب والفتن ، هذه الإلماعات هي عبارة عن معالم ينبغي لطالب العلم أن يجعلها نصب عينيه وأن يأخذها وينظر فيها ويتأملها.
فإن هذه الأمور لابد من النظر فيها خاصة في زمن الفتن ونزول المصائب – جنبنا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفقنا وإياكم للثبات على السنة ولزومها-.

ولا ريب أن من أصول الإيمان وأساس الملة التصديق والإيمان بكل ما أخبر به الله –عزوجل- وأخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- ومن كان في شك مما أخبر به الله ومما أخبر به رسول –صلى الله عليه وسلم- فهو لم يدخل الإيمان في قلبه والعياذ بالله.
وإن مما أخبرنا الله ورسوله به ما يخص الفتن التي سوف تتعرض لها هذه الأمة سواء على مستوى مجموع الأمة أو على فرد من أفرادها .

وهذه الفتن – أيها الأخوة- متنوعة ..فالكفر والشرك والبدع فتنة ، والوقوع في كبائر الذنوب والمعاصي فتنة ، والمال فتنة ، والنساء فتنة ، والأبناء فتنة ، والسلطان والملك فتنة ، وتسلط الأعداء فتنة ، والظلم والجور فتنة ، وترجع هذه الفتن بكل أنواعها إلى قسمين رئيسيين:

الأول: فتنة الشبهات.
والقسم الثاني فتنة الشهوات.

أما فتنة الشبهات فهي كثيرة للتشكيك في الدين فالوقوع في الشرك أو البدع أو اختلاط الأمر على الإنسان فلا يميز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة، والمباح والمحرم وغير ذلك فهذه فتنة الشبهات ودواؤها كما سيأتي الإشارة إليه دواؤها يكمن بتعلم العلم وسؤال أهل العلم .. فبالعلم تزال كل الشبهات.

وأما فتنة الشهوات وهي الغالبة كالافتتان بالنساء أو بالمال الحرام أو بالمنصب أو بالجاه ومن الفتن التي من قيبل الشهوات الظلم والبغي أو التعدي على العباد وغيره بغير حق وغير ذلك من فتن الشهوات ودواء هذا النوع من الفتن اليقين بوعد الله ووعيده.

فقد أخبرنا الله –تبارك وتعالى- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة سوف تفتن وتتعرض لأنواع من الفتن وقد يكون في بعضها خير للمؤمنين.
قال تعالى: ((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)).
وقال تعالى: (( الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)).

وأخرج البخاري في صحيحه عن سالم قال سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : ( يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج ، قيل: يا رسول الله فما الهرج؟،فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل) وفي رواية أخرى في البخاري عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال : قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج – وهو القتل-، القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض).
في بعض الفتن يحصل خير للأمة عظيم كالتعرف على صديقها وعدوها،وصادقها من كاذبها، ومؤمناه من منافقها ، وسنيها من بدعيها.

في بعض الفتن ترسخ معان في الأمة لا ترسخها مئات الخطب والمحاضرات وهذا كله من رحمة الله بعباده لكن أكثر الناس لا يعلمون ، وفي مثل هذه الأحوال التي تكثر فيها الفتن يكثر السؤال ويلح خصوصا من فئة الشباب المحبين لدينهم الراغبين في نصرته، فتراهم وترى كل غيور على دينه يقول: ما دوري في هذه الأحداث؟ وماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع هذا الخضم من الشرور والفتن والأخطار؟ ويخالط بعض النفوس من جراء ذلك شيء من اليأس والقنوط والإحباط وقد يعتريها الشك من إصلاح الأحوال والتذبذب وإنكار الثوابت، أما التعامل مع هذه النوازل والمصائب والفتن فقد جاء مبنيا في كتاب الله –عز وجل- وسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- وموضحا في كتب أهل العلم التي تكلمت في هذا الباب ومما تجدر الإشارة إليه ويحصل الصرف عليه في هذا الصدد مما هو معين بإذن الله على حسن التعامل مع الفتن والمصائب والخروج منها بأمان أمور كثيرة ، وفيما يلي ذكر لشيء منها مع ملاحظة أن بعضها داخل فبعض.

