أبو حمزة السلفي
05-26-2004, 01:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة عبد الله الأشعث-
عبد الله بن سليمان الأشعث قصيدة ابن الأشعث قال ابن بطة وابن شاهين وابن شاذان قال : أنشدنا أبو بكر ابن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث شيخنا هذه القصيدة من حفظه لنفسه في السنة رحمه الله وجعلها محنته التمسك بالكتاب والسنة
1 تمسك بحبل الله واتبع الهدى * ولا تك بدعيا لعلك تفلح
2 ودن بكتاب الله والسنن التي * أتت عن رسول الله تنجو وتربح القرآن كلام الله
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
4 ولا تك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ يوضح الرؤية
6 وقل يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه تعالى المسبح
8 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
9 رواه جرير عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح اليد
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح النزول
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح
12 الى طبق الدنيا يمن بفضله * فتفرج أبواب السماء وتفتح
13 يقول ألا مستغفر يلق غافرا * ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألاخاب قوم كذبوهم وقبحوا الصحابة والسلف الصالح
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
17 وإنهم الرهط لا ريب فيهم * على نجب الفردوس في الخلد تسرح
18 سعيد وسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقاء تبحبحوا
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
21 وأنصاره والمهاجرون ديارهم * بنصرتهم عن كية النار زحزحوا
22 ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ * وأفعالهم قولا وفعلا فأفلحوا
23 ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
25 أولئك قوم قد عفا الله عنهم * فاحببهم يحيى فإنك تفرح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح
27 فقد نطق الوحي المبين بفضلهم * وفي الفتح آي للصحابة تمدح القدر
28 وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح البرزخ وأحوال الآخرة
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
31 على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح الإيمان
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصى وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح
36 وقل إنما الإيمان قول ونية * وفعل على قول النبي مصبح
37 وينقص طورا بالمعاصي وتارة * بطاعته ينمى وفي الوزن يرجح الحديث لا الرأي في الفقه وغيره
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح حب أهل الحديث
39 ولاتك من قوم تلهو بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح نصيحة جامعة
40 إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه * فأنت على خير تبيت وتصبح
قال ابن بطة وإبن شاهين وإبن شاذان قال لنا أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله : هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله عنه فمن قال علي غير هذا فقد كذب أبواب السنة لإبن أبي داود رحمهما الله تعالى من قصيدته وسيرته الباب الأول أصل السنة التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع وأهلها
1 تمسك بحبل الله وإتبع الهدى * ولا تك بدعيا لعلك تفلح
2 ودن بكتاب الله والسنن التي * أتت عن رسول الله تنجو وتربح
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
40 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا فيه إشارة الى آيات وأحاديث منها والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين الأعراف 170 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا آل عمران 103 وحبل الله كتابه ذكر ذلك من حديث جماعة من الصحابة ومما يناسب البيت حديث زيد بن أرقم هو حبل الله من أتبعه كان على الهدى رواه الطبراني وغيره والهدى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تهدي إلى الله جل وعلا ولا يهتدي امرؤ إلا بها ومن تركها ظنا أنه إن عمل بالقرآن وحده نجا فقد هلك أو ربح فقد خسر قال جل وعلا وإن تطيعوه تهتدوا النور 54 والبدعي هو المنسوب إلى البدعة وهي المحدثة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد دن أي اجعل دينك وإنقيادك الرحمن وطاعتك والنجاة والربح إنما هما بإتباع الكتاب والسنة وكما لا ينبغي معارضة الكتاب والسنة بالبدع فلا ينبغي لمؤمن أن يعارض السنة التي هي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآراء التي هي عن الرجال إذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة من سواه من جميع الخلق قال جل وعلا يا آيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وإتقوا الله إن الله سميع عليم يا آيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون الحجرات 1 و 2 وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية من سورة الأحزاب 36 تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا سورة النساء 59 فقوله صلى الله عليه وسلم أزكى للنفوس وأطهر وأشرح للصدور به تطمئن القلوب التي آمنت كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ونفسه التي بين جنبيه الحديث ومن علامات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب ما جاء به حب أهل الحديث الذين حفظ الله بهم سنة نبيه رواية ونشرا ومن علامات النفاق والشقاق والزندقة بغض أهل الحديث والطعن فيهم وقد صنف أبو بكر الخطيب رحمه الله كتابا في شرف أصحاب الحديث وأصل العمل بالسنة إنما هو بما ثبت منها على طريقة أهل الحديث لا أهل البدع فما ثبت إسناده ونقله الثقات العدول فلا يجوز رده وتكذيب أهل الصدق ضلال وخيبة ولما كان أصل السنة التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ونبذ بدع أهل الأهواء وكان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله في زمنه وما بعده داعيا إلى ذلك فقد أحبه أهل السنة قال الخطيب في الجامع باب ذكر الحكم في من روى من حفظه أخبرنا علي بن أبي علي أنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال سمعت أبا بكر عبد الله بن سليمان هو ابن أبي داود يقول وكان ربما غلطه أبو محمد يحيى ابن صاعد فيخرج أبو بكر أصله فيطرحه إلى الحاضرين ويقول والأبيات له
على الكذاب لعنة من تعالى * وخزي دائم أبدا يزيد
فإن قال المزور ما كذبنا * فهات الأصل رما لا جديد
ففيه إن أتيت به بيان * وإلا أنت كذاب عميد وقلت
لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
فالعداء الذي كان بين ابن صاعد وابن أبي داود هو بسبب الاعتقاد لا كما ظنه الذهبي حسد الأقران فانتبه فهذان أصلان من أكبر أصول السنة التمسك بالسنة نبذ أهل البدع وهجرتهم وكذلك كل من عرف ببدعة في الدين لا يسلم دين المرء حتى ينبذه وينبذ بدعته وقد كان لأهل الرأي زلل في الدين في مسألة الإيمان فكانوا أئمة المرجئة في مسألة الصفات فوقع منهم من وقع في الجهمية ومسألة القرآن في مسألة تقديم القياس على قوله صلى الله عليه وسلم ثم قول الصحابة قال ابن عدي في الضعفاء 2476 7 سمعت ابن أبي داود يقول الوقيعة في أبي فلان إجماع من العلماء لأن إمام البصرة أيوب السختياني وقد تكلم فيه وإمام الكوفة الثوري وقد تكلم فيه وإمام مصر الليث بن سعد وقد تكلم فيه وإمام الشام الأوزاعي وقد تكلم فيه وإمام خراسان عبد الله بن المبارك وقد تكلم فيه فالوقيعة فيه إجماع من العلماء في جميع الآفاق أو كما قال الباب الثاني الأسماء والصفات مسألة الاسم والمسمى مسألة القرآن مسألة الرؤية مسألة اليد مسألة النزول مسألة القدر مسألة الاسم والمسمى قال اللالكائي في شرح السنة 212 2 أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران عن أبي بكر ابن أبي داود السجستاني قال من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله وأبطل في ذلك لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين لأن الرجل يسمى محمود وهو مذموم ويسمى قاسم ولم يقسم شيئا قط وإنما الله جل ثناؤه واسمه منه ولا نقول اسمه هو بل نقول اسمه منه فإن قال قائل إن اسمه ليس منه فإنه قال إن الله مجهول فإن قال إن له اسما وليس به فإنه قال إن مع الله غيره قلت إسناده ضعيف أحمد ذكره الخطيب في التاريخ 78 77 5 وقال كان يضعف في روايته روايته ويطعن عليه في مذهبه قال العتيقي وكان يرمى بالتشيع وكانت له أصول حسان وذكره الذهبي في الميزان وزاد عن الخطيب قال لي الأزهري ليس بشئ وزاد في اللسان 288 1 أورد ابن الجوزي في الموضوعات في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا هذا وقال موضوع ولا يتعداه واقتصر الذهبي في المغني 56 1 ضعيف عندهم مسألة القرآن
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
4 ولاتك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ يوضح
ذكر رحمه الله في القرآن ثلاثة مذاهب الأول مذهب أهل السنة القرآن كلام الله غير مخلوق وهذا دين الأتقياء يفصحون عنه ويظهرونه بفصاحة ووضوح وهذا ما ينبغي أن يدين بالحق ويدعو إليه لا كطائفة من أهل زماننا يزعمون أنهم على الحق في أنفسهم ولا يدعون إليه خشية تفريق المسلمين ولا أظنهم صادقين في زعمهم الثاني مذهب الواقفية وهو قول القرآن كلام الله يقولون لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق وهؤلاء صنفان صنف من العوام لكنهم جهلة وكم أضر الجهل بأهله قالوا لا نقول هذا ولا هذا لأنه ليس لدينا نص في إثبات ولا نفي وهذا جهل عظيم فالنصوص كلها مصرحة بذلك كما هو مبسوط في شرح السنة للالكائي وغيره وهب أنه ليس لديك نص صريح أما كفاك سيرة السلف الصالح فقد ثبت عنهم تواتر الجماعة التصريح بأنه غير مخلوق فالحمد لله على العلم وقوله أسجحوا وكان أي تساهلوا فيه وهو عند الله عظيم وهذه عاقبة التساهل في أمر الاعتقاد وصنف هم المنافقون لما وجدوا نفرة الناس من قولهم بخلق القرآن توسلوا إلى مذهبهم بالوقف وهم شر من الجهمية فالجهمية كفار يصرحون بالكفر وهؤلاء قلوبهم كفر وقولهم نفاق الثالث مذهب اللفظية وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق لكن اللفظ بالقرآن مخلوق وذلك حقيقته خطوة إلى الجهمية يقولون لفظي بالقرآن مخلوق ثم يقولون بعد ذلك القرآن بلفظي مخلوق ثم الكفر الصراح وقد بينت طرفا من ذلك في مقدمة فهرس الفهارس وانظر له بيان البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد وابن تيمية في فتاويه 173 167 12 وقوله قرانه أي قراءته ولم يذكر المذهب الرابع وهو مذهب الجهمية بخلق القرآن وهو كفر صراح أجمع على ذلك أهل السنة جميعهم وقد ابتلينا في هذا الزمان بفرقة من فرق المسلمين مثل الواقفة يتساهلون في أمور الدين بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه من الاعتقاد فتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى منهم من يظن نفسه سنيا ومنهم الصوفي والخوارج والجهمية وشتى صنوف البدع ذلك أنهم أغلقوا باب الشرع ليفتحوا باب الجمع غثاء السيل وحطب ليل والاعتقاد لا يجوز الاختلاف فيه وإنما الاعتصام بالكتاب والسنة وإلا فالواحد جماعة ولهذا بسطه تنبيه زعيم فتنة القرآن القاضي الجهمي أحمد بن دؤاد ويختصر فيقال ابن أبي دؤاد فانتبه لا يتصحف عليك لفظا وظنا وسبق في أصول السنة قول ابن أبي داود في أهل الرأي ومما طعن به عليهم القول بالجهمية في مسألة القرآن كما هو مفصل في السنة لعبد الله بن أحمد والضعفاء لابن عدي والتاريخ للخطيب وغيرها في ترجمة أئمتهم مسألة الرؤية رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة وفي الجنة
