فوزي الأثري
07-04-2004, 08:39 PM
مباحث في
أحكام سجود السهو
شرح
أبي عبد الرحمن فوزي الأثري
(( مقدمة ))
أخي المسلم
غير خاف عليك أن للصلاة منزلة عظيمة وكبرى عند الله سبحانه وتعالى فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ) حديث صحيح ، أخرجه أبو داود في سننه والترمذي في سننه والنسائي في سننه وابن ماجه في سننه . وقد تولى الله سبحانه وتعالى فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم مباشرة بمخاطبته له ليلة الإسراء والمعراج فقام صلى الله عليه وسلم بين ما فرضه الله عليه في هذه الصلاة من قول وفعل ، وأوجب على أمته الاقتداء به فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أخرجه البخاري في صحيحه وفي الأدب المفرد وأبو داود في سننه والترمذي في سننه فهي الصلة الوثيقة بين العبد وبين ربه، ولما لها من المكانة العظيمة في الأسلام شرع
فيه الخشوع .
والصلاة هي العبادة في كل حالاتنا في الصحة والمرض والنهار والليل والسفر والاقامة والبر والبحر ....فعلى المسلم ان يتقن الصلاة وان يعرف شروطها واركانها ووجباتها ومستحباتها ومبطلاتها وأن يتقيد بها لكي يؤدي صلاته حسب الأصول والشريعة.....
(( تمهيد ))
(( مباحث في شروط والاركان والواجبات ))
أولا . شروط الصلاة
1) النية.
2) الطهارة من الحدث.
3) دخول الوقت
4) ا جتناب النجاسات ,
5) استقبال القبلة .
6)ستر العورة.
ثانيا أركان الصلاة
1)القيام
2)تكبيرة الاحرام
3) الفاتحة
4) الركوع
5)الرفع من الركوع
6)السجود
7) الرفع من السجود
8)الجلوس بين السجد تين
9) التشهد الأخير
10)الجلوس للتشهد الأخير
11) الترتيب
12) الطمأنينه
13) التسليم
ثالثا واجبات الصلاة
1)التكبيرات . (سوى تكبيرة الأحرام ) (الله أكبر)
(1) انظر كتابي أنوار البيان في معرفة الشروط والواجبات والأركان
2)التسميع (سمع الله لمن حمده )
3)التحميد (ربنا ولك الحمد )
4)تسبيح الركوع (سبحان ربي العظيم في الركوع )
5) تسبيح السجود (سبحان ربي الاعلى في السجود )
6) سؤال المغفرة (ربي أغفر لي بين السجد تين )
7)التشهد الاول
8) الجلوس للتشهد الاول
رابعا تعريف الشرط
الشرط لغة مصد ر بمعنى إلزام الشى والتزامه وجمعه وشروطه
وبتحريك الراء معناه العلامة وجمعة أشراط قال تعالى (فقد جاء أشرطها ) أي
علاماتها أو علامات الساعة .
الشرط اصطلاحا هو ما يلزم من عدمه عدم الحكم , ولا يلزم من وجودة ووجود الكم
ولا عدمه (1)
مثال على التعريف أو توضيح التعريف ــــــ
ويمكن التمثيل بالوضوء أو الطهارة للصلاة ..... فالطهارة شرط في الصلاة
فالشرط الطهارة ,والحكمة الصلاة
فأنة يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة
أي أنه يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة ,
أي أنة يلزم من عدم الشرط (الطهارة ) عدم الحكم (الصلاة الشرعية ) ولايلزم من
وجود الطهارة ووجود الصلاة
أي أنة لايلزم من وجود الشرط (الطهارة ) وجود (الصلاة الشرعية ) الانة قد يكون
متطهرا أو متوظئا ولايصلي
مثال آخر
الحول في الزكاة.
الحول شرط في الزكاة , والزكاة حكم شرعي
(1) انظر روضة الناظر لابن قدامة (1/162)وإرشاد الفحول للشوكاني(ص6) وأصول الفقه الاسلامي للزحيلي (1/98) الإحكام للآمدي (1/130).