فإلى تلك الأمور والله المستعان وعليه التكلان وحسبنا أن نشير إليها إشارة على عجالة ، فمن المعالم المهمة في التعامل مع الفتن :
- الاعتصام بالكتاب والسنة وهذه المعلم جماع هذا الباب كله، جميع المعالم داخلة فيه متفرعة عنه.
قال الله –تبارك وتعالى- : (( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم))، وقال صلى الله عليه وسلم : (تركتم فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يفترق حتى يرد علي الحوض) أخرجه الحاكم.
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية-رضي الله عنه- عند أصحاب السنن (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة لخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنه كل بدعة ضلالة) فالتمسك بالوحيين عصمة من الزلل وأمان بإذن الله من الضلال وليس الاعتصام بهما كلمة ترددها الألسن دون دراية لمعناها وعمل بمقتضاها، وإنما هي عمل واتباع في جميع ما يأتيه الإنسان ، ويذر ويعظم هذا الأمر حال الفتن إذ يجب الرجوع فيها إلى هداية الوحيين لكي نجد المخرج والسلامة منها.

ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن : العبادة والطاعة والعمل الصالح حينما تكثر الشهوات والملهيات وتتزين الدنيا للمؤمنين وتصرفهم عما صرفوا لأجله ، فالمؤمن يهرع ويفزع إلى سيده ومولاه إلى الرحمن الرحيم جل في علاه حينما يتملك قلبك الهم ، ويعلو محياك الغم فعليك منهج نبيك فاهتم، عليك يا عبد الله بالاستعاذة من الفتن ، فقد أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- صحابته بالاستعاذة من الفتن، فقال عليه الصلاة والسلام : (استعيذوا بالله من الفتن ) وكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من فتنة المحيا والممات دبر كل صلاة قبل السلام ، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه ، باب : التعوذ بالله من الفتن كما أورد في كتابه الجامع حديث أم سلمة –رضي الله عنها- قال: استيقظ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليلة فزعا، يقول : (سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه- حتى يصلين، رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.

فانظر كيف قلق النبي – صلى الله عليه وسلم- أصابه القلق في منامه واستيقظ بسبب الفتن، ما أرشد أمته إلى العلاج بالدعاء والعبادة، والالتجاء إلى الله –سبحانه وتعالى-وفي الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره، قوله صلى الله عليه وسلم: ( العبادة في الفتنة كالهجرة إلي)،أي العبادة في الفتنة كالهجرة . يقول الحافظ ابن رجب –رحمه الله- معلقا على هذا الحديث : وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كلن بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به متبعا لأوامره مجتنبا لنواهيه.انتهى كلامه رحمه الله.

ونبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا) فالرسول –صلى اله عليه وسلم- حث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة عند حلول الفتن من صلاة وصيام وصدقة وبر وأداء للحقوق الواجبة عليه وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال – ثبتنا الله وإياكم على الطاعة-.

ومن المعالم المهم في التعامل مع الفتن : الخوف من الفتن والفرار منها وعدم الاغترار بالنفس ، إن المؤمن الصادق المتواضع الذي يخاف على نفسه ومن خاف نجى ومن أمن هلك ، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ( إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر)أخرجه أبو داود في سننه.
قال ابن الجوزي –رحمه الله- : "من قارب الفتنة بعدت عن السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه". فإذا رأيت فتنة مال أو نساء أو غيرها من الفتن فابتعد وإياك ومواطن الفتن حتى لا يصيبك منها شيء ، وقد علمنا سلفنا هذا المنهج فكانوا يخافون منها فهذا هو ابن أبي مليكة يقول: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى النفاق على نفسه"، وهذا أبو هريرة –رضي الله عنه- يقول : " فتنة لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغرق" – أي الذي بلغ منه الخوف والوجل كخوف الذي أوشك على الغرق-.