6 وقل يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه تعالى المسبح
8 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
9 رواه جرير عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في الرؤية رواه البخاري ومسلم وله شواهد كثيرة وقد صنف جمع من العلماء في ذلك تصانيف مفردة أو مجموعة في كتب السنة ومن المفرد في الرؤية ما صنفه الدارقطني وابن النحاس وإنكار الجهمية له مشهور في فتنة خلق القرآن وغيرها وتفسير آية وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 23 وحديث جرير إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر يعني ليلة البدر هذا عمدة في بابه والتشبيه هو في الرؤية ووضوحها لافي المرئي لذلك قال ابن أبي داود رحمهما الله وليس له شبه مسألة اليد
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح النفح العطية
وعجز البيت فيه إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة خلق آدم قال آدم اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة وقوله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الله عز وجل وكلتا يديه يمين وقول الله عز وعلا والسماوات مطويات بيمينه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقد أفاض ابن خزيمة في كتاب التوحيد وابن تيمية في كتابه الرسالة المدنية وكذلك عثمان بن سعيد الدارمي في كتابيه الرد على الجهمية والنقض على المريسي في إثبات صفة اليد والرد على اعتراض الجهمية فرحم الله أهل السنة كم من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوه ونشروه وأوذوا فيه مسألة النزول
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح
12 إلى طبق الدنيا يمن بفضله * فتفرج أبواب السماء وتفتح
13 يقول ألا مستغفر يلق غافرا * ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح *
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
حديث النزول صحيح رواه البخاري ومسلم وهو متواتر صنف فيه الدارقطني وابن تيمية رحمهما الله مفردا وهو في كتب السنة كلها وفيه صفتات روى لله عز وجل العلو إذ لا يكون النزول إلا من أعلى فهو العلي المتعالي الأعلى استوى فوق عرشه جل وعلا بلا كيف نعلمه كما قال مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه أي عن الكيف بدعة والنزول في الثلث الأخير من كل ليلة وفي يوم عرفة وليلة النصف إلى السماء الدنيا وكلاهما ينكره الجهمية ومن ألفاظ الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيبسط يديه فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ومن ذا الذي يسألني فأعطيه ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له في رواية فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من تائب فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر وينصرف القارئ من صلاة الصبح قال الزهري فلذلك كانوا يفضلون آخر صلاة الليل وقوله روى ذاك قوم لا يرد حديثهم البيت فيه إشارة إلى أن الحديث إذا ثبت فهو حجة بنفسه يجب العمل به بمفرده دون انصمام ولم شئ من القرآن إليه إذ قد قال الله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله النساء 80 ولذلك تفصيل في رسالتي الألباني حفظه الله في منزلة السنة والحديث حجة بنفسه مسألة القدر
وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح
أخر ابن أبي داود رحمهما الله تعالى هذا البيت بعد فضائل السلف الصالح وحقه التقديم ليتصل بمسائل الأسماء والصفات وقد صنف أهل الحديث في القدر مجموعا في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما ومفردا لأبي داود والفريابي وغيرهما وقوله دعامة عقد الدين فيه إشارة إلى حديثين الأول قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر والثاني ما روي عنه صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر نظام التوحيد وكلاهما مخرج في القدر عندي وقوله والدين أفيح أي واسع كثير الشعب والإيمان بالقدر منه في رأس هذه الشعب الباب الثالث الأسماء والأحكام الإيمان الإيمان وفرق المسلمين فيه
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح
36 وقل إنما الإيمان قول ونية * وفعل على قول النبي مصبح
37 وينقص طورا بالمعاصي وتارة * بطاعته ينمى وفي الوزن يرجح
بين أبن أبي داود رحمهما الله تعالى فرق المسلمين في الإيمان ولكل فرقة من البيان بيتان وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي وقد قال إمامهم بالخروج والإرجاء الأولى وهم الخوارج وهم متفقون على أصل تكفير المسلمين بفعل المعصية واختلفوا في تعريف هذه المعصية بين الكبائر والصغائر وغير ذلك وخرجوا على المسلمين يقتلونهم وهم شرار خلق الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلهم في ذلك مثل المعتزلة جعلوا الفاسق في المنزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ويخلد في النار مع أنه لا يخلد في النار إلا كافر الثانية وهم المرجئة الذين أرجئوا أخروا العمل عن الإيمان فقالوا الإيمان قول فقط وليس العمل صلاة أو صياما أو زكاة أو حجا من الإيمان واستباح المرء منهم أن يقول أنا مؤمن حقا وأنا مؤمن كامل الإيمان وإيماني كإيمان جبريل وذلك قول أهل الرأي وعليه اقتصر الطحاوي في عقيدته المشهورة وكفروا من يقول أنا مؤمن إن شاء الله ويخطئ من يقول مرجئة أهل السنة إذ ليس في أهل السنة مرجئة وإذا ثبتت صفة الإرجاء ارتفعت صفة السنة الثالثة وهم أهل السنة وقولهم في الإيمان قول وعمل ونية خلافا للمرجئة والجهمية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يستثنى فيه إن شاء الله إذ لا يعلم العاقبة وما يؤول إليه حاله القبول فهل قبل الله منه وتجاوز عنه أولا وذلك مع نقص عمله وضعفه ولم يذكر ابن ابي داود رحمهما الله الاستثناء وذكر رجحان الوزن لتأكيد مسألة الزيادة والنقصان وهذا دليل قوي في ذلك اختلاف الوزن يؤكد زيادة ونقصان الإيمان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا رآها أنه وزن بأمته فرجحها ثم وزن أبو بكر رضي الله عنه بالأمة ليس فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم فرجحها الحديث وللتكفير شروط وحدود وموانع عندهم ويأتي مزيد بيان في الفرق ها هنا ولأهل الحديث تصانيف مجموعة في الإيمان أو مفردة لأبي عبيد وابن أبي شيبة وابن منده وابن تيمية رحمهم الله تعالى كلها منشورة خروج قوم من النار
وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
هذا يدل على رد قول الخوارج والمعتزلة من جهة أنه لا يخرج من النار ويدخل الجنة إلا من لم يكن كافرا ويرد على قول المرجئة والجهمية من جهة أنه لا يدخل النار فيعذب بذنوبه ثم يخرج إلا من كان من أهل الإيمان فدل الخروج على نقض قول الخوارج والمعتزلة ودل الدخول على نقض قول المرجئة والجهمية ويأتي بيان الحديث الذي أشار إليه في أحوال البرزخ والآخرة إن شاء الله تعالى الشفاعة وقل وإن رسول الله للخلق شافع والاحتجاج بالشفاعة على صحة مذهب أهل السنة في الإيمان واضح لقوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ولو كانوا كفارا لم تخرجهم شفاعته من النار أبدا فقد قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 48 و 116 وقال جل وعلا في الكفار وما هم بخارجين من النار البقرة 167 وقال نبي الله عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة المائدة 72 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة الباب الرابع فضائل الصحابة والسلف الصالح فضائل العشرة المبشرين بالجنة
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * على حليف الخير بالخير منجح
17 وإنهم الرهط لا ريب فيهم * على نجب الفردوس في الخلد تسرح
18 سعيد وسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
فيه مسائل الأولى خير الناس محمد صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر ولأدلة كثيرة ولا ينبغي لأحد أن يتسمى بسيد الناس أو خير الناس مطلقا غيره صلى الله عليه وسلم الثانية خير الناس بعده صلى الله عليه وسلم الناس هنا ليس بمعنى بني آدم جميعهم إذ الأنبياء والرسل أفضل من الصحابة بالإجماع جماعة وفرادى وإنما هي بمعنى الأمة فيكون مطابقا لقوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث ولا شك أن أمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم لقوله جل وعلا كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية 110 من آل عمران ولأدلة كثيرة من القرآن والسنة فيكون الصحابة خير الناس بعد الأنبياء الثالثة وزيراه قدما أي في التقديم للخير والفضل والوزيران أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وتفضيل أبي بكر وعمر على الصحابة متواتر لم يخالف فيه إلا الروافض وأشباههم وروي مرفوعا خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر رواه ابن عساكر من حديث على والزبير وإنما سقته لمناسبة اللفظ ها هنا وتسميتهما بالوزيرين بين روي من حديث ابن عباس وأبي سعيد وأبي ذر وابن عمر وأبي أمامة وغيرهم بألفاظ منها لكل نبي وزيران إن لي وزيرين وزيراي إن الله أيدني بوزيرين أهل أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى وانظر الكنز 566 11 وتفضيلهما على الناس من المسلمين وغيرهم بعد الأنبياء والرسل صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين الرابعة تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما هو السنة وهدي السلف الصالح ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أبو بكر ثم عمر ثم عثمان بل ثبت عن علي رضي الله عنه نفسه أنه قال خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث وفي رواية أنه قال عثمان الخامسة إثبات فضل علي رضي الله عنه دون غلو الشيعة في المدح وغلو الخوارج في القدح فهو رضي الله عنه فيه مثل من نبي الله عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم مدحه قوم فجعلوه إلها مع الله وهم النصارى وذمه قوم فجعلوه فاسقا ينبغي صلبه وهم اليهود قول ابن أبي داود رحمهما الله تعالى في
