علي رضا
01-22-2004, 12:20 PM
(( إلقام الحجر للبحر الذي زخر !! ))
اعتدتُ بحمد الله تعالى على كلام الحساد والمغرضين والمنافقين والمبتدعين
وغيرهم من الحزبيين الضالين والخوارج المارقين ؛
ولهذا فلم يزدني- بحمد الله تعالى - إلا سروراً واستبشاراً ما نشره البحر
الذي زخر- بالزبد والهراء والحجر! - عن مقولة شيخنا المحدث العلامة
بخاري عصره وفريد دهره :
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
: في المدعو (!) علي رضا ؛ ذلك الكلام الذي أعتز به وأتحدث به من
باب شكر نعمة الله الكبرى علي أن وفقني لسلوك سبيل المحدثين الذين شهد
لهم مشايخ عصرهم بالإتقان ، وعلى رأس هؤلاء المشايخ وفي مقدمتهم :
المحدث شيخ الإسلام الألباني الذي ما أن قرأتُ رده علي ّ في ( الصحيحة
السادسة ) إلا واهتبلتها فرصة عظيمة للاطمئنان على المستوى العلمي
الحديثي الذي سيقرره شيخنا عني ؛ فكان هذا الاتصال الذي استغرق 20
دقيقة ألخص أهم النقاط التي تُسكت هذا الحسود الذي زخر بحره بالحسد
فألقاه زبداً رابياً يذهب جفاءً !!
فبعد السلام والسؤال عن الحال ؛ قلت له : يا فضيلة الشيخ ! ( الصحيحة
السادسة ) قد طبعت بحمد الله تعالى ووصلت إلينا ، فهل تعلمون بذلك ؟
قال : ما شاء الله وصلتكم ؟
قلت : نعم شيخنا ، لكنّ لي استيضاحاً واستفساراًٌ عن ما ذكرته بشأني في
( الصحيحة السادسة ) من كلام فيه قسوة عليّ ؟
فقال أعلى الله درجته في الجنة : كان ذلك قبل أن نتعرف عليك وعلى
تحقيقاتك وكتاباتك ؛ واعتبر ذلك مني لك بمثابة العملية الجراحية التي تخرج
بعدها بكامل عافيتك وصحتك مع التوفيق الذي أراه بحمد الله يصاحبك في
كتاباتك وتحقيقاتك التي يغلب عليها الصواب مثلنا (!) وهي ككتابات
البارزين في هذا الفن الشريف ، وأرجو لك المزيد من التوفيق 0
ولمزيد من الفائدة التي تشفي صدور قوم محبين ؛ أذكر هذا المقال الذي
تم نشره بحمد الله تعالى ، ولا يزيد الظالمين الحاقدين إلا ألماً وحسرة :
(( دراسات علمية مع شيخنا الألباني )) 3 – 3
الحقيقة أن ما علمناه شيخنا – رحمه الله – من شؤم التقليد ، هو الذي جعلني – بعد الله تعالى - أتتبع في تحقيقاتي
الحديثية وتأليفاتي العلمية منهجه رحمه الله
في عدم التقليد ، وأن يكون في بعض تلك الكتابات بيان لبعض أوهام شيخنا رحمه الله ، فقد كان كثيراً ما يردد في كلامه
معي ، أنه يستفيد من ملحوظاتي عليه ، وأنه رجاع إلى الحق إذا تبين له ذلك .
ووالله ! ما أنا وغيري من الذين ظهروا في ميدان البحث والتحقيق إلا حسنة من حسنات شيخنا رحمه الله ، فلولا الله ثم
هو لما عرفنا السنة من البدعة ، ولا الصحيح من الضعيف ، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيه عن الإسلام
والمسلمين خير ما جزى مجدداً من مجددي هذا الدين ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله يبعث لهذه
الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) . انظر ( الصحيحة ) 599 .
فأقول وبه تعالى أستعين : روى الطبري في ( تهذيب الآثار ) – الجزء المفقود بتحقيقي – رقم ( 353 ) من طريق
عمرو بن الهيثم أبي قطن ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاختة ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال : ( إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنوا عليه الصلاة .
قالوا : علمنا .
قال : قولوا : اللهم ! اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد
عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ! ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون ،
صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وأل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) .
