المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أصابك ضيق مالي أو ضر أمني ..؟؟؟؟


كيف حالك ؟

أم عمر
06-01-2004, 03:43 PM
أيها المسلمون ،،

إن ما أصاب الناس من ضر وضيق مالي ، أو من ضر وضيق أمني فرديا كان أو جماعيا ، فبسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله عز وجل ، ونسيانهم شريعة الله ، والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق وكان أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم وكان أعلم بمصالحهم من أنفسهم ، يقول الله عز وجل مبينا ذلك في كتابه حتى نحذر وحتى نتبين يقول جل وعلا : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) الشورى:30 . ويقول تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) النساء:79 .

ما أصابنا من حسنة من الخيرات والنعم والأمن فإنه من الله ، هو الذي تفضل به أولا وآخرا .. هو الذي تفضل علينا فقمنا بأسبابه .. وهو الذي تفضل به علينا فأسبغه علينا .

أما ما أصابنا من سيئات ، من قحط وخوف وغير ذلك مما يسوؤنا فإن ذلك من أنفسنا نحن . أسبابه نحن الذين ظلمنا أنفسنا وأوقعناها في الهلاك .

إن كثيرا من الناس اليوم يعزون المصائب التي يصابون بها سواء كانت المصائب مالية اقتصادية ، أو أمنية سياسية ، يعزون هذه المصائب إلى أسباب مادية بحتة .. إلى أسباب سياسية أو أسباب مالية أو أسباب حدودية ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم ، وضعف إيمانهم وغفلتهم عن تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله إن وراء هذه الأسباب أسبابا شرعية . أسبابا لهذه المصائب أقوى وأعظم وأشد تأثيرا من المصائب المادية . لكن قد تكون الأسباب المادية وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات . قال الله عز وجل : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الروم:41.


أيها الناس .. أيها المسلمون .. يا أمة محمد اشكروا نعمة الله عليكم بما أنعم عليكم من هذه النعمة التي ستسمعونها إنكم يا أمة محمد أفضل الأمم وأكرمها على الله عز وجل .. إن الله لم يجعل عقوبة هذه الأمة على معاصيها وذنوبها كعقوبة الأمم السابقة لم يجعلها بالهلاك العام المدمر للأمة كما حصل لعاد حين أهلكوا بالريح العاتية : ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ) الحاقة:7-8 .
لم يجعلها كعقوبة ثمود الذين أخذتهم الصيحة والرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين .. لم تكن كعقوبة قوم لوط الذين أرسل الله عليهم حاصبا من السماء فجعل الله ديارهم عاليها سافلها .

إن الله بحكمته ورحمته لهذه الأمة جعل عقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم أن يسلط بعضهم على بعض فيهلك بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا قال الله عز وجل : ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ) الأنعام:65-67 .

وقد أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره أحاديث عديدة تتعلق بالآية الأولى فمنها ما أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : لما نزلت هذه الآية : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بوجهك .. أو من تحت أرجلكم " قال النبي صلى اله عليه وسلم : " أعوذ بوجهك .. أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض " قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذه أهون أو أيسر " .

وما أخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : " أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين فصلينا معه فناجى ربه عز وجل طويلا ثم قال : " سألت ربي ثلاثا .. سألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته ألا يهلك أمتي بالسنة يعني بالجدب كما حصل لآل فرعون فأعطانيها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها "


أيها المسلمون إنكم تؤمنون بهذه الآيات وتؤمنون بهذه الأحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلِمَ لا تفكرون فيها .. لماذا لا تعزون هذه المصائب التي تحصل إلى تقصير في دينكم حتى ترجعوا إلى ربكم وتنقذوا أنفسكم من أسباب الهلاك المدمرة .. فاتقوا الله عباد الله وانظروا في أمركم وتوبوا إلى ربكم وصححوا إليه مسيرتكم واعلموا أن هذه العقوبات التي تنزل بكم أيها الأمة وهذه الفتن التي تحل بكم إنما هي من أنفسكم وبذنوبكم فأحدثوا لكل عقوبة توبة ورجوعا إلى الله واستعيذوا بالله تعالى من الفتن .. الفتن المادية التي تكون في النفوس بالقتل والجرح والتشريد وبالأموال بالنقص والدمار والفتن الدينية التي تكون في القلوب بالشبهات والشهوات التي تصد الأمة عن دين الله وتبعدها عن نهج سلفها وتعصب بها إلى الهاوية فإن فتن القلوب أعظم وأشد وأسوأ من فتن الدنيا لأن فتن الدنيا إذا وقعت لم يكن فيها إلا خسارة الدنيا .. والدنيا سوف تزول إن عاجلا وإن آجلا … أما فتن الدين فإن بها خسارة الدنيا والآخرة .
( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )


اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المعتبرين بآياتك المتعظين عند نزول عقوباتك .
اللهم اجعلنا من المؤمنين حقا الذين يعزون ما أصابهم إلى أسبابه الشرعية التي بينتها في كتابك وعلى لسان رسولك صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق الأمة الإسلامية وولاتها رجوعا إليك .. رجوعا حقيقيا في الظاهر والباطن في القول والفعل حتى تصلح الأمة .



للعلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ،، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى .

نميره
06-02-2004, 01:42 AM
بارك الله فيك

السلفيه
06-02-2004, 06:43 PM
بارك الله فيك

أم عمر
06-04-2004, 12:40 PM
وفيكما بارك الله ونفع بكما

ديما
06-06-2004, 02:39 AM
بارك الله فيك

http://www.simplycharmingdecor.com/div2.gif

أم محمد السلفية
06-12-2004, 11:41 AM
بارك الله فيكِ ،،،،،، نعم مايحدث لنا من مصائب هي من صنع ايدينا لمعاصي او ذنوب ارتكبناها ،، والحمدلله على كل حال

أم حمد
07-26-2004, 05:27 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

محمد الصميلي
07-27-2004, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك و جزاك الله كل خير
و الله الموفق

12d8c7a34f47c2e9d3==