المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من عقب على البيان


كيف حالك ؟

عبدالمحسن العبيكان
02-28-2004, 10:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ...
فإنني لم أطلع على التعقيب الذي كُتب بعد مقالتي في توضيح معنى الموالاة والمظاهرة إلا بعد حين ، وإنني أحب أن أوضح باختصار بعض الأمور التي قد تلتبس على بعض القراء ، ولست بصدد الرد على كاتب التعقيب ؛ لأن الردود والمناقشات إنما تكون بين طلبة العلم والعلماء الذين يتحرون الحق ويجادلون بالتي هي أحسن بأسلوب مؤدب وعبارة علمية مؤصلة ، وليس مع الذين يجعلون النصوص الشرعية والمسائل العلمية مطيّة لتنفيذ مخططاتهم وإشباع أهوائهم ورغباتهم ، فهؤلاء يقال لهم كما جاء في الآية (( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )) .
فأقول وبالله التوفيق :-
أولاً : إنني كتبت المقال السابق توضيحاً لمعنى الموالاة والمظاهرة وحكمها بمنظور شرعي بصرف النظر عن تطبيق أي حالة منها على الوضع اليوم ؛ بل إنني أكدت أن الفتوى - أي تطبيق الأحكام على الوضع اليوم - من مهام كبار العلماء الذين يتصلون بالولاة ويطلعون على الحقائق وبواطن الأمور .
وأما أنا فلم أطبق أيّاً من الأحكام على أحد ، فلا وجه لمن يقول : إنني ابحث أعانة التحالف على العراقيين .
ثانياً : إنني أستدل بالآيات والأحاديث ولم أستدل بقول العلماء ، وإنما أذكر كلامهم للتوضيح ، فالذي يعرف الأصول يعلم أن الاستدلال إنما هو بالكتاب والسنة والإجماع والقياس ، أما كلام العلماء فيستدل له ولا يستدل به ، وقد ذكرت كلام بعض العلماء وإن لم يكن صريحاً في المسألة وإنما في مسائل مشابهة لاستفادة المسلم المتجرد .
ثالثاً : ذكرت كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في توضيح القسم الأول عندما قال : " قد فسرته السنة وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة " ا هـ ، وهو إمام محقق وهو مراد جده الشيخ محمد ، ومن أطلق الحكم فكلامه في ذلك صريح ، وأيضاً كلام الإمام المحقق الشيخ عبد الرحمن السعدي ، وإمام المفسرين ابن جرير الطبري ، وليس كما يقال عبارة من عندي مُنَمَّقة .
رابعا : إن الله - عز وجل - هو الذي استثنى من تحريم الموالاة حالة الخوف بقوله : (( إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً )) وهو استثناء صريح لا يجوز الإعراض عنه لقول أحد كائناً من كان .
خامساً : يقول المُعَقِّب : " ماذا فعل حاطب ؟ حاطب فقط أرسل رسالة لقريش " اهـ .
فأقول : أرسل رسالة ليتأهبوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يبغتهم ، وهل هناك أعظم من هذه الإعانة والمظاهرة لولا أنها لم تكن تامة عامة ، فإن الذي يبغت عدوه ينال منه بخلاف من وجده مستعداً لقتاله ، وقد نقل الحافظ في الطريق الآخر قوله : " ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك " ا هـ ، وهو صريح في المظاهرة ، ثم من أين أتى هذا المُعَقِّب بهذا التفسير !
وإن من قال بالتكفير اليوم يقولون : إن الإعانة بالقول كفر ، وأظن المُعَقِّب منهم .
وقد تناقض المُعَقِّب فمرة يقول : " ماذا فعل حاطب " ومرة يقول : " إن عمر كفّره لأن الذي يتكلم بلا علم هو الذي يتخبط " .
سادساً : إن قول عمر هو ظن منه كما قال ابن حجر في النقل السابق ، ولو اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم كفراً لاستتابه وهذا واضح .
سابعاً : إن من ينقل كلاماً لأهل العلم فإنما ينقل موضع الشاهد منه ، وهذا ما فعله المُعَقِّب عندما نقل بعض كلام الشيخ حمد بن عتيق وغيره فكيف يعترض عليَّ ؟!
ثامناً : خاف المعقب من توضيح أحكام المظاهرة والموالاة ودرجاتها للناس لأنه يريد أن يعتقد الناسُ أن مجرد الموالاة والمظاهرة كفر على الإطلاق حتى يطبقها على ما يريد ؛ بل إنه أقرّ على نفسه أن من يسميهم " آل سلول " ليسوا من القسم الأول وإلاَّ لارتضى هذا التقسيم ، إذَن هو لا يريد أن تتضح الأوجه الأخرى حتى لا ينهدم ما بناه ويُصنَّفوا ممن لا يكفرون .
تاسعاً : فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح ، وما تبعه من رد المسلمين إلى الكفار إنما هو تشريع عام ، وهذا ما فهمه العلماء حيث استدلوا به في كتاب الجهاد على عدة أحكام ، والخصوصية تحتاج إلى دليل كما تقرر في الأصول .
قال ابن القيم : " في غزوة الحديبية جواز صلح أهل الحرب على وضع القتال عشر سنين ، ويجوز فوقها للحاجة والمصلحة الراجحة ، كما إذا كان بالمسلمين ضعف وعدوهم أقوى منهم ، وفي العقد لمّا زاد عن العشر مصلحة للإسلام " اهـ ، فهو يحتج بهذا الصلح ولم يقل إنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
عاشراً : من قال إنني قلت بإغفال النصوص ، والقواعد التي ذكرت هي مستفادة من النصوص ، والفقيه ينظر في النصوص ولا يغفل القواعد ، وكلامي واضح لمن يفقهون .
وختاماً : إنني لم أُفْتِ في الوضع اليوم حتى يَطلبَ مني البعضُ الجوابَ عن قتال المسلمين في العراق ، وعن فعل بعض الدول العربية والإسلامية ، وكما أسلفتُ أن مثل هذه الفتاوى لا تصدر إلاَّ من كبار العلماء مجتمعين ...الخ .
وأما من طلب توضيح معنى الموالاة التامة المطلقة فإنها موضحة في كلام ابن جرير الذي نقلته سابقاً فليرجع إليه ، والله الموفِّق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
قاله الفقير إلى الله عبد المحسن بن ناصر آل عبيكان .

الكاسر
03-01-2004, 02:38 PM
جزاك الله خير ياشيخ عبدالمحسن وإن القلب ليفرح والله عند رؤية مقالاتك السلفية

محب الأثري
03-03-2004, 01:00 AM
جزاك الله خير

أبوالمجد
03-03-2004, 06:26 AM
جزاك الله خيرا

محمد2
03-03-2004, 12:36 PM
جزى الله الشيخ خيراً.

أبي التياح الضبعي
03-04-2004, 02:35 AM
جزاك الله خير ياشيخ
اللهم انصر بالشيخ السنه

الكاسر
03-04-2004, 02:57 AM
جزاك الله خير ياشيخنا عبدالمحسن

الأثري السلفي
04-15-2004, 12:07 PM
جزاك الله خير ياشيخ عبدالمحسن وإن القلب ليفرح والله عند رؤية مقالاتك السلفية فبارك الله فيك وفي جهودك ..

12d8c7a34f47c2e9d3==