علي ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
وقوله في آخر قصيدته هذا قولي فمن قال علي غير هذا فقد كذب يدحض ما نسبه إليه أعداؤه من بغض علي رضي الله عنه وحجتهم في ذلك رده حديث الطير الذي رواه الترمذي والحاكم وفيه أن عليا أحب الخلق إلى الله والحديث لا يصح السير 233 232 13 وقد ضعفه كثير من أهل العلم فكان ماذا ثم إنه لم يرده لقصة على بل لأمر غيره قيل لابن جرير الطبري ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل على رضي الله عنه فقال ابن جرير تكبيرة من حارس قال الذهبي 230 13 السير لا يسمع هذا من ابن جرير للعداوة الواقعة بين الشيخين ما رواه ابن عدي عن ابن منده محمد بن يحيى عنه في رواية باطلة في شأن علي رضي الله عنه بإسناد مجهول مرسل ولم يصح عن ابن أبي داود بل ادعاها قوم عليه فنجاه الله منها فدعا عليهم فاستجيب له فيهم السير 229 13 وقد رأيت قوله رحمه الله في قصيدته في فضل علي رضي الله عنه وفاطمة والحسن والحسين وقوله بعدهما وقال بغداد 468 9 والسير 229 13 كل الناس مني في حل إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه وروى في كتاب المصاحف له ص 30 من حديث علي أنه قال في شأن عثمان رضي الله عنهما وتحريق المصاحف يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا وإنما عامة من يبغض عليا أبغض الله عز وجل من يبغضه بسبب أمر عثمان رضي الله عنهما وكان يروي فضائل علي رضي الله عنه في مجالسه كما سبق بل كان يملي مجلسا خاصا في ذلك من حفظه أمالي الطوسي 217 2 السادسة قوله في فضائل العشرة وأسمائهم سعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة عامر بن الجراح والزبير بن العوام وقوله على نجب الفردوس النجيبة من الإبل الدابة الحسنة وإنما أرواح المؤمنين والشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقا تبحبحوا
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
وأنصاره والمهاجرون ديارهم * بنصرتهم عن كية النار زحزحوا
فيه مسائل فضائل أولاده صلى الله عليه وسلم سبطاه الحسن والحسين وابناه من خديجة رضي الله عنها القاسم والطاهر وفاطمة رضي الله عنها بنقائها وتقواها فهؤلاء يتوسع في ذكر فضائلهم ولم يذكر من أسباطه أمامة بنت زينب ومن أبنائه إبراهيم بن مارية ومن بناته زينب ورقية وأم كلثوم وإنما خص بالذكر من خص للاختلاف بين فرق المسلمين فيهم الحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم فالشيعة تغالي فيهم والخوارج وأشباههم مع غلاة أهل الشام يبالغون في الحط عليهم فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإنما خص منهن عائشة رضي الله عنها لما غالى الشيعة والمنافقون فيه من شأنها وفضائل الصحابة الذي كانوا على علي رضي الله عنهم مع أهل الشام وخص منهم رأسهم معاوية وللشيعة والمعتزلة فيهم قول ردئ وسمى معاوية خال المؤمنين لأنه أخو أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها وفي هذه التسمية نظر فضائل المهاجرين والأنصار وهي مما لا ينبغي أن يغفل عنه مسلم ففضل الهجرة إلى الله ورسوله عظيم وفضل نصرة الله ورسوله عظيم ولما انقطع الأمران من حياة المسلمين اليوم صاروا إلى ما صاروا إليه يتخطفهم الناس أذلة للكافرين أعزة على بعضهم فإلى الله المشتكى وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغضهم فانظر لنفسك مع ماذا تكون مع الإيمان أو النفاق فإن لم تهاجر إلى الله ورسوله فانصر الله ورسوله وهل بعد دينك الأمرين من شئ إن كنت تريد أن تزحزح عن النار فضائل الصحابة جميعهم رضي الله عنهم
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح
27 فقد نطق الوحي المبين بفضلهم * وفي الفتح أي للصحابة تمدح
25 أولئك قوم قد عفا الله عنهم * فأحببهم فإنك تفرح قل الخير
في ما كانوا عليه من خير فهم الأئمة خير الأمة فما كان من زلل فلا تطعن فربما لم يكن زللا أو كانت له سبق مغفرة من الله باجتهادهم أو بحسن أعمالهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الله فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا فإذا بعض أهل النفاق والشقاق يقولون دعكم حديث من آيات الصفات والاعتقاد إلى الجهاد ويستدلون بمثل ذلك الحديث وهل الإمساك إلا عن الشر فإذا ذكر الله فلا تذكروه وأنسوه عند أو فأمسكوا عن الكيف كما قال مالك رحمه الله الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وكما قال الله تعالى في شأن الشيطان إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فمن قال على الله جل وعلا ما قاله الله على نفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه فهو الإيمان والإمساك عن الصحابة ليس عن ذكرهم بخير إنما عن ذكرهم بشر ولولا خشية التطويل وأن هذا ليس بمحله لكان البسط أولى والله المستعان والآيات في فضائل الصحابة كثيرة جدا ساقها أهل الحديث في كتبهم المجموعة والمفردة منها لأحمد بن حنبل وغيره بل جعلوا من علوم الحديث علم الصحابة وأفردوهم لأنه عن بقية طبقات الأمة بأدلة الآيات والأحاديث والآثار بصفة العدالة المطلقة دون بحث ولا تنقير ولا شهادة أحد واختار ابن أبي داود رحمهما الله تعالى من هذه الآيات في فضائلم أخبرنا آيات سورة الفتح هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود الآية وإنما اختار آيات سورة الفتح عن غيرها لكثرتها وكثرة ما فيها من فضائل الصحابة عامة والذين معه وخاصة الذين بايعوه بيعة الرضوان اخترت هذا البيت في هذا الموضع وأخرته إليه لأنه هو أولى به فقد ذكر في صدر البيت الأول وقل خير قول في الصحابة كلهم وهذا يناسبه البيت الثاني برمته وقال في عجز البيت الأول ولاتك طعانا تعيب وتجرح وهذا يناسبه ذلك البيت 25 فالقوم رضي الله عنهم بين فضل وعفو ومن أحبهم فرح بمحبتهم في الدنيا إذ اطمأن قبله إلى الدين واليقين وفرح بمحبتهم في الآخرة فإن المرء مع من أحب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أولى بالحب في الله ولله منهم الذين صحبوه صلى الله عليه وسلم ونصروه واتبعوه ومن أولى بالبغض في الله ولله ممن يعاديهم ويسبهم ويبغضهم لنفاق وزندقة في قلبه فالحمد لله على الإسلام والسنة فإنك لا تجد قوما من أهل الفرق يحبون كل الصحابة كأهل السنة وقوله قد عفا الله عنهم فأحببهم فيه أمران الأول عفو الله عنهم وهذا ثابت بآيات وأحاديث منها لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه الآية 117 كم سورة التوبة وقبلها بآيات والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه . ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وفي أهل بيعة الرضوان لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة وفي العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ممن بشرهم بالجنة كعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن وغيرهما الثاني وجوب محبتهم إذ عفا الله عنهم فلا شئ يبغضون عليه فإن سيئاتهم قد عفا الله عنها فضائل التابعين لهم بإحسان رحمهم الله تعالى
22 ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ * وأفعالهم قولا وفعلا
فأفلحوا ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
ثم ذكر رحمه الله طبقات أهل السنة بعد الصحابة التابعون الذين تبعوا الصحابة بإحسان أتباع التابعين مثل مالك والثوري والأوزاعي تبع الأتباع منهم الشافعي وأحمد وإنما خص هذه القرون الثلاثة بعد الصحابة لقوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي رواية ثم الذين يلونهم وإنما خص هؤلاء من بين طبقاتهم لأنهم الأئمة عند أهل السنة خلافا لأئمة أهل الرأي وذكر بعد هذا أولئك قوم قد عفا الله عنهم وهذا بالصحابة أليق كما سبق وإن كان هؤلاء الأئمة قد شهد لهم أهل السنة جميعهم بالخير وهم شهداء الله في أرضه فوجبت لهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب الخامس البرزخ وأحوال الآخرة القبر فتنته وعذابه القيامة الشفاعة والحوض والميزان النار خروج قوم من النار فتنة القبر وعذابه
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * وقل في عذاب القبر حق موضح
هكذا ينبغي أن يكون صدر هذا البيت مع عجز ذاك ويكون صدر البيت الثاني مع عجز البيت الأول وهكذا
وإن رسول الله للخلق شافع * له الحوض والميزان إنك تنصح له
بدل ولا لتناسب وضعها الجديد وفتنة القبر امتحان الملكين للميت بالمسائل الثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك وعذابه لا يخلو منها كتاب في السنة وقد أفرد لها البيهقي كتابا في عذاب القبر وقد أنكرهما بعض فرق المسلمين والأحاديث بذلك متواترة فأما الفتنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع البعد في قبره وتولوا عنه أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقعدانه في قبره فيقولان له من ربك وما دينك ما تقول في هذا الرجل محمد فأما المؤمن فيقول ما كان يقول الله ربي والإسلام ديني أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقولان له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ويفسح له في قبره وينور له فيه وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري قد كنت أقول ما يقوله الناس فيقال له لا دريت ولا تليت ثم يضرب ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها خلق الله كلهم إلا الثقلين الإنس والجن فيلتئم عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك الحديث وقد اختلف أهل العلم في صحة الحديث الوارد في اسمي الملكين حتى قال بعضهم لا يثبت والتحقيق ثبوته من طرق في صحيح ابن حبان والسنة لابن أبي عاصم والشريعة للآجري وغيرها وإليه ذهب ابن أبي داود رحمهما الله تعالى كما ترى في هذا الحديث الصدر وفي كتابه البعث الذي ساق فيه هذا الحديث وغيره وأما عذاب القبر فهو حق موضح ليس فيه لبس وبه آيات وأحاديث وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصلي صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ويقول إن هذه ستبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر فتعوذوا بالله من عذاب القبر وقد صنف ابن أبي داود رحمهما الله كتاب البعث وفيه أبواب عن عذاب القبر وفتنته القيامة الشفاعة والحوض والميزان 32 وإن رسول الله للخلق شافع له الحوض والميزان إنك تنصح فأما الشفاعة العظمى للخلق جميعا المقام المحمود في تخفيف موقف القيامة حتى يلجأ الناس إلى آدم ومن بعده من أنبياء الله وكلهم يعتذر بنفسه وعمله حتى يكون لها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وثمة شفاعات أخرى شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وغير ذلك مما فصله ابن كثير في النهاية وأبواب الشفاعة في كتب السنة وقال رحمه الله
