المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هاكذا يا سعد تورد الإبل لجمال الحارثي


كيف حالك ؟

أبي التياح الضبعي
05-17-2004, 09:08 AM
ما هاكذا يا سعد تورد الإبل



حوار مع سعد البريك




بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد : -

إلى متى. . الإشادة بالمخالفين وإبرازهم كعلماء كبار..؟؟

لقد استمع الكثير وشاهد ليلة الثلاثاء؛ ليلة 22 / 3 / 1425 هـ في برنامج على القناة "الرياضية" السعودية بعد المغرب، وقبل العشاء لقاء مع الدكتور / سعد البريك، الذي أجاد في مجمل لقائه، وختم اللقاء بوصية عصماء للشباب، وكان مشكوراً عليها؛ لولا أنه ضمّن هذه الوصية بأن أقحم مع كبار العلماء ـ وهم: سماحة المفتي، والشيخ الفوزان، واللحيدان، والغديان ليلتف حولهم الشباب ـ كلاً من:
سفر الحوالي، وسلمان العودة؛ اللذين كان لهما الأثر الكبير في الفتنة - قبل وأثناء وبعد حرب الخليج – وتهييجهم للشباب على الحكام، على منهج الحركات الثورية بكلماتهم الحماسية؛ في محاضراتهم التي شحنت القلوب وأغارت صدور العامة على ولاة الأمر، وفي الوقت نفسه إشادتهم بالقيادات والرموز الذين أحيوا عقيدة الخوارج كأمثال حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد قطب، وأبو الأعلى المودودي، وغيرهم، وذلك في بعض محاضراتهم وكتبهم.
وبما أن العالم قد عرف مصادر التكفير في هذا العصر عن طريق القنوات الفضائية، فإنه لا بأس أن نذْكر باختصار جداً بعض مقالات مجددي عقيدة الخوارج، حتى تبقى في ذاكرة الناس ويعرفون أن ذلك مسطر في الكتب0

يقول سيد قطب في كتابه " في ظلال القرآن" ( 2 / 1057 ):
"ولقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ (لا إله إلا الله) ، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن (لا إله إلا الله)، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن "لا إله إلا الله" 000 البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات ( لا إله إلا الله ) بلا مدلول ولا واقع ، وهؤلاء أثقل وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد – من بعد ما تبين لهم الهدى – ومن بعد أن كانوا في دين الله". إهـ.

ويقول في "معالم في الطريق" ( ص 8 ) أو ( ص 6 ) في طبعة أخرى:
".. ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد أنقطع منذ قرون كثيرة، فالأمة المسلمة ليست أرضاً وليست قوماً، إنما الأمة المسلمة وجماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم، وأنضمتهم، وقيمهم، وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي، وهذه الأمة – بهذه المواصفات ! – قد أنقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعاً ، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى "0

ويقول في( ص 126) أو ( ص 124 ) في طبعة أخرى في الكتاب المذكور:
" وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة، وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها ، فتعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله".

ويقول سيد قطب أيضاُ في كتابـــه "العـــدالة الاجتماعية" ( ص 25 ) الطبعة السابعة أو ( ص 183 ) الطبعة الثانية عشر:
" وحين نستعرض وجه الأرض كله اليوم – على ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين والإسلام – لا نرى لهذا الدين وجودا، إن هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلت آخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله سبحانه بالحاكمية في حياة البشر"0

ويقــــول أيضاُ في كتابــــه " لمــاذا أعدموني " ( ص 35 – 36 ) أو ( ص 55 – 56 ) في طبعة أخرى، وكان يقرر مبدأ القتال والقتل والاغتيالات والتفجير فيقول:
" وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره الله سبحانه  فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ،فلم يكن في أيدينا من وسائل رد الاعتداء التي يبيحها لنا ديننا إلا القتال والقتل0
أولاً : لرد الاعتداء0
وثانياً : لمحاولة إنقاذ وإفلات أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم النظيف المتماسك الأخلاق من جيل كله إباحية، لهذه الأسباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد الاعتداء عند وقوعه، فيجب أن يكون ذلك في ضربة رادعة توقف الاعتداء وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم0
وهذه الأعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي ، ثم نسف بعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها ، وفي خارجها كمحطة الكهرباء, والكباري".إهـ0


ننتقل إلى "محمد قطب"، ونقتطف بعض جمله من بعض كتبه0

فيقول في كتابه "هل نحن مسلمون" ( ص 96 ):
" فمجرد المقارنة بين صورة المجتمع المسلم والمجتمع الذي نعيش فيه تبين لنا الفارق المذهل بين المجتمعين، وتكاد تفصل بين المجتمع الذي نعيش فيه وبين الإسلام".