والخوف من الفتن محمود ما كان باعثا على هذا العمل ، فهذا نبينا –صلى الله عليه وسلم= خاف من الفتن ففزع إلى العمل الصالح كما مر معنا قريبا في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أم سلمة –رضي الله عنها-.

رابعا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن : لزوم الاعتدال في جميع الأحوال، فينبغي في ذلك الخضم من الفتن والمصائب ألا يفارقنا هدوءنا وسكينتنا ومروءاتنا فذلك هو دأب المؤمن الحق الذي لا تبطره النعمة ، ولا تقلقه المصيبة ولا يفقد رشده عند النوازل ولا يتعد حدود الشرع في أي شيء من الشؤون ويتأكد هذا الأدب في حق من كان رأسا مطاعا في العلم أو القدر لأن لسان حال من تحت يده:
اصبر نكن صابرين فإنما صبر الرعية عند صبر الرعي

فالأخذ بهذه السيرة – أعني الاعتدال حال نزول الفتن- ينفع كثيرا ويدفع الله به شرا مستطيرا لأن الناس حال الفتن يموجون ويضطربون وربما غاب عنهم كثير من العلم ولذلك يحتاجون وخصوصا من كان عالما أو رأسا مطاعا إلى لزوم السكينة والاعتدال حتى يثبتوا الناس ويعيدوا الطمأنينة للنفوس، ولا تقطعهم تلك النوازل عما هم بصدده من عمل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- : "ولهذا لما مات النبي –صلى الله عليه وسلم- ونزلت بالمسلمين أعظم نازلة نزلت بهم حتى أوهنت العقول وطيشت الألباب واضطربوا اضطرابا الأرشية البعيد في الطوية القعر- يعني الحبال التي ترمى في البئر التي يكون قعرها بعيد- فهذا ينكر موته وهذا قد أقعد وهذا قد دهش فلا يعرف من يمر عليه ومن يسلم عليه، وهؤلاء يضجون بالبكاء ، وقد وقعوا في نسخة القيامة وكأنها قيامة صغرى مؤخذة من القيامة الكبرى وأكثر البوادي قد ارتدوا عن الدين.
فقام الصديق –رضي الله عنه- بقلب ثابت وفؤاد شجاع فلم يجزع ولم ينكل حد قد أجمع له بفضل واليقين وأخبرهم بموته صلى الله عليه وسلم وأن الله اختار له ما عنده ، وقال لهم: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت (( وما محمد إلا رسول قد خلت به من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)) وكأن الناس لم يسمعوا هذه الآية حتى تلاها الصديق –رضي الله عنه-.

فلا تجد أحدا إلا وهو يتلوها ثم خطبهم فثبتهم وشجعهم ، قال أنس –رضي الله عنه- : فخطبنا أبو بكر –رضي الله عنه- وكنا كالثعالب فما زال يشجعنا حتى صرنا كالأسود، وأخذ في تجهيز أسامة مع إشارتهم عليه ،وأخذ في قتال المرتدين مع إشارتهم عليه بالتمهل والتربض، وأخذ يقاتل حتى مانعي الزكاة فهو مع الصحابة يعلمهم إذ جهلوا ويقويهم إذا ضعفوا ، ويحثهم إذا فتروا فقوى الله به علمهم ودينهم وقوتهم حتى كان عمر- رضي الله عنه- مع كمال قوته وشجاعته رضي الله عنه يقول له: يا خليفة رسول الله تألف الناس؟ ويقول: علام أتألفهم ؟ أعلى دين مخترع؟ أم على شعر مفتعل؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- والكلام ما زال له: وهذا باب واسع يطول فصله." انتهى كلامه من منهاج السنة.

