المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُشَاهَدَاتي في المملَكة العربية السُّعوديَّة للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله


كيف حالك ؟

عبدالعزيز السارني
07-04-2004, 04:21 PM
مُشَاهَدَاتي في المملَكة العربية السُّعوديَّة

أَو


بَــرَاءَةُ الذِّمَّة


كلِمةٌ قالها الشيخ العلاَّمة مُقبل بن هادي الوادعي قبل وفاته بقليل .. بيَّن فيها تراجعَه عمَّا كَـان منه من كلام في الدَّولة السُّعوديَّة ؛ عقب فتنة الحرم سنة 1400هـ



قــال محدِّثُ اليمن و مجدد الدين فيها الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله جل و علا :

" الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبدُه و رسوله.

اللهم صلّش على محمد و على آل محمد ، كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم ، إنك حميدٌ مجيدٌ ، اللهم بارك على محمد و على آل محمد ، كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم ، إنك حميدٌ مجيدٌ. أما بعد ، كُنتُ متردِّدًا من زمان في الكلام في هذا الموضوع الَّذي سأتكلم فيه ، ثم بعذد ذلك قَويَ العزم، و إن كنتُ مريضاً ، فإنني أخشى أن أموت و لم أُبرِّئ ذمَّتي في هذا ؛ فقد عُرض عليَّ غير مرة أنه يُستأذن لي من الأمير أحمد نائب وزير الدَّاخليَّة في الحج و العمرة، فقلتُ للإخوةِ : لا حاجةَ لي في ذلك، و في نفسي أنني لا أدخل تحت الذُّل و أنا مُستريح في بلدي و بين طلاَّبي و الحمد لله.

ثم قدَّر الله سبحانه و تعالى أن مرضتُ ، و تعالجت في مستشفى الثورة بصنعاء، و بعدها قرَّر الأطباء الرَّحيل إلى الخارج، و قال قائلهم : ننصحكُ بالذّهاب إلى السعودية؛ فإنها متقدمة في الطِّب.

و بعد أن تكلَّمتُ في الأشرطة ، في غير ما شريط فيهم، فأيضا وافقتُ على ذلك ، فهُم ـ على ما بيني و بينهم ـ خيرٌ من الذَّهاب إلى أعداء الإسـلام.

بعد هذا استُـؤْذِنَ لي و شفع فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد بن صالح عُثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ ، و قُبِـلَتْ شفاعتُه في دخولي للعلاج، و الحمد لله ؛ تنجَّـزتْ أمُورنا من السفارة السعودية ، و بعد هذا وصلنا إلى الرياض، فاستُـقبلنا من مسؤولين تابعين لوزارة الدّاخلية جزاهم الله خيراً؛ و عجَّلُـوا في دخُولي المستشفى، و بعد أن رأيتُ من تكريمهم لنا الشيء الكثير، (مميز كان يجتمع إخوانٌ عندنا و الحمد لله ؛ نتحدث في دروس علميَّة ليس لها دخلٌ بذا و لا ذاك، و إننا ـ بحمد الله ـ لسنا ممَّـن يُقابلُ الحَسنَة بالسيِّـئة ، و أننا ممَّـن يُقابل التَّكـريم أيضاً بالإسـاءة.

فبحمد الله ، إخوةٌ يأتون و يسألون عن أحاديث، و أسألهم أنا أيضا كذلك ، ثم أُدخِلنا المستشفى، و بقينا فيه نحو عشرة أيَّام، و قالوا : الرَّحيل إلى الخَـارج يا أبا عبد الرحمن !

خيرا إن شاء الله، و قدِمنا إلى جُدَّة ، و استُقبلنا في فندق الحمراء ، فجزى الله الأمير نايفاً وزير الدَّاخليَّة خيراً ، و أُكرمنا غاية الإكرام ، فجزاهم الله خيرا

و بعد ذلك طلبتُ مقابلتَـه، فحمداً لله، جلسةً ممتعةً، جلسة مع رجل عادل ! نعم : و إن ذاكَرْتُه في العلم و جدت عنده حصيلةً لا بأس بها، فالحمد لله

بعد هذا ـ حفظكم الله ـ يقول لي أي دولة ترغب فيها فنحن ـ إن شاء الله ـ نُهيِّئ لك الأمـور هنالك، فأنا لا خبرة لي بهذا ، قلتُ : أنتَ تختار! فاختار أمريكا، نعم إنها متقدِّمة في علاج الكبِد لم يسبقها أحدٌ في ذلك.

