عون
07-16-2004, 10:13 PM
ابتلاء الله لعباده المؤمنين
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ولي المتقين وناصر المؤمنين ، أحمده تعالى وأشكره، على ما أولانا من النعم وصرف عنا من النقم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : "كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلمه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " .
اما بعد - فيا عباد الله - لقد جرت سنة الله في عباده المؤمنين أن يبتليهم ابتلاء يقوى بقوة الإيمان ويضعف بضعفه ، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً زيد له في البلاء "ويقول : "من يرد به الله خيراً يصب منه" . رواه البخاري . يبتليهم تعالى ابتلاءً ليس ابتلاء إهانة وتعذيب ، فحاشا حكمة الله وعدله ن ولكنه ابتلاء تمحيص وتهذيب {ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين } ، وذلكم الابتلاء لأسرار وحكم بالغة منها ما في قوله سبحانه : { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً }، { ونبلوكم بالشر والخير فتنة }، والفتنة هنا بمعنى الامتحان والاختبار اللذين يظهران حقيقة من يدعي الإيمان على وجه الحق والصدق، ومن يدعيه تقية ونفعاً ليحصل على ما لأهله في صف المسلمين من حرمة وتقدير. يقول الله تعالى : {الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} ويقول : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} . والله جلت قدرته وتعالت أسماؤه يعلم عباده أن الإيمان ليس مجرد دعوى أو أمنية فحسب ، ولكنه حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد وصبر وتحمل لا يحملها إلا من في قلوبهم تجرد لها وإخلاص، فلا يكفي أن يقول الناس آمنا ويتركوا لهذه الدعوى .. حتى لا يتعرضوا للفتنة فيثبتوا لها ويخرجوا منها صافية عناصرهم، خاصة قلوبهم كما تفتن النار الذهب فتفصل بينه وبين العناصر العالقة به.
أيها المسلمون - مما تقدم يعلم أن عبء الإيمان لكبير وإن تكاليفه لشاقة إلا على النفوس المؤمنة بالله إيماناً راسخاً ، والمتقبلة لتكاليفه بطواعية ورغب فيما عند الله وما وعد به المؤمنين من نصر وعز في الدنيا وثواب مضاعف في الآخرة يقول تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)، رواه الشيخان .
نعم ، عبء الإيمان شاق وكبير ولكنه سهل ويسير على من يسره الله عليه، على النفوس التي تعرف أن العبء عندما يكون كبيراً يكون جزاؤه ومثوبته أكبر وأجل عند الله الذي يجزي على الحسنة بعشر أمثالها ويضاعف فوق ذلكم والذي يقول : { إن الذين قالوا : ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أو لياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم } إلى أن قال تعالى : { وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} ولا غرابة فكلما عظم الثمن المقدم عظم المثمن المستوفى بدله ، فالشهيد الذي قدم نفسه باع حياته لله عوض عنها بحياة أفضل ونعيم أكمل .
فيا أيها الأخ المؤمن إنك وأمثالك من المؤمنين في هذه الحياة معرضون لألوان من الابتلاء والاختبار بخير أو بشر، بخير كالمال والصحة والولاية ليرى هل تؤدي حق الله فيما أعطيت من مال بأداء ما أوجب الله عليك فيه وتجنيبه الإنفاق منه والتعامل به المحَرَّمين، وهل قصرت النفس حال الصحة ؟ والابتلاء على المأمورات وكبحت جماحها عن ارتكاب المنكرات ، وهل أديت حق الله فيما استخلفت عليه من مصالح المسلمين ؟ {ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.
