المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال ثقيل لمريض : ما تشتهي ? قال : أشتهي ألا أراك


كيف حالك ؟

عبدالله العامري
08-10-2004, 01:19 PM
.

سئل جعفر بن محمد عن المؤمن ،هل يكون بغيضاً ?قال :لا يكون بغيضاً ،ولكن يكون ثقيلا.
قال سفيان بن عيينة :قلت لأيوب السّختياني :لم لم تكتب عن طاووس ?قال :أتيته فوجدته بين ثقلين ،عبد الكريم بن أبي الخارق ،وليث بن أبي سليم.
قال الحسن البصري ،في قوله عز وجل :"فإذا طعمتم فانتشروا"نقال :نزلت في الثقلاء.
وقال السّري :ذكر الله تعالى الثقلاء في القرآن ،في قوله :"فإذا طعمتم فانتشروا".
وقال أبو أسامة :كنا عند الأعمش ،فجاء زائدة بن قدامة ،فقال الأعمش حين رآه : وما الفيل تحمله مـيتّـاً بأثقل من بعض جلاّسنا
كان أبو هريرة إذا استثقل رجلا ،قال اللّهم اغفر لنا وله ،وأرحنا منه.
رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه ،عن أبي هريرة.
كان حمّاد بن سلمة إذا رأى من يستثلقه ،قال : " ربنّا اكشف عناّ العذاب إنّا مؤمنون " .
وعن حمّاد بن سلمة أيضاً ،أنه قال :الصوم في البستان من الثقل.
كان يقال. مجالسة الثقيل حمّى الروح

قيل لأبي عمرو الشيباني :لأيّ شئ يكون الثقيل أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل ? فقال : لأن الثقيل يقعد على القلب ، والقلب لا يحتمل ما يحتمل الرأس والبدن من الثقل.
كان فلاسفة الهند يقولون : النظر إلى الثقيل يورث موت الفجأة.
قال ثقيل لمريض : ما تشتهي ? قال : أشتهي ألا أراك.
مرض الأعمش فعاده أبو حنيفة ، فقال : يا أبا محمد!لولا أنه يثقل عليك ،لعدتك كل يوم.
فقال الأعمش : والله إنك على لّثقيل وأنت في بيتك ، فكيف إذا عدتني ? قال معمر : ما بقي من لذّات إلاّ ثلاثة : محادثة الإخوان ، وحكّ الجرب ،والوقعة في الثقلاء ، وهي أفضل الثلاث.
وقال عبد الرزّاق عن معمر ، قال : ما بقي من لذّات الدنيا إلاّ ثلاثة :محادثة الإخوان ، وأكل القديد ، وحكّ الجرب.وأزيدكم واحدة : الوقيعة في الثقلاء ، وأنشد : ليتني كنت ساعةً ملك المو ت فأفني الثّقال حتى يبيدوا
قال : وسمعت معمرا يقول : رحم الله عبد الكريم أبا أمية ، إن كان لثقيلا غير ثقة.
قيل لأبي النضر : لم تكثر عن شعبة ? قال : كان يستثقلني ، وكنت أهلا لذالك.

قال أبو هفان :

مشتمل بالبغض لا تنشنـي=إليه طوعاً مقلة الرّمـق
يظل في مجلسنا قـاعـداً=أثقل من واشٍ على عاشق

كان الأعمش إذا قام من مجلسه ثقيل يتمثل :

إن غاب عنك ثقيل كلّ قبيلةٍ=ممن يشوب حديثه بمـراء
فهناك طاب لك الحديث وإنما=طيب الحديث بخفة الجلساء

وقال آخر :

إني أجالس معـشـراً=نوكى أخفّهم ثـقـيل
قوم إذا جـالـسـتـم=صدئت بقربهم العقول
لا يفقهون مقالـتـي=ويدقّ عنهم ما أقـول

وقال آخر :

إذا جلس الثقيل إلـيك يومـاً=أتتك عقوبة من كـل بـاب
فهل لك يا ثقيل إلى خصـالٍ=تنال ببعضها كرم الـمـآب
إلى مالي فتأخذه جـمـيعـاً=أحلّ لديك من ماء السّحـاب
وتنتف لحيتي وتـدقّ أنـفـي=وما في فيّ من ضرس وناب
علـى ألاّ أراك ولا تـرانـي=مقاطعةً إلى يوم الحـسـاب

كان يقال :مجالسة الثقيل عذابٌ وبيل.