ويقول أيضاً في كتابه "منهج التربية الإسلامية" ( 2 / 189 ):
" وهكذا تلتقي الجهات كلها والوسائل والأهداف كلها في طريق واحد ، لتربية الطفل على منهج التربية الإسلامية.
أما في المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه فالوضع مختلف من أساسه، وفي جميع تفصيلاته وأحواله من أول البيت إلى الشارع إلى المدرسة إلى المجتمع على اتساعه"0

ليكن القاري اللبيب على انتباه بأنهم يعبرون عن الكفر؛ بالمجتمع الجاهلي الذي هو ضد الإسلام.
ثم بعد معرفة بعض مصادر التكفير في هذا العصر يأتي أصحاب الدكتوراة، فيُمجِّدون ويشيدون بـ "سيد قطب" وأخاه "محمد قطب" وغيرهم.

فهل نستطيع أن نقول إنهم لا يعرفون هذا عنهم ؟ !!
أو نقول بأنهم يعرفون، ولكنهم يغشون الأمة ؟ !!
فأحلاهما مر !!
فإن كانت الأولى فكيف تزكي من لا تعرف حاله، ولا عقيدته؛ وأنت صاحب العلم والمعرفة بفقه الواقع ؟ !
وإن كانت الثانية، فقـــد قال  - في حق من غش في المعاملات ـ: ( من غش فليس منا ) رواه مسلم، فكيف إذا كان الغش في أُسّ الدين وأصله ألا وهو العقيدة ؟! بتلميع و تزكية أهل الأهواء والبدع.
هل هذا من منهج لسلف؟
وأنت يا دكتور سفر الحوالي رميت محدث الشام الشيخ محمد ناصر الألباني بالإرجاء في كتابك " ظاهرة الإرجاء"، مع العلم أن الألباني في مسألة عدم تكفير تارك الصلاة لم يأتي ببدع من القول، بل نقله عن كثير من السلف رحمهم الله حتى بعض الحنابلة رحمهم الله يقولون به.
فكيف علمت هذه وحكمت على الألباني بالإرجاء؟
ولم تحكم على من زكَّيت وأثنيت عليهم خيراً، ومنهم من يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويشد الرحل لزيارة الأولياء على مذهبهم، وطريقته صوفية باعترافه، والآخرين؛ تبنوا تكفير المجمعات، وأحدهم يقول بوحدة الوجود في "ظلاله.."، وغيرها من نوا قض العقيدة، والآخر يستمر في طبع كتب أخاه مع علمه بالمفاسد التي فيها، ومع هذا فإنّا لا نكفرهم، لأننا نعرف أن للتكفير ضوابط وأحكام!!

كيف توصي الشباب يا دكتور سعد البريك بالالتفاف حول سفر الحوالي وهو يقول: في كتابه "ظاهرة الإرجاء" ( 1 / 83 ):
" بل إن هؤلاء القليل عندما يُدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره؛ نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين كما حصل لشيخ الإسلام ابن تيميه، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب – رحمهم الله – وأمثالهم "0


بل قال أيضاً ( 1 / 82 ):
" إنه – يعني سيد قطب – من فقهاء الدعوة المعاصرين".

لماذا هذا الغش للأمة والتدليس عليها، وتحشر سيد قطب المجدد لمنهج الخوارج في هذا العصر، مع الأئمة المجددين لهذا الدين؛ يا سفر ؟ فما أبعد الثرى من الثريا.
ثم أطلقت عليه لقب الشهيد، فهل هذه مجاملة لأتباعه، أم هو الجهل ؟ ومن ذا الذي يجزم بالشهادة لأحدٍ بعد رسول الله  ؟
وقد بوب الإمام البخاري في "صحيحه" فقال: (لا يقول فلان شهيد)، وذكر تحته حديث:
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ).

