المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درر في مسألة التقليد من أقوال الإمام المحدث الألباني رحمه الله


كيف حالك ؟

شكيب الأثري
06-02-2004, 12:37 PM
سئل الإمام الألباني رحمه الله ما يلي :
سـؤال : يا شيخنا -بارك الله فيك- بالنسبة لمسألة يتذرع فيها المقلدة في الرد على من يدعوا إلى الكتاب والسنَّة والعناية بالحديث ، وهي قولهم : أن قبول تصحيح الحديث وتضعيفه هو من نفس الباب الذي يقبل فيه قول عالم في مسائل الفقه ، فرد لذلك الإمام الصنعاني في رسالته المعروفة بـ ( إرشـاد النقـاد ) ، في التفريق بين قبول قول العالم في مسائل الفقه وبين قبول قول المحدث في تصحيح الحديث وتضعيفه بأن تصحيح الحديث وتضعيفه مبني [ على ] قَبول لخبر الواحد العدل الثقة الذي أتفِقَ على قبوله ، وأن تصحيح الحديث وتضعيفه هو مبني على وفرة المعلومات المتعلقة بالإسناد المعين حول الرجال وما شابهه ، وأن الاختلاف في التصحيح والتضعيف هو مبني على الاختلاف في حصول هذه المعلومات أو عدمها .
فهل هذا الكلام صحيح ؟ ، وما قولكم في من أورد على ذلك في تصحيح الحديث أو تضعيفه أن هناك نقاط قد يختلف نظر المحدث الـمُصحِّح والـمُضعِّف فيها بناءًا على تعلقها بباب اجتهادي ؟ ، فما رأي فضيلتكم بالنسبة لهذه النقطة ؟ .(1)
الـجواب : يا أخي أنا أرى أن المشكلة ليست أن الحديث قائم على الإتباع المأمورين به وهذا يخالف التقليد المنهي عنه ، ليست هذه هي المشكلة ، لأني أنا شخصيا لست مقتـنعا في ذات نفسي بهذا التفريق ، أولا -كقناعة شخصية- لا فرق عندي بين أن يتبع المسلم مجتهداً في قوله عن شيء ما ( هذا حرام ) ، وهذا التحريم -بلا شك- قام على آية وإما على حديث صحيح عنده ، وبـين إتباعنا له أو تقليدنا إياه في قوله هذا الحديث الذي أنا بنيت عليه ذاك الحكم من التحريم هو حديث صحيح عندي ، -يعني- أظن أن المسألة هنا إذا وجّهناها بهذه الصورة من التفريق بـين التقليد في الفقه والإتباع في الحديث لا ننجح في الجواب -على الأقل أنا شخصيا- لأني أنا لست مقتـنعا بالفرق بين الأمرين ، ولعلَّ المثال السابق يوضِّح لكم ذلك : أي حينما يقول المجتهد آلات المعازف حرام ، نقول له ما الدليل ؟ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليكونن في أمتي أقوام .. الخ )) ، فإتباعنا وأنا أُرَاجِح بين الإتباع والتقليد لأنه في النهاية -بدنا نحط- على أحد التعبـيرين لأن تسميتنا -لإتباعنا لقول الإمام بالتحريم في أمر ما- : هو إتباع ليس تقليداً أو العكس نسميه تقليدا ليس إتباعا ، التسمية -كما هو لا يخفاكم في اعتقادي جميعا- لا يغير من حقائق المسميات ، صح ! ، إذن نحن إذا اتبعنا أمر الله عز وجل سواء في التصحيح للحديث أو التضعيف أو في التحريم أو التحليل فنحن اتبعنا أمر الله ، فسمُّوه ما شئتـم تقليدا أو إتباعا ، أنا أقول هذا وأنا من أولئك الذين يفرقون بين الاجتهاد والإتباع والتقليد حتى ما يذهب عن بالكم أنني مع أولئك الذين لا يفرقون بين الاجتهاد وبين الإتباع وبين التقليد ، لكن الآن نحن في مناقشة جزئية طُرِحَ السؤال حولها آنفا ، فأنا لا أريد أن أدِيـر البحث : هل أنا إذا اتبعت الإمام البخاري في تصحيحه لحديث ما أو تضعيفه لحديث آخر ، هذا إتباع أم تقليد ؟ ، ما يهمنا هذا الآن ، إنما يهمنا : هل يجب عليَّ أنا -وأنا لست عالـمًا بالتصحيح والتضعيف- هل يجب عليَّ أن أحُكِّمَ عقلي ورأيي فضلا عن هواي أن أصحّح وأن أضعف بجهلي أم عليَّ أن أتبع هذا العالم ، ما قال قلت ، قال : صَحَّ قُلت صَحَّ ، قال : ضَعُفَ قُلت ضَعُفَ ، كذلك بالمقابل إذا قال الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة هذا حرام أو هذا جائز فأنا تبنيّت قوله ، لست الآن في صدد التحقيق أن هذا التبني هو : إتباع أم تقليد ؟ ، لكن لا أظن أن هناك خلافًا في أن هذا الحكم لا خِلاف فيه ، أي أني أنا باعتباري لست عالـمًا وإنما أنا مخاطب بمثل قوله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، فأنا سألت عالـمًا : هذا حلال أم حرام ؟ ، قال لي : حرام ، فتبنيت ، لا أقول الآن اتبعت ، ولا أقول الآن قلدت ، لأنه لا نريد أن نخوض في هذه القضية بالذات ، فهل أنا اتبعت الشرع في هذه الحالة أم لا ؟ ، لا شك أن الجواب : نعم ، فعلت ما يجب عليَّ لأنني ائتمرت بقول الله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، الإمام بخاري أو مثله سألته عن حديث فقال صحيح ، فاتبعته وقال في حديث آخر ضعيف فتبنيته ، ندخل في صمام الجواب ودون العدول إلى التفريق بين الإتبـاع والتقليد هذا لعله يأتي البحث فيه قريـبا -إن شاء الله- .
إذا كان كلٌ ممن تبنّى قول الإمام المحدث المصحّح أو المضعّف ، ومن تبنّى قول الإمام المحرّم أو المحلّل وهو جاهل يكون قد نفذ الحكم الشرعي ، نحن نسأل الآن أولئك الذين أوردوا هذا السؤال : هل أنتم معنا في أن الواجب على كل مسلم غير عالم أن يتبع الفقيه في فقهه والمحدث في حديثه أم لا ؟ ، فما هو جوابهم فيما تظن باتصالك بهم واستماعك لشبهاتهم ؟؟؟؟ ، أمَّا أنا فأقول ليس لهم جواب وحينئذ سيلتقون معنا رغم أنوفهم هذا الالتقاء الذي يُلزمهم بأن يكونوا معنا وليس علينا ، ذلك لأننا نحن في الوقت الذي لا نفرِّق بين وجوب إتباع -لنقل الآن العامي الجاهل- لا نفرق بين وجوب إتباعه أو تبنيه لقول المحدث وبين تبنيه لقول الفقيه كذلك هم عليهم بالمقابل بناءا على هذا الاستظهار الذي استظهرته آنفا عليهم أيضا أن لا يفرقوا بين تبنيهم -أو نسميه تـقليدهم- لأنهم يتبنون هذه اللفظة ولا ينكرونها مطلقا ، حينئذ عليهم أن يتبنوا معنا كما يقلدون فقهائهم عليهم أن يقلدوا محدثيم ، فهم يلتقون معنا في وجوب العمل بالأمرين كما قُلت مستظهرا ويختلفون عنا عملا فإنهم لا يُعرِّجُون إطلاقا إلى أقوال المحدثين وبذلك يَخسرون جهود الألوف المؤلفة من علماء الحديث طيلة هذه القرون الطويلة ثم يجمدون على إتباع العشرات أو المئات من الفقهاء لمجرد التقليد ، فنحن الآن نعكس عليهم السؤال ، وإذا استظهرت مستوجسا خيفة فما عليك إلا أن تعكس عليهم السؤال : قولوا لنا ما هو الفرق بيننا وبينكم ؟ ، ما الذي تنكرونه علينا ؟ ، نحن نقلد الأئمة في التصحيح والتضعيف !! ، سيكون جوابهم هكذا ، أليس كذلك ؟! ، هـا !! ، هنا ما فيه استظهار ، هنا الجواب يقينا ، طيب ! إذن نحن نقلد علماء الحديث على حد تعبيرهم في التصحيح والتضعيف عملا لقول الله تعالى : { فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، { واسأل به خبـيرا } ، فأنتم ما موقفكم من هذا الجيل العظيم الضخم من علماء المسلمين المحدثين الذين لا يستغني فقهائكم عن إتباعهم وإن شئتم قلتم : عن تقليدهم ، إنهم لا يقيمون لجهودهم وزنا ولذلك فهُم في جَهَالة يعمهون ، فلا يُميزون بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف علما بأن كثيرا من فقهائهم المتأخرين المقلدين يأخذون على من تقدمهم من الفقهاء الكبار عندهم في المذهب يأخذون عليهم عشرات الأحاديث الضعيفة بل كثير منها من الأحاديث الموضوعة ، إذن الفقهاء أنفسهم مقلدون ، هم معنا في وجوب الرجوع إلى علماء الحديث في التصحيح والتضعيف فما بال هؤلاء المقلدين يريدون أن يقيموا الحجة علينا بزعمهم أننا نحن ننكر التقليد ونقع في التقليد ، الآن نحن ندخل في ذاك الموضوع الذي أجلته آنفا ، هل نحن مثلهم في التقليد ؟ ، الجواب : شتان ما بيننا وبينهم ، ماذا يقول الشاعر :