فإنه يلزم من عدم الحول عد م الز كاة
أي أنه يلزم من عدم الشرط(الحول) عدم الحكم (الزكاة الشرعية),ولايلزم من وجود الحول وجود الزكاة
أي أنه لا يلزم من وجود الشرط (الحول) وجود الحكم(الزكاة الشرعية)لاحتمال عدم وجود النصاب وهو السبب
لأن الشرط لايوجد الحكم بذاته بل باقترانه بالسبب
فالشرط مالايوجد المشروط مع عدمه
خامسا: الركن:ـ
الركن في اللغة: الجانب ....والركن: الناحية القوية , وركن الشيء جانبه الأقوى والجمع أركان
فأركان الشيء أجزاء ماهيته, وجوانبه التي يستند اليها ويقوم بها.
الركن اصطلاحا:
هو ما يتوقف الشيء على وجوده وكان جزء من حقيقته أو ماهيته.
فالركوع ركن في الصلاة لأنه جزء منها
وكذلك القراءة في الصلاة لأنها جزء منها.
والايجاب والقبول في العقد ركنان لأنهما جزءان من الحقيقة.(1).
سادسا:الواجب:"ـ
الواجب لغة : اللازم.
الواجب اصطلاحا: ماأمر به الشارع على وجه الالزام .كالصلوات الخمس.
والواجب والفرض معناها واحد(2)
سابعا: الفرق بين الركن والشرط.
الركن والشرط كلاهما يتوقف عليهما وجود الشيء
(1) انظر أصول الفقه الإسلامي للزحيلي (1/ 100) ، وسجود السهوفي ضوء الكتاب والسنة د. عبدالله الطيار(ص66)
(2) أنظر الاصول من علم الاصول لابن عثيمين (ص9) والمدخل اللى مذهب احمد لابن بدران (ص59) والمانع ند الاصوليين د. الربيعه (ص37) وعلم اصول الفقه للخلاف (ص105) .
الا ان الركن:هوما يتوقف الشىء على وجوده وكان جزاءا من حقيقته او ماهيته.
أي داخلا في حقيقته…….
فالركوع ركن في الصلاه لانه جزء داخلا فيها.
وكذالك القراءه في الصلاه ركن لانها جزء من حقيقة الصلاه.
واما الشرط: فهو ما يتوقف عليه الشىء وكان خارجا عن حقيقته.
فالطهاره شرط في الصلاه وهي امر خارج عن الحقيقه فالشرط يكون خارج ماهية
الشىء.أي خارج عن حقيقة الشىء.
اذا فلا بد من اتيان الشرط و الركن لان وجود الشىء متوقف عليهما.
فاذا اختل ركن ادى الى بطلان الشىء, واذا اختل شرط ادى الى بطلان الشىء لكونه
في الاصل.(1)
ثامنا: الفرق والواجب كلاهما من اجزاء الشىء, من الحقيقه الصلاه مثلا.
الا الركن يلزم الاتيان به ويجيز بسجود السهو........
(1) انظر أصول الفقه الإسلامي للزحيلي (1/ 100) ، وسجود السهوفي ضوء الكتاب والسنة د. عبدالله الطيار(ص47و66)
((احكام سجود السهو))
تعريف سجود السهو:_
السجود لغة: سجد يسجد سجودا, وضع جنهته بالارض(1)
السهولغة: السهو والسهوه نسيان الشىء و الغفله عنه, وذهاب القلب عنه الى غيره.
والسهو في الصلاه: الغفله عن شىء منها.
قال ابن الاثير رحمه الله: السهو في الشىء تركه عن غير علم......... والسهو عنه
تركه مع العلم(2)
• وسجود السهو من اضافة الشىء الى سببه و الاضافه هنا على معنى اللام, فهم سجود
للسهو, أي: لأجل السهو.
* سجود السهو شرعا:
سجدتان يسجدهما المصلي, لجبر ما حصل في صلاته من الخلل
سهوا, بزيادة او نقصان او شك.(3)
(1)انظر لسان العرب لابن منظور (3|204).