ويقول سلمان العودة في شريط مسجل محاضرة بعنوان "تقويم الرجال":

" أيها الأخوة ، رجالات الإسلام في هذا العصر هم في ميادين شتى، فأنت إذا نظرت مثلاً في ميدان الدعوة إلى الله، وجدت رجلاً عُرفوا بالدعوة وأثروا في مجتمعاتهم أبلغ تأثير لعل من الأسماء البارزة المشهورة أمثال الشيخ حسن البنا، أو أبو الأعلى المودودي0
قلت: بما ذا أثروا في المجتمعات؟ هل أزيلت الأضرحة والقباب؟ هل دعوا إلى نبذ البدع والشرك؟
بل الأول: كان يحضر الموالد، ويسير في موكب المولد النبوي، وكان نائبه في حزب "الإخوان" نصراني، وهو القائل: " إن خصومتنا لليهود ليست دينية، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم، ومصادقتهم".
والآخر: كتبه تزخر بتكفير المجتمعات، حتى أن "سيد قطب" تأثر بها.
وهو الذي يتنقص كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن خروج الدجال في عهده أو قريباً من عهده، ولكن مضى على هذا الظن ألف سنة وثلاثمائة سنة وخمسون عاماً، قروناً طويلة ولم يخرج الدجال؛ فثبت أن ما ظنه صلى الله عليه وسلم لم يكن صحيحاً".

ثم يستمر سلمان العودة فيقول:
"وإذا نظرت في مجال الأدب والفكر أمثال الأستاذ سيد قطب ، أو محمد قطب وغيرهما من الكتاب المشهورين، وليس هدفي في هذه الجلسة ذكر الأسماء، ولكن ذكرت هذه الأسماء حيث يكثر الكلام حول عدد منهم ". ا هـ 0

أقول : إذا كنت عرفت الكلام حول عدد منهم ، فلماذا تغش الأمة، وتدافع عن أهل البدع، وأنت تعرفهم وتدرك ما هم عليه من المخالفات الشرعية من خلال كتبهم، أو مقالاتهم، أو تصريحاتهم وبياناتهم، أو بكتابة الناصحين في بيان حالهم والإنكار عليهم.

يقول: شيـخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – في "الفتاوى" ( 2 / 132 ): " يجب عقوبة كل من انتسب إليهم – يعنى أهل الأهواء عموماً – أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونته، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو ؟ أو قال : انه صنف هذا الكتاب ؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عَرَف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادٍ ويصدون عن سبيل الله "0

وحتى يعرف الدكتور/ سعد البريك أنه أخطأ عندما ذكر سماحة المفتي العام، والشيخ اللحيدان، و الفوزان، والغديان؛ وأدخل معهم سلمان العودة، وسفر الحوالي ضمن العلماء الكبار؛ الذي أوصى الشباب بالالتفاف حولهم0
أقول: اقرأ ما يلي حتى تستدرك أمرك، وألاّ تقع في الخطأ مرة أخرى.

يقول سلمان العـــودة في شــــريط محاضرة بعنوان: "الأمة الغائبة" ألقاها في / 11 / 1412 هـ:
" .. فالشعوب الإسلامية تعيش في واد وحكامها يعيشون في وادٍ آخر، لأنهم لا يمثلون حقيقة الدين الذي تنسب إليه ".
إلى أن قال:
" أما واقعنا اليوم فالمؤسف أن الأمثلة التي تتجه إليها الأنظار غالباً هي أمثلة غير إسلامية ".
ماذا يعني هذا التعميم؟ على الحكام دون استثناء لحكام هذه البلاد المباركة ( المملكة العربية السعودية )،ومن هي صاحبة الأمثلة التي تتجه إليها الأنظار غير هذه الدولة دولة الحرمين الشريفين حرسها الله ؟ وهو يقول : غير إسلامية. فتنبه!!

كيف تعد سلمان العودة ضمن العلماء الكبار يا سعد، وهو الذي يقول في شريط محاضرة بعنوان: " لماذا يخافون من الإسلام " في 11 / 1 / 1413 هـ:
السؤال : لا يخفى عليكم نظام الحكم في ليبيا وما فيها من محاربة للإسلام والمسلمين ، فما هو واجب المسلمين هناك ؟ أو يفرون بدينهم؟
الجواب : قال سلمان العودة: " هذا في كل بلد ".