خامسا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن ربط الناس بالعلماء الربانيين ويكون هذا بسؤالهم والأخذ عنهم والصدور عن رأيهم وهم نجوم الأرض يهتدى بهم ويسار خلفهم، وأمرنا بسؤالهم قال تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فأمر الله – تعالى- برد الأمور إليهم (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) وأولي الأمر هنا هم العلماء فقد أخذ الله عليهم العهد والميثاق بالبيان وعدم الكتمان ، قال تعالى : (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)) فيلزم حث الناس على الأخذ عنهم والالتفاف حولهم وعدم تنقصهم أو التقليل من دورهم أو اتهامهم في مقاصدهم وأقوالهم وهذه فتنة أخرى يفتنها أهل الفتنة فيرونهم أهل الباطل ليتخبط الناس في ظلمات الجهل بلا قائد عالم ويعملوا وفق عواطفهم وحماسهم فيفسدوا في الأرض وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ولتعلم أن من علامة إعراض الله عن عبده أن يصرفه إلى ما لا ينفعه بل لربما وقع فيما يضره.
إن قطع الحبال بين العلماء والعامة هو ما يحيكه ويخطط له أعداء الإسلام في القديم والحديث فإذا أشيع الحديث في العلماء فمن أن يستق الناس ، وإذا ردم مورد مائهم تفرقوا في الأودية والشعاب بحثا عن مورد جديد ومنهم من يضل الطريق ومنهم من يهلك قبل الوصول ثم متى يجد الناس موردا لهم يتفقون على الأخذ منهم ويقبلوا به وتجتمع عليه الكلمة ويوحد الصف (( ولا تنازعوا فتفشوا وتذهب ريحكم)) إن من أهداف أهل الفتن الطعن في العلماء ومحاولة النيل منهم وإسقاطهم وضرب أقوالهم بعضهم ببعض وزرع الفرقة وإيجاد الشقاق والخلاف والطعن والغمز والهمز واللمز.

فإياك –وفقك الله- ثم إياك أن تشارك معهم في مقصدهم ، وإذا كان الذب عن عرض المسلم واجبا ومتعينا فكيف بالمسلم العالم وأين تلمس الأعذار لهم؟ وإذا كان لابد من نقاش فليكن وفق أدب الخلاف بدءا، من طلب الحق فيه واحترام المخالف وعدم الخروج عن محل النزاع إلى شق الطرف الآخر وتجريحه فليكن يعرض القول من دون نسبته إلى قائله خاصة في زمن الفتن مع عدم الدخول في مقاصد القائل : أفلا شققت عن قلبه.جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
مع الحرص على تراص الصف ووحدت الكلمة وتماسك الأمة والخندق واحد.

وتأمل –هداك الله وأرشدك للحق- كيف خالف ابن مسعود عثمان بن عفان – رضي الله عنهما- برأيه في إتمام الصلاة بمنى زمن الحج ووافقه بفعله، فلما عوتب في ذلك قال : "الخلاف شرط" وصدق هذا الصحابي الجليل –رضي الله عنه- الخلاف شرط.

سادسا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن: لزوم التحري والتثبت، قال الله –تعالى-: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) قال الإمام ابن كثير –رحمه الله - : "هذا إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحقيقها فيخبر بها ويفشيها وينشرها وقد لا يكون لها صحة" انتهى كلامه.

وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) وفي قراءة عامة قراء أهل المدينة (( فتثبتوا)) فإذا كان هذا خبر الفاسق ما ظنك بتصريحه وبيان الكافر خاصة إذا عارض بيانه وتصريح المسلم لاريب في تقديم بيانه ، إذا علمت هذا فاعلم – وفقك الله- أن الأخبار لا تؤخذ ممن هم الإثارة والسب والإرجاف وبث الخلاف بين أمة الإسلام فلا تكن – وقاك الله الفتنة- بوقا معهم لنشر الإرجاف والفتنة، العاقل اللبيب لا يتكلم في شيء إلا إذا تثبت من صحته فإذا ثبت لديه ذلك نظر في جدوى نشره ،فإن كان في نشره حفز للخير واجتماع عليه نشره وأظهره وإن كان خلاف ذلك أعرض عنه وطواه وقد جاء النهي الصريح عن أن يحدث المرء بكل ما سمع ، قال عليه الصلاة والسلام (( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه، وقد عقد الإمام مسلم –رحمه الله- في مقدمة صحيحه بابا سماه: باب عن النهي في الحديث بكل ما سمع ، وساق تحته جملة من الآثار منه الحديث السابق ومنها ما رواه بسنده عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: " بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ، وقال مسلم –رحمه الله- حدثنا محمد بن المثنى قال سمعت عبد الرحمن بن المهدي يقول: لا يكون الرجل إماما يهتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع ويتعين هذا الدب في وقت الفتن والملمات .فيجب على المسلم أن يتحرى هذا الأدب حتى يطرق من السلامة وينأى عن العطب، قال تعالى : ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: "هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير لائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة مما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا في إشاعة ذلك الخبر وأن يردوا إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم .. أهل الرأي والعلم والنصف والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها فإذا رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك وإن رأوا ما ليس فيه مصلحة ، وفيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ، ولهذا قال : ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) أي يخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أن إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل في ذلك ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى بالسلامة من الخطأ فيه النهي عن العجلة والتسرع بنشر الأمور من حين سماعها والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه عن هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا ؟ فيحجم عنه..." انتهى كلامه.

وقال رحمه الله في موضع آخر عند تفسيره عند قوله تعالى: (( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين)) قال هذا إرشاد منه لعباده إذا سمعوا الأقوال القادحة في إخوانهم المؤمنين رجعوا إلى ما علموا من إيمانهم وإلى ظاهر أحوالهم ولم يلتفتوا إلى أقوال القادحين بل رجعوا إلى الأصل وأنكروا ما ينافيه.

سابعا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن: لزوم الرفق ومجانبة الغلظة والعنف سواء في الدعوة أو الردة ... ألفوا النفوس الناشزة ويبنيها من الرشد ويرغبها في الإسراع من الحجة ويتأكد هذا الأدب بمثل هذا الأهوال العصيبة والفتن المدلهمة التي نحتاج فيها إلى تلك المعاني التي تنهض بالأمة وتشد من أزر الدعوة ولهذا فإن الكلمة التي تلقى أو تحرر في أنة وسعة صدر تسيغها القلوب وتهش لها النفوس وترتاح لها الأسماع ، ولقد امتن ربنا –عزوجل- على نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- بأن جبله على الرفق وعلى محبة الرفق وأن جنبه الغلظة والفظاظة ، فقال تعالى : (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر )) ولقد كانت سيرته عليه الصلاة والسلام حافلة بهذا الخلق الكريم الذي من ملكه بسط سلطانه على القلوب ، وكما كان عليه الصلاة والسلام متمثلا هذا الخلق فقد كان يأمر به ويبين فضله قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على غيرها) أخرجه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) أخرجه مسلم. ولما بعث أبو موسى الأشعري ومعاذا إلى اليمن قال لهما : ( يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا) متفق عليه ، وقال الإمام أحمد –رحمه الله- : يأمر بالرفق والخضوع وإن أسمعه ما يكره ، لا يغضب فيكون ينتصر لنفسه ، ولقد أحسن من قال:
لو سار ألف مدجج في حاجة لم يقضها إلا الذي ترفق
وكان يقال : من لانت كلمته وجبت محبته.

وخلاصة القول إن الرفق هو الأصل وهو الأجدى والأنفع وأن الشدة لا تصلح من كل أحد ولا تليق مع كل أحد . وقد تلاءم إذا صدرت من قبل كبير في السن والعلم وكان في حدود الحكمة واللباقة أما إذا صدرت من ليس له قدر في السن أو علم أو كانت في غير موضعها وتوجه إلى ذي قدر أو جاه فإنها – أعني الشدة – تضر أكثر مما تنفع وتفسد أكثر من أن تصلح.

ثامنا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن: التروي في إبداء الرأي والتأني في اتخاذ المواقف وألا يقول كل ما يعلم ، فاللائق بالعاقل أن ينظر في العواقب وأن يراعي المصالح فلا يحسن به أن يبدأ أن يبدي رأيه في كل صغيرة وكبيرة ، ولا يلزمه أن يتكلم بكل نازلة لأنه ربما لم يتصور الأمر كما ينبغي ، ربما أخطأ التقدير إن جانب الصواب، بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان متأنيا في حكمه مصيبا في رأيه ، فما كل رأي يجهر به ولا كل ما يعلم يقال ، ولا كل ما يصلح من القول يصلح أن يقال عند كل أحد وفي كل مكان أو مناسبة بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه إذا استدعى المقام ذلك واقتضته الحكمة والمصلحة وكان المكان ملائما والخاطبون يعقلون ما يقال ، وإذا رأى أن يبدي ما عنده فليكن بتعقل ورويه ورفاقه، قال علي –رضي الله عنه-: "حدثوا الناس بما تعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله".وقال ابن مسعود –رضي الله عنه-: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا لكان لبعضهم فتنة".وقال ابن حبان –رحمه الله-: "الرافق لا يكاد يسبق كما أن العجل لا يكاد يلحق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم ، وكذلك من نطق لا يكاد يسلم، والعجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم ، ويحمد قبل أن يجرح ويذم بعدما يحمد ، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعجل تصحبه الندامة ، وتعتزله السلامة ، وكانت العرب تكنى العجلة أم الندامات .

وقال ابن القيم –رحمه الله-: وقد جاء في حديث مرسل : (إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عن حلول الشهوات) وبكامل العقل والصبر تدفع فتن الشهوة وبكامل العقل واليقين تدفع فتن الشبهة والله المستعان.انتهى كلامه.
ثم إن التثبت والتأني والنظر في العواقب من سمات أهل العلم والعقل ولا يستغنى عنها أحد مهما كان، ولا يكفي مجرد علم الإنسان بل لابد له مع العلم من هذه الأمور .

تاسعا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن : مراعاة المصالح والمفاسد فلا يكفي مجرد سرد النصوص وتنزيلها على أحوال معينة خصوصا عند الفتن واشتباه الأمور بل لابد من الروية والاستنارة بأهل العلم والفقة والبصيرة ، ولابد من النظر في المصالح والمفاسد. قال الشيخ السعدي –رحمه الله- عند قوله تعالى : (( فذكر إن نفعت الذكرى)) قال "مفهوم الآية أنه إذا ترتب على التفكير مضرة أرجح ترك التفكير خوفا من وقوع المنكر" انتهى كلامه.
وقال الإمام ابن القيم –رحمه الله- : "فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يجب إنكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله" انتهى كلامه.

وقال أيضا: " ومن تأمل ما جرى في الإسلام من الفتن الكبار والصغار وآهى من إضاعة هذا الأصل وتولد منه ما هو أكبر منه ، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يرى أنه من تدبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم ومنعه من ذلك -مع قدرته عليه- خشية ما هو وقوع أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر" . انتهى كلامه.

عاشرا: ومن المعالم المهمة في التعامل مع المصائب والفتن: حسن التعامل مع الخلاف والردود فلربما يحصل في وقت النوازل والفتن اختلاف في النظرة إليها من قبل بعض أهل العلم وربما يحصل خلاف حول أمر ما ويحصل والحالة هذه أن تنشرح صدورنا لما يقع من الخلاف وما من الناس أحد إلا وهو راد ومردود عليه وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويجمل بنا أن نحسن الظن بأهل العلم والفضل إذا رد بعضهم على بعض وألا ندخل في نياتهم ، وأن نلتمس لهم العذر، وإذا تبين لنا أن أحدا من أهل العلم والفضل أخطأ سواء كان رادا أو مردودا عليه فلا يسوغ لنا ترك ما عنده من الحق، بحجة أن أخطأ وإذا كنا نميل إلى أحد من الطرفين أو من الآخر فر يجوز لنا أن نتعصب له أو نظن أن الحق معه على كل حلا ، وإذا كان في نفس أحد منا شيء على أحد الطرفين فلا يكن ذلك حائلا دون قبول الحق منه.
قال تعالى : (( وإذا قلت فاعدلوا ولو كان ذا قربى)).
قال تعالى : (( ولا يجر منكم شنئان قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)).
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء للناس ولو على أنفسكم)) .
وقال ابن حزم –رحمه الله-: " وجدت أفضل نعم الله –تعالى- على المرء أن يطبعه على العدل وحبه وعلى الحق وإيثاره"، وقال أيضا: "وأما من طبع على الجور واستفعاله ، واستفعال الظلم واستخفافه فلييأس من أن يصلح نفسه أو يقوم طبعه أبدا وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود". انتهى كلامه.