فإن الثريا من الثرا وأين معاوية من علي

نحن أولا نختلف عنهم تماما ، نحن لا ندين الله تبارك وتعالى بالتقليد ، أما هم فيتدينون بالتقليد ، واضح ؟! ، نحن نفترق عنهم تماما ، نحن لا نتدين بالتقليد أما هم فيتدينون بالتقليد أي هؤلاء الملايـين من المقلدين أحدهم يقول أنا حنفي ، الآخر يقول أنا شافعي والثالث يقول مالكي والرابع حنبلي ، لا يوجد في الفريق المخالف لهم وأعني بهم نحن معشر من نسميهم أهل الحديث ، أهل السنَّة ، أهل السلف الصالح المنتمين لإتباعهم ، نحن السلفيين لسنا مثلهم لأنه لا يجود فينا من يقول : أنا بخاري ، فلا أقبل إلا ما صححَّه البخاري وما ضعفَّه البخاري ، وعلى ذلك فلا تجد فينا من يقول : أنا مسلميٌ -إذا صح التعبير- أو أحمديٌ أو .. أو .. الخ ، ولذلك فتجد كعَلاَمةٍ ومِثال واقعي تمامًا هذا الرجل الألباني الذي أبتليَ بِبعض أصحابه الصالحين والمعينين له على الخير والبحث والتحقيق .. الخ ، فقد أبتلي بناس آخرين سلكوا طريقه لكنهم خالفوه في عشرات من الأحاديث ، لـماذا ؟ ، لأنهم يلتقون معنا في الأصل أنه لا تـقليد عندنا لشخص معين ، وإنما نحن نتبع الدليل مع من كان وحيثما كان(2) ، أما المقلدون فليسوا كذلك ، هنا يأتي الشعر السابق الذي بدأ آنفا أوله :

فحسبكموا هذا التفاوت بيننا وكل إنـاء بـما فيه ينضح

إذن نحن نقول للمقلدين بعبارة أخرى نحن لا ننكر مجرد التقليد ، وهذه أرجو أن تكون الفكرة ظاهرة لدينا جميعا ، نحن لا ننكر مبدأ التقليد وإنما ننكر التدين بالتقليد وجعله مذهبا ودينا لا يُحاذ عنه قيد شعرة ، هذا الذي ننكره ، أما الإتباع لعالم نثق بعلمه سميتموه تقليدا -على الرأس والعين- هذا واجب ، ما يهمنا الآن التسمية تقليد أو إتباع ، نحن نسميه إتباعا ، لماذا ؟ ، للفرق الذي بيننا وبينهم أي إذا ما ظهر لنا خطأ هذا العالم تركناه ونبذنا قوله نبذ النواة بينما هم يتدينون به على قاعدة المثل العامي : ( عنـزت ولو طارت ) ، أو على الحكاية التي قيلت : أعطني جمل ، قال له ناقة ، قال له جمل ، هي ناقة وهو يقول أعطني جمل .. الخ .
فإذن ننكر التدين بالتقليد ولا ننكر التقليد كضرورة لا بد أن يصير إليها أكبر عالم في الدنيا ، أكبر عالم في الدنيا لا يستطيع أن ينجو من التقليد ، لأننا إذا سألنا عالـما عن مسألة ما فيها دقة ، لا شك أن هذا العالم حينما يسأل عن مثل هذه المسألة الدقيقة عقله الباطني يعمل أحسن من الكمبيوتر الذي وصل إليه البشر اليوم ، في لحظات مثل البرق يستحضر الآيات والأحاديث التي تدندن حول ما سئل فيخرج بجواب ، هذه الصورة السريعة التي جالت في ذهن هذا العالم المسئول لا يستطيع أن يظهرها على الشاشة مجسدة واضحة المعالم لجميع الناس حتى العامة فيقتنعون تماما ويتبعون هذا الإمام إتباعًا على بصيرة وبينة .. لا ! ، ليس هنا إلا أن يقول العالم الفلاني قال كذا ونحن مأمورون بإتباعه ، ألا تشعرون معي أنه في الإسلام مثل هذه المسائل الدقيقة !! ، ولابد .
إذن فما واجب العامة : أن يقولوا سألنا فلانا فأجابنا بكذا ، ونحن نعتقد أنه رجـل عـالم فـاضل .. و .. الخ ، لكن إذا بَدَى لهذا السائل أن هذا جواب خطأ ما يتشبث به ، لأنه ليس مقلدا متدينا بالتقليد كما يفعل جماهير الناس ، لعل في هذا نهاية الجواب . أهـ