قال عبد الأعلى بن مسهر : كان نقش خاتم أبي : " أبرمت فقم " فكان إذا استثقل جليسه ناوله خاتمه ليقرأنقشه.
وهذا الخبر رواه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، قال : قال لي هشام بن يحيى :كان نقش خاتم أبيك... فذكر الخبر.
سلم ثقيل على إبراهيم بن عبد الله القارئ صاحب هارون ، فقال له : يا هذا! قد واللّه بلغت منى غاية الأذى ، أسلفنى سلام شهر وأرحنى منك.
قال معمر : كنت جالساً مع سماك بن الفضل في مجلس بصنعاء ، فدخل علينا صاحبٌ له ثقيل فلمّا جلس قال لي سماك : يا معمر! تعال حتى ندعو على كل ثقيل بصنعاء.

قال الشاعر :

أنت يا هذا ثـقـيل=وثـقـيلٌ وثـقـيل
أنت في المنظر إنسا=نٌ وفي الميزان فيل
وقال ابن أبي أمية :

شهدت الرقاشى في مجـلـس=وكان إلى بغيضـاً مـقـيتـا
قال : اقترح بعض ما تشتهي=فقلت : اقترحت عليك السكوتا
فقال أبو حازم : عود نفسك الصبر الجليس والسوء ، فإنه لا يكاد يخطئك.

قال الهيثم بن عدّى : كنت يوماً عند مسعر بن كدام ، فأتاه رقبة بن مصقلة العبدى ، فقال له معسر : مالك يا ابن مصقلة ? قال : صريع فالوذج. قال : وأين ? قال : عند من قضى أبوه في الجماعة ، وحكمّ في الفرقة.
دعانا الوليد بن الحارث بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، فأتينا بخوان كجوبة من الأرض ، وأتينا برقاق كأذان الفيلة ، وجرجبرٍ كآذان المعزي ، ثم أتينا بساكبة الماء كأن ظهرها ظهر طائرٍ قيراطيّ ، ثم أتينا بفالوذج عديد ، كأنّ الزئبق والجادى ينبعان من خلاله ، يرى نقش الدرهم من تحته ، فوضع على رأس حبّ فنحن على لذة من هذا وعلى يقين من ذلك. فقال له مسعر : أراك طفيفاً.
فقال : يا أبا محمد! كل من ترى طفيلي إلا أنهم يتكاتمون ، فو اللّه ما برحنا حتى طلع علينا الحارث من بعض أبواب المسجد يخطر بيديه ، فقال رقبة : انظروا إلى هذا وكيف يمشى ?! لو كان أبوه جدع أنف عمرو بن العاص مازاد على هذا قال له مسعر : أجل ، قد مضى إلى لعنة اللّه وسقره.

وقال حبيب بن أوس :

يا من تبرمت الدّنيا بطـلـعـتـه=كما تبرمت الأجفان بالـسـهـد
يمشى على الأرض مختالاً فأحسبه=لبعض طلعته يمشى على كبـدى

وقال آخر :

لخرط قتادة ولحمـل فـيل=وماء البحر يغرف في زبيل
وفك الماضغين وقلع ضرسٍ=لأهون من مجالسة الثقـيل

ولأبي الحسن على بن العبّاس الرّومى :

لخرط قتادة ولحمـل فـيل=وماء البحر يغرف في زبيل
وفك الماضغين وقلع ضرسٍ=لأهون من مجالسة الثقـيل
ولى أصدقاءٌ كثيرو السّـلام=علىّ وما فـيهـم نـافـع
إذا أنا أدلجـت فـي حـاجة=لها مطلبٌ نازخٌ شـاسـعٌ
فلى أبداً مـعـهـمٌ وقـفةٌ=وتسليمةٌ وقتـهـا ضـائعٌ
وفي موقف المرء عن حاجة=يتممها شـاغـلٌ قـاطـع
ترى كلّ غثٍّ كثير الفضول=ومصحفه مصحفٌ جامـع
يقول الضمير إذا مـا بـدا=ألا قبّح الرجل الـطـالـع
يحدثـنـى مـن أحـاديثـه=بمالا يلد بـه الـسـامـع
أحاديث هن ّمثال الضـريع=فآكـلـــه أداً جـــائع
غدوت وفي الوقت لى فسحةٌ=فضاق بي المنهل الواسـع
تقدمت فاعتاقـنـى أسـرة=إلى أن تقدمنى الـتـابـع
وقالت بلقيانه حـاجـتـي=ألاهكذا النـكـد الـبـارع
أولئك لاحـيهّـم مـؤنـسٌ=صديقاً ولا ميتهـم فـاجـع

دق طفيليٌّ دار قوم فيها طعامٌ ،فقيل :من هذا ?فقال :أنا الذي كفاكم مؤونة الرّسول.

لطفيليّ :

نحن قومٌ إذا دعينا أحببنـا=ومتى ننس يدعنا التطفيل
فنقل :علّنا دعينا فغبـنـا=أو أتانافلم يجدنا الرّسول

دخل طفيليٌّ دار قوم بغير إذن ،فاشتد عليه صاحب الدار في القول ،فأغلظ له الطفيلي في الجواب ،وقال :والله لئن قمت لأدخلنّك من حيث خرجت.
فقال له صاحب المنزل :أما أنا فأخرجك من حيث دخلت.وأخذ بيده فأخرجه.
قيل لبعض الطفيليين :كم اثنين في اثنين ?قالكأربعة أرغفة.
قال مطرّف بن مازن ،قاضي اليمن : قال لي الرشيد يوماً : من عبد الرزاق ابن همام الصنعاني ? فقلت : رجل من أهل الحديث ، سليم الحديث ثقة. فقال : إن صاحب خبرنا في اليمن كتب يذكر أنه كتب ثقلاء اليمن. فقلت : صدق يا أمير المؤمنين فكتبني فيهم. قال : ولم كتبك فيهم ? إنك لحسن الحديث خفيف المجلس ، فما أستثقل منك ? قلت : عظم قلنسوتي ، وطول عنقي بغلتي. فضحك هرون ، فما خرجت من عنده حتى أمر لي بكسوة وحملان.

ولطفيلي :

كل يومٍ أدور في عرصة الحي=أشم القتـار شـم الـذبـاب
فإذا مـا رأيت نـار عـروسٍ=أو ختاناً أو دعوةً لصـحـاب
لم أعرج دون التقحـم لا أرهـ=ب شتماً ووكـزة الـبـواب
مستخفا بمن دخلت عـلـيهـم=غير مسـتـأذنٍ ولا هـياب
فتراني ألف بالرغم مـنـهـم=كلَّ ما قدموا كلفِّ العـقـاب
ذاك أهـنـا مـن الـغــرم=وغيظ البقال والقـصـاب

كان يقال : ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتآمر على ربّ البيت... وقد ذكرنا الحكاية بتمامها في جامع النوادرمن هذا الكتاب.

من كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس - لابن عبد البر

.

منصور الإبراهيمي
08-11-2004, 03:41 PM
جميل وطيب بارك الله فيك يا عامري , مواضيعك مميزة ومثيرة للإهتمام .

دوماً إلى الأمام يا أثري .

12d8c7a34f47c2e9d3==