(2)المصدر السابق (14|406)
(3)انظر رسالة في سجود السهو لابن عثيميين. وسجود السهو للطيار(ص9)
(( حكم سجود السهو))
سجود السهو واجب في الصلاه اذا حصل سببه, وقد استدل اهل العلم على وجوبه بما
ياتي:_
(1)عن عبدالله بن بحينه رضي الله عنه انه قال: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ركعتين من بعض الصلوات, ثم قام, فلم يجلس, فقام الناس معه, فلما قضى صلاته
ونظرنا تسليمه, وكبر قيل التسليم, فسجد سجد تين وهو جالس, ثم سلم) (1)
(1) وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم, صلى الظهر خمسا فقيل له: ازيد في الصلاه؟ فقال: وماذاك, وقال: صليت خمسا, فسجد
سجد تين بعد ما سلم)(2)
(2) وعن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ان احد كم اذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه, حتى لا يدري كم صلى, فاذا وجد ذالك احدكم
فليسجد سجد تين وهو جالس (3)
(3) وعن ابي سعيد الخدري قال: رسول اللع صلى الله عليه وسلم قال: (اذا شك احدكم في الصلاه فلم يدر كم صلى ثلاثا ام اربعا فليطرح الشك و ليبين على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل ان يسلم فان كان صلى خمسا شفعن له صلاته و ان كان صلى اتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان) (4)
فدل كل ذالك على وجوب سجدتي السهو اذا حصل سببها, وهو الزياده او النقص او الشك.
وهو قول جمهور العلماء, وهو مذهب مالك و احمد وابي حنيفه(5) وهو الراجح للادلة.
(1) اخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه.
(2) اخرجه البخاري في صحيحه و مسلم في صحيحه.
(3) اخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
(4) اخرجه ه مسلم في صحيحه.
(5) انظر بداية المجتهد لابن تيميه (23|27)
ومذهب الشافعي الى انه سنه (1) وهو مرجوح
قال ابن تيميه رحمه الله : في الفتاوي (23|27): (........ ففي هذا ايجاب السهو لكل ما ترك مما أمر به اذا تركه ساهيا , ولم يكن تركه ساهيا موجبا لإعادته بنفسه, واذا زاد ما نهى عنه ساهيا , فعلى هذا كل مأمورفي الصلاه اذا تركه ساهيا, فاما ان يعيده ان ذكره , اما ان يسجد للسهو, لابد من احدهما....... وهذا يقتضي مداومته صلى الله عليه وسلم عليهما وتوكيدهما, وانه لم يدعها في السهو المقتضي لهما قط, وهذه دلائل بينه واضحه على وجوبهما, وهو قول جمهور العلماء, وهو مذهب مالك واحمد وابي حنيفه, وليس مع من لم يوجبهما حجة تقارب ذالك ........).اه
(1) انظر بداية المجتهد لابن رشد(1|195).
((الحكمة من مشروعية سجود السهو))
من محاسن شريعة الاسلام , شرعية سجود السهو, لأن المسلم مطالب بأن يؤدي الصلاة, وهي أعظم أركان الاسلام بعد الشهادتين, على الوجه الصحيح السالم من الأخطاء, ولئلا يفوت المسلم الأجر العظيم المرتب على أداء الصلاة , فقد شرعت سجدتان الهو لتجبر ماقد يحصل على المسلم من سهو في صلاته........وذلك من تمام فضل الله ومنته على عباده, لئلا يضيق عليهم الأمور , ويشعروا بالحرج , وماجعل علينا في ديننا حرج والحمد لله(1).
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (1|285):(ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(انما أنا بشر مثلكم,أنسى كما تنسون, فاذا نسيت فذكرني)(2).