وقال في نفس الشريط السابق هذا الكلام النفيس جدا :
إن عامَّة الناس مــا يستطيعوا أن يعرفوا دقائق المسائل ، وما يستطيعوا أن يعرفوا أدلتها ، ولو أراد العالم أن يشرحها له(3) ما يستطيع أن يفهمها . أهـ

وسئل رحمه الله ما نصَّه :
سؤال : في كتاب الإمام الشاطبي " الموافقات " قال هذه العبارة : ( إن فتوى العالم بالنسبة للعامي كالدليل بالنسبة للمجتهد ) ، نريد توضيح لهذه العبارة ؟ ، هل يأثم العامي إذا خالف فتوى الإمام ، كما يأثم العالم إذا خالف الدليل ؟ .
الجواب : بلا شك أقول بقولة الإمام الشاطبي ، لا شك أن العامي إذا خالف فتوى المفتي له دون عذر شرعي ، متبع لهواه أولا ، ثم هو مخالف لمقتضى قول ربنا تبارك وتعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }(4) .(5) اهـ

وقال رحمه الله كلام جدا مهم فتنبه إليه :
... وإن كان لا يفقه من العلم شيئا يسأل : " يجوز أو لا يجوز ؟! " ، ثم يقول : " لك ما الدليل ؟! " ، وهو ليس في المستوى العلمي أن يفهم الدليل !! ، إذا قلت له : " هذا حديث صحيح " ، يقول لي : " ما الدليل في صحته ؟ " ، روح أطلب كتب المصطلح ....... سنين ثم بعدين تعال أسأل ما الدليل على صحة هذا الحديث .
لذلك فالتقليد قسمان : تقليد لا بد منه وهذا لا ينجو منه كبار العلماء ، والقسم الآخر اتخاذ التقليد دينا يخالف به ما قال الله وما قال رسول الله كما يفعل متعصبة المذاهب .(6) اهـ

وجاء في سؤال آخر موجه للشيخ ما نصّه :
سـؤال : نواجه مشكلة بأنه يقال أنكم تنكرون التقليد الأعمى للأئمة وتقلدون يحي بن معين وأحمد في أقوالهم أو أقوالهما مثلا : فلان ضعيف فلان ثقة ، ونريد أن نسمع على هذا ، فهل قبول قول الأئمة في الراوي أنه ضعيف أو ثقة هل هذا تقليد محض أم مبني على شيء علمي الذي لا يُسمَّى تقليدا مثلا ، وعليه وينبني سؤالا آخر(7) ؟ . (8)
الجـواب : أنا أقول هذه المسألة عالجها الصنعاني في رسالته وهو يذهب إلى أن هذا ليس تقليدا ، لكن أنا شخصيا ما اقتنعت بذلك ، هذا ما اقتنعت به ، ولكن هل للإنسان أن ينكر التقليد ؟ ، أمَّا أنا فلا أنكر التقليد ، بل أقرّه ، بل أُوجِبُه ، فإن كان غيري يُخالفني فله ولا شك ، فنستفيد من التباعد في المسألة ، أنا أعتقد أن التقليد لا ينجو منه كبار الأئمة ، فضلا عن صغارهم ، فضلا عن علمائهم ، فضلا عن طلاب العلم أخيراً فضلا عن العامة ، فما هو الإشكال إذن ؟ ، أصل الإشكال عندي غير وارد ، لأنه هؤلاء الذين يقولون هذه القولة إما هم مقلدة يريدون أن يحاججونا نحن بأنكم تدَّعون أن التقليد محرم فلماذا تـقلدون ! ، وإما أن يكونوا من الغلاة من إخواننا السلفيين الذين يحرمون التقليد تحريما مطلقا ، وكلا الفريقين على خطأ ، أي نعم ، وعلى هذا أستطيع أن أجيب إن كان عندي جواب .. من أي الفريقين يصدر هذا الانتقاد فإن كانوا المقلدين فواضح جدا أن نقول ما لكم ولهذا المجال ، يعني كما يقول المثل العربي ( ليس هذا عشك فأدرجي ) ، ما هذا موضوع بحثك !! ، وإن كان من إخواننا السلفيين المغالين في إيجاد البحث والاجتهاد حتى على عوام الناس نقول هذا لا دليل له بل هو خلاف ما كان عليه سلفنا الصالح ، ولذلك أنا لا أعتقد أنه في هذا إشكال سواء صدر من هؤلاء أو من هؤلاء .
السائل : يعني إذن قبول قولهم على الإطلاق يكون بناءً على ماذا ؟.
الشيخ : بناءً على قوله تعالى { فسئلوا أهل الذكر } . أهـ

وقال أيضا رحمه الله في رده على البوطي العقلاني :
... فأقول : هيهات هيهات ، فقد ثبت لدينا من دراستنا لكتابه هذا أنه لا علم عنده أصلاً بطريقة تصحيح الأحاديث ، ونقد الأسانيد ، ولذا نرى أنه يجب على الدكتور وأمثاله تقليد أهل الاختصاص والمعرفة بذلك من علماء الحديث وأن يقتصروا على نقل أقوالهم تصحيحاً وتضعيفاً ، فإن لم يفعلوا ، ضلّوا وأضلّوا ، وقد مضت الأمثلة الكثيرة التي تشهد لـما قلنا . أهـ(9)

