المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدليل على أن الإيمان لا يكون كاملا بالإقرار فقط


كيف حالك ؟

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:06 AM
.

قال أبو عبيد كذلك حدثنا حجاج عن ابن جريج فلو كان الإيمان كاملا بالإقرار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء: ما كان للكمال معنى، وكيف يُكمِل شيئا قد استوعبه وأتى على آخره.

[line]

نعم، يقول المؤلف -رحمه الله-: لو كان الإيمان كاملا بالإقرار كما تقوله المرجئة المرجئة يقولون: الإيمان يكمل بمجرد الإقرار، يعني التصديق بالقلب، ورسول الله بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء -يعني المرجئة - "هؤلاء" يعود إلى المرجئة ما كان للكمال معنى في قوله تعالى: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) لو كان الإيمان كاملا حينما كان الناس كان المؤمنون في مكة كيف يقول: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) وقد كمل في مكة ؟ كيف يكمل شيئا قد استوعب؟ شيء استوعب وأُتي إلى آخره، كيف يقال يكمل؟

والمرجئة يقولون: الإيمان كامل في مكة خلاص الإيمان كامل، والله تعالى قال: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) متى قالها؟ متى أنزلت؟ السنة العاشرة في حجة الوداع، بعد أن كمل الدين، بعد أن نزلت الشرائع، وفرضت الفرائض، وحدت الحدود، أنزل الله: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) .

والمرجئة يقولون: إن الإيمان كامل في القلب، لما كان المؤمنون المستضعفون في مكة قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والصوم والحج، الإيمان كامل، فالمؤلف هنا كشف، يقول: لو كان الإيمان كاملا بالإقرار والتصديق فقط ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء -يعني المرجئة - ما كان للكمال معنى في قوله: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) وكيف يكمل شيئا قد استوعبه وأتى على آخره في مكة ؟ فدل على بطلان هذا القول، نعم.

وفق الله الجميع، رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

الأسئلة

يقول: يا شيخ أنت ذكرت أن الدليل على أن مانعي الزكاة كانوا جاحدين أنهم قاتلوا على تركها، فهل هذا الكلام ينطبق على من يحكم بغير ما أنزل الله؟ أي أنه قاتل كل من أراد الحكم بما أنزل الله، فهذا دليل على جحوده الحكم بما أنزل الله؟

هذه المسألة، وهي مسألة منع الزكاة كما سمعت فيها كلام لأهل العلم، لكن هذا هو الصواب، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، أن مانع الزكاة أيام الردة قاتلهم الصحابة وحكموا عليهم بحكم المرتدين؛ لأنهم منعوها وقاتلوا عليها، أما مسألة الحكم بغير ما أنزل الله هذا فيه تفصيل، الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفرا أكبر، وقد يكون كفرا أصغر.

والله تعالى يقول: (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) وروي عن ابن عباس أنه قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، وإنما إذا فعله فهو كفر به وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر، وروي عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر، من العلماء من تأول الآية على ترك الحكم بجميع ما أنزل الله ومن ذلك الحكم بالتوحيد.

ومن العلماء من تأولها على ترك الحكم - بغير ما أنزل الله - جاحدا له، ومنهم من تأولها في أهل الكتاب فالعلماء لهم أقوال، والصواب في هذه المسألة أن الحكم بغير ما أنزل الله يكون كفرا أكبر ويكون كفرا أصغر، فإذا حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الحكم بما أنزل الله لا يناسب العصر الحاضر، أو أن الإنسان مخير، يجوز له أن يحكم بالشريعة وبغير الشريعة، وأنه مخير فيه، وجوز الحكم بغير ما أنزل الله فهذا كفر وردة، مثل من يقول: إن الزنا حلال، أو الربا حلال، أو الخمر حلال هذا يكفر؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه، أو أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة.