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
فقد كذب قوم من الجهمية والمعتزلة الحوض والميزان وقال أبو برزة من كذب بالحوض فلا سقاه الله منه وحوضه صلى الله عليه وسلم متسع كثير الآنية سبقنا إليه فهو فرطنا عليه يأتيه أقوام فيمنعون دونه لأنهم أحدثوا في الدين وابتدعوا فيه وهو غير الكوثر فذاك نهر في الجنة وذلك حوض قبلها وبما سبق من وصف الحوض تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الميزان فقد ورد في القرآن والسنة كثيرا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 47 وهو بيد الرحمن جل وعلا يرفع قوما ويخفض آخرين له كفتان يثقل فيه العمل الصالح والخلق الحسن ويرجح قول لا إله إلا الله كل الخطايا فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهيه نار حامية وقد صنف ابن أبي داود رحمهما الله كتاب البعث وفيه أحاديث الشفاعة والحوض والكوثر وفيه الحساب حساب العباد واختصامهم وحساب الحيوانات حتى يقتص لبعضها من بعض وقبل ذلك قيام الساعة والنفخ في الصور والحشر والختم على الأفواه حتى تتكلم الأيدي والأرجل وبعد ذلك من الصراط وأحواله وهذا كله بالأحاديث ولم أجد له عليها كلاما لكن سياقته إياها يدل على اعتقاده بها شأن أهل السنة جميعا النار خروج قوم من النار إلى الجنة
وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
31 على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
وخروج قوم من النار إنما هم من المسلمين غير المشركين إذ المشرك لا يخرج من النار أبدا وما هم بخارجين من النار البقرة 167 ولا يدخل الجنة أبدا إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة المائدة 72 يخرجون من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من أمته وقد سبق بيانه 2 بفضل الله وبرحمته دون شفاعة من أحد والبيتان هما معنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وكذلك رواه ابن أبي داود في كتابه البعث من حديث أنس وابن عباس رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار جل وعلا بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا يعني احترقوا فيلقون على نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل يقال لهم الجهنميون فيدعون الله أن يذهب عنهم هذا الاسم فيسمون عتقاء الله الحديث وقد كذبت بعض فرق المسلمين ذلك اعتمادا منهم على بدعتين الأولى الاعتماد على القرآن وحده دون السنة ونصوص القرآن تذكر في الكفار أنهم لا يخرجون من النار وليس هؤلاء بكفار ثم إن السنة بينت حال من يدخلها من المسلمين الثانية تكفير أهل المعاصي وأن من يدخل النار لا يخرج منها أبدا وأنه لا يدخلها إلا الكافرون وهذا الاعتقاد ضلال مبين وهؤلاء هم الخوارج والمعتزلة وأما المرجئة فهم كذلك ممن يكذب بذلك لأن المرء عندهم إيمانه كإيمان جبريل لا ينقص ولا تضر معه معصية فلا يدخل النار أبدا ومن هنا فهم لماذا ذكر ابن أبي داود رحمهما الله تعالى هذا في قصيدته في السنة ردا على فرق المبتدعين الباب السادس الفقه ذم التقليد ومدح اتباع الحديث ذم الرأي وأهله ومدح الحديث وأهله
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
فالقوم في الفقه فريقان وكذلك هم في الاعتقاد أهل الحديث وأهل الرأي وأهل الحديث يقدمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأهل العلم على الرأي ولذلك تجد كتبهم في الفقه كلها أحاديث وآثار كالجامع للبخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرها وأهل الرأي يقدمون الرأي على النص ويبتدعون قواعد وأصولا ما أنزل الله بها من سلطان وما عرفها السلف الصالح لرد النصوص الشرعية الثابتة منها التفرقة بين الآحاد والمتواتر ورواية الفقيه وغير الفقيه وغير ذلك وكتبهم في الفقه تطول بقولهم أرأيت أرأيت حتى يخلو كبيرها من السنن وذلك حديث يطول وله ذيول وليس هذا المحل للتعليل والتفصيل وحسبك بالسنة وأتباعها في التفضيل ذم الرأي 38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم مدح السنة
38 فقول رسول الله أزكى وأشرح ذم أهل الرأي ومدح أهل الحديث
39 ولاتك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
وقد ذكر رحمه الله أئمة أهل الحديث بخير وسكت عن أئمة أهل الرأي وكذلك فليكن صنعك فبعد أن ذكر الصحابة والتابعين قال
ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح وإنما اقتصر على هؤلاء مع وجود أئمة في أهل الحديث غيرهم كالليث بن سعد وغيره لأن هؤلاء الأئمة المشهورون عند أهل الحديث بالفقه في بلادهم المدينة والعراق والشام ومصر وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي واتباع السنة في الفقه هو تقديم النص على القياس بل قول الصحابي والتابعي في فهم النص أو في غيبتنا عن النص على قول غيره وهذا هو نهج أحمد رحمه الله والفقه والاعتقاد أمر واحد فمن قدم السنة في الاعتقاد فكيف لا يقدمها في الفقه وقال ابن أبي داود 39 2 الجامع للخطيب
وقلت لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
أما التقليد فلا يفعله أحد من أهل السنة بل ولا عاقل من غيرهم وكذلك العصبية المذهبية العمياء إنما السبيل هو السنة ولا يرضى أحمد رحمه الله ولا غيره من أهل السنة التقليد بدون حجة فكيف بالتقليد المخالف للحجة ولأحمد رحمه الله أقوال وروايات في مسائل الفقه تختلف باختلاف ما بلغه من العلم والاجتهاد والحجة في السنة ثم السلف الصالح ثم هذا الإمام الرباني وأقرانه وهكذا فلا يختلف عليك الميزان فتهلك فلا يرضى عنك ربك ولا من انتسبت إليه بنافعك بل ما هو براض عنك الباب السابع الفرق ذم الفرق جملة والأمر بهجرتهم ذم كل فرقة ذم الفرق جملة والأمر بهجرتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة ما أنا عليه وأصحابي وهذا الحديث أصل كبير من أصول السنة بل هو أكبر أصولها مطلقا والدين النصيحة لله ورسوله وللمسلمين ومن أحب لله وأبغض لله فهو الإيمان ولن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها وليست الفرق تاريخا انتهى بل ما تزال كل فرق المسلمين ولكن يتسمون بغير أسمائهم التي عرفهم عليها السلف الصالح وقد بين ابن أبي داود رحمهما الله تعالى ما بين من عوار الفرق وذمها في قصيدته مع أنه ينبغي بيان أن الفرق تتوافق في أمور وتنفرد في أمور تشابهت قلوبهم ذم أهل البدع والرأي والأهواء كلهم وفرق النار من المسلمين كلهم أهل بدع إذ الحق واحد لا يتعدد البدع طريق الخسران والخيبة ولا تك بدعيا لعلك تفلح
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
مدح أهل السنة وتقبيح أهل البدع
23 ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
أصل السنة نبذ الرأي
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي الطعن في أهل الحديث علامة أهل البدع 39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح وقد ذم ابن أبي داود رحمهما الله جميع الفرق المبتدعة فقال فيما رواه الخطيب في الجامع
39وقلت
2لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
هي سعادة الدنيا والآخرة أن يحيا المرء ويموت على السنة وهذا فيه ذم للفرق المبتدعة كلها الأمر بهجرتهم حتى يتوبوا وقد قال ابن أبي داود رحمهما ا لله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق الجهمية المعتزلة المرجئة الخوارج ذم الجهمية والمعتزلة ومن مال إلى بعض قولهم من الأشاعرة وغيرهم ذم قولهم في القرآن
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا *
يعني من قال بغير ذلك فهو غير تقي
4 ولاتك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ موضح ذم تأويلهم للصفات
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
6 وقد يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح ذم القدرية الذين ينفون القدر عن الله ويثبتونه لأنفسهم
28 وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح ذم قولهم في الإيمان الذي وافقوا به الخوارج
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح ذم قولهم في الصحابة الذين وافقوا به الشيعة
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم قولهم في أحوال الآخرة
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله من النار أجسادا من الفحم تطرح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح ذم الخوارج في مقالتهم في الإيمان
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح ذم مقالتهم في علي رضي الله عنه والصحابة
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم الناصبة الذين يبغضون أهل البيت ومن تبعهم من الصحابة وغيرهم
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقا تبحبحوا
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم الشيعة
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
18 سعيد ومسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم المرجئة
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح نصيحة جامعة نافعة وهي إجماع أهل السنة
40 إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه * فأنت على خير تبيت وتصبح قال ابن بطة وابن شاهين وابن شاذان قال لنا أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله عنه فمن قال علي غير هذا فقد كذب وقال ابن أبي داود رحمهما الله في إجماع أهل السنة على الوقيعة في أهل الرأي وسبق نص قوله في أصول السنة
ملف مرفق لتحميل القصيدة (http://www.sahab.net/sahab/attachment.php?postid=396710)
قصيدة عبد الله الأشعث-
عبد الله بن سليمان الأشعث قصيدة ابن الأشعث قال ابن بطة وابن شاهين وابن شاذان قال : أنشدنا أبو بكر ابن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث شيخنا هذه القصيدة من حفظه لنفسه في السنة رحمه الله وجعلها محنته التمسك بالكتاب والسنة
1 تمسك بحبل الله واتبع الهدى * ولا تك بدعيا لعلك تفلح
2 ودن بكتاب الله والسنن التي * أتت عن رسول الله تنجو وتربح القرآن كلام الله
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
4 ولا تك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ يوضح الرؤية
