الصواعق السلفية
12-03-2003, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من نشرات المسعري لما تنطوي عليه من أهداف للإفساد وتضليل الناس
للإمام العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، وصلى الله على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله وبالدعاة إلى الله عز وجل ، كما أشكره سبحانه على ما يسر من سماع هذه الكلمات الطيبات المباركة ، وأسأله جل وعلا أن يجعله لقاء مباركا ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يجعلنا من دعاة الهدى وأنصار الحق ما بقينا ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين وينصر بهم الحق ، وأن يعيذهم من بطانة السوء ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين ،
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يوفق جميع الدعاة للعلم النافع والبصيرة النافذة والعمل الصالح ، وأن يمنحهم الدعوة إليه على بصيرة ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين ، ومن الدعاة إلى الله بالقول والعمل والسيرة ، إنه جل وعلا جواد كريم .
أيها الأخوة في الله : تعلمون فضل الدعوة وعظيم أثرها على الناس إذا صدرت عن أهل العلم والبصيرة ، والعلم بما قاله الله ورسوله ، وعن ذكر الآيات الكريمات والأحاديث النبوية ، لا شك أن لها الأثر العظيم في إصلاح الناس ، وتوجيههم إلى الخير ، وتحذيرهم من الشر ، وأهم شيء : هو العناية بالعقيدة وإفهام الناس ذلك ، وتوضيح ذلك لهم ، فإن الله جل وعلا خلق الخلق؟ ليعبدوه ، قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وهذه العبادة هي دين الله ، هي الإسلام ، هي الهدى ، هي التقوى ، هي الإيمان بالله ورسوله .
فواجب على جميع المكلفين أن يفهموها ويعرفوها ، وواجب على أهل العلم والبصيرة أن يوضحوها للناس ، وأن يشرحوها للناس ، وهي توحيد الله والإخلاص له ، وصرف جميع العبادة له جل وعلا من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة ، وغير هذا من أنواع العبادة . ومن أخص العبادة التي خلقنا لها أن نخص الله بالعبادة ، ندعوه وحده ، نستغيث به ، ننذر له ، نذبح له ، نسجد له ، نصلي له ، نصوم له . . . إلى غير ذلك ، ولا بد من بيانها للناس بلغاتهم التي يفهمونها ، ولابد من الصبر على ذلك ، قال تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وقال جل وعلا : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقال سبحانه : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فالواجب على الدعاة الصبر والتحمل ، وأن تكون دعوتهم على بصيرة وعن علم بما قال الله سبحانه وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذه هي الحكمة مع الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والرفق حتى يفهم الناس عقيدتهم ، وحتى يفهموا لماذا خلقوا؟ وحتى يفهموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم ، حتى يؤدوا ذلك على بصيرة وعلم ، سواء كان ذلك في هذه البلاد السعودية مهد الإسلام ، أو في أي بلاد من بلاد الله أينما كنت ، عليك أن توضح الدعوة ، وأن يكون ذلك بالأدلة الشرعية : قال الله عز وجل ، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن تخاطب الناس بما يفهمون ويعقلون حدثوا الناس بما يعرفون كما قال علي رضي الله عنه ، وأن تصبر على ذلك ، وكل قوم يحدثون بلغتهم التي يفهمونها مع التحذير من دعاة الباطل ، ومن دعاة السوء ، لابد من التحذير منهم ، ولابد من تشجيع الدعاة إلى الله والثناء عليهم ، وحثهم على القيام بواجبهم أينما كانوا ، في السيارة ، وفي القطار ، وحتى في الطائرة ، وفي السفينة وفي الباخرة ، في أي مكان ، وبأي لغة يفهمها أو يعقلها عند الحاجة إليها ، يريد فضل الله يريد هدايته ، يريد الثواب العظيم منه جل وعلا ، يريد إنقاذ إخوانه من الهلكة ، يريد إبلاغ دعوة الله ، ليس له حظ في الرياء والسمعة ، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة أينما كان .
فأوصيكم أيها الإخوة ونفسي بالتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالحق والصبر عليه والنشاط في ذلك ، مع العناية الكاملة بالتفقه في الدين ، والعناية بالأدلة الشرعية ، يقول الله عز وجل : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فأوصيكم بالجد ، والتفقه في الدين ، فالإنسان يتعلم ويعلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه فلا يزال إلى الموت يتعلم ويعلم الخير للناس ، ولا يظن أنه بلغ العلم وأنه بلغ النهاية ، لا ، لا يزال يطلب العلم ولو عمر ألف عام يطلب المزيد ، ويطلب الأدلة الشرعية ويطلب الفقه في المعنى والبصيرة حتى يبلغ الناس على علم وعلى بصيرة .