هذا الإسناد الصحيح لو وقف عليه شيخنا رحمه الله لصحح الأثر الموقوف هذا ؛ ذلك لأنه خرجه في ( فضل الصلاة
على النبي ) – صلى الله عليه وآله وسلم - لإسماعيل القاضي ص60 ثم قال : إسناده ضعيف ...! انظر ص 60 .
قلت : الصحيح في أمر المسعودي هو ما ذكره الحافظ العراقي بشأن التفصيل فيمن روى عن المسعودي قبل اختلاطه
فيقبل ، وبعد الاختلاط فيرد !
وقال : وقد شدد بعضهم في أمر المسعودي ورد حديثه كله ؛ لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير . ثم ذكر كلام
ابن حبان فيه بأنه لم يتميز حديثه القديم بحديثه للأخير فاستحق الترك ! انظر ( المجروحين ) 2 / 48 .
والصحيح التفصيل كما تقدم عن العراقي ، وهو ما اعتمده ابن الكيال في ( الكواكب النيرات ) ص64 – 65 ، وقال
الحافظ ابن حجر : صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه : أن من سمع منه ببغداد ، فبعد الاختلاط ( التقريب ) 5130 .
وقد ذكر العراقي عمرو بن الهيثم – الراوي عن المسعودي - فيمن روى عنه قبل أن يقدم بغداد . ولعله لهذا صحح
إسناده علاء الدين مغلطاي كما نقله السخاوي عنه في ( القول البديع ) ص49 وقال هو : إسناد الموقوف حسن .
وقد رواه الطبراني – أيضاً – من طريق الفضل بن دكين ، عن المسعودي به . ( المعجم الكبير ) 9 / 121 – 122 رقم 8594
.
وهذا إسناد صحيح أيضاً فإن أبا نعيم الفضل بن دكين ممن روى عن المسعودي قبل الاختلاط ، كما قال العراقي ، وأقره
ابن الكيال .
وبتتبعي لتخريجات شيخنا الألباني ؛ فإني رأيته لا يفصل في شأن المسعودي ، فكأنه يميل إلى رأي ابن حبان ، ولو أنه
رحمه الله فصل في المسعودي كما فصل في ابن لهيعة لكان هو الصواب إن شاء الله تعالى .
وهذا الأثر الموقوف رواه أيضاً من طرق أخرى ، عن المسعودي به : أبو يعلى في ( المسند ) 9 / 175 رقم 5267 ،
وابن ماجة في ( السنن ) رقم 906 ،
والبيهقي في ( الدعوات الكبير ) رقم 157 ، وفي ( شعب الإيمان ) 2/ 208 رقم 1550 ، والدارقطني في ( العلل ) 5 / 15
رقم السؤال 682 ، وأبو نعيم في ( الحلية ) 4 / 271 ، والشاشي في ( المسند ) 2 / 89 – 90 رقم 611 ، وابن
بشكوال ، والمعمري ، وعبد بن حميد ، وتمام ، وابن أبي عاصم ، والديلمي – كما في القول البديع ص49 - وأورده
صاحب ( معجم المناهي اللفظية ) ص306 على اعتبار أنه حديث أو أثر ضعيف قال : والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم ؛ لكن الذكر بابه التوقيف ، والله أعلم .
قلت : الصواب أنه أثر صحيح ؛ لكن الأحاديث المرفوعة التي علمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيغ
الصلاة عليه لا توجد فيها السيادة ، وهذا هو الأولى والأحرى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وختاماً أذكر آخر اتصال هاتفي لي مع محدث العصر رحمه الله فور علمي بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية
لخدمة السنة والحديث النبوي الشريف ، ولشدة مرض شيخنا استطعت – في المرة الخامسة – أن أجري معه الحوار
التالي – والذي غاظ الحزبيين والحساد كثيراً - :
الألباني : السلام عليكم .
علي رضا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فضيلة الشيخ كيف حالكم ؟
الألباني : أهلاً وسهلاً ، أحمد الله إليك .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك يا فضيلة الشيخ .
الألباني : الله يحفظك ، أهلاًً وسهلاً مرحباً .