فرق بين من يقول الزكاة، شخص يقول الزكاة غير واجبة، والصلاة غير واجبة هذا يكفر ولو كان يصلي ولو كان يزكي؛ لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، لكن شخص لا يزكي ويرى أن الزكاة واجبة هذا لا يكفر، شخص يقول: الزنا حلال، أو الربا حلال، أو الخمر حلال هذا يكفر؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة، لكن شخص يزني، أو يشرب الخمر ويعلم أنه حرام الزنا ويعلم أن الربا حرام لكن غلبه الجشع فتعامل بالربا، غلبته الشهوة فزنى، غلبه حب المال فسرق هذا إيمانه ضعيف فاسق ومرتكب لكبيرة وعليه الوعيد لكن ما يكفر، لكن الذي يرى أن الزنا حلال يكفر.

كذلك الحكم بغير ما أنزل الله، الذي يحكم بغير ما أنزل الله ويرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أنه يجوز الحكم بالقوانين والآراء وأنه لا حرج وأن الإنسان مخير هذا كفر وردة، أما من حكم طاعة للهوى والشيطان وهو يعلم أن الحكم بما أنزل الله واجب، لكن حكم بغير ما أنزل الله لرشوة، أو لأجل أن ينفع المحكوم عليه، أو لأجل أن يضر المحكوم عليه، أو ينفع المحكوم له، وهو يعلم أن الحكم بما أنزل الله واجب وأنه عاص، فهذا كفر أصغر وكبيرة، ولا يكون كفرا أكبر.

فالمقصود هذا فيه تفصيل وهذا بينه أهل العلم واستدلوا عليه بالنصوص وعلى السائل يراجع ما كتبه العلماء على الآيات ويراجع التفاسير كتفسير الحافظ ابن كثير وغيره على هذه الآيات من سورة المائدة (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) فالحكم بغير الله يكون كفرا أكبر ويكون كفرا أصغر على حسب حال الحاكم نعم.

من شرح العلامة الراجحي - حفظه الله - رسالة كتاب الإيمان، الذي صنفه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:09 AM
.

هذا سائل أيضا يتابع معنا على الإنترنت يقول: ما قولكم فيمن يقول إن العمل المتعلق بأصل الإيمان إنما هو عمل القلب؟ وأما عمل الجوارح فتعلقه بكمال الإيمان الواجب إن كان العمل واجبا والمستحب إن كان العمل مستحبا؟

لا هذا يختلف، فالعمل قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا، أعمال الجوارح، فالصلاة والزكاة هما من أعمال الجوارح وهي واجبة والسنن النوافل صلاة الضحى والسنن الرواتب مستحبة ولو كانت من أعمال الجوارح، وأعمال القلوب قد يكون منها كبائر مثل العجب والكبر والخيلاء هذه من أعمال القلوب وهي من الكبائر العظيمة والخوف والرجاء والمحبة هذه أيضا من الأعمال العظيمة الواجبة التي لا بد منها ولو كانت من أعمال القلوب، فأعمال القلوب قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة وأعمال الجوارح قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة على حسب ما ورد في النصوص، نعم.

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:15 AM
.

السؤال من بريطانيا أيضا مرسل بالإنترنت يقول: لا شك أن الإيمان عند أهل السنة قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، السؤال: ما الدليل من الكتاب والسنة على هذا التقسيم؛ لأني سمعت في بريطانيا لدينا أحد طلبة العلم يقول بعدم وجود الدليل على هذا التقسيم.

تقسيم أيش؟ تقسيم الإيمان قول وتصديق وعمل كما سمعت البارحة، ذكرنا الأدلة الكثيرة وكما مر الآن من النصوص قوله تعالى: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا )) جعل هذه الأمور كلها من الإيمان، بعضها من أعمال القلوب وزيادة في القلب وزيادة في الإيمان وبعضها من أعمال الجوارح ، (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )) .

الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق حديث وفد عبد القيس آمركم بالإيمان، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم كل هذه أدلة تدل على أن أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وأقوال اللسان، وأعمال القلوب وتصديقه كلها داخلة في مسمى الإيمان نعم.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:16 AM
.

