المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة لسماحة مفتي عام المملكة حول حادث جوال الباندا


كيف حالك ؟

أبو فيصل السلفي
07-18-2004, 09:19 PM
خطبة لسماحة مفتي عام المملكة حول حادث جوال الباندا


سماحة مفتي عام المملكة: المجاهرون بالجرائم والموبقات لا يشملهم عفو

ندد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بالذين نشروا صور الفساد

والجريمة والرذيلة عبر الاتصالات, وقال : ألم يكف هؤلاء جرمهم بارتكاب الجريمة فعمدوا على نشرها بين الناس ان هؤلاء

خطرهم عظيم وعملهم وفعلهم إجرام كبير وهؤلاء لا يشملهم عفو ولا بد من الضرب على أيديهم لحماية المجتمع من

أخطارهم , وأكد سماحته على الحفاظ على حرمات الله , ومواجهة من يتعدى على هذه الحرمات بالحزم والقوة لوقاية

المجتمع من القاذورات التي ينشرونها , ان هؤلاء لم يكتفوا بفعل المنكر وقد ستر الله عليهم بالليل ولكن أفعالهم القبيحة

وسلوكهم الإجرامي حاولوا به نشر الفساد والرذيلة مستغلين تقنية الاتصالات , لقد أرادوا ان يصوروا أنفسهم أبطالا

بجريمتهم البشعة وعملهم الإجرامي وتعديهم على حرمات الله. وطالب سماحته بضرورة الالتزام بحدود الله وضوابط الشرع

وعدم التعدي عليها أو تجاوزها , وقال: ان المؤمن قلبه ينبض بالإيمان ولا يفعل إلا ما يرضي الله , ويبتعد عما يغضبه ,

ويظهر ذلك في سلوكه وأفعاله , وإذا اخطأ فإنه يتوب عليه, ويندم على ما فعل وعندما يتذكر فعله يصاب بالندم الشديد على

ما فعل . وقال سماحته : ان في قلب المؤمن تعظيم لحرمات الله ولشرع الله , ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ,

ولذا فان المؤمن يحاول وبكل الطرق ان يبتعد عن هذه المحرمات ويبتغي الى ذلك كل وسيلة تقربه الى الله. وان كون

المؤمن يعظم حرمات الله ويتقي الوقوع في الشر، فان ذلك ناتج عن إيمان بالله , والقلب ان استقر فيه الإيمان وعظم ظهر

ذلك على الجوارح من السلوكيات , وإذا زلت قدمه يوما ووقع في معصية فانه يعود ويرجع ويستغفر المولى عز وجل ,

حياءً وخشية من الله , وكلما تذكر خطأه كثر ندمه وحزن ولجأ الى الله. وقال سماحته:ان المؤمن يسأل العفو ليتوب

ويستغفر، أما الذين في قلوبهم مرض فإنهم يجاهرون بالمعاصي والذنوب ويتفاخرون بها ويتحدثون عنها , ويحاولون نشرها

وإشاعتها بين أفراد المجتمع,هؤلاء هم المفسدون حقا , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)

فان المجاهرة معصية كبيرة والذين يجاهرون بمعاصيهم وفسادهم يقعون في جرم كبير وفساد عظيم ' لقد ستر الله بالليل على

صاحب المعصية ولكنه إذا صحى بالنهار اخذ يجاهر بها ويحدث الناس عنها وينشرها ويهتك سره ويروج لفاحشته وجرمه.

فالذين يجاهرون بإجرامهم ويلقون ثوب الحياء وينشرون الجرائم والخطايا جمعوا بين أمرين خطيرين وهما : ارتكاب الجرم

وإشاعة الفاحشة بين الناس ،هؤلاء دعاة سوء ومروجون للفواحش وناشرون للرذيلة, لم يكفهم ما فعلوه من إجرام ، بل

تجاوزوا الحد بنشر هذا الجرم بين إرجاء المجتمع , انهم لا يخافون الله ولا يخشون الناس , هؤلاء ليسوا معافين في

أخطائهم , هم في قلوبهم مرض , يريدون للفساد ان ينتشر وللفاحشة ان تسود , نزع الخير من قلوبهم وتملكها الشر , ولم