وهذا العلامة فالح الحربي يحكي عن أمر مهم له صلة بالموضوع :
( .. الناس ينقسمون إما أنه إنسان عالم وهذا العالم متعبد بما يؤدي إليه اجتهاده بعد استفراغ الوسع واعتقاد الحق في ذلك ، أو أنه طالب علم بعض الأشياء قد يدركها وبعضها قد لا يدركه ويرجع فيه إلى العلماء ، أو أنه جاهل وهذا على كل حال لابد من رجوعه إلى العلماء كما ألزمه الله في كتابه وألزمته سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وكما هو منهج أهل السنَّة والجماعة المؤصل على كتاب الله وعلى سنَّة رسوله ص، ولا ينبغي أن يقول شخص بأنني أنا لا أتبع للكتاب والسنَّة ولا أقلد وليس بصحيح هذا الكلام ، كون لا يوجد شخص يقلد هذا كلام سوء ، هذا كلام غير صحيح ، لما كنا شبابا نناقش الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كنا نقول له : يا شيخ ما يجوز التقليد ويجب سؤال العلماء !! ، فهو قال :إذا العالم سئل وأفتى كان من يسأله مقلدا له ، نقول : كيف يا شيخ ؟ ، قال : لأنه إذا سأله لو أعطاه الدليل والحجة التي هو يحتج بها لما أخذ الحكم ولما استطاع الوصول إليه لأنه ليس بعالم ، ولو كان أمر كذلك لما أمر الله بالرجوع إلى العلماء لأن العلماء يستنبطون ، وقد يكون وجه استنتاج الحكم من الدليل خفيا بحيث يستنتجه العالم بعد استفراغ الوسع والاجتهاد يُرجح ما يفتي به ويعتقد أنه هو الصواب ، وهذا السائل لا يستطيع إلى ذلك سبيلا لأنه جاهل ، فهل يقول أحد بأن هذا الذي سأله وأخذ بكلامه وباستنتاجه أنه ليس مقلدا له ، نقول لا يا شيخ قد لا يقلد .. الحقيقة لا ينبغي أن يكون هناك اختلاف ، ولذلك لا يجوز ولا يسوغ بحال أن يقول هذا الشخص وأمثاله بأننا لا نأخذ كلام العلماء ولا نقلد العلماء ، بل يجب عليك أن تأخذ بفتوى العالم وإذا كنت لست عالما ولست أهلا لاستخراج الحكم واستبيانه من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم من الحجة الشرعية فلا بد رغم الأنف الرجوع إلى العلماء ، وأن هذا هو فرضك وإن لم تفعل فأنت آثم ، وليس معنى هذا أنه إذا بان لك خطأ العالم أنك تتبعه ، وأيضا لو أفتاك بغير علم في المسألة وأفتاك وهو مخطئ فلا إثم عليك ، ولكن لو أنك اعتمدت على فهمك وعلى فهم من هو على شاكلتك من الجهال ومن المبتدئة لَمَا برئت الذمة ، فينبغي أن يتأمل في هذا الأمر .(10) اهـ

الحواشي :

(1) شريط رقم 331/1 من ( سلسلة الهدى والنور ) ، تسجيلات الرغائب والنفائس ، القبة - الجزائر .
(2) طبعا لمن هو أهل لإدراك الدليل وفهمه !! ، وإلا فمهمة المسلم كما أمره ربه عز وجل هو سؤال أهل الذكر وإتباعهم .
(3) يقصد العامي .
(4) سورة النحل ، الآية 43 .
(5) شريط ( التقليد والإتباع نهاية الوجه الثاني ) .
(6) سلسلة ( رحلة النور ، الوجه الثاني من شريط 23 ) .
(7) صيغة السؤال هي : كيف يَعرف الموثق عدالة الراوي مع عدم إدراكه ؟ .
(8) شريط رقم 27 من ( سلسلة فتاوى جدة ) .
(9) كتاب ( الرد على جهالات البوطي في فقه السيرة ، ص11 ) ، نسخة المكتبة الإلكترونية لشبكة سحاب السلفية .
(10) مادة صوتية نشرت في شبكة سحاب السلفية بتاريخ : 6-7-2002 ميلادي .

أبوالمجد
06-02-2004, 02:39 PM
جزاك الله خير موضوع قيم

خليل النابي
06-02-2004, 03:00 PM
جزاكم الله خير جمع موفق
[line]




أقول بعض الناس يطعن بالشيخ فالح الحربي فما قولكم؟

فاجاب الشيخ/ ربيع المدخلي حفظه الله:

والله أنا ارى أن لايطعن بالشيخ فالح الا مبتدع
سلفي قح وغيور على دين الله وماعنده بدع ولايروج البدع ماعرفنا منه الا النصح ولكن أهل الفتن وأهل الشر والبدع والاهواء يكثرون الكلام فيه كما يكثرون الكلام في غيره فليس الشيخ فالح الوحيد هو الضحيه ...............استمع الى الكلام بالمقطع التالي

http://www.sahab.net/up/3801/rbeea.rm

همام مسعود
06-02-2004, 03:51 PM
جزاك الله كل خير ، لقد أثلجت صدور أهل السنة بهذه النقول.

الأخ خليل النابي جزاك الله خيرا... لكن الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" لو لم تكن لي في القلوب مهابة لم تكثر الأعداء فيّ وتقدح".

منصور الإبراهيمي
06-02-2004, 05:20 PM
رحم الله هذا الشيخ رحمة واسعة فلقد أفاد وأجاد .

محمد باموسى
06-03-2004, 04:59 AM
إجابات العلامة عبيد الجابري حفظه الله علي أسئلة الشباب السلفي من المغرب الاسلامي** اللقاء الثالث
من شريط ضوابط التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل
تفريغ [ أبو عبد الله القسنطيني ]

الطالب: جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم، هذا سائل يسأل ويقول: نودّ التفريق بين التقليد المذموم عند أهل العلم والتقليد الذي يدندن حوله أبو الحسن وأتباعه؟
الشيخ: التقليد في اللغة: مَن قلّد الشيء ،من تقلد الشيء يتقلده إذا وضعه في رقبته، ويقال: قلّد غيره قلادة: إذا وضع القلادة في رقبته. وأما في اصطلاح أهل العلم فإنه« قبول قول من ليس قوله حجة من غير معرفة دليله»، وبهذا يجب التفطن إلى ما تضمنّه التعريف من قيود، فقوله: قبول من ليس قوله حجة من غير معرفة دليله هذا قيدان.
القيد الأول:" قبول من ليس قوله حجة": هذا مُخْرِج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قوله حجة، فإذا قيل لك: قال رسول الله، لا يجوز أن تسأل عن الدليل ،قوله حجة، لكن لك –إن استغربتَ- أن تسأل عن صحة الحديث ،وكذلك الإجماع فإذا انعقد الإجماع من أهله في عصر من العصور وجب قبوله إلى يوم القيامة ولا يجوز نقضه، فإن الإجماع حجة بنفسه سواء عرف دليله أم لم يعرف، ومن الإجماع من قام عليه الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة، ومن الإجماع ما استند على حديث ضعيف فقوي به الحديث، ومن الإجماعات ما لم يُعرف دليله لكنه انعقد عليه قول الأئمة، ولهذا يعرِّفون الإجماع فيقولون« هو اتفاق المجتهدين، اتفاق جميع العلماء المجتهدين من أئمة محمد صلى الله عليه وسلم في عصر من العصور بعد وفاته على أمر ديني»، هذا هو الإجماع، وهنا أنبه إلى أن كل فن المعتبر فيه إجماع أهله، فالقضايا الحديثية المعتبَر فيها ليس قول الفقهاء، ولا قول المؤرخين ولا قول علماء العربية، المعتبر فيها من؟ إجماع من؟ المحدثين، لأنها قضية حديثية، القاعدة الأصولية يُعتبَر فيها إجماع أهل الأصول، والقضية التاريخية يعتبَر فيها إجماع علماء التاريخ العارفين بالغزوات، فمثلا حين يُجمِع المؤرخون من علماء الإسلام على أن غزوة الخندق سنة أربعة من الهجرة، لا يحتاج إلى بحث، يكفي أهل الفن وكما يعبّرون أهل الاختصاص كفونا هذا، كذلك لو أجمعوا على أن عمرة القضاء في سنة سبع، كفانا، وهكذا.
القيد الثاني: انظروا،" قبول قول من ليس قوله حجة من غير معرفة دليله" هذا يخرج قول العالم الذي عُرِف دليله، فإن قبول قوله مع دليله ليس بالتقليد بل هو ماذا؟ اتباع، بل هو اتباع، تفطنوا، ومن هنا نقول:
-أولا: الفرق بين التقليد والاتباع، فإن التقليد هو قبول القول من غير معرفة للدليل، تسليم ،هكذا، من غير معرفة دليله، وأما الاتباع فهو قبول القول الذي يسنده الدليل.
-ثانيا: تقسيم الناس من حيث التقليد وعدمه، وإن شئت فقل من حيث جواز التقليد وعدم جوازه، فالناس في هذا الباب صنفان:
*صنف يسوغ له التقليد بل قد يجب عليه وهذا هو العامي، وكذلك المتعلم الذي ليس عنده قدرة على الاجتهاد، ويقول بعض أهل العلم: حتى العالم المجتهد الذي قصُر باعُه عن تقليد هذه المسألة بعد أن يستفرغ وسعه ويبذل جُهده أو جَهده فإنه يسوغ له تقليد من مضى قبله من الأئمة، وأذكر هنا مثالا في قضية الاسم: هل هو مسمى أو شيء أو غيره؟ هو أن الطبري رحمه الله وهو من هو في الإمامة وجلالة القدر والسابقة في الفضل قال في هذه القضية: «ليس عندي إلا من في قوله الغنى والشفاء» –يعني الإمام أحمد رحمه الله- قلده، قلده.
وفي الجرح والتعديل فإن العلماء يقلدون من سبقهم: وثّـقه اين معين وثّـقه فلان، وثقه فلان، إذا لم يعرف لهم مخالف، فإذا عرف المخالف نظر –كما قدمنا- في الدليل.
*الصنف الثاني: من يحرم عليه التقليد ولا يسوغ له بحال، وهو العالم المجتهد الذي يستطيع أن يستفرغ الوسع بالنظر في الأدلة وصولا إلى الحكم الشرعي، إما على سبيل القطع باليقين، أو على سبيل الظن بالـ… فإنه يطلب منه الاجتهاد والنظر في الأدلة، وبهذا تعلمون أن من يَنهى عن التقليد مطلقا أحد رجلين لا ثالث لهما:
-إما أنه جاهل سمع الناس يدندنون في ذم التقليد فقال مثلما يقول الناس.
-أو صاحب هوى، وهو قائدٌ مَنْ يسمع قوله إلى قبوله هو، إلى قبول قوله هو فقط،( شيخنا قال)، وهذا هو التعصب المذموم وهو التقليد المذموم، فالتقليد المذموم هو تعصب، وهذا هو الذي يدعو إليه ذلكم الرجل الذي ينهى عن التقليد على سبيل الإطلاق، طلاب في باكورة الطلب لا يعرفون اتباعا ولا تقليدا، يُشيع فيهم وينفخ فيهم: نحن لا نقلد، لا نقلد أحدا هذا ليس من سياسة السلف ولا من فقه السلف، فإن العالم السلفي هو الذي يعلِّم الناس السنة، وإذا كانت المسألة فيها خلاف فإنه يعرض الأقوال، ويعرض أدلتها ويرجِّح ما يراه راجحا، نعم.ا.هـ

منصور الإبراهيمي
06-03-2004, 11:06 AM
جزاكم الله خيراً يا أثريّون .

أخي شكيب الأثري + محمد باموسى بارك الله فيكم .

قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله فيما نقله عنه ( باموسى ) :
وبهذا تعلمون أن من يَنهى عن التقليد مطلقا أحد رجلين لا ثالث لهما:
-إما أنه جاهل سمع الناس يدندنون في ذم التقليد فقال مثلما يقول الناس.
-أو صاحب هوى، وهو قائدٌ مَنْ يسمع قوله إلى قبوله هو، إلى قبول قوله هو فقط،( شيخنا قال)، وهذا هو التعصب المذموم وهو التقليد المذموم، فالتقليد المذموم هو تعصب، وهذا هو الذي يدعو إليه ذلكم الرجل الذي ينهى عن التقليد على سبيل الإطلاق، طلاب في باكورة الطلب لا يعرفون اتباعا ولا تقليدا، يُشيع فيهم وينفخ فيهم: نحن لا نقلد، لا نقلد أحدا هذا ليس من سياسة السلف ولا من فقه السلف، فإن العالم السلفي هو الذي يعلِّم الناس السنة، وإذا كانت المسألة فيها خلاف فإنه يعرض الأقوال، ويعرض أدلتها ويرجِّح ما يراه راجحا، نعم.ا.هـ

وهذا فيه ردُّ على الشباب الطائش الذي يقول ( نحن رجال وهم رجال ) ويظنون أنهم بلغوا من العلم ما بلغوا وهم تزببوا قبل أن يتحصرمُ .

وضاح اليعمري
06-03-2004, 11:13 AM
نقلت هذا عن أبي مالك العدني جزاه الله خيراً .

---------------
والأن سنسمع سوية قنبلة

من نوع خاص

تحمل شعار

العلامة السلفي والمحدث التقي والأصولي الأثري

محمد صالح العثيمين

صاحب الصولات والجولات

صاحب العلم والأصول

صاحب التواضع والورع

صاحب الرجوع إلى الحق

لا إله إلا الله

عاش سلفياً

ومات أثرياً

وحتى لا نطيل

قال العثيمين :

أنا أقول بصراحة أن علم الحديث تقليد

نحن نقلد في الواقع

http://www.sahab.fm/fm/hadith/othaymen/othemeen-takleed.asf

الحفظ : http://www.sahab.fm/fm/hadith/othaymen/othemeen-takleed.asf

شكيب الأثري
06-03-2004, 10:46 PM
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :
... إلى غير ذلك من أنواع المعارضات سواء كان المعارض مصيبا أو مخطئا . فهذه الأسباب العشرة ظاهرة وفي كثير من الأحاديث يجوز أن يكون للعالم حجة في ترك العمل بالحديث لم نطلع نحن عليها ؛
[[[ فإن مدارك العلم واسعة ولم نطلع نحن على جميع ما في بواطن العلماء والعالم قد يبدي حجته وقد لا يبديها وإذا أبداها فقد تبلغنا وقد لا تبلغ وإذا بلغتنا فقد ندرك موضع احتجاجه وقد لا ندركه سواء كانت الحجة صوابا في نفس الأمر أم لا ...]]]
من رفع الملام عن الأئمة ألأعلام

همام مسعود
06-04-2004, 07:19 PM
قال الإمـــــــــــام المحـــــــــدث الألباني رحمه الله :