أنظر إلى هذا التعميم دون استثناء أيضا، مع العلم أن المحاضرة في مكة المكرمة0
فإذا سمع الشباب هذه العبارات وغيرها من مثلها؛ وخاصة إذا صدرت من أمثال العودة، فهل سيعترف الشباب المغرر بهم بإسلام هذه الدولة " السعودية " ؟
الجواب : بكل تأكيد، لا. وواقع الذين فجروا يدلُ على ذلك. فتنبّه!!

وخذ هذه القاصمة يا سعد البريك من سلمان العودة الذي رفعتَ ذكره مع العلماء الكبار حيث يقول في شريط محاضرة بعنوان: " يا لجراحات المسلمين":
"... الرايات المرفوعة اليوم في طول العالم الإسلامي وعرضه، إنما هي رايات علمانية".
فهل بعد هذا التصريح يبقى لك أن تعدّه في مصاف العلماء الكبار؟

وهذه أخرى بصريح التهييج منه للشعب على ولي الأمر وإيغار صدور العامة؛ قَرُب المطاف أم بَعُد.
فيقول العودة في شريط محاضرة بعنوان: " هموم فتاة ملتزمة":

" إنني أعتقد أن زمن الشكوى المجردة قد انتهى، أو كاد أن ينتهي، أعني أن دور الخيرين والخيرات لا يجوز أبداً أن يتوقف عند مجرد الشكوى للجهات المختصة ... لأسباب ..." ـ وذكر منها ـ:
" ضغوط الناس لا يمكن إهمالها بحال من الأحوال، الآن ونحن في عصر صار للجماهير فيه تأثير كبير فأسقطوا زعماء وهزوا عروشاً وحكموا أسواراً وحواجز...".

وخذ هذه من سلمان العودة، الذي أقحمت اسمه بين العلماء الربانيين؛ الذين لم يبقى لهم دور في نظر العودة؛ إلا إعلان دخول الشهر وخروجه، حيث يقول في شريط محاضرة بعنوان: " وقفات مع إمام دار الهجرة":
" ... في بلاد العالم الإسلامي اليوم جهات كثيرة جداً، لم يبق لها في أمر الدين ـ وقد تكون مسؤولة عن الفتيا أحياناً ـ لم يبق لها إلا أن تعلن عن دخل شهر رمضان أو خروجه".

نقول يا سعد البريك: هل رجع سلمان عن قوله هذا ليشارك الكبار في هذه المهمة الصعبة التي ميّـزهم بها العودة ؟!
من الذي نقض فتوى كبار العلماء إبان حرب الخليج عندما استعان حكامنا بالأمريكان في صد عدوان الملحد صدام حسين؛ بناءً على إجماع العلماء في ذلك الوقت بجواز الاستعانة بالكفار؟ أليس هو سفر، وسلمان؟

يقول سلمان العودة في حوار مع مجلة "الإصلاح الإماراتية"عدد( 223 )، ( ص11):

"الأحداث التي حدثت في الخليج كشفت عن علل وأدواء كان المسلمون يعانون منها، وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثقة للمسلمين ..".
أليس هذا إنكار للمرجعية العلمية التي تتجه أنظار العالم الإسلامي بأسره إليها، المتمثلة في " هيئة كبار العلماء" في الدولة السعودية دولة الحرمين الشريفين ؟!

كيف تدخل يا سعد؛ سفــر الحوالي دائرة العلماء الكبار؟ وهو القائل في شــــريط رقم ( 266/2 ) من أسئلة درسه " شرح الطحاوية" الوجه الأول، في مسجد الأمير متعب بجدة:
" .. فشوقنا كبير أن تكون أفغانستان النواة، واللبنة الأولى للدولة الإسلامية، وما ذلك على الله بعزيز ".

وهنا العبارة واضحة، وكأنه لا يوجد دولة إسلامية بعْدُ، وهو يقيم هذا الدرس في مدينة جدة في ذلك الوقت.
يتباكون على دولة القبور والأضرحة، والمشاهد، ولا يقفون مع دولة التوحيد والعقيدة السلفية!!