وأوصي بالحذر من دعاة الهدم ، من دعاة الضلالة ، فيجب الحذر منهم والتحذير ، يجب الحذر والتحذير من دعاة الضلالة ، مثل هؤلاء الذين يرسلون دعواتهم الضالة المضللة من لندن ، ومن بلاد الكفرة كـ ( المسعري ) وأشباهه ومن يتعاون معه على التخريب والفساد وتضليل الناس ، هذا شر عظيم وفساد كبير .
قد سمعتم من كلمة الشيخ صالح : بيان ما جاء في بعض نشراتهم من سب لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وأنه ساذج ، وأنه ليس بعالم ، وأنه ، وأنه ، هذا الكلام لا يقوله من في قلبه أدنى محبة للخير ، ومن في قلبه أدنى غيرة ، ومن هو مسلم حقيقة يحب الله ورسوله ، كيف يرمي دعاة الهدى الذين أنفذ الله بهم من الشرك وعبادة القبور وعبادة الأصنام وعبادة الشجر والحجر إلى توحيد الله وطاعته .
فيجب القضاء على هذه النشرات ، والتحذير منها ، وإتلافها مهما كانت ، فالمصلح : هو الذي يدعو إلى الله ، يدعو إلى التمسك بالدين ، يدعو إلى التناصح ، يدعو إلى التعاون مع ولاة الأمور في الخير ، يدعو لهم بالتوفيق والهداية ، وأن الله يعينهم على الخير ، وأن الله يهديهم ويصلح لهم البطانة ، وأن الله يوفقهم لإقامة الحق .
هكذا المصلح ، هكذا الداعي ، يدعو لهم بالخير ويشكرهم على الخير ، يشكرهم على ما بذلوه من الخير ، يدعوهم إلى الاستقامة ، وإلى صلاح البطانة والحذر من أهل السوء ، ويدعو إلى إزالة المنكرات ، يدعو إلى إزالتها ، بالكلام الطيب ، والأسلوب الحسن ، والنصيحة لولاة الأمور والعلماء ، مع الدعاء لهم بالتوفيق ، يقول لهم : تواصوا ، تناصحوا في ذلك ، أرشدوا الناس جزاكم الله خير ، وفقكم الله ، كما قال جل وعلا : وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
هكذا تكون النصيحة ، هكذا تكون الدعوة إلى الله ، نشر العلم عن طريق الكتاب والسنة ، نصيحة الناس بالكلام الطيب ، بالرفق ، والدعاء لهم بالتوفيق ، والدعاء لهم بحسن العاقبة ، والدعاء لهم بالفقه في الدين وصلاح البطانة ، والدعاء للعلماء بالتوفيق والهداية ، وأن يعينهم الله على إبلاغ الدعوة إلى الله في مكاتب الدعوة وغيرها .
فأوصيكم أيها الإخوة الداعون إلى الله في مكاتب الدعوة : أوصيكم بالصبر ، والعناية بالعلم والبصيرة والأدلة الشرعية ، والعناية بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام ، وتحبيب الإسلام إليهم ؛ لعل الله يهديهم بأسبابكم ، ويكون لكم مثل أجورهم ، بلغتهم ، وباللطف ، والعبارات الواضحة ، بإزالة الشبه .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ويقول صلى الله عليه وسلم : من دل على خير فله مثل أجر فاعله فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة ، فاحتسبوا الأجر أينما كنتم في الدعوة إلى الله ، عن طريق الكتاب والسنة ، واحذروا القول على الله بغير علم ، تفقهوا وتعلموا ، وقولوا عن علم وعن بصيرة ، واحذروا القول على الله بغير علم ، وتعاونوا على البر والتقوى ، وتناصحوا فيما بينكم ، وأبشروا بالخير والعاقبة الحميدة .
والله المسئول جل وعلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين . كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير ، وأن يعينهم على كل خير ، وأن يصلح لهم البطانة ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يعيذهم من بطانة السوء ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين الناصحين لله ولعباده ، وأن يعينهم على إزالة كل ما يخالف شرع الله ، وعلى إلزام الناس بأمر الله .
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شريعته ، والتحاكم إليها ، والرضا بها ، وإيثارها على ما سواها ، إنه جل وعلا جواد كريم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه .
كلمة توجيهية ألقاها سماحته في الحفل الختامي للدورة الشرعية الخامسة للدعاة العاملين بمكاتب الدعوة بالمملكة ، والتي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
التحذير من نشرات المسعري لما تنطوي عليه من أهداف للإفساد وتضليل الناس
للإمام العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ، وصلى الله على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله وبالدعاة إلى الله عز وجل ، كما أشكره سبحانه على ما يسر من سماع هذه الكلمات الطيبات المباركة ، وأسأله جل وعلا أن يجعله لقاء مباركا ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يجعلنا من دعاة الهدى وأنصار الحق ما بقينا ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين وينصر بهم الحق ، وأن يعيذهم من بطانة السوء ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين ،
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يوفق جميع الدعاة للعلم النافع والبصيرة النافذة والعمل الصالح ، وأن يمنحهم الدعوة إليه على بصيرة ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين ، ومن الدعاة إلى الله بالقول والعمل والسيرة ، إنه جل وعلا جواد كريم .
أيها الأخوة في الله : تعلمون فضل الدعوة وعظيم أثرها على الناس إذا صدرت عن أهل العلم والبصيرة ، والعلم بما قاله الله ورسوله ، وعن ذكر الآيات الكريمات والأحاديث النبوية ، لا شك أن لها الأثر العظيم في إصلاح الناس ، وتوجيههم إلى الخير ، وتحذيرهم من الشر ، وأهم شيء : هو العناية بالعقيدة وإفهام الناس ذلك ، وتوضيح ذلك لهم ، فإن الله جل وعلا خلق الخلق؟ ليعبدوه ، قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وهذه العبادة هي دين الله ، هي الإسلام ، هي الهدى ، هي التقوى ، هي الإيمان بالله ورسوله .
فواجب على جميع المكلفين أن يفهموها ويعرفوها ، وواجب على أهل العلم والبصيرة أن يوضحوها للناس ، وأن يشرحوها للناس ، وهي توحيد الله والإخلاص له ، وصرف جميع العبادة له جل وعلا من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة ، وغير هذا من أنواع العبادة . ومن أخص العبادة التي خلقنا لها أن نخص الله بالعبادة ، ندعوه وحده ، نستغيث به ، ننذر له ، نذبح له ، نسجد له ، نصلي له ، نصوم له . . . إلى غير ذلك ، ولا بد من بيانها للناس بلغاتهم التي يفهمونها ، ولابد من الصبر على ذلك ، قال تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وقال جل وعلا : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقال سبحانه : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فالواجب على الدعاة الصبر والتحمل ، وأن تكون دعوتهم على بصيرة وعن علم بما قال الله سبحانه وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذه هي الحكمة مع الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والرفق حتى يفهم الناس عقيدتهم ، وحتى يفهموا لماذا خلقوا؟ وحتى يفهموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم ، حتى يؤدوا ذلك على بصيرة وعلم ، سواء كان ذلك في هذه البلاد السعودية مهد الإسلام ، أو في أي بلاد من بلاد الله أينما كنت ، عليك أن توضح الدعوة ، وأن يكون ذلك بالأدلة الشرعية : قال الله عز وجل ، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن تخاطب الناس بما يفهمون ويعقلون حدثوا الناس بما يعرفون كما قال علي رضي الله عنه ، وأن تصبر على ذلك ، وكل قوم يحدثون بلغتهم التي يفهمونها مع التحذير من دعاة الباطل ، ومن دعاة السوء ، لابد من التحذير منهم ، ولابد من تشجيع الدعاة إلى الله والثناء عليهم ، وحثهم على القيام بواجبهم أينما كانوا ، في السيارة ، وفي القطار ، وحتى في الطائرة ، وفي السفينة وفي الباخرة ، في أي مكان ، وبأي لغة يفهمها أو يعقلها عند الحاجة إليها ، يريد فضل الله يريد هدايته ، يريد الثواب العظيم منه جل وعلا ، يريد إنقاذ إخوانه من الهلكة ، يريد إبلاغ دعوة الله ، ليس له حظ في الرياء والسمعة ، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة أينما كان .
فأوصيكم أيها الإخوة ونفسي بالتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالحق والصبر عليه والنشاط في ذلك ، مع العناية الكاملة بالتفقه في الدين ، والعناية بالأدلة الشرعية ، يقول الله عز وجل : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فأوصيكم بالجد ، والتفقه في الدين ، فالإنسان يتعلم ويعلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه فلا يزال إلى الموت يتعلم ويعلم الخير للناس ، ولا يظن أنه بلغ العلم وأنه بلغ النهاية ، لا ، لا يزال يطلب العلم ولو عمر ألف عام يطلب المزيد ، ويطلب الأدلة الشرعية ويطلب الفقه في المعنى والبصيرة حتى يبلغ الناس على علم وعلى بصيرة .