هل صحيح أن السلف كان ذمهم في أكثر مصنفاتهم منصبا على مرجئة الفقهاء وأما الجهمية الخلص فكانوا يصرحون باسمهم بالجهمية ؛ ولهذا كان في مصنفاتهم التقرير أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان أكثر من تقرير أو أكثر في الرد على من يقول إن الإيمان هو المعرفة ولعل ذلك لأن السلف أدركوا خطورة هذا المذهب أكثر من الجهمية الخلص؛ لأن أمرهم مفضوح؟

لا شك أن السلف صنفوا في هذا وفي هذا، ومن ذلك رسالتنا هذه رسالة الإيمان لأبي عبيد في بيان مذهب الجهمية سيأتي في آخرها، وكلهم مرجئة لكن المرجئة إذا أطلق المرجئة ينصرف في الغالب إلى المرجئة المحضة؛ ولهذا فإن مرجئة الفقهاء أنفسهم يسمون الجهمية المرجئة يسمونهم مرجئة ولا يسمون أنفسهم مرجئة، ويسمون الجهمية هم المرجئة السلف ردوا على هؤلاء وهؤلاء.

ولا شك أن مذهب الجهمية مذهب خبيث، مذهب خطير ولهذا بيّن العلماء مذهب الجهمية والجهم يتزعم عقائد فاسدة والعياذ بالله، الجهم بن صفوان اشتهر بأربع عقائد: عقيدة نفي الصفات، وعقيدة الإرجاء والقول بأن الأعمال ليست من الإيمان وليست مطلوبة، وعقيدة الجبر وهو اعتقاد أن الإنسان مجبور على أفعاله، وعقيدة اعتقاد فناء الجنة والنار.

هذه أربع عقائد اشتهر بها الجهم لخبثه، والعلماء والأئمة صنفوا في مذهب الجهم وبيان بطلان هذه العقائد الخبيثة ومنها الإرجاء بينوا هذا وحكموا على الجهم بالكفر وشنعوا على الجهمية ومن عقائدها هذه الأربع كلها من عقائد الجهمية نعم ومنها الإرجاء نعم

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:20 AM
.


هذا سؤال أيضا من شبكة الإنترنت يقول: ما معنى قول شيخ الإسلام من كان عقده الإيمان ولا يعمل بأحكام الإيمان فهو كافر كفرا لا يثبت معه التوحيد من كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ؟

عقده الإيمان يعني اعتقاده يعتقد الإيمان ولا يعمل بأحكام الإسلام يعني لا يعمل لا يؤدي الواجبات ولا ينتهي عن المحرمات يكون مستكبرا، يكون إيمانه كإيمان إبليس وفرعون من اعتقد يقول: أنا مصدق ولكن يرفض، تقول له: صل، يرفض يأبى الصلاة، زَكِّ، يأبى، الصوم يأبى، ما يعمل لكنه مؤمن بالقلب بالمعرفة، يعرف ربه يقول هذا كافر ولا يفيده الإيمان لأنه مستكبر عن عبادة الله، أبى واستكبر، كما أن إبليس كفره بالإباء والاستكبار (( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) وفرعون كفره بالإباء والاستكبار واليهود كفرهم بالإباء والاستكبار، وأبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- كفره بالإباء والاستكبار وهو عالم قال:



ولقـد علمـت بأن دين محمد =من خير أديان البرية دينا

لكنه حملته العصيبة ومنعته من أن يشهد على قومه على آبائه وأجداده بالكفر، فكان مستكبرا عن عبادة الله واتباع رسوله، فالمقصود أن معنى ذلك أن من ادعى أنه مؤمن بقلبه ولكنه استكبر وأبى الالتزام بشرع الله ولم يعمل -يؤدي الواجبات وينتهي عن المحرمات- فإنه كفره يكون بالإباء والاستكبار لأن هذا الإيمان الذي في قلبه أو الذي اعتقده لا بد له من عمل يتحقق به فإذا رفض العمل فيكون مستكبرا ويكون دعواه الإيمان دعوى باللسان لا تفيده نعم.

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:31 AM
.

ما زال السؤال الذي على الإنترنت يقول: وكذلك قول شيخ الإسلام وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة - أيش؟ وقد تقدم - وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب.

يعني: جنس الأعمال يعني: إيمان القلب الذي يدعي أنه مؤمن بقلبه فمن لوازم ذلك أن يعمل، فإذا لم يعمل ما صح إيمانه، يلزم هذا لوازم لازم يلزم الإنسان المصدق أن يمتثل لأمر الله وإلا كان تصديقه باطلا، شخص يصدق يقول أنا مصدق مؤمن بالله ورسوله ويرفض شرع الله ودينه كيف؟ تصديق باطل رفضه هذا ينقض التصديق، فيلزم الإيمان الصادق العمل لا يمكن أن يتخلف، الإيمان إذا كان صادقا فلا بد من العمل، فإذا تخلف العمل دل على عدم صدق إيمانه هذا معنى قول شيخ الإسلام نعم.

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:33 AM
.


وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع.

نعم ممتنع، ما يمكن يعني يكون إيمان تام بالقلب بدون أن يعمل الإنسان، لا هذا ليس بصحيح، إذا كان الإيمان تاما فلا بد أن يعمل، يعني ما يمكن شخص يؤمن بالله ورسوله، ويعتقد أن الجنة حق وأن النار حق، ويصدق بالبعث، وأنه سيبعث، وسيوقف بين يدي الله، ويصدق بأن الصلاة فيها فضل عظيم وأجر كبير، وأنها تكفر الذنوب، والوضوء يكفر الذنوب، ثم يبقى طول عمره فلا يصلي، يقول أنا مصدق بس ما أصلي، وأعلم أن الصلاة عليها الوعيد الشديد على تركها الوعيد الشديد، وأن الله رتب عليها الثواب والوضوء عليه ثواب، لكن ما أصلي هل هذا يكون مؤمنا؟

يقول: أنا عارف الثواب وعارف العقوبة الشديدة، والوعيد الشديد على الصلاة وأنا مؤمن تام الإيمان بس ما أصلي، هل هذا إيمان صحيح؟ أبدا لو كان في القلب إيمان صادق لبعث على الصلاة، كيف يترك الصلاة طول عمره، وهو يعلم ما أعد الله للمصلين من الثواب، ويعلم ما أعد الله لترك الصلاة من العقاب ويعلم الفضل والأجر الكبير الذي رتب على أداء الصلاة والفضل العظيم الذي رتب على إسباغ الوضوء، ويبقى طول عمره لا يصلي: هل هذا مصدق؟ لا يمكن أبدا، هل هذا الإيمان تام في قلبه؟ لو كان في قلبه إيمان لدفعه إلى أداء الصلاة نعم.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:35 AM
.

سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءا من الإيمان كما تقدم بيانه.

نعم المقصود سواء قال: إن هذه الأعمال الظاهرة من لوازم الإيمان أو جزء من الإيمان، المقصود أنه لا بد أن يعمل، لا بد من العمل نعم.

.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:43 AM
.


يقول السائل: خرج بعض المعاصرين بأقوال جديدة في الإيمان، وقال: إن العمل شرط كمال في الإيمان وليس شرط صحة؟

لا أعلم لهذا القول أصلا أنه يشترط الكمال كونه شرط كمال أو شرط صحة، لا أعلم لهذا القول أصلا، لا مذهب المرجئة ولا مذهب أهل السنة أهل السنة يقولون: الإيمان -جمهور أهل السنة - الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب وعمل بالقلب، وعمل بالجوارح، الإيمان عمل ونية، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالعمل جزء من الإيمان، الإيمان مكون من هذه الأشياء، من تصديق القلب وقول اللسان، وعمل الجوارح، وعمل القلب فيكون الإيمان كم جزء؟

كل هذه الأجزاء، تصديق بالقلب، لا بد أن يقر باللسان، ينطق باللسان، ويصدق بالقلب، ويعمل بقلبه، ويعمل بجوارحه، كلها داخلة في مسمى الإيمان، اسم الإيمان يشمل هذا، والمرجئة ماذا يقولون؟ يقولون: الأعمال ليست من الإيمان ولكنها - الأعمال - دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان، أو هي ثمرة الإيمان، المرجئة يقولون: الأعمال ما هي من الإيمان ولكن ثمرة الإيمان العمل ثمرة الإيمان أو هي دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة لا أعلم لهذا القول أصلا، لا من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة كيف يكون شرط كمال؟ العمل ما هو بشرط، لا شرط كمال ولا شرط صحة وإنما هو جزء من الإيمان، جزء من الإيمان فهذا القول لا أعلم له أصلا، لا يوافق مذهب المرجئة ولا مذهب جمهور أهل السنة

بل قد يقال: إنه يوافق مذهب المرجئة من جهة أنهم أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان في الجملة يعني، أقرب ما يكون للمرجئة حيث إنهم أخرجوا العمل من الإيمان، فالذي يقول إن العمل شرط كمال أو شرط صحة نقول هذا مذهب المرجئة أخرجت الأعمال عن مسمى الإيمان، إما أن تقول: العمل داخل في مسمى الإيمان أو جزء من الإيمان، فإن قلت العمل ليس من الإيمان فأنت من المرجئة سواء قلت شرط كمال، أو شرط صحة، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان، أو ثمرة الإيمان، كل من أخرج العمل من الإيمان فهو من المرجئة واضح هذا؟

أهل السنة يقولون: الإيمان، قول باللسان، تصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح هذه أجزاء الإيمان الإيمان هذه الأشياء كلها، كلها يشملها اسم الإيمان فمن أخرج شيئا منها فهو من المرجئة فالذي يقول: إن العمل شرط كمال أو شرط صحة أخرج العمل من الإيمان فصار من المرجئة وإن كان أقوال المرجئة يقولون: إن الأعمال دليل، يقال العمل دليل على الإيمان، أو العمل ثمرة الإيمان، أو العمل مقتضى الإيمان هذه أقوال المرجئة يقولون: الأعمال ليست من الإيمان لكن هي ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان وهذا القول الجديد قالوا: شرط كمال أو شرط صحة يلحق بالمرجئة ؛ لأنه أخرج العمل من الإيمان نعم.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:45 AM
.


الذين يقولون: إنه شرط صحة يا شيخ؟ .

نعم أخرجها عن مسمى الإيمان ولا ما أخرجها؟

لا هو يقول شرط صحة يقول: إنه لا يصح الإيمان إلا بالعمل .

ما يخالف وكذلك أيضا المرجئة يقولون: لا يمكن إيمان إلا بالعمل، ثمرة العمل ومع ذلك صاروا مرجئة، المهم أخرجها عن مسمى الإيمان ولّا لا؟ هل يقول إنه في مسمى الإيمان ولّا خارج عن مسمى الإيمان؟ خارج ولّا داخل؟ اللي يقول شرط كمال أو شرط صحة؟

الذي يقول شرط صحة يجعله داخل مسمى الإيمان .

لا. خارج، ومن قال جعله خارجا فهو من المرجئة واضح هذا؟ الشرط لا يتقدم ولا يتأخر الوضوء شرط في صحة الصلاة، هل الوضوء من الصلاة؟ واستقبال القبلة من الصلاة هل هي الصلاة؟ ولا شرط خارج؟ سواء داخل ولا خارج ولا متقدم ولا متأخر، فمن أخرج العمل عن مسمى الإيمان فهو من المرجئة واضح؟ لكني لا أعلم أن المرجئة يقولون إنه شرط كمال أو شرط صحة، الذي أعلمه أن المرجئة يقولون: الأعمال ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان نعم. فما أدري من أين يعني جاء هذا، لكن ومع ذلك فهو يوافق مذهب المرجئة ؛ حيث إنه أخرج العمل من مسمى الإيمان نعم.