و بعد هذا ـ حفظكم الله تعالى ـ أُعجِبتُ عند أن نقلت إلى مكة ، كنتُ باليمن عند الباب نحو أربعة حرَّاس ، و مع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً و لا نهاراً ، و أنا في فندق دار الأزهر بمكَّة ، بعض الليالي لا يأتيني نومٌ، و أخرج إلى الحَـرم نصف اللَّيل وحدي، أشعرُ بنعمةٍ و راحةٍ و لذَّةٍ ليس لها نظير! ليس لها نظير ! أخرج وحدي إلى البيت، فهذا الأمنُ الّذي ما شاهدتُه في بلَدٍ ، إنَّ سببه هو الاستقامة على كتاب الله و على سنَّة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، من المسؤولين، و من كثير من أهل البلد ، و صدق ربنا عز و جل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب {و لو أنَّهُم أَقَامُوا التوراة و الإنجيلَ و مَا أُنزِلَ إلَيْهِم من ربِّهم لأَكَلوا من فوقِهم و من تحت أرجلهم منهم أمَّةٌ مقتَصِدَةٌ و كثيرٌ مِنهُم سَاء ما يعمَلُون}[المائدة:66] ، و يقول سبحانه و تعالى {و لو أنَّ أهلَ القُرى آمنُوا و اتَّقَـوْا لَـفتَحنَا عليهم بركاتمن السَّمَاء و الأَرضِ}[ الأعراف :96] ، و يقول سبحانه و تعالى{وقَالُوا} أي في شأن قُريشٍ {إن نَّـتَّبِع الهُدى معكَ نُتَخَطَّفُ من أرْضِنا} فقال الله سبحانه و تعالى {أَوِلَم نُمكِّن لَّهم حَرَمًا آمنا يُجبى إليه ثمراتُ كُلِّ شيئٍ رِّزقاً مِّن لَّدُنَّا}[القصص:57] ، و قال سبحانه و تعالى{أَوَلَم يَرَوْا أنَّـا جعَلْنَا حَرَمًا آمناً و يُتخطَّف النَّاس مِنْ حَولهِم}[العنكبوت:67]، و ربُّ العِزَّة يقول في كتابه الكريم أيضا{وَ ألَّـوِ استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهم ماء غدقا}[ الجن:16] و صدق ربُّنا عز و جل الَّذي يقول في كتابه الكريم {و عدَ الله الذينَ آمنُوا مِنكُم و عملوا الصَّالِحات ليستخلِفَنَّكُم في الأرض كما استخلف الَّذينمن قبلهم و لَيُمَـكِّننَّ لهم دينَـهُم الَّذي ارتضى لهم و لَيُـبدِّلَـنَّهُم من بعد خَوفهم أمنا يعبدُونني لا يشركونَ بي شيئاً }[النُّور:55] و يقول سبحانه و تعالى في كتابه الكريم{لإيلافِ قُريشٍ[1] إيلافهم رحلة الشِّتاء و الصَّيف[2] فليعبدوا ربَّ هذا البيت [3] الَّذي أطعَمهُم من جُـوعٍ و آمَنَهمُ من خوف[4]} [قريش]، فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه و تعالى، نعمة عظيمة من الله ، سببه الاستقامة على كتاب الله و على سنَّة رسول الله صلى الله عليه و على آله سلم ، فالأمر أن الاستقامة .. لمَّا استقامت هذه البلاد ـ و بحمد الله ـ مكَّن الله لهم ، مع أننا نسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة، و أن يُعيذهم من جلساء السوء، الذين يُزيِّنُـون البَاطل، و أن يحرصوا على مجالسة أهل الخير و الفضل، و حتى و لو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم فإنه كما يقال : صديقك من صدَقَك ، لا من صدَّقك، و عدوُّك من صدَّقك.