فإذا كان لدينا فدرة على رأب الصدع وجمع الكلمة وتقريب وجهات النظر وتلك قربة وأي قربة؟، قال تعالى: (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما)).

وإذا لم نستطع نجتهد بالدعاء والضراعة إلى الله أن يقرب القلوب ويجمع الكلمة على الحق ولنحذر كل الحذر من الوقيعة بأهل العلم أو الدعاية بينهم ، ولنعلم أنهم لا يرضون منا بذلك مهما كان الأمر وإذا سلمنا الله من هذه الردود فاشتغل الواحد منا بما يعنيه فهو خير وسلامة إن شاء الله –تعالى-.

والذي يظن بأهل الفضل سواء كان الواحد منهم رادا أو مردودا عليه أنهم لا يرضون منا أن نتعصب لهم أو عليهم تفنيدا أو تأييدا بل يرضيهم كثيرا أن نشتغل بما يرضي الله وينفع الناس ، ويؤسفهم كثيرا أن تأخذهم تلك الردود أكثر من حجمها أو أن تفسر على غير وجهها .

هذا وإن العاقل المحب لدينه وإخوانه المسلمين ليتمنى من صميم قلبه أن تجتمع الكلمة وتحصل الألفة وينبذ الخلاف فإنه شر أيما شر..وليكن لنا في سلفنا الكرام قدوة فهم خير الناس في حال الوفاق وحال الخلاف حيث كانوا مثالا يحتذى في الرحمة والعدل والإنصاف حال في حال الفتنة والقتال.

وأختم هذا الحديث عن الفتن بهذا الأثر عن حذيفة – رضي الله عنه- الفقيه بالفتن وما ورد فيها كما جاء عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، أنه قال رضي الله عنه إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان رأى حلالا، كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حراما كان يرى حلال فقد أصابته الفتنة - انتهى كلامه رضي الله عنه، فمن من الفتن التي لا يعلمها كثير من الناس التقلب في الدين والراي على غير هدى وبصيرة، فمرة يؤيد الحق وأهله، ومرة يؤيد الباطل وأهله، والمهتدي من هداه الله، والمعصوم من عصمه الله، وبعد فهذه إلماعات عابرة ومعالم عامة في التعامل مع الفتن والمصائب وكل واحد منها يحتاج إلى بسط وتفصيل ، والمقام لا يسمح لذلك، فأسأل الله العلي الكريم أن ينفع بما ذكر وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنه على كل شي قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه/خالد الردادي
المدرس بالجامعه الإسلامية
25-جمادى الآخرة-1425

السهم
08-12-2004, 03:44 AM
جزاك الله ياشيخ خالد وبارك الله فيك

وأبلغ الأخوه إن من أراد محاضرة الشيخ بالصوت ماعليه سوى الدخول هنا

http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=3107

خليل أميري
08-12-2004, 11:59 AM
ما شاء الله .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ خالد .

يشهد الله على حبنا إياكم , لما سمعنا عنكم وقرأنا لكم , فحري بي أن أسلّم عليكم .

حفظ الله علماءنا أحياءهم وأمواتهم .

يوسف صدقي
08-12-2004, 02:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أحسن الله إليكم يا شيخ أبو ياسر .