علي رضا : والله ! يا شيخ أنا كذا مرة أتصل ما استطعت أن أتحدث معكم ، و( حبيت إني أكون ) أول من يهنئكم بهذه
الجائزة ، الله يجعلها – إن شاء الله –
نصراً مبينا ً بإذن الله تعالى ، وفي نفس الوقت تكون – أعني – أكبر حجر يلقم في أفواه هؤلاء الذين يطعنون في الشيخ
الألباني ، فجزاكم الله خيراًً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك ؛ أولاًً : أنا أعتذر إليك ؛ لأنك حينما كنت تتصل كنت نائماً.
علي رضا : أخبروني .
الألباني : ولعلك تعلم أني مريض منذ أكثر من سنة .
علي رضا : الله يشفيكم ويطهركم – إن شاء الله – ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم .
الألباني : الله يبارك فيك ، هذا من جهتكم ، ومن جهة الجائزة فهي – الحقيقة – قيمتها ما أشرتم إليها آنفاً ؛ فلعلها تلقم
حجراً لأعدائنا وخصومنا بالباطل .
علي رضا : بارك الله فيكم ، والله هذا هو الذي جعلنا – أعني – نحن نعرف أن القيمة المعنوية هي أهم شيء بارك الله
فيكم .
الألباني : وهذا هو المهم ؛ ولهذا أنا قلت – حينما قدموا إلي – هذه البشارة ، قلت : اللهم ! لا عيش إلا عيش الآخرة .
علي رضا : الله أكبر.
الألباني : ونسأل الله أن تكون مقدمة بالنسبة لي ولكل محب لي : بشارة ومقدمة للجائزة الكبرى ليوم ( يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
علي رضا : آمين – والله – آمين ، جعلنا الله وإياكم في فردوسه الأعلى يا فضيلة الشيخ .
الألباني : إن شاء الله ذلك ما أبغي .
علي رضا : الله يسلمك يا فضيلة الشيخ ؛ كنت ( ذكرت ) مرة : تحدثنا سوياً وسألتكم عن كتابات وتحقيقات ومقالات
علي رضا - أعني شخصي الفقير -
وأثنيتم عليها ثناءً عطراً – بارك الله فيكم – الآن كثير من الحساد والمغرضين وغيرهم – يا شيخ – يقولون : الشيخ
طعن فيك في ( الجزء السادس ) فهذا هو عندنا الجرح المفسر وما نقبل كلامك ( وما أدري أيش ) – كثير من هذا الكلام
– فما تعليق فضيلتكم بارك الله فيكم ؟
الألباني : كما قلت آنفاً أنا الآن صحتي لا تناسبني ولا تمكنني أن أخوض هذه المعارك ، ولذلك أنا أعتذر عن الخوض في
مثل هذه المسائل ، أخشى أن يكون لها ما بعدها ، وجسمي لا يتحمل ذلك .
علي رضا : أنا أعلم أعلم – بارك الله فيكم – يا شيخ .
الألباني : وفيكم بارك ، لكن لا يضيرك أن يتكلم الناس – هنا يسعل الشيخ -.
علي رضا : شافاكم الله وعافاكم وبارك فيكم .
الألباني : لا يضيرك أن يتكلم الناس بغير حق فيمن يتكلم بالحق ؛ فالله عز وجل ناصره ، كما هو وعده الصادق في مثل
قوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) فعليك التزام المنهج السلفي ، ولتمض
القافلة تمشي .
علي رضا : الحمد لله ، هذا هذا الذي أحببت أن أسمعه منكم فضيلة الشيخ ، وجزاكم الله خيراً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك .
علي رضا : وأنا والله – من محبتي لكم الشديدة – أحببت أن أكون أول المهنئين ، ولكن فيما بعد أخبرتني – زوجكم
الكريمة – أن عندكم علماً بهذا .
الألباني : أي نعم . على كل حال جعلك الله دائماً مبشراً والوجه الذي يأتي دائماً بالخير .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك فضيلة الشيخ .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : الله يسلمكم ، الشيخ حمدي السلفي كلمته ويسلم عليك ويهنئك أيضاً .
الألباني : أيضاً بلغوني ذلك ، فجزاكم الله خيراً كثيراً .
علي رضا : الله يبارك فيك ما نبغي نطول عليك والله .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الألباني : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
تم هذا اللقاء في يوم 20 / 9 / 1419 هجرية .