6 وقل يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه تعالى المسبح
8 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
9 رواه جرير عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح اليد
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح النزول
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح
12 الى طبق الدنيا يمن بفضله * فتفرج أبواب السماء وتفتح
13 يقول ألا مستغفر يلق غافرا * ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألاخاب قوم كذبوهم وقبحوا الصحابة والسلف الصالح
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
17 وإنهم الرهط لا ريب فيهم * على نجب الفردوس في الخلد تسرح
18 سعيد وسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقاء تبحبحوا
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
21 وأنصاره والمهاجرون ديارهم * بنصرتهم عن كية النار زحزحوا
22 ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ * وأفعالهم قولا وفعلا فأفلحوا
23 ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
25 أولئك قوم قد عفا الله عنهم * فاحببهم يحيى فإنك تفرح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح
27 فقد نطق الوحي المبين بفضلهم * وفي الفتح آي للصحابة تمدح القدر
28 وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح البرزخ وأحوال الآخرة
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
31 على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح الإيمان
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصى وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح
36 وقل إنما الإيمان قول ونية * وفعل على قول النبي مصبح
37 وينقص طورا بالمعاصي وتارة * بطاعته ينمى وفي الوزن يرجح الحديث لا الرأي في الفقه وغيره
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح حب أهل الحديث
39 ولاتك من قوم تلهو بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح نصيحة جامعة
40 إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه * فأنت على خير تبيت وتصبح
قال ابن بطة وإبن شاهين وإبن شاذان قال لنا أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله : هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله عنه فمن قال علي غير هذا فقد كذب أبواب السنة لإبن أبي داود رحمهما الله تعالى من قصيدته وسيرته الباب الأول أصل السنة التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع وأهلها
1 تمسك بحبل الله وإتبع الهدى * ولا تك بدعيا لعلك تفلح
2 ودن بكتاب الله والسنن التي * أتت عن رسول الله تنجو وتربح
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
40 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا فيه إشارة الى آيات وأحاديث منها والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين الأعراف 170 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا آل عمران 103 وحبل الله كتابه ذكر ذلك من حديث جماعة من الصحابة ومما يناسب البيت حديث زيد بن أرقم هو حبل الله من أتبعه كان على الهدى رواه الطبراني وغيره والهدى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تهدي إلى الله جل وعلا ولا يهتدي امرؤ إلا بها ومن تركها ظنا أنه إن عمل بالقرآن وحده نجا فقد هلك أو ربح فقد خسر قال جل وعلا وإن تطيعوه تهتدوا النور 54 والبدعي هو المنسوب إلى البدعة وهي المحدثة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد دن أي اجعل دينك وإنقيادك الرحمن وطاعتك والنجاة والربح إنما هما بإتباع الكتاب والسنة وكما لا ينبغي معارضة الكتاب والسنة بالبدع فلا ينبغي لمؤمن أن يعارض السنة التي هي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآراء التي هي عن الرجال إذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة من سواه من جميع الخلق قال جل وعلا يا آيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وإتقوا الله إن الله سميع عليم يا آيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون الحجرات 1 و 2 وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية من سورة الأحزاب 36 تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا سورة النساء 59 فقوله صلى الله عليه وسلم أزكى للنفوس وأطهر وأشرح للصدور به تطمئن القلوب التي آمنت كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ونفسه التي بين جنبيه الحديث ومن علامات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب ما جاء به حب أهل الحديث الذين حفظ الله بهم سنة نبيه رواية ونشرا ومن علامات النفاق والشقاق والزندقة بغض أهل الحديث والطعن فيهم وقد صنف أبو بكر الخطيب رحمه الله كتابا في شرف أصحاب الحديث وأصل العمل بالسنة إنما هو بما ثبت منها على طريقة أهل الحديث لا أهل البدع فما ثبت إسناده ونقله الثقات العدول فلا يجوز رده وتكذيب أهل الصدق ضلال وخيبة ولما كان أصل السنة التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ونبذ بدع أهل الأهواء وكان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله في زمنه وما بعده داعيا إلى ذلك فقد أحبه أهل السنة قال الخطيب في الجامع باب ذكر الحكم في من روى من حفظه أخبرنا علي بن أبي علي أنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال سمعت أبا بكر عبد الله بن سليمان هو ابن أبي داود يقول وكان ربما غلطه أبو محمد يحيى ابن صاعد فيخرج أبو بكر أصله فيطرحه إلى الحاضرين ويقول والأبيات له
على الكذاب لعنة من تعالى * وخزي دائم أبدا يزيد
فإن قال المزور ما كذبنا * فهات الأصل رما لا جديد
ففيه إن أتيت به بيان * وإلا أنت كذاب عميد وقلت
لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
فالعداء الذي كان بين ابن صاعد وابن أبي داود هو بسبب الاعتقاد لا كما ظنه الذهبي حسد الأقران فانتبه فهذان أصلان من أكبر أصول السنة التمسك بالسنة نبذ أهل البدع وهجرتهم وكذلك كل من عرف ببدعة في الدين لا يسلم دين المرء حتى ينبذه وينبذ بدعته وقد كان لأهل الرأي زلل في الدين في مسألة الإيمان فكانوا أئمة المرجئة في مسألة الصفات فوقع منهم من وقع في الجهمية ومسألة القرآن في مسألة تقديم القياس على قوله صلى الله عليه وسلم ثم قول الصحابة قال ابن عدي في الضعفاء 2476 7 سمعت ابن أبي داود يقول الوقيعة في أبي فلان إجماع من العلماء لأن إمام البصرة أيوب السختياني وقد تكلم فيه وإمام الكوفة الثوري وقد تكلم فيه وإمام مصر الليث بن سعد وقد تكلم فيه وإمام الشام الأوزاعي وقد تكلم فيه وإمام خراسان عبد الله بن المبارك وقد تكلم فيه فالوقيعة فيه إجماع من العلماء في جميع الآفاق أو كما قال الباب الثاني الأسماء والصفات مسألة الاسم والمسمى مسألة القرآن مسألة الرؤية مسألة اليد مسألة النزول مسألة القدر مسألة الاسم والمسمى قال اللالكائي في شرح السنة 212 2 أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران عن أبي بكر ابن أبي داود السجستاني قال من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله وأبطل في ذلك لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين لأن الرجل يسمى محمود وهو مذموم ويسمى قاسم ولم يقسم شيئا قط وإنما الله جل ثناؤه واسمه منه ولا نقول اسمه هو بل نقول اسمه منه فإن قال قائل إن اسمه ليس منه فإنه قال إن الله مجهول فإن قال إن له اسما وليس به فإنه قال إن مع الله غيره قلت إسناده ضعيف أحمد ذكره الخطيب في التاريخ 78 77 5 وقال كان يضعف في روايته روايته ويطعن عليه في مذهبه قال العتيقي وكان يرمى بالتشيع وكانت له أصول حسان وذكره الذهبي في الميزان وزاد عن الخطيب قال لي الأزهري ليس بشئ وزاد في اللسان 288 1 أورد ابن الجوزي في الموضوعات في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا هذا وقال موضوع ولا يتعداه واقتصر الذهبي في المغني 56 1 ضعيف عندهم مسألة القرآن
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
4 ولاتك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ يوضح
ذكر رحمه الله في القرآن ثلاثة مذاهب الأول مذهب أهل السنة القرآن كلام الله غير مخلوق وهذا دين الأتقياء يفصحون عنه ويظهرونه بفصاحة ووضوح وهذا ما ينبغي أن يدين بالحق ويدعو إليه لا كطائفة من أهل زماننا يزعمون أنهم على الحق في أنفسهم ولا يدعون إليه خشية تفريق المسلمين ولا أظنهم صادقين في زعمهم الثاني مذهب الواقفية وهو قول القرآن كلام الله يقولون لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق وهؤلاء صنفان صنف من العوام لكنهم جهلة وكم أضر الجهل بأهله قالوا لا نقول هذا ولا هذا لأنه ليس لدينا نص في إثبات ولا نفي وهذا جهل عظيم فالنصوص كلها مصرحة بذلك كما هو مبسوط في شرح السنة للالكائي وغيره وهب أنه ليس لديك نص صريح أما كفاك سيرة السلف الصالح فقد ثبت عنهم تواتر الجماعة التصريح بأنه غير مخلوق فالحمد لله على العلم وقوله أسجحوا وكان أي تساهلوا فيه وهو عند الله عظيم وهذه عاقبة التساهل في أمر الاعتقاد وصنف هم المنافقون لما وجدوا نفرة الناس من قولهم بخلق القرآن توسلوا إلى مذهبهم بالوقف وهم شر من الجهمية فالجهمية كفار يصرحون بالكفر وهؤلاء قلوبهم كفر وقولهم نفاق الثالث مذهب اللفظية وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق لكن اللفظ بالقرآن مخلوق وذلك حقيقته خطوة إلى الجهمية يقولون لفظي بالقرآن مخلوق ثم يقولون بعد ذلك القرآن بلفظي مخلوق ثم الكفر الصراح وقد بينت طرفا من ذلك في مقدمة فهرس الفهارس وانظر له بيان البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد وابن تيمية في فتاويه 173 167 12 وقوله قرانه أي قراءته ولم يذكر المذهب الرابع وهو مذهب الجهمية بخلق القرآن وهو كفر صراح أجمع على ذلك أهل السنة جميعهم وقد ابتلينا في هذا الزمان بفرقة من فرق المسلمين مثل الواقفة يتساهلون في أمور الدين بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه من الاعتقاد فتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى منهم من يظن نفسه سنيا ومنهم الصوفي والخوارج والجهمية وشتى صنوف البدع ذلك أنهم أغلقوا باب الشرع ليفتحوا باب الجمع غثاء السيل وحطب ليل والاعتقاد لا يجوز الاختلاف فيه وإنما الاعتصام بالكتاب والسنة وإلا فالواحد جماعة ولهذا بسطه تنبيه زعيم فتنة القرآن القاضي الجهمي أحمد بن دؤاد ويختصر فيقال ابن أبي دؤاد فانتبه لا يتصحف عليك لفظا وظنا وسبق في أصول السنة قول ابن أبي داود في أهل الرأي ومما طعن به عليهم القول بالجهمية في مسألة القرآن كما هو مفصل في السنة لعبد الله بن أحمد والضعفاء لابن عدي والتاريخ للخطيب وغيرها في ترجمة أئمتهم مسألة الرؤية رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة وفي الجنة