يستحوا لا من الله ولا من الناس (ان لم تستح فافعل ما شئت) هؤلاء إذا لم يتداركهم الله بتوبة نصوح نخشى عليهم ان يكونوا

دعاة ضلال ومروجي فساد ويحملون أوزارهم يوم القيامة. وقال سماحته : ان الله حذر من إشاعة الفاحشة بين الناس أو

نشرها , والذين يحبون ان تنشر هذه الأفعال النكراء ويريدون ان يطلع الآخرون على العورات والصور الفاحشة عليهم ان

يواجهوا بجرمهم وجرائمهم , لأنهم أرادوا نشر الرذيلة والإفساد بين الناس , ويريدون من غيرهم ان يقلدوهم , هم يتفاخرون

بالرذيلة ويصورون أنفسهم بأنهم أبطال - أبطال جريمة - ونشروا ذلك عبر التقنيات الحديثة ' أرادوا ان يقولون انهم أحرار

فيما يفعلون , ولذا فان مواجهتهم والضرب على أيديهم أمر ضروري لاتقاء شرورهم ووقاية المجتمع منهم ومن إجرامهم

وفسادهم. وتساءل سماحته: كيف يرضى هؤلاء على أنفسهم؟ كيف يقبلون هذا الفعل على أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم؟ هذا

الفعل القبيح ماذا يريدون من نشره بين الناس؟لقد ارتكبوا جريمتهم البشعة ثم صوروها ونشروها بين الناس , انه فعل شنيع ,

فالمجاهرون بالجريمة لا يشملهم عفو ولا ينالهم , لان جرمهم كبير وخطرهم عظيم انهم يريدون للموبقات ان تسود والفواحش

ان تنتشر , لقد ظلموا أنفسهم , ومن وقعت عليه الفاحشة , وكانوا عونا على الجرائم والمصائب , وعليهم التوبة والرجوع

الى الله والندم الشديد على فعلتهم. فالترويج للفاحشة وبث أشرطتها والصور التي أخذت لها منكر عظيم وبلاء وانعدام

للحياة , وعلى المسلم ان يستر على نفسه لا ان يفضحها وان يتوب ويندم , لان المؤمن إذا ارتكب ذنباً تصور انه جبل كبير

يوشك ان يقع عليه , أما المنافق إذا ارتكب جرماً ظن انه ذبابة على انفه فلا يحزن ولا يجزع ولا يغضب ولا يندم ولا

يتراجع عكس المؤمن. وحذر سماحته من أرباب وأصدقاء وأخلاء السوء وأصحاب الرذائل والجرائم ودعاة الفاحشة ومن

مجالستهم أو الجلوس معهم ومخالطتهم لأنهم يؤثرون على المسلم ويجرونه الى المعاصي وإذا استعصى عليهم ذلك شوهوا

صورته انهم يغيظهم الملتزم والمستقيم وصاحب الخلق فاعرف من تصاحب ومن تصادق وأخلاقهم وسلوكهم . وقال

سماحته : ان التقنية الحديثة منة من الله ونعمة كبيرة من الله علينا ولابد ان تستخدم في الخير ونسخرها لنفع الناس (وأنزلنا

الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) ولكن للأسف البعض منا استخدم هذه التقنية الحديثة في الفساد ونشر الانحلال وصارت

هذه التقنية في يد الناس لا يسخرونها إلا في الشر , فكم من شاب استخدمها في غير الاستخدام الذي صنعت من اجله ونشر

بها الفساد وصور الانحلال والقاذورات, أتساءل: ماذا لو التقطت صور لمحارمك لزوجتك لامك لأختك ...هل ترضى ذلك

على نفسك ؟ كيف ترضاه إذاً على الآخرين وتطلع على عوراتهم وتنشرها!ان المسلم يجب ان يتقي الله ويبتعد عن الانحطاط

والإسفاف والإضرار بالآخرين والتعدي على حرمات الله.



http://www.almadinapress.com/index....articleid=57901

12d8c7a34f47c2e9d3==