المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواجب على الدعاة الصبر والاحتساب ، وتحري الحق


كيف حالك ؟

وليد سعيد
06-10-2004, 02:47 AM
قال الامام ابن باز رحمه الله :

فالواجب على الدعاة الصبر والاحتساب ، وتحري الحق ، والعناية بالأدلة الشرعية والألفاظ الحسنة في دعوتهم ، والرفق بالناس مهما أمكن إلا الظالم ، فإن الظالم له شأن آخر ، كما قال الله جل وعلا : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) فالظالم له شأن آخر يعامل بما يقتضيه ظلمه وردعه عن ظلمه ، لكن في الجملة : الداعي إلى الله يتحرى الكلمات الطيبة ، ويتحرى الدعوة بالحكمة ، والكلام الطيب ، والترغيب والترهيب ، ويتجنب كل شيء يسبب الفرقة والاختلاف ، ويسبب أيضا الوحشة بينه وبين الإخوان .

الواجب على الداعي وعلى العالم أن يتحرى الألفاظ المناسبة ،

وأن يرفق في أمره كله ، وأن يحرص على الإخلاص لله بأن يكون هدفه إيصال دعوة الله إلى عباد الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ، لا لرياء ولا سمعة ، ولا عن فخر وخيلاء ، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة ، ثم يريد بعد ذلك نفع الناس ، وإصلاح أوضاعهم ، وتقريبهم . الخير وإبعادهم عن الشر ، وجمع كلمتهم على الحق ، هذا هو المقصود من الداعي والعالم ، وهو مقصود الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فالمقصود : إيضاح الحق للناس وبيان ما أوجب الله وما حرم الله ، وترغيبهم في الخير وتحذيرهم من الشر ، وجمع كلمتهم على تقوى الله ودينه ، كما قال سبحانه : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) هكذا جاء القرآن وجاءت السنة ، قال تعالى : ( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) ويقول عز وجل : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )

فالواجب على الدعاة إلى الله جل وعلا أن يعتنوا بالدعوة ، وأن يصبروا ، وأن يتحروا الرفق والكلمات الواضحة ، وأن يحرصوا على جمع الكلمة وعلى تجنب أسباب الفرقة والاختلاف ، لا مع الشباب ولا مع الشيب ولا مع الدولة ولا مع غيرها الواجب تحري الحق وتحري العبارات الحسنة التي توضح الحق وترشد إليه وتمنع من الباطل ، مع الرفق في كل الأمور واجتناب أسباب الفرقة والاختلاف إلا من ظلم ، أما من ظلم فله شأن آخر الهيئة ومع القضاة ومع ولاة الأمور ، الظالم له شأنه وله حكمه ، لكن في الجملة : الواجب هو تحري الحق والدعوة إليه ، كما قال الله جل وعلا : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ )

يعني : بما قال الله عز وجل ، أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع تحري الوقت المناسب والكلمات المناسبة ، ثم قال جل وعلا : (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) يعني : الترغيب والترهيب بالعبارات الحسنة ، ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) عند الشبهة ، وعند الخلاف ، يكون الجدال بالتي هي أحسن ، هكذا أمر جل وعلا ونهى بقوله : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )

فالواجب على الدعاة وعلى العلماء وعلى كل ناصح أن يتحرى الحكمة والحق والرفق مع أهله ومع أولاده ومع جيرانه ومع المسلمين عموما في دعوته إلى الله وإرشاده أينما كان ، ولا سيما فيما يتعلق بالشرك ، فإن الأمر عظيم ، التوحيد والشرك هما أهم الأمور وأعظمها ، والتوحيد هو أصل الدين .

فالواجب في هذا الأمر العناية بإيضاح الحق للناس في توحيد الله وإرشادهم إلى الالتزام به ، وتحذيرهم من الشرك كله ، دقيقه وكثيره ، بالعبارات الحسنة الواضحة . لأن الإنسان الذي ليس عنده علم يتأثر بكل شيء ، فالواجب الرفق به ، حتى يتبصر ويتعلم ويعرف دين الله ، وهكذا من أسلم جديدا يراعى ويلاحظ الرفق به حتى يتفقه في الدين ، وهكذا عامة الناس يرفق بهم لكي يتبصروا ويتعلموا ويعرفوا دين الله ، ويعرفوا توحيد الله والإخلاص له ، ويعلموا أن الواجب هو تخصيص الله بالعبادة : من الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر . . وغير ذلك من أنواع العبادة . وكثير من الناس يصرف هذه العبادات لأصحاب القبور ، أو للجن ، أو للشجر والحجر في بلدان كثيرة ، فالواجب على الدعاة إلى الله - ولا سيما في المواضع التي يكثر فيها الجهلة ، ويكون فيها من قد يدعو غير الله - أن يوضحوا الأمر لهم ، وأن يصبروا على الأذى في ذلك ، وأن يتحروا

الرفق والعبارات الواضحة والألفاظ البينة . حتى يفهم المخاطب ما يريده الداعية ، وحتى يرجع عما هو عليه من الباطل ، وحتى يسأل عما أشكل عليه ، وتجاب مسألته بما يتضح له به الأمر ، ثم الدعوة إلى الصلاة بعد ذلك والزكاة والصيام والحج بعدما يوضح له أمر الشهادتين ، فالشهادتان هما الأهم ، ثم بعد ذلك الصلاة والزكاة ، والصلاة أمرها عظيم فهي عمود الإسلام ، والواجب أن يعتني بها العناية العظيمة في كل مكان بعد إفهام الناس التوحيد والشرك ، وما يتعلق بالصلاة بعد الشهادتين ، فالصلاة الآن لا يخفى على كل من لديه علم ما وقع فيها من التساهل من كثير من الناس ، فالواجب على الدعاة أن يعتنوا بالصلاة ، وأن يحرضوا الناس على المبادرة إليها والمحافظة عليها في الجماعة في مساجد الله ، وهكذا مع النساء في البيوت ومع الأولاد ، كل إنسان يعتني بأولاده ، بذكورهم وإناثهم ، ويعتني بزوجته ، ويعتني بأخواته وإخوانه ، ويعتني بجيرانه في كل شيء ، ولكن أهم شيء الصلاة بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ويقول عليه الصلاة والسلام : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ويقول عمر رضي الله عنه فيما يكتب لعماله : (إن أهم أمركم عندي الصلاة ، فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع) . والله ولي التوفيق ، وهو المسئول أن يصلح أحوالنا جميعا ويهدينا صراطه المستقيم ، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .


http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2034

عون
06-11-2004, 04:52 PM
نعم صدق رحمه الله تعالى
وبارك الله فيك

أبوالمجد
06-13-2004, 03:03 PM
جزاك الله خير موضوع طيب

12d8c7a34f47c2e9d3==