وكان سهوه في الصلاة من تمام نعمة الله على أمته, واكمال دينهم,لتقتدوابه فيما شرعه لهم عند السهو.........وكان صلى الله عليه وسلم ينسى,فيترتب على سهوه أحكام شرعية تجري على سهو أمته الى يوم القيامة.........).أهـ
(1) انظر سجود السهو في ضوء الكتاب والسنة (ص14)
(2) أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه وابو داود في سننه والترمذي في سننه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
أحكام سجود السهو
شرح
أبي عبد الرحمن فوزي الأثري
(( مقدمة ))
أخي المسلم
غير خاف عليك أن للصلاة منزلة عظيمة وكبرى عند الله سبحانه وتعالى فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ) حديث صحيح ، أخرجه أبو داود في سننه والترمذي في سننه والنسائي في سننه وابن ماجه في سننه . وقد تولى الله سبحانه وتعالى فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم مباشرة بمخاطبته له ليلة الإسراء والمعراج فقام صلى الله عليه وسلم بين ما فرضه الله عليه في هذه الصلاة من قول وفعل ، وأوجب على أمته الاقتداء به فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أخرجه البخاري في صحيحه وفي الأدب المفرد وأبو داود في سننه والترمذي في سننه فهي الصلة الوثيقة بين العبد وبين ربه، ولما لها من المكانة العظيمة في الأسلام شرع
فيه الخشوع .
والصلاة هي العبادة في كل حالاتنا في الصحة والمرض والنهار والليل والسفر والاقامة والبر والبحر ....فعلى المسلم ان يتقن الصلاة وان يعرف شروطها واركانها ووجباتها ومستحباتها ومبطلاتها وأن يتقيد بها لكي يؤدي صلاته حسب الأصول والشريعة.....
(( تمهيد ))
(( مباحث في شروط والاركان والواجبات ))
أولا . شروط الصلاة
1) النية.
2) الطهارة من الحدث.
3) دخول الوقت
4) ا جتناب النجاسات ,
5) استقبال القبلة .
6)ستر العورة.
ثانيا أركان الصلاة
1)القيام
2)تكبيرة الاحرام
3) الفاتحة
4) الركوع
5)الرفع من الركوع
6)السجود
7) الرفع من السجود
8)الجلوس بين السجد تين
9) التشهد الأخير
10)الجلوس للتشهد الأخير
11) الترتيب
12) الطمأنينه
13) التسليم
ثالثا واجبات الصلاة
1)التكبيرات . (سوى تكبيرة الأحرام ) (الله أكبر)
(1) انظر كتابي أنوار البيان في معرفة الشروط والواجبات والأركان
2)التسميع (سمع الله لمن حمده )
3)التحميد (ربنا ولك الحمد )
4)تسبيح الركوع (سبحان ربي العظيم في الركوع )
5) تسبيح السجود (سبحان ربي الاعلى في السجود )
6) سؤال المغفرة (ربي أغفر لي بين السجد تين )
7)التشهد الاول
8) الجلوس للتشهد الاول
رابعا تعريف الشرط
الشرط لغة مصد ر بمعنى إلزام الشى والتزامه وجمعه وشروطه
وبتحريك الراء معناه العلامة وجمعة أشراط قال تعالى (فقد جاء أشرطها ) أي
علاماتها أو علامات الساعة .
الشرط اصطلاحا هو ما يلزم من عدمه عدم الحكم , ولا يلزم من وجودة ووجود الكم
ولا عدمه (1)
مثال على التعريف أو توضيح التعريف ــــــ
ويمكن التمثيل بالوضوء أو الطهارة للصلاة ..... فالطهارة شرط في الصلاة
فالشرط الطهارة ,والحكمة الصلاة
فأنة يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة
أي أنه يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة ,
أي أنة يلزم من عدم الشرط (الطهارة ) عدم الحكم (الصلاة الشرعية ) ولايلزم من
وجود الطهارة ووجود الصلاة
أي أنة لايلزم من وجود الشرط (الطهارة ) وجود (الصلاة الشرعية ) الانة قد يكون
متطهرا أو متوظئا ولايصلي
مثال آخر
الحول في الزكاة.
الحول شرط في الزكاة , والزكاة حكم شرعي
(1) انظر روضة الناظر لابن قدامة (1/162)وإرشاد الفحول للشوكاني(ص6) وأصول الفقه الاسلامي للزحيلي (1/98) الإحكام للآمدي (1/130).