6 وقل يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه تعالى المسبح
8 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
9 رواه جرير عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في الرؤية رواه البخاري ومسلم وله شواهد كثيرة وقد صنف جمع من العلماء في ذلك تصانيف مفردة أو مجموعة في كتب السنة ومن المفرد في الرؤية ما صنفه الدارقطني وابن النحاس وإنكار الجهمية له مشهور في فتنة خلق القرآن وغيرها وتفسير آية وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 23 وحديث جرير إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر يعني ليلة البدر هذا عمدة في بابه والتشبيه هو في الرؤية ووضوحها لافي المرئي لذلك قال ابن أبي داود رحمهما الله وليس له شبه مسألة اليد
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح النفح العطية
وعجز البيت فيه إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة خلق آدم قال آدم اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة وقوله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الله عز وجل وكلتا يديه يمين وقول الله عز وعلا والسماوات مطويات بيمينه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقد أفاض ابن خزيمة في كتاب التوحيد وابن تيمية في كتابه الرسالة المدنية وكذلك عثمان بن سعيد الدارمي في كتابيه الرد على الجهمية والنقض على المريسي في إثبات صفة اليد والرد على اعتراض الجهمية فرحم الله أهل السنة كم من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوه ونشروه وأوذوا فيه مسألة النزول
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح
12 إلى طبق الدنيا يمن بفضله * فتفرج أبواب السماء وتفتح
13 يقول ألا مستغفر يلق غافرا * ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح *
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
حديث النزول صحيح رواه البخاري ومسلم وهو متواتر صنف فيه الدارقطني وابن تيمية رحمهما الله مفردا وهو في كتب السنة كلها وفيه صفتات روى لله عز وجل العلو إذ لا يكون النزول إلا من أعلى فهو العلي المتعالي الأعلى استوى فوق عرشه جل وعلا بلا كيف نعلمه كما قال مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه أي عن الكيف بدعة والنزول في الثلث الأخير من كل ليلة وفي يوم عرفة وليلة النصف إلى السماء الدنيا وكلاهما ينكره الجهمية ومن ألفاظ الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيبسط يديه فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ومن ذا الذي يسألني فأعطيه ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له في رواية فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من تائب فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر وينصرف القارئ من صلاة الصبح قال الزهري فلذلك كانوا يفضلون آخر صلاة الليل وقوله روى ذاك قوم لا يرد حديثهم البيت فيه إشارة إلى أن الحديث إذا ثبت فهو حجة بنفسه يجب العمل به بمفرده دون انصمام ولم شئ من القرآن إليه إذ قد قال الله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله النساء 80 ولذلك تفصيل في رسالتي الألباني حفظه الله في منزلة السنة والحديث حجة بنفسه مسألة القدر
وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح
أخر ابن أبي داود رحمهما الله تعالى هذا البيت بعد فضائل السلف الصالح وحقه التقديم ليتصل بمسائل الأسماء والصفات وقد صنف أهل الحديث في القدر مجموعا في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما ومفردا لأبي داود والفريابي وغيرهما وقوله دعامة عقد الدين فيه إشارة إلى حديثين الأول قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر والثاني ما روي عنه صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر نظام التوحيد وكلاهما مخرج في القدر عندي وقوله والدين أفيح أي واسع كثير الشعب والإيمان بالقدر منه في رأس هذه الشعب الباب الثالث الأسماء والأحكام الإيمان الإيمان وفرق المسلمين فيه
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح
36 وقل إنما الإيمان قول ونية * وفعل على قول النبي مصبح
37 وينقص طورا بالمعاصي وتارة * بطاعته ينمى وفي الوزن يرجح
بين أبن أبي داود رحمهما الله تعالى فرق المسلمين في الإيمان ولكل فرقة من البيان بيتان وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي وقد قال إمامهم بالخروج والإرجاء الأولى وهم الخوارج وهم متفقون على أصل تكفير المسلمين بفعل المعصية واختلفوا في تعريف هذه المعصية بين الكبائر والصغائر وغير ذلك وخرجوا على المسلمين يقتلونهم وهم شرار خلق الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلهم في ذلك مثل المعتزلة جعلوا الفاسق في المنزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ويخلد في النار مع أنه لا يخلد في النار إلا كافر الثانية وهم المرجئة الذين أرجئوا أخروا العمل عن الإيمان فقالوا الإيمان قول فقط وليس العمل صلاة أو صياما أو زكاة أو حجا من الإيمان واستباح المرء منهم أن يقول أنا مؤمن حقا وأنا مؤمن كامل الإيمان وإيماني كإيمان جبريل وذلك قول أهل الرأي وعليه اقتصر الطحاوي في عقيدته المشهورة وكفروا من يقول أنا مؤمن إن شاء الله ويخطئ من يقول مرجئة أهل السنة إذ ليس في أهل السنة مرجئة وإذا ثبتت صفة الإرجاء ارتفعت صفة السنة الثالثة وهم أهل السنة وقولهم في الإيمان قول وعمل ونية خلافا للمرجئة والجهمية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يستثنى فيه إن شاء الله إذ لا يعلم العاقبة وما يؤول إليه حاله القبول فهل قبل الله منه وتجاوز عنه أولا وذلك مع نقص عمله وضعفه ولم يذكر ابن ابي داود رحمهما الله الاستثناء وذكر رجحان الوزن لتأكيد مسألة الزيادة والنقصان وهذا دليل قوي في ذلك اختلاف الوزن يؤكد زيادة ونقصان الإيمان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا رآها أنه وزن بأمته فرجحها ثم وزن أبو بكر رضي الله عنه بالأمة ليس فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم فرجحها الحديث وللتكفير شروط وحدود وموانع عندهم ويأتي مزيد بيان في الفرق ها هنا ولأهل الحديث تصانيف مجموعة في الإيمان أو مفردة لأبي عبيد وابن أبي شيبة وابن منده وابن تيمية رحمهم الله تعالى كلها منشورة خروج قوم من النار
وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
هذا يدل على رد قول الخوارج والمعتزلة من جهة أنه لا يخرج من النار ويدخل الجنة إلا من لم يكن كافرا ويرد على قول المرجئة والجهمية من جهة أنه لا يدخل النار فيعذب بذنوبه ثم يخرج إلا من كان من أهل الإيمان فدل الخروج على نقض قول الخوارج والمعتزلة ودل الدخول على نقض قول المرجئة والجهمية ويأتي بيان الحديث الذي أشار إليه في أحوال البرزخ والآخرة إن شاء الله تعالى الشفاعة وقل وإن رسول الله للخلق شافع والاحتجاج بالشفاعة على صحة مذهب أهل السنة في الإيمان واضح لقوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ولو كانوا كفارا لم تخرجهم شفاعته من النار أبدا فقد قال الله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 48 و 116 وقال جل وعلا في الكفار وما هم بخارجين من النار البقرة 167 وقال نبي الله عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة المائدة 72 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة الباب الرابع فضائل الصحابة والسلف الصالح فضائل العشرة المبشرين بالجنة
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * على حليف الخير بالخير منجح
17 وإنهم الرهط لا ريب فيهم * على نجب الفردوس في الخلد تسرح
18 سعيد وسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
فيه مسائل الأولى خير الناس محمد صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر ولأدلة كثيرة ولا ينبغي لأحد أن يتسمى بسيد الناس أو خير الناس مطلقا غيره صلى الله عليه وسلم الثانية خير الناس بعده صلى الله عليه وسلم الناس هنا ليس بمعنى بني آدم جميعهم إذ الأنبياء والرسل أفضل من الصحابة بالإجماع جماعة وفرادى وإنما هي بمعنى الأمة فيكون مطابقا لقوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث ولا شك أن أمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم لقوله جل وعلا كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية 110 من آل عمران ولأدلة كثيرة من القرآن والسنة فيكون الصحابة خير الناس بعد الأنبياء الثالثة وزيراه قدما أي في التقديم للخير والفضل والوزيران أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وتفضيل أبي بكر وعمر على الصحابة متواتر لم يخالف فيه إلا الروافض وأشباههم وروي مرفوعا خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر رواه ابن عساكر من حديث على والزبير وإنما سقته لمناسبة اللفظ ها هنا وتسميتهما بالوزيرين بين روي من حديث ابن عباس وأبي سعيد وأبي ذر وابن عمر وأبي أمامة وغيرهم بألفاظ منها لكل نبي وزيران إن لي وزيرين وزيراي إن الله أيدني بوزيرين أهل أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى وانظر الكنز 566 11 وتفضيلهما على الناس من المسلمين وغيرهم بعد الأنبياء والرسل صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين الرابعة تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما هو السنة وهدي السلف الصالح ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أبو بكر ثم عمر ثم عثمان بل ثبت عن علي رضي الله عنه نفسه أنه قال خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث وفي رواية أنه قال عثمان الخامسة إثبات فضل علي رضي الله عنه دون غلو الشيعة في المدح وغلو الخوارج في القدح فهو رضي الله عنه فيه مثل من نبي الله عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم مدحه قوم فجعلوه إلها مع الله وهم النصارى وذمه قوم فجعلوه فاسقا ينبغي صلبه وهم اليهود قول ابن أبي داود رحمهما الله تعالى في
علي ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