فينبغي أن نحمد الله سبحانه و تعالى ، كما أنه يجب على أهل هذا البلد أن يحمدوا الله سبحانه و تعالى ؛ فإن فيها أُناساً ربَّما يكونون شهوانيِّين يطالبون بأشياء من الإباحية و غيرها، و لكن جزى الله المسؤولين خيرا ؛ فقد رأيتُ في جريدة أن الأمير نايفاً ـ حفظه الله تعالى ـ طُلب منه ترشيح المرأة ، فقال : " أتريدون أن يبقى الرَّجل هو في بيته و هي تخرج ؟ لا ! هذا أمرٌ لا تُحاولوا فيه "، و طُلب منه الانتخابات، فقال :" رأيناها ليست ناجحة في البُلدان المجاورة ؛ فإنَّ الذي ينجحُ فيها هم أهل النُفوذ و أهل الأموال". و صدق ، ثم بعد ذلك أيضا هي واردة من قبل أعداء الإسلام.

جمعيَّة حقوق الإنسان استقبلها كثير من النَّاس على ما فيها من الأباطيل ، لماذا ؟ لأن معناه : الحدود و حشيَّة ، و معناه تعطيل الكتاب و السنة و إدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام.

الحكومة السُّعوديَّة ـ و فقها الله لكا خير ـ استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام و للكتاب و السنة، هكذا أيضا إقامة الحدود ، و إقامة الحدود كما يقول ربُّنا عز و جل في كتابه الكريم {وَ لَكُم في القِصَاص حياة}[البقرة:179].

نعم! القتل قليلٌ في هذه البلاد ، و كذلك السّرقة، تضع سيَّارتك عند المسجد أو عند بيتك و لا يأتيها السَّرقُ و لا شيء، ثم بعد ذلك في بُلدان أخرى تضعها و تخرج و لا تراها، بل ربَّما ينهبُونها على الشخص و هو في سيارته؛ فهذا هو بسبب إقامة الحدود ، فجزاهم الله خيرا ، و كما سمعتم قبلُ قول الله عز و جل {و لكم في القصاص حياة} ، فهكذا السَّارق، إذا علم أنها ستُقطع يدُه، يكفُّ عن سرقته، و الزَّاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بِكرا ، أو يُرمى إذا كان مُحْصَنًا حفَّ ذلك ، لا أقول : إنه لا يُوجد ، لكنه يخفُّ ذلك.

من ذلك تمكين هيئة الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر؛ فقد رأينا في جريدة أنَّ الملكَ فهداً ـ حفظه الله تعالى ـ أعطى للهيئة نحو [300] سيَّارة، و قال لهم : أنتم هيئة أمرٍ بالمعروف، و نحن هيئة ضبط، و أنتم المسؤولون أمام الله سبحانه و تعالى، فجزاهم الله خيرا ، نعم! أحسنوا في هذا إلى بلدهم و إلى أم و إلى دولتهم، إنه يجب على كلِّ مسلم في جميع الأقـطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة و لو بالكلمة الطيِّبة؛ فإنَّ أعداءها كثيرٌ ، من الداخل ، و من الخَـــارج

و نعم ! هناك شهوانيون إباحيون من الداخـل، و لكنَّ الله كبتَهم بتمكين هذه الدّضولة المباركة و الحمد لله ، فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة.

القــصَاصُ أو غير ذلك من الحدود نعمة من الله سبحانه و تعالى على المجتمع، يَعِبُونعلينا إذا أقمنا حـدًّا من حدود الله و هم يسحَـقون الشُّعُوب سَحقاً !

و هذه الحدود مصلحتها للفرد و المجتمع ؛ فهي للفرد كفَّارةٌ ، كما في الصَّحيحينمن حديث عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه ، و هي للمجتمع مُحافِظَة على أموالهم و دِمائهم و أعراضهم.

نَـعم ! تَخرج إلى الشَّاطئ أو إلى غيره أو إلى أيِّ مكان، ترى الرَّجل و امرأته لا يخشى على نفسه من أحدٍ.