لا التفصيل هذا ما له أصل، العمل مطلق، مطلقة من الإيمان، كل الأعمال من الإيمان كل الأعمال (( الإيمان بضع وسبعون شعبة )) كلها من الإيمان، وبضع وسبعون شعبة شملت الدين كله، وأنزل الله بعدها: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) كما قال المؤلف -رحمه الله- وجمعها الإمام البيهقي في أيش؟ جمعها في مؤلف سماه شعب الإيمان، كلها من الإيمان، فالذي يخرج شيئا منها من المرجئة نعم.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:52 AM
.


هذا يسأل يقول: هل من سب الله - والعياذ بالله - أو رسوله هل هو مرتد عند مرجئة الفقهاء؟

المرجئة يرون أن الكفر لا يكون إلا بالجحود، يكون هذا دليلا على الكفر يكون كفرا لكن الدليل هذا دليل على ما في قلبه، أما جمهور أهل السنة وأهل الحق والصحابة يرون أن نفس السب كفر، ونفس الاستهزاء كفر.

أما أولئك يقولون لا - المرجئة يقولون: ما هو كفر لكن دليل على الكفر، دليل على ما في قلبه، ولو سجد للصنم يقولون: السجود ليس بكفر لكنه دليل على ما في قلبه، على الجحود جحد حق الله فكان كافرا، جحد حق الله ولذلك سب الله، فهو دليل على ما في القلب من الجحود.

وأما أهل السنة فيقولون نفس السجود للصنم كفر، كفر مستقل، نفس الاستهزاء كفر مستقل لأن الكفر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح ويكون بالاستكبار والرفض والإعراض عن دين الله نعم.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 11:56 AM
.


يقول: البعض يستشهد بحديث الرجل الذي قال لأبنائه: احرقوني في النار لأن قدر الله علي، استدلوا به أو استشهدوا به على أن من تكلم بالكفر مهما كان لا يكفر؟

هذا الحديث قصة الرجل هذا حديث في الصحيحين ثابت في الصحيحين وفي غيرهما وهو أن رجلا ممن كان قبلنا كان مسرفا على نفسه وفي لفظ: كان لم يبتدر خيرا لم يعمل خيرا فلما حضرته الوفاة جمع بنيه وأهله وقال: أي أب كنت لكم؟ فأثنوا عليه خيرا، فقال إنه لم يبتدر خيرا وإن الله إذا بعثه ليعذبنه عذابا شديدا جاء في بعضها أنه كان نباشا للقبور.

فلما حضرته الوفاة جمعهم وأخذ عليهم الميثاق والعهد أنهم إذا مات أن يحرقوه، ثم يسحقوه ويطحنوه ثم يذروه في البر وفي لفظ: يذروا نصفه في البر ونصفه في البحر وقال: لأن قدر الله علي وبعثني ليعذبني عذابا كبيرا، عذابا شديدا وظن أنه في هذه الحالة أنه يفوت على الله ففعلوا به ذلك فلما مات أحرقوه، ثم سحقوه، طحنوه، ثم ذروه في البر نصف في البر ونصف في البحر.

جاء في الحديث أن الله تعالى أمر البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، فقال الله له: قم فإذا هو إنسان قائم، فقال الله: ما الذي حملك على ذلك؟ قال: من خشيتك يا رب، فما تلافى أن -رحمه الله- وغفر له، اختلف العلماء في هذا فقال بعضهم: إن هذا في شرع من قبلنا وليس في شرعنا.