وقوله في آخر قصيدته هذا قولي فمن قال علي غير هذا فقد كذب يدحض ما نسبه إليه أعداؤه من بغض علي رضي الله عنه وحجتهم في ذلك رده حديث الطير الذي رواه الترمذي والحاكم وفيه أن عليا أحب الخلق إلى الله والحديث لا يصح السير 233 232 13 وقد ضعفه كثير من أهل العلم فكان ماذا ثم إنه لم يرده لقصة على بل لأمر غيره قيل لابن جرير الطبري ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل على رضي الله عنه فقال ابن جرير تكبيرة من حارس قال الذهبي 230 13 السير لا يسمع هذا من ابن جرير للعداوة الواقعة بين الشيخين ما رواه ابن عدي عن ابن منده محمد بن يحيى عنه في رواية باطلة في شأن علي رضي الله عنه بإسناد مجهول مرسل ولم يصح عن ابن أبي داود بل ادعاها قوم عليه فنجاه الله منها فدعا عليهم فاستجيب له فيهم السير 229 13 وقد رأيت قوله رحمه الله في قصيدته في فضل علي رضي الله عنه وفاطمة والحسن والحسين وقوله بعدهما وقال بغداد 468 9 والسير 229 13 كل الناس مني في حل إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه وروى في كتاب المصاحف له ص 30 من حديث علي أنه قال في شأن عثمان رضي الله عنهما وتحريق المصاحف يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا وإنما عامة من يبغض عليا أبغض الله عز وجل من يبغضه بسبب أمر عثمان رضي الله عنهما وكان يروي فضائل علي رضي الله عنه في مجالسه كما سبق بل كان يملي مجلسا خاصا في ذلك من حفظه أمالي الطوسي 217 2 السادسة قوله في فضائل العشرة وأسمائهم سعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة عامر بن الجراح والزبير بن العوام وقوله على نجب الفردوس النجيبة من الإبل الدابة الحسنة وإنما أرواح المؤمنين والشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقا تبحبحوا
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
وأنصاره والمهاجرون ديارهم * بنصرتهم عن كية النار زحزحوا
فيه مسائل فضائل أولاده صلى الله عليه وسلم سبطاه الحسن والحسين وابناه من خديجة رضي الله عنها القاسم والطاهر وفاطمة رضي الله عنها بنقائها وتقواها فهؤلاء يتوسع في ذكر فضائلهم ولم يذكر من أسباطه أمامة بنت زينب ومن أبنائه إبراهيم بن مارية ومن بناته زينب ورقية وأم كلثوم وإنما خص بالذكر من خص للاختلاف بين فرق المسلمين فيهم الحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم فالشيعة تغالي فيهم والخوارج وأشباههم مع غلاة أهل الشام يبالغون في الحط عليهم فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإنما خص منهن عائشة رضي الله عنها لما غالى الشيعة والمنافقون فيه من شأنها وفضائل الصحابة الذي كانوا على علي رضي الله عنهم مع أهل الشام وخص منهم رأسهم معاوية وللشيعة والمعتزلة فيهم قول ردئ وسمى معاوية خال المؤمنين لأنه أخو أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها وفي هذه التسمية نظر فضائل المهاجرين والأنصار وهي مما لا ينبغي أن يغفل عنه مسلم ففضل الهجرة إلى الله ورسوله عظيم وفضل نصرة الله ورسوله عظيم ولما انقطع الأمران من حياة المسلمين اليوم صاروا إلى ما صاروا إليه يتخطفهم الناس أذلة للكافرين أعزة على بعضهم فإلى الله المشتكى وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغضهم فانظر لنفسك مع ماذا تكون مع الإيمان أو النفاق فإن لم تهاجر إلى الله ورسوله فانصر الله ورسوله وهل بعد دينك الأمرين من شئ إن كنت تريد أن تزحزح عن النار فضائل الصحابة جميعهم رضي الله عنهم
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح
27 فقد نطق الوحي المبين بفضلهم * وفي الفتح أي للصحابة تمدح
25 أولئك قوم قد عفا الله عنهم * فأحببهم فإنك تفرح قل الخير
في ما كانوا عليه من خير فهم الأئمة خير الأمة فما كان من زلل فلا تطعن فربما لم يكن زللا أو كانت له سبق مغفرة من الله باجتهادهم أو بحسن أعمالهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الله فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا فإذا بعض أهل النفاق والشقاق يقولون دعكم حديث من آيات الصفات والاعتقاد إلى الجهاد ويستدلون بمثل ذلك الحديث وهل الإمساك إلا عن الشر فإذا ذكر الله فلا تذكروه وأنسوه عند أو فأمسكوا عن الكيف كما قال مالك رحمه الله الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وكما قال الله تعالى في شأن الشيطان إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فمن قال على الله جل وعلا ما قاله الله على نفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه فهو الإيمان والإمساك عن الصحابة ليس عن ذكرهم بخير إنما عن ذكرهم بشر ولولا خشية التطويل وأن هذا ليس بمحله لكان البسط أولى والله المستعان والآيات في فضائل الصحابة كثيرة جدا ساقها أهل الحديث في كتبهم المجموعة والمفردة منها لأحمد بن حنبل وغيره بل جعلوا من علوم الحديث علم الصحابة وأفردوهم لأنه عن بقية طبقات الأمة بأدلة الآيات والأحاديث والآثار بصفة العدالة المطلقة دون بحث ولا تنقير ولا شهادة أحد واختار ابن أبي داود رحمهما الله تعالى من هذه الآيات في فضائلم أخبرنا آيات سورة الفتح هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود الآية وإنما اختار آيات سورة الفتح عن غيرها لكثرتها وكثرة ما فيها من فضائل الصحابة عامة والذين معه وخاصة الذين بايعوه بيعة الرضوان اخترت هذا البيت في هذا الموضع وأخرته إليه لأنه هو أولى به فقد ذكر في صدر البيت الأول وقل خير قول في الصحابة كلهم وهذا يناسبه البيت الثاني برمته وقال في عجز البيت الأول ولاتك طعانا تعيب وتجرح وهذا يناسبه ذلك البيت 25 فالقوم رضي الله عنهم بين فضل وعفو ومن أحبهم فرح بمحبتهم في الدنيا إذ اطمأن قبله إلى الدين واليقين وفرح بمحبتهم في الآخرة فإن المرء مع من أحب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أولى بالحب في الله ولله منهم الذين صحبوه صلى الله عليه وسلم ونصروه واتبعوه ومن أولى بالبغض في الله ولله ممن يعاديهم ويسبهم ويبغضهم لنفاق وزندقة في قلبه فالحمد لله على الإسلام والسنة فإنك لا تجد قوما من أهل الفرق يحبون كل الصحابة كأهل السنة وقوله قد عفا الله عنهم فأحببهم فيه أمران الأول عفو الله عنهم وهذا ثابت بآيات وأحاديث منها لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه الآية 117 كم سورة التوبة وقبلها بآيات والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه . ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وفي أهل بيعة الرضوان لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة وفي العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ممن بشرهم بالجنة كعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن وغيرهما الثاني وجوب محبتهم إذ عفا الله عنهم فلا شئ يبغضون عليه فإن سيئاتهم قد عفا الله عنها فضائل التابعين لهم بإحسان رحمهم الله تعالى
22 ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ * وأفعالهم قولا وفعلا
فأفلحوا ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
ثم ذكر رحمه الله طبقات أهل السنة بعد الصحابة التابعون الذين تبعوا الصحابة بإحسان أتباع التابعين مثل مالك والثوري والأوزاعي تبع الأتباع منهم الشافعي وأحمد وإنما خص هذه القرون الثلاثة بعد الصحابة لقوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفي رواية ثم الذين يلونهم وإنما خص هؤلاء من بين طبقاتهم لأنهم الأئمة عند أهل السنة خلافا لأئمة أهل الرأي وذكر بعد هذا أولئك قوم قد عفا الله عنهم وهذا بالصحابة أليق كما سبق وإن كان هؤلاء الأئمة قد شهد لهم أهل السنة جميعهم بالخير وهم شهداء الله في أرضه فوجبت لهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب الخامس البرزخ وأحوال الآخرة القبر فتنته وعذابه القيامة الشفاعة والحوض والميزان النار خروج قوم من النار فتنة القبر وعذابه
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * وقل في عذاب القبر حق موضح
هكذا ينبغي أن يكون صدر هذا البيت مع عجز ذاك ويكون صدر البيت الثاني مع عجز البيت الأول وهكذا
وإن رسول الله للخلق شافع * له الحوض والميزان إنك تنصح له
بدل ولا لتناسب وضعها الجديد وفتنة القبر امتحان الملكين للميت بالمسائل الثلاثة من ربك وما دينك ومن نبيك وعذابه لا يخلو منها كتاب في السنة وقد أفرد لها البيهقي كتابا في عذاب القبر وقد أنكرهما بعض فرق المسلمين والأحاديث بذلك متواترة فأما الفتنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع البعد في قبره وتولوا عنه أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقعدانه في قبره فيقولان له من ربك وما دينك ما تقول في هذا الرجل محمد فأما المؤمن فيقول ما كان يقول الله ربي والإسلام ديني أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقولان له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ويفسح له في قبره وينور له فيه وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري قد كنت أقول ما يقوله الناس فيقال له لا دريت ولا تليت ثم يضرب ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها خلق الله كلهم إلا الثقلين الإنس والجن فيلتئم عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك الحديث وقد اختلف أهل العلم في صحة الحديث الوارد في اسمي الملكين حتى قال بعضهم لا يثبت والتحقيق ثبوته من طرق في صحيح ابن حبان والسنة لابن أبي عاصم والشريعة للآجري وغيرها وإليه ذهب ابن أبي داود رحمهما الله تعالى كما ترى في هذا الحديث الصدر وفي كتابه البعث الذي ساق فيه هذا الحديث وغيره وأما عذاب القبر فهو حق موضح ليس فيه لبس وبه آيات وأحاديث وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصلي صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر ويقول إن هذه ستبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر فتعوذوا بالله من عذاب القبر وقد صنف ابن أبي داود رحمهما الله كتاب البعث وفيه أبواب عن عذاب القبر وفتنته القيامة الشفاعة والحوض والميزان 32 وإن رسول الله للخلق شافع له الحوض والميزان إنك تنصح فأما الشفاعة العظمى للخلق جميعا المقام المحمود في تخفيف موقف القيامة حتى يلجأ الناس إلى آدم ومن بعده من أنبياء الله وكلهم يعتذر بنفسه وعمله حتى يكون لها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وثمة شفاعات أخرى شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وغير ذلك مما فصله ابن كثير في النهاية وأبواب الشفاعة في كتب السنة وقال رحمه الله
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