هذه الحدود مصلحةٌ ، لما عُطِّلت في كثير من البلاد الإسلامية عجزَ أهلها عن مكافحة السَّرقة ، و عجز أهلها عن مكافحة الجريمة، و عجز أهلها عن مكافحة المسكرات و المخدِّرات؛ و السَّببُ في هذا هو إقامة الحدود ، و الله المستعان

و بعد هذا أيضا : بناء المساجد في البلاد الإسلامية و في غيرها ، إلا أننا ننصحهم: إنهم إذا بَنَوا مسجداً أن يسلِّمُوه لأهل السنَّة ؛ فهم إذا سلَّموه لصوفـيٍّ سيَسُبُّهم ، و يخطب الجمعة في سبِّهم، و هم إذا سلَّموه لحزبيٍّ أيضا سيستغله للحزبية ،فننصحهم أن يُسلِّموا هذه المساجد لأهل السنَّة المُحبين لهذه الحكومة و للقائمين عليها

و بعد هذا ، مســألة الكِــتابة، سُـئلتُ عنها غير مرة، و الكلام في الأشرطة، فقد أمرتُ الأخ الَّذي يَــطبعُ كُـتُبي أَلاَّ يُـبقي شيـئاً في الـكلام على السُّعودية ؛ فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه الكريم{هَل جَـزَاء الإحـسَانِ إلاَّ الإحسَـان}[الرحمن:60] ، فقد أحسـنوا إلينا و أكرمونا غاية الإكرام ، فنحن لسنا ممن يُقـابل الإحسان بالإسـاءة، هذا من فضل الله سبحانه و تعالى.

أنـا أقــول هذا ، لم يدفعني إليه أحدٌ ، و لم يُلـزمني أحدٌ بأن أقـوله، بل مِن نفسي أرى أنه يلزمني براءة لـذمَّـتي

نــعم ! إنني تكلَّمتُ و أنا أرى أنني أُخرجت من المملكة مظلوماً ، فلا إله إلا الله ! كم أبقـى في خـصام مع الذين يُكـفِّرون الحكـومة السُّعودية ، و أنا أقُـول ، إنها ليست بكافرةٍ ، و كنتُ أُدرِّسُ دروسا لا تمسُّ بشيءٍ و الحمد لله، لكن الصَّبر و العفـو.

و هُـم ـ جزاهم الله خيراً ـ عَـفَـوْا عنَّا، فنحن أيضًا كذلك.

أيضا اهتمامهم بأمر الحجيج و توسعة الحرمين، و الرَّسـول صلى الله عليه و آله و سلم يقول "مَن بنى لله مسجدا بنى اللهُ له مثله في الجنَّة". اهتمامهم بأمر الحجيج و المحافظة على أمنهم، التَّفتيش في أبواب الحرم، و كذلك أيضا لمَّا كثر الحريق أتوا بخيام لا تؤثر فيها النار، فجزاهم الله خيرا، في غاية اهتمام: الطائرة ـ و نحن في منى ـ تمشي على منى من أجل المحافظة على الحجيج ، فجزاهم الله خيرا على هذا الاهتمام. و أنا أقول : إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين و تواريخ مكَّة ترى ناب طاهر القرمُطي قد قتل في الحرم نحو .. و في مكة و ضواحيها في الكل نحو ثلاثين ألفا ، و إنك تجد في بعض الأعوام، مُنع الحجيج المصري، و في بعض الأحوال مُنع الحجيج العراقي، و في بعض الأحـوال مُنع الحجيج اليمني.

و لكن عند أن تمكَّنت الحكومة السعودية بحمد الله ، محافظون على العدوِّ و الصدِّيق، و يعتبرنهم ضيوف الرحمن، ثم ضيوفهم، فجزاهم الله خيرا . و إنهم ليُشكرون على ذلك ، و ما يستطيع أحدٌ من الحكومات كلِّها ـ يعني ـ يرجع ما يستطيع أحدُنا أن يقوم بهذا و لكن هم ـ فجزاهم الله خيرا ـ قائمون ، العساكر مبثوثون ، المسؤولون أيضا مبثوثون فجزاهم الله خيرا ، و الحمد لله ، منهم مَن هو لابسٌ لباسا رسميا ، و منهم من هو لابسٌ لباسا غير رسمي ؛ من أجل ملاحظة أحوال النَّاس ، و الحمد لله، هذه نعمة من الله سبحانه و تعالى على هؤلاء الحكام.

عبدالله بن حمد
07-04-2004, 08:02 PM
رحم الله الشيخ مقبل بن هادي رحمة واسعة وادخلة فسيح جناته امين

عبدالرحمن المصري
10-04-2004, 11:02 PM
رحم الله الشيخ مقبل بن هادي رحمة واسعة وادخلة فسيح جناته امين

12d8c7a34f47c2e9d3==