هل يستحق سفر الحوالي أن يكون في قائمة العلماء الكبار الذين ذكرت يا دكتور سعد؟
وهو القائل في كتابه " كشف الغمة عن علماء الأمة"( ص 115 طـ. مكة)، وبعنوان آخر بـ "وعد كسنجر" ( ص138):
" .. ولقد ظهر الكفر والإلحاد في صحفنا، وفشى المنكر في نوادينا ، ودُعي إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا ، واستبحنا الربا، ... أما التحاكم إلى الشرع – تلك الدعوة القديمة – فالحق أنه لم يبق للشريعة عندنا إلا ما يسميه أصحاب الطاغوت الوضعي "الأحوال الشخصية" وبعض الحدود التي غرضها ضبط الأمن –"0

ثم بعد ذلك أقول للدكتور/ سعد البريك اقرأ ما يلي: عن شهادة بني جلدة "سيد قطب" ـ وشهد شاهد من أهله ـ، حتى تعرف حال سفر الحوالي ، وسلمان العودة وتلبيسهما على الشباب في ثنائهما على "سيد قطب" وأمثاله من أهل البدع:

يقول الدكتور ( يوسف القرضاوي ) ـ المرشح قبل شهور لرئاسة حزب "الإخوان المسلمين" بمصر في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية" ( ص 110 ):
" وفي هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع ، وإحياء الجهاد ، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة, ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير الشهيد ( في ظلال القرآن )، وفي ( معالم في الطريق )، وفي ( الإسلام ومشكلات الحضارة ) وغيرها".

قد يقول قائل: ربما كتب هذا بسبب اختلاف وقع بينهما في المنهجية التي يسير عليها حزب " الإخوان المسلمون"0

فنقول: خذ هذا التقرير أيضاُ ـ كي تستيقن ـ عن كتاب(سيد قطب) "معالم في الطريق" الذي أعده الشيخ عبد اللطيف السبكي – رئيس لجنة الفتوى بالأزهر – في زمانه، وقد نُشر هذا التقرير في مجلة "الثقافة الإسلامية" التي كان يصدرها "المجلس الأعلى للشئون الإسلامية" العدد الثامن بتاريخ 23 شعبان سنة 1385 هـ الموافق 24 نوفمبر سنة 1965 م تحت عنوان: ( عن كتاب معالم في الطريق، وهو دستور الإخوان المفسدين ), قال الشيخ عبد اللطيف السبكي:
" لأول نظرة في الكتاب يدرك القارى أن موضوعه دعوة إلى الإسلام، ولكنه أسلوب استفزازي ، يفاجئ القارى بما يهيج مشاعره الدينية ، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء الذين يندفعون في غير روية إلى دعوة الداعي باسم الدين ويتقبلون ما يوحي إليهم به من أهداف، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله ، وأن الأخذ به سبيل إلى الجنة "0
ثم سرد مواطن العطب في نقاط بأرقام الصفحات ، ونقل الجمل كما هي, حتى عدّ 21 نقطة، ثم قال:
" وبهذا الذي نقلته من الكتاب صار واضحاً من منطق الكاتب نفسه أنها دعوة هدامة غير سليمة ، ولا هادفة إلى إصلاح ، وإن كانت مسماة عند صاحبها بذلك الاسم المصطنع 000
وبعد: فقد انتهيت في كتاب ( معالم في الطريق ) إلى أمور:
1 – إن المؤلف إنسان مسرف في التشاؤم ينظر إلى المجتمع الإسلامي، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود، ويصورها للناس كما يراها هو، أو أسود مما يراها0
2 – إن "سيد قطب" استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام؛ مهما يكن في ذلك من إراقة دماء، والفتك بالأبرياء، وتخريب العمران وترويع المجتمع، وتصدع الأمة، وإلهاب الفتن، في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله، وذلك هو معنى: الثورة الحركية التي رددها كلامه 00". إ هـ0

وبعد هذا وذاك، هل ينبغي أن يكون سفر الحوالي، وسلمان العودة في مصاف كبار العلماء ؟!
الجواب أترك للقارىء العاقل، بلَه طالب العلم الفاهم للكتاب والسنة.

إن قال قائل : إن القوم رجعوا، أو تراجعوا عمّا كانوا عليه من مخالفات0
فنقول: إنّا نفرح بإسلام كافر، فكيف برجوع مسلم إلى جادة الحق؟!