اعتدتُ بحمد الله تعالى على كلام الحساد والمغرضين والمنافقين والمبتدعين
وغيرهم من الحزبيين الضالين والخوارج المارقين ؛
ولهذا فلم يزدني- بحمد الله تعالى - إلا سروراً واستبشاراً ما نشره البحر
الذي زخر- بالزبد والهراء والحجر! - عن مقولة شيخنا المحدث العلامة
بخاري عصره وفريد دهره :
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
: في المدعو (!) علي رضا ؛ ذلك الكلام الذي أعتز به وأتحدث به من
باب شكر نعمة الله الكبرى علي أن وفقني لسلوك سبيل المحدثين الذين شهد
لهم مشايخ عصرهم بالإتقان ، وعلى رأس هؤلاء المشايخ وفي مقدمتهم :
المحدث شيخ الإسلام الألباني الذي ما أن قرأتُ رده علي ّ في ( الصحيحة
السادسة ) إلا واهتبلتها فرصة عظيمة للاطمئنان على المستوى العلمي
الحديثي الذي سيقرره شيخنا عني ؛ فكان هذا الاتصال الذي استغرق 20
دقيقة ألخص أهم النقاط التي تُسكت هذا الحسود الذي زخر بحره بالحسد
فألقاه زبداً رابياً يذهب جفاءً !!
فبعد السلام والسؤال عن الحال ؛ قلت له : يا فضيلة الشيخ ! ( الصحيحة
السادسة ) قد طبعت بحمد الله تعالى ووصلت إلينا ، فهل تعلمون بذلك ؟
قال : ما شاء الله وصلتكم ؟
قلت : نعم شيخنا ، لكنّ لي استيضاحاً واستفساراًٌ عن ما ذكرته بشأني في
( الصحيحة السادسة ) من كلام فيه قسوة عليّ ؟
فقال أعلى الله درجته في الجنة : كان ذلك قبل أن نتعرف عليك وعلى
تحقيقاتك وكتاباتك ؛ واعتبر ذلك مني لك بمثابة العملية الجراحية التي تخرج
بعدها بكامل عافيتك وصحتك مع التوفيق الذي أراه بحمد الله يصاحبك في
كتاباتك وتحقيقاتك التي يغلب عليها الصواب مثلنا (!) وهي ككتابات
البارزين في هذا الفن الشريف ، وأرجو لك المزيد من التوفيق 0
ولمزيد من الفائدة التي تشفي صدور قوم محبين ؛ أذكر هذا المقال الذي
تم نشره بحمد الله تعالى ، ولا يزيد الظالمين الحاقدين إلا ألماً وحسرة :
(( دراسات علمية مع شيخنا الألباني )) 3 – 3
الحقيقة أن ما علمناه شيخنا – رحمه الله – من شؤم التقليد ، هو الذي جعلني – بعد الله تعالى - أتتبع في تحقيقاتي
الحديثية وتأليفاتي العلمية منهجه رحمه الله
في عدم التقليد ، وأن يكون في بعض تلك الكتابات بيان لبعض أوهام شيخنا رحمه الله ، فقد كان كثيراً ما يردد في كلامه
معي ، أنه يستفيد من ملحوظاتي عليه ، وأنه رجاع إلى الحق إذا تبين له ذلك .
ووالله ! ما أنا وغيري من الذين ظهروا في ميدان البحث والتحقيق إلا حسنة من حسنات شيخنا رحمه الله ، فلولا الله ثم
هو لما عرفنا السنة من البدعة ، ولا الصحيح من الضعيف ، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيه عن الإسلام
والمسلمين خير ما جزى مجدداً من مجددي هذا الدين ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله يبعث لهذه
الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) . انظر ( الصحيحة ) 599 .
فأقول وبه تعالى أستعين : روى الطبري في ( تهذيب الآثار ) – الجزء المفقود بتحقيقي – رقم ( 353 ) من طريق
عمرو بن الهيثم أبي قطن ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاختة ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال : ( إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنوا عليه الصلاة .
قالوا : علمنا .
قال : قولوا : اللهم ! اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد
عبدك ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ! ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون ،
صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وأل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) .