وكما يبتلي تعالى عباده بالخير يبتليهم بالشر كالمرض وتسليط الأعداء وليس ذلكم - كما أسلفت - لإهانة أو تعذيب ، ولكنه لتقوية الإيمان الحق والحصول على مثوبة الصبر على البلاء كما حصل لنبي الله أيوب عليه السلام من الإبتلاء بالمرض الذي بلغ به أن تخلى عنه جميع أهله ، وأبينا إبراهيم عليه السلام من تسليط قومه وإلقائهم إياه في النار، ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأذى والمضايقة والتآمر ضده . المؤامرة التي فضحها القرآن{وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك . ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} ، وماذا كان .. فأيوب كشف الله ضره وآتاه أهله ومثلهم معهم رحمة من الله وذكرى لأولي الألباب، وإبراهيم ، يقول الله للنار التي أججت لإحراقه : {كوني وبراً وسلاماً على إبراهيم} ويجعله أمة يقتدى به {إن إبراهيم كان أمة} ويجعل له لسان صدق في الآخرين ، ومحمد الذي أفلت من تكلم المؤامرة الدنيئة وخرج من مكة مختفياً مطارداً يعود يطل عليها من أعلى طريق فيها فاتحاً بل يطل على الدنيا على الأمة جميعها موجهها إلى رب واحد، وقبلة واحدة ، وقيادة واحدة ، ويصبح هو إمامها بما بلغها عن الله إلى يوم القيامة، بل وفرطها على الحوض وشفيعها عند الله وفاتح باب الجنة لها .
فاتقوا الله - أيها المسلمون - اتقوه تقوى المؤمن الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : (عجباً للمؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له). اتقوا الله وأثبتوا على إيمانكم الذي جاء من عند الله، واصبروا على ما قد تبتلون به وما كلفتم به من الله ، وأ دوا حق الله فيما أعطاكم وولاكم ولا يطغينكم عز ورخاء أو صحة وثراء ، ولا تضعفنكم الأحداث والشدائد والمضايقات فما هي إلا برهة قليلة ثم يأتي فرج الله ونصره ومثوبته لمن قام بأمره ، كما جاء لأيوب وإبراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام، وأتباعهم ممن ابتلو وأوذوا في الله وستكون العقبى لاتباعهم كما كانت لهم من قبل - إن شاء الله - {فإن مع العسر يسراً إن مع اليسر يسراً} { سيجعل الله بعد عسر يسراً } .أقول قولي هذا ، وأسأل الله تعالى أن يثبت أقدامنا ، وينصرنا على القوم الكافرين.
"مقال منقول"
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ولي المتقين وناصر المؤمنين ، أحمده تعالى وأشكره، على ما أولانا من النعم وصرف عنا من النقم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : "كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلمه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " .
اما بعد - فيا عباد الله - لقد جرت سنة الله في عباده المؤمنين أن يبتليهم ابتلاء يقوى بقوة الإيمان ويضعف بضعفه ، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً زيد له في البلاء "ويقول : "من يرد به الله خيراً يصب منه" . رواه البخاري . يبتليهم تعالى ابتلاءً ليس ابتلاء إهانة وتعذيب ، فحاشا حكمة الله وعدله ن ولكنه ابتلاء تمحيص وتهذيب {ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين } ، وذلكم الابتلاء لأسرار وحكم بالغة منها ما في قوله سبحانه : { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً }، { ونبلوكم بالشر والخير فتنة }، والفتنة هنا بمعنى الامتحان والاختبار اللذين يظهران حقيقة من يدعي الإيمان على وجه الحق والصدق، ومن يدعيه تقية ونفعاً ليحصل على ما لأهله في صف المسلمين من حرمة وتقدير. يقول الله تعالى : {الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} ويقول : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} . والله جلت قدرته وتعالت أسماؤه يعلم عباده أن الإيمان ليس مجرد دعوى أو أمنية فحسب ، ولكنه حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد وصبر وتحمل لا يحملها إلا من في قلوبهم تجرد لها وإخلاص، فلا يكفي أن يقول الناس آمنا ويتركوا لهذه الدعوى .. حتى لا يتعرضوا للفتنة فيثبتوا لها ويخرجوا منها صافية عناصرهم، خاصة قلوبهم كما تفتن النار الذهب فتفصل بينه وبين العناصر العالقة به.
أيها المسلمون - مما تقدم يعلم أن عبء الإيمان لكبير وإن تكاليفه لشاقة إلا على النفوس المؤمنة بالله إيماناً راسخاً ، والمتقبلة لتكاليفه بطواعية ورغب فيما عند الله وما وعد به المؤمنين من نصر وعز في الدنيا وثواب مضاعف في الآخرة يقول تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)، رواه الشيخان .