(... إلاّ أنّ هذه البلاد(يعني بلاد الحرمين) ،أصيبت بنفسة وهي ما أشرت إليه آنفاً حيث إنّ بعضهم ما وقف عند الوسط بل عرفوا شيئاً وجهلوا شيئاً ، فترى الرجل العاميّ الذي لايفهم شيئاً ، إذا سَئل العالم عن مسألة ، ما حكمها ؟ سواءً ا آكان الجواب نفياً ومنعاً بادر بمطالبته ما الدليل؟ ، وليس بإمكان ذاك العالم – أحياناً – إقامة الدليل خاصة إذا كان الدليل مستنبطاً ومقتبساً إقتباساً ، وليس منصوصاً عليه في الكتاب والسنة حتى تورد الدليل ، ففي هذه المسألة لا ينبغي على السائل ، أن يتعمق ويقول: ما الدليل ؟ ويجب أن يغرف نفسه هل هو من أهل الدليل أم لا ، هل عنده مشاركة في معرفة العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ وهو لا يفقه شيئاً من هذا ، فهل يفيده قوله: ما هو الدليل ؟ وعلى ماذا ؟ ولذلك نحن نقول في بعض الأحيان ليس كلُّ مسألة يفصل عليها الدليل تفصيلاً يفهمه كل مسلم سواءًا آكان عامياً أم أُمياً أو كان طالب علم ،وليس هذا في كل المسائل لذلك قال الله تعالى :{ فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ومن التطرف الذي أشرت إليه آنفاً وصار أجهل الناس بسببه يرفض الدليل أنَّ كثيراً من المنتمين إلى دعوة إلى الكتاب والسنة يتوهمون أنّ العالم إذا سئل عن مسألة يجب أن يقرن جوابه بقال الله ، قال رسوله ، أقول: هذا ليس بواجب ، وهذا من فوائد الإنتماء إلى منهج السلف الصالح وسيرهم رضي الله عنهم وفتاواهم دليل عمليٌ على ماقلته ، وعليه فإن ذكر الدليل واجب حينما يقتضيه واقع الأمر لكن ليس الواجب عليه ، كلما سُئل سُؤَالا ، أن يقول قال الله تعالى كذا أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا بخاصة إذا كانت المسألة من دقائق المسائل الفقهية المختلف فيها وقوله تعالى:{ فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } هو أولاً على الإطلاق فما عليك إلا أن تسئل من تظن أنه من أهل العلم فإذا سمعت الجواب فعليك بالإتباع إلاّ إذا كانت عندك شبهة سمعتها من عالم آخر لا بأس أن توردها فحينئذ من الواجب على العالم أن يسعى بما عنده من العلم لإزالة الشبهة التي عرضت لهذا السائل )آهـ.

أنظر: (الفتاوى المهمة لنساء الأمة)،(ص289/299).

شكيب الأثري
06-04-2004, 10:17 PM
وقال الإمام الألباني -رحمه الله- :
لا أعلم دليلا على تحريم التقليد بل التقليد لا بد منه لمن لا علم عنده ، وقد قال الله تعالى : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) فهذه الآية جعلت المسلمين من العلم العلم قسمين :
1/ عالم وأوجب عليه أن يجيب السائل
2/ غير عالم و أوجب عليه أن يسأل العالم
فلو كان رجلا من عامة الناس جاء لعالم فسأله فأجابه العالم فقد طبق هذا الرجل هذه الآية ...
( سؤال رقم 32 من فتاوى المدينة )

أبوالمجد
06-05-2004, 11:37 PM
جزاكم الله خيرا ووفقكم الله لما يحب ويرضا وبارك الله فيكم ونفع بكم

شكيب الأثري
06-06-2004, 12:04 PM
للرفـــــــــــــــع

شكيب الأثري
06-07-2004, 10:20 AM
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :

(( ومن زعم أنه لا يرى التقليد ، ولا يقلد دينه أحداً : فهو فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما يريد بذلك إبطال الأثر ، وتعطيل العلم والسنة ، والتفرد بالراي ، والكلام ، والبدعة ، والخلاف )) طبقات الحنابله 1/ 31 .

ميرزا حسن
06-08-2004, 09:33 AM
والله إنها لدرر فعلاُ أستفدت وأستفاد غيري كثير من هذه الكتابات فهي صاعه على رؤوس أهل الضلال

أبوالمجد
06-10-2004, 12:40 AM
جزاك الله خيرا اخونا شكيب ونرجو منك المزيد...

منصور الإبراهيمي
06-11-2004, 05:54 AM
نقل الإمام أبي شامة المقدسي رحمه الله عن الشهاب القرافي المالكي في الذخيرة ص 132 طبعة وزراة الكويت: (( قاعدة )) :

انعقد الإجماع على أن من أسلم فله أن يقلد من شاء من العلماء بغير حجر .

وأجمع الصحابة - رضوان الله عليهم - على أن من استفتى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قلدهما , فله أن يستفتي أبا هريرة , ومعاذ بن جبل , وغيرهما , ويعمل بقولهما من غير نكير , فمن ادعى رفع هذين الإجماعين فعليه الدليل )) ( المؤمل ص 27 )

قال التاج الفزاري الفقيه الشافعي المعروف : (( عجبت من أبي شامة كيف قلّد الشافعي )) يريد أنه بلغ رتبة الإجتهاد , ومع ذلك استمّر على الانتساب للإمام الشافعي )) . ( المؤمل ص 34-35 )

وللفائدة فإن أبا شامة المقدسي رحمه الله من أئمة الشافعية , قال ابن ناصر الدين : (( كان شيخ القرّاء , وحافظ العلماء , حافظ ثقة , علامة مجتهد ))

قال الذهبي رحمه الله : (( كان مع براعته في العلوم متواضعاً , تاركاً للتكلف ثقة ))

منقول من كتاب ( مختصر المؤمَّل في الرد إلى الأمر الأول ) لأبي شامة المقدسي المتوفى سنة 599-665هـ / تخريج صلاح الدين مقبول أحمد . طبعة غراس الثانية

عون
06-11-2004, 04:48 PM
صدق انه درر بارك الله فيك

همام مسعود
06-14-2004, 08:34 PM
كلام العلامة ابن القيم من كتابه إعلام الموقعين بشيء من التصرف قال رحمه الله :

(( ذكر تفصيل القول في التقليد وانقسامه إلى :


- ما يحرم القول فيه والإفتاء به .

- وإلى ما يجب المصير إليه .

- وإلى ما يسوغ من غير إيجاب.

فأما النوع الأول فهو ثلاثة أنواع :

أحدها : الإعراض عما أنزل الله وعدم الإلتنفات إليه اكتفاء بتقليد الآباء .

الثاني : تقليد من لا يعلم المقلد أنه أهل لأن يؤخذ بقوله .

الثالث : التقليد بعد قيام الحجة وظهور الدليل على خلاف قول المقلد .

والفرق بين هذا وبين النوع الأول أن الأول قلد قبل تمكنه من العلم والحجة وهذا قلد بعد ظهور الحجة له فهو أولى بالذم ومعصية الله ورسوله .