هذا الإسناد الصحيح لو وقف عليه شيخنا رحمه الله لصحح الأثر الموقوف هذا ؛ ذلك لأنه خرجه في ( فضل الصلاة
على النبي ) – صلى الله عليه وآله وسلم - لإسماعيل القاضي ص60 ثم قال : إسناده ضعيف ...! انظر ص 60 .
قلت : الصحيح في أمر المسعودي هو ما ذكره الحافظ العراقي بشأن التفصيل فيمن روى عن المسعودي قبل اختلاطه
فيقبل ، وبعد الاختلاط فيرد !
وقال : وقد شدد بعضهم في أمر المسعودي ورد حديثه كله ؛ لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير . ثم ذكر كلام
ابن حبان فيه بأنه لم يتميز حديثه القديم بحديثه للأخير فاستحق الترك ! انظر ( المجروحين ) 2 / 48 .
والصحيح التفصيل كما تقدم عن العراقي ، وهو ما اعتمده ابن الكيال في ( الكواكب النيرات ) ص64 – 65 ، وقال
الحافظ ابن حجر : صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه : أن من سمع منه ببغداد ، فبعد الاختلاط ( التقريب ) 5130 .
وقد ذكر العراقي عمرو بن الهيثم – الراوي عن المسعودي - فيمن روى عنه قبل أن يقدم بغداد . ولعله لهذا صحح
إسناده علاء الدين مغلطاي كما نقله السخاوي عنه في ( القول البديع ) ص49 وقال هو : إسناد الموقوف حسن .
وقد رواه الطبراني – أيضاً – من طريق الفضل بن دكين ، عن المسعودي به . ( المعجم الكبير ) 9 / 121 – 122 رقم 8594
.
وهذا إسناد صحيح أيضاً فإن أبا نعيم الفضل بن دكين ممن روى عن المسعودي قبل الاختلاط ، كما قال العراقي ، وأقره
ابن الكيال .
وبتتبعي لتخريجات شيخنا الألباني ؛ فإني رأيته لا يفصل في شأن المسعودي ، فكأنه يميل إلى رأي ابن حبان ، ولو أنه
رحمه الله فصل في المسعودي كما فصل في ابن لهيعة لكان هو الصواب إن شاء الله تعالى .
وهذا الأثر الموقوف رواه أيضاً من طرق أخرى ، عن المسعودي به : أبو يعلى في ( المسند ) 9 / 175 رقم 5267 ،
وابن ماجة في ( السنن ) رقم 906 ،
والبيهقي في ( الدعوات الكبير ) رقم 157 ، وفي ( شعب الإيمان ) 2/ 208 رقم 1550 ، والدارقطني في ( العلل ) 5 / 15
رقم السؤال 682 ، وأبو نعيم في ( الحلية ) 4 / 271 ، والشاشي في ( المسند ) 2 / 89 – 90 رقم 611 ، وابن
بشكوال ، والمعمري ، وعبد بن حميد ، وتمام ، وابن أبي عاصم ، والديلمي – كما في القول البديع ص49 - وأورده
صاحب ( معجم المناهي اللفظية ) ص306 على اعتبار أنه حديث أو أثر ضعيف قال : والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم ؛ لكن الذكر بابه التوقيف ، والله أعلم .
قلت : الصواب أنه أثر صحيح ؛ لكن الأحاديث المرفوعة التي علمنا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيغ
الصلاة عليه لا توجد فيها السيادة ، وهذا هو الأولى والأحرى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وختاماً أذكر آخر اتصال هاتفي لي مع محدث العصر رحمه الله فور علمي بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية
لخدمة السنة والحديث النبوي الشريف ، ولشدة مرض شيخنا استطعت – في المرة الخامسة – أن أجري معه الحوار
التالي – والذي غاظ الحزبيين والحساد كثيراً - :
الألباني : السلام عليكم .
علي رضا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فضيلة الشيخ كيف حالكم ؟
الألباني : أهلاً وسهلاً ، أحمد الله إليك .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك يا فضيلة الشيخ .
الألباني : الله يحفظك ، أهلاًً وسهلاً مرحباً .