وأصح ما قيل في ذلك ما أقره الأئمة والعلماء أن هذا الرجل جاهل وأن جهله إنما هو في أمر دقيق خفي بالنسبة إليه، وأن الذي حمله على ذلك ليس العناد ولا التكذيب ولكن الذي حمله على ذلك الجهل، الجهل مع الخوف العظيم، اجتمع أمران جهل وخوف عظيم فغفر الله له، فهذا الرجل ما كان مكذبا للبعث، يثبت البعث، يقر البعث ويعتقد أنه لو ترك ولم يحرق ولم يسحق يعذب، ولم ينكر قدرة الله هو يظن أن الله قادر وإنما أنكر كمال تفاصيل القدرة وظن أنه إذا وصل إلى هذه الحالة أحرق وسحق وذر في البر وفي البحر فات على الله ولم يدخل تحت القدرة.

وهذا الظن الذي حمله ليس العناد ولا التكذيب وإنما الذي حمله أمران: الأمر الأول: الجهل، والجهل إنما هو في أمر دقيق خفي ليس كل جهل يعذر فلو إنسان تعامل بالربا مثلا، إنما الذي يعذر من الذي يعذر؟ الجاهل الذي مثله يجهل هذا الأمر كأن يكون في مسألة دقيقة خفية مثله تخفى عليه فهذا يعذر أما لو أنكر أمرا معلوما لكل أحد وهو معلوم له فلا يعفى عنه.

مثال ذلك: لو أن إنسانا تعامل بالربا في مجتمعنا الآن، ثم نهيته عن الربا وقلت: لماذا تتعامل بالربا؟ قال: أنا جاهل ما أدري، هل نقره الآن؟ هل يصدق؟ هل يعذر بالجهل؟ نقول: لا هذا ليس بصحيح، هذا معلوم تحريم الربا يعرفه العام والخاص، لكن لو إنسان أمريكي أسلم في أمريكا وأسلم وهو يعيش طول حياته بين الربا ولا يعرف إلا به، ثم تعامل بالربا فلما قلنا له كيف يا فلان أسلمت وتتعامل بالربا؟ قال: أنا ما أدري هذا جاهل، يمكن يكون جاهلا ولا يمكن؟ يمكن هذا يعذر؛ لأنه هكذا عاش، فالجاهل إذا كان جاهلا في مسألة دقيقة خفية مثله يجهل، يعذر.

أما إذا كان الأمر واضحا وليس دقيقا ولا خفيا ومثله لا يجهل فلا يعذر، فهذا الرجل مثله يجهل هذه المسألة دقيقة وخفية بالنسبة إليه، لا يعلم ظن أنه إذا وصل إلى هذه الحالة فات على الله ولم يدخل تحت القدرة، ولم ينكر البعث، ولم ينكر قدرة الله وإنما أنكر كمال تفاصيل القدرة وظن أنه إذا وصل إلى هذه الحالة فات على الله ولم يدخل تحت القدرة فغفر الله له، والذي حمله عليه ليس التكذيب ولا العناد وإنما الجهل والخوف العظيم فغفر الله له هذا هو الصواب في هذه المسألة والذي أقره المحققون من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.


.

عبدالله العامري
07-11-2004, 08:34 PM
.

فما جاء في كلام الشيخ ربيع هداه الله للحق في موضوع (( كلمة حق حول جنس العمل )) فنقول :

قلت يا شيخ ربيع هداك الله : ((أما هؤلاء فقد مكروا وتحايلوا لترويجها وإلباسها لباس المنهج السلفي فوجدوا فكرة تكفير تارك جنس العمل وتكفير تارك الصلاة أعظم وسيلة لترويج فكرتهم وأعظم مصيدة للشباب السلفي ))

فهل عندك مسألة ترك جنس العمل مجرد فكرة ؟!!! الله المستعان

وأهل السنة والجماعة من قديم وجديد على أن تارك جنس العمل كافر ، وانت تقول فكرة يا شيخ ربيع !!!

سنرجئ الرد على هذه المذكرة لوقت آخر إن شاء الله

.

الجزائري
10-02-2004, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

للرفع

12d8c7a34f47c2e9d3==