وقد ذم الله سبحانه هذه الأنواع الثلاثة من التقليد في غير موضع من كتابه كما في قوله تعالى : ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ )) .... وهذا في القرآن كثير يذم فيه من أعرض عما أنزله وقنع بتقليد الآباء ، فإن قيل إنما ذم من قلد الكفار وآباءه الذين لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ولم يذم من قلد العلماء المهتدين بل قد أمر بسؤال أهل الذكر وهم أهل العلم وذلك تقليد لهم فقال تعالى ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهذا أمر لمن لا يعلم بتقليد من يعلم ؟! .

فالجواب أنه سبحانه ذم من أعرض عما أنزله إلى تقليد الآباء وهذا القدر من التقليد هو مما اتفق السلف والأئمة الأربعة على ذمه وتحريمه وأما تقليد من بذل جهده في اتباع ما أنزل الله وخفي عليه بعضه فقلد فيه من هو أعلم منه فهذا محمود غير مذموم ومأجور غير مأزور كما سيأتي بيانه عند ذكر التقليد الواجب والسائغ إن شاء الله .

... وقال تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ) ولا وليجة أعظم ممن جعل رجلا بعينه مختارا على كلام الله وكلام رسوله وكلام سائر الأمة يقدمه على ذلك كله ويعرض كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة على قوله فما وافقه منها قبله لموافقته لقوله وما خلفه منها تلطف في رده وتطلب له وجوه الحيل فإن لم تكن هذه وليجة فلا ندري ما الوليجة . ... والمصنفون في السنة جمعوا بين فساد التقليد وإبطاله وبيان زلة العالم ليبينوا بذلك فساد التقليد وأن العالم قد يزل ولا بد إذ ليس بمعصوم فلا يجوز قبول كل ما يقوله وينزل قوله منزلة قول المعصوم فهذا الذي ذمه كل عالم على وجه الأرض وحرموه وذموا أهله وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم فإنهم يقلدون العالم فيما زل فيه وفيما لم يزل فيه وليس لهم تمييز بين ذلك فيأخذون الدين بالخطأ ولا بد فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ويشرعون ما لم يشرع ولا بد لهم من ذلك إذ كانت العصمة منتفية عمن قلدوه فالخطأ واقع منه ولا بد ) اهـ . ( أنظر في ((الإقناع)) للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله فقد أحال إليه)).

قال العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله تعالى :

(( المثال الأول: مذهب الإمامية في وجوب اتباع الإمام المعصوم -في زعمهم- وإن خالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فحكّموا الرجال على الشريعة.

المثال الثاني: تقليد بعض متعصبي المذاهب لمذهب إمام بعينه، ويزعمون أن آراء إمامهم هي الشريعة، بحيث يأنفون أن تنسب إلى أحد من العلماء فضيلة دون إمامهم.

المثال الثالث: مذهب جماعة من المتأخرين ممن يزعم التخلق بخلق أهل التصوف المتقدمين، يعمدون إلى ما نقل عنهم في الكتب من الأحوال أو الأقوال الصادرة عنهم، فيتخذونها دينًا وشريعة لأهل الطريقة، مع كونها مخالفة للنصوص الشرعية.

المثال الرابع: تحكيم المقلِّدين لبعض الشيوخ الذين جعلوهم في أعلى درجات الكمال، ونسبوا إليهم ما ارتكبوه من الخطأ، وردّوا جميع ما نُقل عمن سبقهم مما هو الحق والصواب.

المثال الخامس: مذهب أهل التحسين والتقبيح العقليين من المعتزلة، وحاصله تحكيم عقول الرجال دون الشرع، وهو أصل من الأصول عندهم، بحيث إذا وافق الشرع عقولهم وأهواءهم قبلوه، وإلا ردّوه [انظر الاعتصام جـ 2 ص 347 وما بعدها . ]. )) اهـ

وكذلك لم تتطرق يا شيخ ولم تذكر تقليد العامي ومن في حكمه وكان الواجب عليك أن تفصل لأنك تنتقد الإجمال والإيهام ، قال العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله : (( وفي حكم التقليد للعامي ومن في حكمه مذاهب .

المذهب الأول : لجمهور العلماء: بل هو شبه إجماع أن التقليد واجب على العامة ومن في حكمهم. قال ابن عبد البر في كتابه " جامع بيان العلم وفضله ": "العامة لا بد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنـزل بها؛ لأنها لا تتبين موقع الحجة، ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك؛ لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة"، ثم قال: "ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقوله عز وجل ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) [ سورة النحل : 43 ].

وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره، ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه، فكذلك مَن لا علم له ولا بصر، بمعنى ما يدين به، لا بد من تقليد عالمه ا. هـ [انظر الجامع جـ 2 ص 140 ] .

وقال ابن قدامة في روضة الناظر: " وأما التقليد في الفروع فهو جائز إجماعًا"، ثم قال: "فلهذا جاز التقليد فيها، بل وجب على العامي ذلك " ا. هـ [انظر الروضة ص 206 .].

وقال الشاطبي في الاعتصام: " الثاني: أن يكون مقلِّدًا صرفًا خليًا من العلم الحاكم جملة، فلا بد له من قائد يقوده، وحاكم يحكم عليه، وعالم يقتدي به ا. هـ [انظر الاعتصام جـ2 ص 343 .] .

وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: " وأما الفروع فإنها لما كثرت حوادثها، واعتاص على العامي عرفانها، وقرب لها أمر الخطأ فيها؛ كان أصلح ما يفعله العامي التقليد فيها لمن قد سير ونظر " ا. هـ [انظر تلبيس إبليس ص 79 .].

وقال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر في رسالة الاجتهاد والتقليد: " وبالجملة فالعامي الذي ليس له من العلم حظّ ولا نصيب فرضه التقليد " ا. هـ.

وقال أيضًا: " من كان من العوام الذين لا معرفة لهم بالفقه والحديث، ولا ينظرون في كلام العلماء، فهؤلاء لهم التقليد بغير خلاف، بل حكى غير واحد إجماع العلماء على ذلك " ا. هـ [ انظر مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ، رسالة الاجتهاد والتقليد جـ2 ص 7 و ص 21 و ص 6 .] .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وتقليد العاجز عن الاستدلال للعالم يجوز [المراد بالجواز الإذن له فيه . ] عند الجمهور [انظر مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 19 ص 262 .] .

المذهب الثاني: أن التقليد يحرم على العامة، ويلزمهم النظر في الدليل، ويجب الاجتهاد على كل عاقل مطلقًا، في الأصول وفي الفروع، وإلى هذا ذهب بعض القدرية وابن حزم.

المذهب الثالث: أن التقليد واجب على العامة، ولكنه خاص بالإمام المعصوم، وهذا مذهب الإمامية [أقوال الإمامية وخلافهم لا يعول عليها عند أهل الحق؛ إذ أنهم ليسوا أهلًا لذلك . والإمامية هم القائلون بإمامة اثني عشر إمامًا من نسل الحسين بن علي، وكلهم معصومون عندهم ، والإمامية هم الرافضة .] . )) اهـ بشيء من التصرف من كتابه ( التقليد والإفتاء والإستفتاء )

(منقول)

عبيد الأثري
07-04-2004, 07:02 PM
والله إنها لدرر ..