علي رضا : والله ! يا شيخ أنا كذا مرة أتصل ما استطعت أن أتحدث معكم ، و( حبيت إني أكون ) أول من يهنئكم بهذه
الجائزة ، الله يجعلها – إن شاء الله –
نصراً مبينا ً بإذن الله تعالى ، وفي نفس الوقت تكون – أعني – أكبر حجر يلقم في أفواه هؤلاء الذين يطعنون في الشيخ
الألباني ، فجزاكم الله خيراًً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك ؛ أولاًً : أنا أعتذر إليك ؛ لأنك حينما كنت تتصل كنت نائماً.
علي رضا : أخبروني .
الألباني : ولعلك تعلم أني مريض منذ أكثر من سنة .
علي رضا : الله يشفيكم ويطهركم – إن شاء الله – ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم .
الألباني : الله يبارك فيك ، هذا من جهتكم ، ومن جهة الجائزة فهي – الحقيقة – قيمتها ما أشرتم إليها آنفاً ؛ فلعلها تلقم
حجراً لأعدائنا وخصومنا بالباطل .
علي رضا : بارك الله فيكم ، والله هذا هو الذي جعلنا – أعني – نحن نعرف أن القيمة المعنوية هي أهم شيء بارك الله
فيكم .
الألباني : وهذا هو المهم ؛ ولهذا أنا قلت – حينما قدموا إلي – هذه البشارة ، قلت : اللهم ! لا عيش إلا عيش الآخرة .
علي رضا : الله أكبر.
الألباني : ونسأل الله أن تكون مقدمة بالنسبة لي ولكل محب لي : بشارة ومقدمة للجائزة الكبرى ليوم ( يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
علي رضا : آمين – والله – آمين ، جعلنا الله وإياكم في فردوسه الأعلى يا فضيلة الشيخ .
الألباني : إن شاء الله ذلك ما أبغي .
علي رضا : الله يسلمك يا فضيلة الشيخ ؛ كنت ( ذكرت ) مرة : تحدثنا سوياً وسألتكم عن كتابات وتحقيقات ومقالات
علي رضا - أعني شخصي الفقير -
وأثنيتم عليها ثناءً عطراً – بارك الله فيكم – الآن كثير من الحساد والمغرضين وغيرهم – يا شيخ – يقولون : الشيخ
طعن فيك في ( الجزء السادس ) فهذا هو عندنا الجرح المفسر وما نقبل كلامك ( وما أدري أيش ) – كثير من هذا الكلام
– فما تعليق فضيلتكم بارك الله فيكم ؟
الألباني : كما قلت آنفاً أنا الآن صحتي لا تناسبني ولا تمكنني أن أخوض هذه المعارك ، ولذلك أنا أعتذر عن الخوض في
مثل هذه المسائل ، أخشى أن يكون لها ما بعدها ، وجسمي لا يتحمل ذلك .
علي رضا : أنا أعلم أعلم – بارك الله فيكم – يا شيخ .
الألباني : وفيكم بارك ، لكن لا يضيرك أن يتكلم الناس – هنا يسعل الشيخ -.
علي رضا : شافاكم الله وعافاكم وبارك فيكم .
الألباني : لا يضيرك أن يتكلم الناس بغير حق فيمن يتكلم بالحق ؛ فالله عز وجل ناصره ، كما هو وعده الصادق في مثل
قوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) فعليك التزام المنهج السلفي ، ولتمض
القافلة تمشي .
علي رضا : الحمد لله ، هذا هذا الذي أحببت أن أسمعه منكم فضيلة الشيخ ، وجزاكم الله خيراً كثيراً .
الألباني : الله يبارك فيك .
علي رضا : وأنا والله – من محبتي لكم الشديدة – أحببت أن أكون أول المهنئين ، ولكن فيما بعد أخبرتني – زوجكم
الكريمة – أن عندكم علماً بهذا .
الألباني : أي نعم . على كل حال جعلك الله دائماً مبشراً والوجه الذي يأتي دائماً بالخير .
علي رضا : الله يسلمك ويبارك فيك فضيلة الشيخ .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : الله يسلمكم ، الشيخ حمدي السلفي كلمته ويسلم عليك ويهنئك أيضاً .
الألباني : أيضاً بلغوني ذلك ، فجزاكم الله خيراً كثيراً .
علي رضا : الله يبارك فيك ما نبغي نطول عليك والله .
الألباني : أهلاً وسهلاً .
علي رضا : طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الألباني : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
تم هذا اللقاء في يوم 20 / 9 / 1419 هجرية .