وهذه دعوة لنشر هذه المحاضرة عبر هذا البنر للناس جميعاً ..

http://www.alathary.net/upload/elma3at.jpg

وبارك الله بشبكتنا الأثرية , وجزاها الله خيراً .

عبدالله المنصوري
08-12-2004, 06:53 PM
جزاكم الله خيراً يا شيخ خالد .

المالكى
08-13-2004, 07:52 PM
جزاك الله خيرا

السحيمي الأثري
08-13-2004, 08:17 PM
جزاكم الله خيراً يا شيخ خالد على هذه المحاضرة ,وأسأل الله أن يتقبلها الله ويجعلها في ميزان حسناتكم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وقد كنت دونت بعض الفوائد من هذه المحاضرة أحب أن أفيدكم بها هنا :

1- الصبر على البلاء عند الفتن فيها أجر عظيم .
2- البعد عن الشبهات والشهوات .
3- سؤال أهل العلم للبعد عن هذه البشهات والشهوات .
4- في الفتن يظهر صاحب السنة وصاحب البدعة والهوى .

مما يعين في الخروج من الفتن معالم مهمة في التعامل مع المصائب . منها :

1- الاعتصام بالكتاب والسنة علماً وعملاً .
2- العبادة والطاعة والعمل الصالح عند الفتن والاستعاذة بالله من الفتن .
3- الخوف من الفتن والفرار منها وعدم الاغترار بالنفس .
4- لزوم الاعتدال في جميع الاحوال وخاصة حال الفتن عند اضطراب الناس وموجهم .
5- ربط الناس باعلماء الربانيين وسؤالهم ورد الأمر إليهم .
6- وجوب التحري والتثبت .
7- عليكم بالرفق واليسر , والرفق له مكانته وقدره , والشدة لها مكانها وقدرها .
8- التروي في ابداء الرأي واتخاذ المواقف .
9- مراعاة المصالح والمفاسد .
10- حُسن التعامل مع الخلاف والردود .

وننصح باحترام أهل العلم عند خلافهم فيما بينهم والخوف من الله والضراعة إليه وعدم التعصب للأشخاص , وليؤخذ الحق من أصحابه , وسؤال الله الثبات في الدين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .

هذه المقتطفات كانت عن فهم في المحاضرة لا عن تدقيق في العبارات ولم أتقيد بألفاظ الشيخ حفظه الله , لأنها كانت نقاط سريعة كتبتها , فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن الشيطان.

ومرة أخرى جزى الله الشيخ خالد خير الجزاء .

مالك
08-13-2004, 09:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : المهم ياأخوة عليكم بطلب العلم ,و احرصوا على تحصيله ، فلا تنشغلوا بما لا ينفعكم قال النبي صلى ةالله عليه و سلم : ... احرص على ما ينفعك ... الحديث في مسلم . خذوا نصيحة مجرب المشاكل و خاض الفتن ؟!؟! و ما رجعت بفائدة إلا القيل و القال ؟! و قد أخذ الناس و طلبة العلم منازلهم من العلم من بين مستقل و مستكثر ... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

مالك
08-13-2004, 09:06 PM
[u]و جزا الله الكتاب و الشيخ خالد خيرا على نصيحته

السني1
08-14-2004, 12:41 AM
جزاك الله خير الجزاء ورد عنك كيد الاعداء ياشيخ خالد
اشهد الله اني احبك فيه لما سمعته عنك من خير
قال ابن مسعود رضي الله عنه الجماعه ما وافق الحق ولو كنت لوحدك

أبو علي السلفي
08-22-2004, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير على مجهودك في نشر الدعوه ياشيخ خالد


ونتمنى المزيد والمزيد منكم


وأسأل الباري عز وجل ان ينفع بكم ويوفقكم في الدنيا والاخره


كتبه أبو علي السلفي77 الكويت

ونيس عبدالله ونيس
08-23-2004, 12:49 AM
السلام عليكم
بارك الله فيك يا اخى خالد الردادى

البلوشي
09-05-2004, 01:58 PM
حفظكم الله ورعاكم .

12d8c7a34f47c2e9d3==