رحم الله الالباني والعثيمين

وحفظ الفوزان .

همام مسعود
07-06-2004, 07:04 PM
للرفع ، وأنبه أن الكلام الذي نقلته هنا للشيخ صالح الفوزان حفظه الله في مسألة التقليد هو للشيخ الألباني رحمه الله، فأعتذر للإخوة جزاهم الله خيرا ووفقهم لكل خير.

السهم
08-22-2004, 12:57 AM
جزاك الله خيرا أخي شكيب ورحم الله الشيخ الإمام على الخير العميم الذي تركه لأهل الإسلام عامة ولأهل السنة خاصة , ورد كيد الأعادي عن عرضه .

منصور الإبراهيمي
09-10-2004, 12:01 AM
للرفع رفع الله قدر الحق ودعاته عالياً ..

شكيب الأثري
11-19-2004, 08:02 PM
للرفــــــــــــــــع

عبيد الأثري
11-21-2004, 09:53 PM
قال العثيمين رحمه الله ص61:

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( إن التقليد بمنزلة أكل الميتة فإذا استطاع أن يستخرج الدليل بنفسه فلا يحل له التقليد ).

وقال ابن لقيم رحمه الله في النونية:

العلم معرفة الهدى بدليله ### وماذا والتقليد يستويان
والتقليد يكون في موضعين:
الأول: أن يكون المقلَّد عامياً لا يستطيع معرفة الحكم بنفسه ففرضه التقليد, لقوله تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).

ويقلد أفضل مَن يجده علماً وورعاً, فإن تساوى عنده اثنان خيَّر بينهما.

الثاني: أن يقع للمجتهد حادثة تقتضي الفورية يتمكن من النظر فيها فيجوز له التقليد حينئذ.

والتقليد نوعان: عام وخاص.
فالعام:
أن يلزم مذهباً معيناً يأخذ برخصه وعزائمه في جميع أمور دينه.
وقد اختلف العلماء فيه:
فمنهم: مَن حكى وجوبه لتعذر الاجتهاد في المتأخرين.
ومنهم مَن حكى تحريمه لما فيه من الالتزام المطلق لاتباع غير النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( إن في القول بوجوب طاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمره ونهيه هو خلاف الإجماع, وجوازه ما فيه).
والخاص:
أن يأخذ بقول معين في قضية معينة, فهذا جائز إذا عجز عن معرفة الحق بالاجتهاد سواءً عجز عجزاً حقيقياً أو استطاع ذلك مع المشقة العظيمة.انتهى

من شرح الأصول الستة ( ص61-62 ) للعلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله الطبعة الأولى1423- 2003م لمكتبة عبدالمصور محمد عبدالله.

شكيب الأثري
02-05-2005, 12:31 PM
للرفـــــــــــــــــع

شكيب الأثري
04-13-2006, 03:45 PM
للرفـــــــــــــع

الاثري83
09-05-2007, 12:15 AM
الادلة الدالة على جواز التقليد للعلامة عبد العزيز الراجحي - حفظه الله - من موقعه.
- ملاحظة :لاكمال متابعة الادلة يرجى الضغط على علامة "التالي " في الاسفل . والله الموفق.
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&page=Takleed-Efta00014.Htm&docid=12

الاثري83
10-06-2007, 10:56 PM
وهذا تفصيل ماتع من العلامة صالح الفوزان حفظه الله للتقليد.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=2505

بن حمد الأثري
05-12-2008, 11:16 PM
قال الإمام الألباني رحمه الله في رده على البوطي العقلاني :
( ... فأقول : هيهات هيهات ، فقد ثبت لدينا من دراستنا لكتابه هذا أنه لا علم عنده أصلاً بطريقة تصحيح الأحاديث ، ونقد الأسانيد ، ولذا نرى أنه يجب على الدكتور وأمثاله تقليد أهل الاختصاص والمعرفة بذلك من علماء الحديث وأن يقتصروا على نقل أقوالهم تصحيحاً وتضعيفاً ، فإن لم يفعلوا ، ضلّوا وأضلّوا ، وقد مضت الأمثلة الكثيرة التي تشهد لـما قلنا . أهـ
والشاهد قوله : (يجب على الدكتور وأمثاله تقليد أهل الاختصاص والمعرف) .
فرحمه الله وغفر له .

بن حمد الأثري
07-19-2011, 10:51 PM
قال الشيخ الألباني : فإذن ننكر التدين بالتقليد ولا ننكر التقليد كضرورة لا بد أن يصير إليها أكبر عالم في الدنيا ، أكبر عالم في الدنيا لا يستطيع أن ينجو من التقليد ، لأننا إذا سألنا عالـما عن مسألة ما فيها دقة ، لا شك أن هذا العالم حينما يسأل عن مثل هذه المسألة الدقيقة عقله الباطني يعمل أحسن من الكمبيوتر الذي وصل إليه البشر اليوم ، في لحظات مثل البرق يستحضر الآيات والأحاديث التي تدندن حول ما سئل فيخرج بجواب ، هذه الصورة السريعة التي جالت في ذهن هذا العالم المسئول لا يستطيع أن يظهرها على الشاشة مجسدة واضحة المعالم لجميع الناس حتى العامة فيقتنعون تماما ويتبعون هذا الإمام إتباعًا على بصيرة وبينة .. لا ! ، ليس هنا إلا أن يقول العالم الفلاني قال كذا ونحن مأمورون بإتباعه ، ألا تشعرون معي أنه في الإسلام مثل هذه المسائل الدقيقة !! ، ولابد .
إذن فما واجب العامة : أن يقولوا سألنا فلانا فأجابنا بكذا ، ونحن نعتقد أنه رجـل عـالم فـاضل .. و .. الخ ، لكن إذا بَدَى لهذا السائل أن هذا جواب خطأ ما يتشبث به ، لأنه ليس مقلدا متدينا بالتقليد كما يفعل جماهير الناس ، لعل في هذا نهاية الجواب . أهـ

كلام قوي جدا جدا مفحم والله على ضلالات المدخلي في هذا الباب ، وما أتاه هذا الإنحراف المتفرع المتشعب إلا أنه بقوة يريد يجعل الطعن في أهل البدع هو نفسه باب وقواعد الطعن في الرواة ، فأتى بالعجائب في هذه الفتنة ثم تطور أمره في التقليد وتوسع وأتى بالهراء العجيب .... خاب من اتخذ المدخلي إماما خاب وخسر

علي الصنعاني
07-19-2011, 11:10 PM
رحمة الله على الشيخ الإمام العلم أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني و جعله في أعلى عليين و أسكنه الفردوس الأعلى و أعلى منزلته بين أهل الخير و الفضل من العالمين، كلام حق حق حق، لن يسلم عالم مهما بلغ شأنه و شأوه من التقليد و لو في بعض المسائل.

12d8c7a34f47c2e9d3==