ثم إننا لم نسمع منهما ذلك الرجوع المزعوم، والاعتراف بما كانا عليه من المخالفة التي أنكرها عليهم مجلس "هيئة كبار العلماء" برئاسة سماحة المفتي العام الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في دورته الحادية والأربعين المنعقدة بالطائف والذي صدر عنها خطاب المفتي المؤرخ في 3/4/1414هـ ورقم (951/2)، وجاء فيه ما نصه:
" .. فإن إعتذرا عن تلك التجاوزات والتزما بعدم العود إلى شيء منها وأمثالها فالحمد لله ويكفي، وإن لم يمتثلا مُنعا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية للمجتمع من أخطائهما هداهما الله والهمهما رشدهما". إهـ. بختم المفتي العام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى.
وقد عُرضت هذه الوثيقة على عالم اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فقال ما نصّه ـ بذيل الوثيقة ـ:
" لقد نصحت سلمان العودة مرتين أو ثلاث، وإني أرى هذا القرار الذي اتخذته" هيئة كبار العلماء" هو عين الصواب من أجل حماية المجتمع على وحدته ودرءً للفوضى والفتن فإنه لا يوجد أرض فيما أعلم يسودها الأمن والاطمئنان مثل أرض الحرمين ونجد".إهـ.

أقول: ولم نسمع منهما البراءة من أهل البدع والتحذير منهم، لأن من شرط التوبة والرجوع إلى الحق ممن كان قد جانب الصواب في وقت من الأوقات، أن يعترف أنه كان على باطل، والآن يقول بالحق الذي هو كذا وكذا0

يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتابه "عدة الصابرين" ( ص 80 ):
" من توبة الداعي إلى البدعة أنْ يبين أنّ ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، وانّ الهدى في ضده، كما شرط تعالى في توبة أهل الكتاب الذين كان ذنبهم كتمان ما أنزل الله من البينات والهدى، ليضلوا الناس بذلك؛ أن يصلحوا العمل في نفوسهم ويبينوا للناس ما كانوا يكتمونهم إيّاه، فقال:  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ، وهذا كما شرط في توبة المنافقين الذين كان ذنبهم، فساد قلوب ضعفاء المؤمنين وتحيزهم واعتصامهم باليهود والمشركين أعداء الرسول ، وإظهارهم الإسلام رياءً وسمعة، أن صلحوا بدل إفسادهم وأن يعتصموا بالله بدل اعتصامهم بالكفار من أهل الكتاب والمشركين، وأن يخلصوا دينهم لله بدل إظهارهم له رياءً وسمعة، فكهذا تفهم شرائط التوبة وحقيقتها، والله المستعان".

وقال: إمام أهل السنة في زمانه الشيخ / عبد العزيز بن باز – رحمه الله – في حق عبد الرحمن عبد الخالق ، وذلك في "مجموع الفتاوى.." ( 8/ 242، 244، 245 ):
" فالواجب عليك الرجوع وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية".
وقال أيضاً: " فالواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية، وفي مؤلفٍ خاصٍ يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه ". إهـ.
قلت: وهذا الشرط من البيان والإيضاح، والإعلان؛ في كلام ابن القيم، وابن باز – رحمهما الله – : هو منهج قائم ـ إلى أن تقوم الساعة ـ لأهل السنة والجماعة في حق كل من خالف الكتاب والسنة كائن من كان.
فإلى متى نستمر في السكوت عن المخالفين، وتمجيدهم، وإبرازهم للناس؛ بمثابة علماء كبار؟!
ألأنهم يحملون (حرف الدّال) قبل الإسم؟

وبذكرك يا دكتور سعد البريك؛ سلمان العودة، وسفر الحوالي مع العلماء الكبار، يُشعر بأن علماءنا الكبار؛ على منهج سفر، وسلمان في التهييج، والتسرع، والاندفاع وحب الظهور، دون النظر إلى ما تقتضيه المصلحة والسياسة الشرعية !!