فإنه يلزم من عدم الحول عد م الز كاة
أي أنه يلزم من عدم الشرط(الحول) عدم الحكم (الزكاة الشرعية),ولايلزم من وجود الحول وجود الزكاة
أي أنه لا يلزم من وجود الشرط (الحول) وجود الحكم(الزكاة الشرعية)لاحتمال عدم وجود النصاب وهو السبب
لأن الشرط لايوجد الحكم بذاته بل باقترانه بالسبب
فالشرط مالايوجد المشروط مع عدمه
خامسا: الركن:ـ
الركن في اللغة: الجانب ....والركن: الناحية القوية , وركن الشيء جانبه الأقوى والجمع أركان
فأركان الشيء أجزاء ماهيته, وجوانبه التي يستند اليها ويقوم بها.
الركن اصطلاحا:
هو ما يتوقف الشيء على وجوده وكان جزء من حقيقته أو ماهيته.
فالركوع ركن في الصلاة لأنه جزء منها
وكذلك القراءة في الصلاة لأنها جزء منها.
والايجاب والقبول في العقد ركنان لأنهما جزءان من الحقيقة.(1).
سادسا:الواجب:"ـ
الواجب لغة : اللازم.
الواجب اصطلاحا: ماأمر به الشارع على وجه الالزام .كالصلوات الخمس.
والواجب والفرض معناها واحد(2)
سابعا: الفرق بين الركن والشرط.
الركن والشرط كلاهما يتوقف عليهما وجود الشيء
(1) انظر أصول الفقه الإسلامي للزحيلي (1/ 100) ، وسجود السهوفي ضوء الكتاب والسنة د. عبدالله الطيار(ص66)
(2) أنظر الاصول من علم الاصول لابن عثيمين (ص9) والمدخل اللى مذهب احمد لابن بدران (ص59) والمانع ند الاصوليين د. الربيعه (ص37) وعلم اصول الفقه للخلاف (ص105) .
الا ان الركن:هوما يتوقف الشىء على وجوده وكان جزاءا من حقيقته او ماهيته.
أي داخلا في حقيقته…….
فالركوع ركن في الصلاه لانه جزء داخلا فيها.
وكذالك القراءه في الصلاه ركن لانها جزء من حقيقة الصلاه.
واما الشرط: فهو ما يتوقف عليه الشىء وكان خارجا عن حقيقته.
فالطهاره شرط في الصلاه وهي امر خارج عن الحقيقه فالشرط يكون خارج ماهية
الشىء.أي خارج عن حقيقة الشىء.
اذا فلا بد من اتيان الشرط و الركن لان وجود الشىء متوقف عليهما.
فاذا اختل ركن ادى الى بطلان الشىء, واذا اختل شرط ادى الى بطلان الشىء لكونه
في الاصل.(1)
ثامنا: الفرق والواجب كلاهما من اجزاء الشىء, من الحقيقه الصلاه مثلا.
الا الركن يلزم الاتيان به ويجيز بسجود السهو........
(1) انظر أصول الفقه الإسلامي للزحيلي (1/ 100) ، وسجود السهوفي ضوء الكتاب والسنة د. عبدالله الطيار(ص47و66)
((احكام سجود السهو))
تعريف سجود السهو:_
السجود لغة: سجد يسجد سجودا, وضع جنهته بالارض(1)
السهولغة: السهو والسهوه نسيان الشىء و الغفله عنه, وذهاب القلب عنه الى غيره.
والسهو في الصلاه: الغفله عن شىء منها.
قال ابن الاثير رحمه الله: السهو في الشىء تركه عن غير علم......... والسهو عنه
تركه مع العلم(2)
• وسجود السهو من اضافة الشىء الى سببه و الاضافه هنا على معنى اللام, فهم سجود
للسهو, أي: لأجل السهو.
* سجود السهو شرعا:
سجدتان يسجدهما المصلي, لجبر ما حصل في صلاته من الخلل
سهوا, بزيادة او نقصان او شك.(3)
(1)انظر لسان العرب لابن منظور (3|204).