نعم ، عبء الإيمان شاق وكبير ولكنه سهل ويسير على من يسره الله عليه، على النفوس التي تعرف أن العبء عندما يكون كبيراً يكون جزاؤه ومثوبته أكبر وأجل عند الله الذي يجزي على الحسنة بعشر أمثالها ويضاعف فوق ذلكم والذي يقول : { إن الذين قالوا : ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أو لياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم } إلى أن قال تعالى : { وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} ولا غرابة فكلما عظم الثمن المقدم عظم المثمن المستوفى بدله ، فالشهيد الذي قدم نفسه باع حياته لله عوض عنها بحياة أفضل ونعيم أكمل .
فيا أيها الأخ المؤمن إنك وأمثالك من المؤمنين في هذه الحياة معرضون لألوان من الابتلاء والاختبار بخير أو بشر، بخير كالمال والصحة والولاية ليرى هل تؤدي حق الله فيما أعطيت من مال بأداء ما أوجب الله عليك فيه وتجنيبه الإنفاق منه والتعامل به المحَرَّمين، وهل قصرت النفس حال الصحة ؟ والابتلاء على المأمورات وكبحت جماحها عن ارتكاب المنكرات ، وهل أديت حق الله فيما استخلفت عليه من مصالح المسلمين ؟ {ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.
وكما يبتلي تعالى عباده بالخير يبتليهم بالشر كالمرض وتسليط الأعداء وليس ذلكم - كما أسلفت - لإهانة أو تعذيب ، ولكنه لتقوية الإيمان الحق والحصول على مثوبة الصبر على البلاء كما حصل لنبي الله أيوب عليه السلام من الإبتلاء بالمرض الذي بلغ به أن تخلى عنه جميع أهله ، وأبينا إبراهيم عليه السلام من تسليط قومه وإلقائهم إياه في النار، ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأذى والمضايقة والتآمر ضده . المؤامرة التي فضحها القرآن{وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك . ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} ، وماذا كان .. فأيوب كشف الله ضره وآتاه أهله ومثلهم معهم رحمة من الله وذكرى لأولي الألباب، وإبراهيم ، يقول الله للنار التي أججت لإحراقه : {كوني وبراً وسلاماً على إبراهيم} ويجعله أمة يقتدى به {إن إبراهيم كان أمة} ويجعل له لسان صدق في الآخرين ، ومحمد الذي أفلت من تكلم المؤامرة الدنيئة وخرج من مكة مختفياً مطارداً يعود يطل عليها من أعلى طريق فيها فاتحاً بل يطل على الدنيا على الأمة جميعها موجهها إلى رب واحد، وقبلة واحدة ، وقيادة واحدة ، ويصبح هو إمامها بما بلغها عن الله إلى يوم القيامة، بل وفرطها على الحوض وشفيعها عند الله وفاتح باب الجنة لها .
فاتقوا الله - أيها المسلمون - اتقوه تقوى المؤمن الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : (عجباً للمؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له). اتقوا الله وأثبتوا على إيمانكم الذي جاء من عند الله، واصبروا على ما قد تبتلون به وما كلفتم به من الله ، وأ دوا حق الله فيما أعطاكم وولاكم ولا يطغينكم عز ورخاء أو صحة وثراء ، ولا تضعفنكم الأحداث والشدائد والمضايقات فما هي إلا برهة قليلة ثم يأتي فرج الله ونصره ومثوبته لمن قام بأمره ، كما جاء لأيوب وإبراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام، وأتباعهم ممن ابتلو وأوذوا في الله وستكون العقبى لاتباعهم كما كانت لهم من قبل - إن شاء الله - {فإن مع العسر يسراً إن مع اليسر يسراً} { سيجعل الله بعد عسر يسراً } .أقول قولي هذا ، وأسأل الله تعالى أن يثبت أقدامنا ، وينصرنا على القوم الكافرين.
"مقال منقول"