خذ هذه حتى يستيقن العاقل أن الأمور لا تزال كما هي:
سفر الحوالي في مداخلة مع "قناة الجزيرة" عند استضافتها " محسن العواجي" في رمضان 1424هـ موجهاً نصيحة للثلة الخوارج الذين يفجرون أو يخططون للتفجيرات، ويسميهم هو بـ " الإخوة المنتسبين للجهاد"، فيقول:

" وأبدأ الخطاب للإخوة .. أظن أن لابد أن أذكرهم .. أنه لا يخفى عليكم أيها الإخوة ما فعلت بي الحكومة شخصياً منذ مدة طويلة، وأنا حتى هذه اللحظة محروم من كثير من الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن، أو مقيم في هذه البلد..".
أقول: إن كان قصدك إيقافك السنوات الماضية، فهذا نتاج خروجك عن السّنة، وعن نصح "هيئة كبار العلماء" لك.
ويقول في نفس المداخلة:
" .. يجب على الدولة أن تعالج هذه المشكلة ـ وهو يقصد قضية التكفير كما صرح بها قبل هذه العبارة في مداخلته، ثم يستمر فيقول ـ: يعني .. يعني تلغي كل القوانين الوضعية، وتتحاكم فعلاً إلى الشريعة، وتعدِّل نظام القضاء...".إهـ.
أقول:
أليس هذا تكفير؟
فمن يطالب بتعديل القضاء إلى الشريعة؛ فماذا يكون الأصل عنده في هذه الدولة المباركة؟؟؟؟
الجواب واضح لا غبار عليه لكل لبيب.
إن مِنْ مخالفتك للسنة يا صاحب الدكتواة في العقيدة: أن تنشر وعلى الملأ هذه المطالب، وكذلك خبر ما فعلتْ بك الحكومة، وكأنك كنت مظلوماً، وإذا كانت الحكومة ظلمتك، فهل "هيئة كبار العلماء" تواطؤا على ظلمك أيضاً، عندما أصدروا القرار الآنف الذكر؟!
وإلاّ من الذي منعك عند الدخول إلى ولي الأمر كي تتظلّم إليه، وقد فتح باب الحوار؟!!
ولكنك ما زلت على منهجك القديم.

ويقول سفر الحوالي في المداخلة نفسها:
" أقول للدولة ... هذه تقتضي منا مبادرة حكيمة.., الأمر الأول:
عفو عام عن جميع المعتقلين، وعن جميع المطلوبين الذين يسلمون أنفسهم..
الثاني: محاكمة المحققين الذين امتهنوا كرامة المعتقلين بالتعذيب وبالقذف وبالتجريح".
أقول: مثل هذه النصائح من السّنة ـ يا دكتور العقيدة ـ أن تكون في السر بينك وبين ولاة الأمر ولا تكون على رؤؤس الأشهاد، حتى لا يفرح بها الأعداء، ولا يقتدي بها الجاهل. ولكن الله أراد أن يبن حالك للعاقل من بني آدم، بأن سفر الحوالي قبل الإيقاف هو سفر الحوالي اليوم.
وأُذكِّرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والحاكم في المستدرك واللفظ له: ( من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبدها علانية، وليأخذ بيده، وليخل به؛ فإن قَبِلها قَبِلها، وإلا كان قد أدّى الذي عليه والذي له).
وليكن قدوتك الصدر الأول فقد أخرج البخاري ومسلم في " تصحيحيهما" من حديث أبي وائل قال:
" قيل لأسامة: لو أتيت فلاناً [ ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟]، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أُسْمعكم! إني أكلمه في السر".
ولولا الذي حرك الهمة ـ من أنك يا دكتور سعد أشهرتَ سفر، وسلمان وجعلتهما في مصاف العلماء الكبار كي يلتف حولهما الشباب ـ، والغيرة على دين الله؛ لَمَا أسمعتك، أو أقرأتُك ما كتبته أعلاه، ولما كنت أرغب في هذه الكتابة في هذا الوقت بالذات0
ولكن أراد الله أن يقضي أمراً كان مفعولا.

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل

فاللهم اجعلنا ممن يغار على دينك وسنة نبيك؛ على وفق منهج السلف الصالح،
واجعلنا ممن يلتف حول علمائهم في النوازل وغيرها، وحول ولاة أمرنا حفظه الله الجميع ، آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،


كتبه
جمال بن فريحان الحارثي
في 23/3/1425هـ

12d8c7a34f47c2e9d3==