(2)المصدر السابق (14|406)
(3)انظر رسالة في سجود السهو لابن عثيميين. وسجود السهو للطيار(ص9)
(( حكم سجود السهو))
سجود السهو واجب في الصلاه اذا حصل سببه, وقد استدل اهل العلم على وجوبه بما
ياتي:_
(1)عن عبدالله بن بحينه رضي الله عنه انه قال: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ركعتين من بعض الصلوات, ثم قام, فلم يجلس, فقام الناس معه, فلما قضى صلاته
ونظرنا تسليمه, وكبر قيل التسليم, فسجد سجد تين وهو جالس, ثم سلم) (1)
(1) وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم, صلى الظهر خمسا فقيل له: ازيد في الصلاه؟ فقال: وماذاك, وقال: صليت خمسا, فسجد
سجد تين بعد ما سلم)(2)
(2) وعن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ان احد كم اذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه, حتى لا يدري كم صلى, فاذا وجد ذالك احدكم
فليسجد سجد تين وهو جالس (3)
(3) وعن ابي سعيد الخدري قال: رسول اللع صلى الله عليه وسلم قال: (اذا شك احدكم في الصلاه فلم يدر كم صلى ثلاثا ام اربعا فليطرح الشك و ليبين على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل ان يسلم فان كان صلى خمسا شفعن له صلاته و ان كان صلى اتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان) (4)
فدل كل ذالك على وجوب سجدتي السهو اذا حصل سببها, وهو الزياده او النقص او الشك.
وهو قول جمهور العلماء, وهو مذهب مالك و احمد وابي حنيفه(5) وهو الراجح للادلة.
(1) اخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه.
(2) اخرجه البخاري في صحيحه و مسلم في صحيحه.
(3) اخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
(4) اخرجه ه مسلم في صحيحه.
(5) انظر بداية المجتهد لابن تيميه (23|27)
ومذهب الشافعي الى انه سنه (1) وهو مرجوح
قال ابن تيميه رحمه الله : في الفتاوي (23|27): (........ ففي هذا ايجاب السهو لكل ما ترك مما أمر به اذا تركه ساهيا , ولم يكن تركه ساهيا موجبا لإعادته بنفسه, واذا زاد ما نهى عنه ساهيا , فعلى هذا كل مأمورفي الصلاه اذا تركه ساهيا, فاما ان يعيده ان ذكره , اما ان يسجد للسهو, لابد من احدهما....... وهذا يقتضي مداومته صلى الله عليه وسلم عليهما وتوكيدهما, وانه لم يدعها في السهو المقتضي لهما قط, وهذه دلائل بينه واضحه على وجوبهما, وهو قول جمهور العلماء, وهو مذهب مالك واحمد وابي حنيفه, وليس مع من لم يوجبهما حجة تقارب ذالك ........).اه
(1) انظر بداية المجتهد لابن رشد(1|195).
((الحكمة من مشروعية سجود السهو))
من محاسن شريعة الاسلام , شرعية سجود السهو, لأن المسلم مطالب بأن يؤدي الصلاة, وهي أعظم أركان الاسلام بعد الشهادتين, على الوجه الصحيح السالم من الأخطاء, ولئلا يفوت المسلم الأجر العظيم المرتب على أداء الصلاة , فقد شرعت سجدتان الهو لتجبر ماقد يحصل على المسلم من سهو في صلاته........وذلك من تمام فضل الله ومنته على عباده, لئلا يضيق عليهم الأمور , ويشعروا بالحرج , وماجعل علينا في ديننا حرج والحمد لله(1).
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (1|285):(ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(انما أنا بشر مثلكم,أنسى كما تنسون, فاذا نسيت فذكرني)(2).
وكان سهوه في الصلاة من تمام نعمة الله على أمته, واكمال دينهم,لتقتدوابه فيما شرعه لهم عند السهو.........وكان صلى الله عليه وسلم ينسى,فيترتب على سهوه أحكام شرعية تجري على سهو أمته الى يوم القيامة.........).أهـ
(1) انظر سجود السهو في ضوء الكتاب والسنة (ص14)
(2) أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه وابو داود في سننه والترمذي في سننه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.