فقد كذب قوم من الجهمية والمعتزلة الحوض والميزان وقال أبو برزة من كذب بالحوض فلا سقاه الله منه وحوضه صلى الله عليه وسلم متسع كثير الآنية سبقنا إليه فهو فرطنا عليه يأتيه أقوام فيمنعون دونه لأنهم أحدثوا في الدين وابتدعوا فيه وهو غير الكوثر فذاك نهر في الجنة وذلك حوض قبلها وبما سبق من وصف الحوض تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الميزان فقد ورد في القرآن والسنة كثيرا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 47 وهو بيد الرحمن جل وعلا يرفع قوما ويخفض آخرين له كفتان يثقل فيه العمل الصالح والخلق الحسن ويرجح قول لا إله إلا الله كل الخطايا فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهيه نار حامية وقد صنف ابن أبي داود رحمهما الله كتاب البعث وفيه أحاديث الشفاعة والحوض والكوثر وفيه الحساب حساب العباد واختصامهم وحساب الحيوانات حتى يقتص لبعضها من بعض وقبل ذلك قيام الساعة والنفخ في الصور والحشر والختم على الأفواه حتى تتكلم الأيدي والأرجل وبعد ذلك من الصراط وأحواله وهذا كله بالأحاديث ولم أجد له عليها كلاما لكن سياقته إياها يدل على اعتقاده بها شأن أهل السنة جميعا النار خروج قوم من النار إلى الجنة
وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
31 على النهر في الفردوس تحيى بمائه * كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح
وخروج قوم من النار إنما هم من المسلمين غير المشركين إذ المشرك لا يخرج من النار أبدا وما هم بخارجين من النار البقرة 167 ولا يدخل الجنة أبدا إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة المائدة 72 يخرجون من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من أمته وقد سبق بيانه 2 بفضل الله وبرحمته دون شفاعة من أحد والبيتان هما معنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وكذلك رواه ابن أبي داود في كتابه البعث من حديث أنس وابن عباس رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار جل وعلا بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا يعني احترقوا فيلقون على نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل يقال لهم الجهنميون فيدعون الله أن يذهب عنهم هذا الاسم فيسمون عتقاء الله الحديث وقد كذبت بعض فرق المسلمين ذلك اعتمادا منهم على بدعتين الأولى الاعتماد على القرآن وحده دون السنة ونصوص القرآن تذكر في الكفار أنهم لا يخرجون من النار وليس هؤلاء بكفار ثم إن السنة بينت حال من يدخلها من المسلمين الثانية تكفير أهل المعاصي وأن من يدخل النار لا يخرج منها أبدا وأنه لا يدخلها إلا الكافرون وهذا الاعتقاد ضلال مبين وهؤلاء هم الخوارج والمعتزلة وأما المرجئة فهم كذلك ممن يكذب بذلك لأن المرء عندهم إيمانه كإيمان جبريل لا ينقص ولا تضر معه معصية فلا يدخل النار أبدا ومن هنا فهم لماذا ذكر ابن أبي داود رحمهما الله تعالى هذا في قصيدته في السنة ردا على فرق المبتدعين الباب السادس الفقه ذم التقليد ومدح اتباع الحديث ذم الرأي وأهله ومدح الحديث وأهله
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
فالقوم في الفقه فريقان وكذلك هم في الاعتقاد أهل الحديث وأهل الرأي وأهل الحديث يقدمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأهل العلم على الرأي ولذلك تجد كتبهم في الفقه كلها أحاديث وآثار كالجامع للبخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرها وأهل الرأي يقدمون الرأي على النص ويبتدعون قواعد وأصولا ما أنزل الله بها من سلطان وما عرفها السلف الصالح لرد النصوص الشرعية الثابتة منها التفرقة بين الآحاد والمتواتر ورواية الفقيه وغير الفقيه وغير ذلك وكتبهم في الفقه تطول بقولهم أرأيت أرأيت حتى يخلو كبيرها من السنن وذلك حديث يطول وله ذيول وليس هذا المحل للتعليل والتفصيل وحسبك بالسنة وأتباعها في التفضيل ذم الرأي 38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم مدح السنة
38 فقول رسول الله أزكى وأشرح ذم أهل الرأي ومدح أهل الحديث
39 ولاتك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح
وقد ذكر رحمه الله أئمة أهل الحديث بخير وسكت عن أئمة أهل الرأي وكذلك فليكن صنعك فبعد أن ذكر الصحابة والتابعين قال
ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح وإنما اقتصر على هؤلاء مع وجود أئمة في أهل الحديث غيرهم كالليث بن سعد وغيره لأن هؤلاء الأئمة المشهورون عند أهل الحديث بالفقه في بلادهم المدينة والعراق والشام ومصر وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي واتباع السنة في الفقه هو تقديم النص على القياس بل قول الصحابي والتابعي في فهم النص أو في غيبتنا عن النص على قول غيره وهذا هو نهج أحمد رحمه الله والفقه والاعتقاد أمر واحد فمن قدم السنة في الاعتقاد فكيف لا يقدمها في الفقه وقال ابن أبي داود 39 2 الجامع للخطيب
وقلت لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
أما التقليد فلا يفعله أحد من أهل السنة بل ولا عاقل من غيرهم وكذلك العصبية المذهبية العمياء إنما السبيل هو السنة ولا يرضى أحمد رحمه الله ولا غيره من أهل السنة التقليد بدون حجة فكيف بالتقليد المخالف للحجة ولأحمد رحمه الله أقوال وروايات في مسائل الفقه تختلف باختلاف ما بلغه من العلم والاجتهاد والحجة في السنة ثم السلف الصالح ثم هذا الإمام الرباني وأقرانه وهكذا فلا يختلف عليك الميزان فتهلك فلا يرضى عنك ربك ولا من انتسبت إليه بنافعك بل ما هو براض عنك الباب السابع الفرق ذم الفرق جملة والأمر بهجرتهم ذم كل فرقة ذم الفرق جملة والأمر بهجرتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة ما أنا عليه وأصحابي وهذا الحديث أصل كبير من أصول السنة بل هو أكبر أصولها مطلقا والدين النصيحة لله ورسوله وللمسلمين ومن أحب لله وأبغض لله فهو الإيمان ولن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها وليست الفرق تاريخا انتهى بل ما تزال كل فرق المسلمين ولكن يتسمون بغير أسمائهم التي عرفهم عليها السلف الصالح وقد بين ابن أبي داود رحمهما الله تعالى ما بين من عوار الفرق وذمها في قصيدته مع أنه ينبغي بيان أن الفرق تتوافق في أمور وتنفرد في أمور تشابهت قلوبهم ذم أهل البدع والرأي والأهواء كلهم وفرق النار من المسلمين كلهم أهل بدع إذ الحق واحد لا يتعدد البدع طريق الخسران والخيبة ولا تك بدعيا لعلك تفلح
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
مدح أهل السنة وتقبيح أهل البدع
23 ومالك والثوري ثم أخوهم * أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح
24 ومن بعدهم فالشافعي وأحمد * إماما هدى من يتبع الحق ينصح
أصل السنة نبذ الرأي
38 ودع عنك آراء الرجال وقولهم * فقول رسول الله أزكى وأشرح
وسبق في أصول السنة قوله في أهل الرأي الطعن في أهل الحديث علامة أهل البدع 39 ولا تك من قوم تلهوا بدينهم * فتطعن في أهل الحديث وتقدح وقد ذم ابن أبي داود رحمهما الله جميع الفرق المبتدعة فقال فيما رواه الخطيب في الجامع
39وقلت
2لصاحبي اهجره مليا * فعن رسم ابن حنبل لا محيد
إذا ما كان سلكك حنبليا * فبورك نظم سلكك يا سعيد
هي سعادة الدنيا والآخرة أن يحيا المرء ويموت على السنة وهذا فيه ذم للفرق المبتدعة كلها الأمر بهجرتهم حتى يتوبوا وقد قال ابن أبي داود رحمهما ا لله في أهل الرأي قولا صريحا ذكرته في أصول السنة ها هنا وأهل الرأي تعبير عن جماعة من الفرق الجهمية المعتزلة المرجئة الخوارج ذم الجهمية والمعتزلة ومن مال إلى بعض قولهم من الأشاعرة وغيرهم ذم قولهم في القرآن
3 وقل غير مخلوق كلام مليكنا * بذلك دان الأتقياء وأفصحوا *
يعني من قال بغير ذلك فهو غير تقي
4 ولاتك في القرآن بالوقف قائلا * كما قال أتباع لجهم وأسجحوا
5 ولا تقل القرآن خلق قرانه * فإن كلام الله باللفظ موضح ذم تأويلهم للصفات
14 روى ذاك قوم لا يرد حديثهم * ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
6 وقد يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح
7 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح
10 وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه * وكلتا يديه بالفواضل تنفح
11 وقل ينزل الجبار في كل ليلة * بلا كيف جل الواحد المتمدح ذم القدرية الذين ينفون القدر عن الله ويثبتونه لأنفسهم
28 وبالقدر المقدور أيقن فإنه * دعامة عقد الدين والدين أفيح ذم قولهم في الإيمان الذي وافقوا به الخوارج
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح ذم قولهم في الصحابة الذين وافقوا به الشيعة
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم قولهم في أحوال الآخرة
29 ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا * ولا الحوض والميزان إنك تنصح
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله من النار أجسادا من الفحم تطرح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح ذم الخوارج في مقالتهم في الإيمان
30 وقل يخرج الله العظيم بفضله * من النار أجسادا من الفحم تطرح
32 وإن رسول الله للخلق شافع * وقل في عذاب القبر حق موضح
33 ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا * فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
34 ولا تعتقد رأي الخوارج إنه * مقال لمن يهواه يردي ويفضح ذم مقالتهم في علي رضي الله عنه والصحابة
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم الناصبة الذين يبغضون أهل البيت ومن تبعهم من الصحابة وغيرهم
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
19 وسبطي رسول الله وابني خديجة * وفاطمة ذات النقا تبحبحوا
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم الشيعة
15 وقل إن خير الناس بعد محمد * وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
16 ورابعهم خير البرية بعدهم * علي حليف الخير بالخير منجح
18 سعيد ومسعد وابن عوف وطلحة * وعامر فهر والزبير الممدح
20 وعائشة أم المؤمنين وخالنا * معاوية أكرم به ثم امنح
26 وقل خير قول في الصحابة كلهم * ولاتك طعانا تعيب وتجرح ذم المرجئة
35 ولاتك مرجيا لعوبا بدينه * ألا إنما المرجي بالدين يمزح نصيحة جامعة نافعة وهي إجماع أهل السنة
40 إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه * فأنت على خير تبيت وتصبح قال ابن بطة وابن شاهين وابن شاذان قال لنا أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله عنه فمن قال علي غير هذا فقد كذب وقال ابن أبي داود رحمهما الله في إجماع أهل السنة على الوقيعة في أهل الرأي وسبق نص قوله في أصول السنة
ملف مرفق لتحميل القصيدة (http://www.sahab.net/sahab/attachment.php?postid=396710)