وأوصي بالحذر من دعاة الهدم ، من دعاة الضلالة ، فيجب الحذر منهم والتحذير ، يجب الحذر والتحذير من دعاة الضلالة ، مثل هؤلاء الذين يرسلون دعواتهم الضالة المضللة من لندن ، ومن بلاد الكفرة كـ ( المسعري ) وأشباهه ومن يتعاون معه على التخريب والفساد وتضليل الناس ، هذا شر عظيم وفساد كبير .
قد سمعتم من كلمة الشيخ صالح : بيان ما جاء في بعض نشراتهم من سب لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وأنه ساذج ، وأنه ليس بعالم ، وأنه ، وأنه ، هذا الكلام لا يقوله من في قلبه أدنى محبة للخير ، ومن في قلبه أدنى غيرة ، ومن هو مسلم حقيقة يحب الله ورسوله ، كيف يرمي دعاة الهدى الذين أنفذ الله بهم من الشرك وعبادة القبور وعبادة الأصنام وعبادة الشجر والحجر إلى توحيد الله وطاعته .
فيجب القضاء على هذه النشرات ، والتحذير منها ، وإتلافها مهما كانت ، فالمصلح : هو الذي يدعو إلى الله ، يدعو إلى التمسك بالدين ، يدعو إلى التناصح ، يدعو إلى التعاون مع ولاة الأمور في الخير ، يدعو لهم بالتوفيق والهداية ، وأن الله يعينهم على الخير ، وأن الله يهديهم ويصلح لهم البطانة ، وأن الله يوفقهم لإقامة الحق .
هكذا المصلح ، هكذا الداعي ، يدعو لهم بالخير ويشكرهم على الخير ، يشكرهم على ما بذلوه من الخير ، يدعوهم إلى الاستقامة ، وإلى صلاح البطانة والحذر من أهل السوء ، ويدعو إلى إزالة المنكرات ، يدعو إلى إزالتها ، بالكلام الطيب ، والأسلوب الحسن ، والنصيحة لولاة الأمور والعلماء ، مع الدعاء لهم بالتوفيق ، يقول لهم : تواصوا ، تناصحوا في ذلك ، أرشدوا الناس جزاكم الله خير ، وفقكم الله ، كما قال جل وعلا : وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
هكذا تكون النصيحة ، هكذا تكون الدعوة إلى الله ، نشر العلم عن طريق الكتاب والسنة ، نصيحة الناس بالكلام الطيب ، بالرفق ، والدعاء لهم بالتوفيق ، والدعاء لهم بحسن العاقبة ، والدعاء لهم بالفقه في الدين وصلاح البطانة ، والدعاء للعلماء بالتوفيق والهداية ، وأن يعينهم الله على إبلاغ الدعوة إلى الله في مكاتب الدعوة وغيرها .
فأوصيكم أيها الإخوة الداعون إلى الله في مكاتب الدعوة : أوصيكم بالصبر ، والعناية بالعلم والبصيرة والأدلة الشرعية ، والعناية بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام ، وتحبيب الإسلام إليهم ؛ لعل الله يهديهم بأسبابكم ، ويكون لكم مثل أجورهم ، بلغتهم ، وباللطف ، والعبارات الواضحة ، بإزالة الشبه .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ويقول صلى الله عليه وسلم : من دل على خير فله مثل أجر فاعله فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة ، فاحتسبوا الأجر أينما كنتم في الدعوة إلى الله ، عن طريق الكتاب والسنة ، واحذروا القول على الله بغير علم ، تفقهوا وتعلموا ، وقولوا عن علم وعن بصيرة ، واحذروا القول على الله بغير علم ، وتعاونوا على البر والتقوى ، وتناصحوا فيما بينكم ، وأبشروا بالخير والعاقبة الحميدة .
والله المسئول جل وعلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين . كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير ، وأن يعينهم على كل خير ، وأن يصلح لهم البطانة ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يعيذهم من بطانة السوء ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين الناصحين لله ولعباده ، وأن يعينهم على إزالة كل ما يخالف شرع الله ، وعلى إلزام الناس بأمر الله .
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شريعته ، والتحاكم إليها ، والرضا بها ، وإيثارها على ما سواها ، إنه جل وعلا جواد كريم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه .
كلمة توجيهية ألقاها سماحته في الحفل الختامي للدورة الشرعية الخامسة للدعاة العاملين بمكاتب الدعوة بالمملكة ، والتي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .