المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توعية المرأة المسلمة وتثقيفها


كيف حالك ؟

عبدالله العامري
05-11-2004, 06:08 AM
.

أحسن الله إليك . يقول هذا -فضيلة الشيخ حفظكم الله-: تعلمون ما تواجهه المرأة في الآونة الأخيرة، من هجمات شرسة من أعداء الله، الذين يريدون إخراجها من بيتها وحيائها، والذب بها في مستنقعات الرذيلة، ومزاحمة الرجال، وإبعادها عن دينها، وشغلها عن تعلمه وتعليمه بأمور تافهة، وحيث أنني ممن يحضرن هذا الدرس، أرجو من فضيلتكم توجيه كلمة إلى أهل الخير، ممن يحضرون هذا الدرس، وذلك في دعوتهم وحثهم إلى إحضار أهلهم لمثل هذه الدروس، التي تزيد المرأة المسلمة علما وتمسكا بدينها، فإنني ألحظ التقصير الواضح من أهل الخير -حفظهم الله-، وذلك بقلة العدد الذين يحضرن، فلا أرى إلا امرأة أو امرأتين، فأرجو من فضيلتكم توجيه هذه الكلمة؛ مساهمة في توعية المرأة المسلمة وتثقيفها، ونعلم -وبكل ثقة- أن المرأة المسلمة جديرة بالعلم، ولتقف في وجه خطط الأعداء. والله يحفظك.


بارك الله في السائلة، وزادها توفيقا وعلما وسدادا، ولا شك أن التعليم وتعلم العلم الشرعي أمره عظيم، وفضله جسيم، والأدلة على فضل العلم، وتعلم العلم وتعليمه كثيرة، معروفة في الكتاب والسنة، قوله: (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) وهذا عام للرجال والنساء.

فينبغي للمسلم والمسلمة، ولطالب العلم ولطالبة العلم، العناية بطلب العلم، وينبغي أيضا للطالبات وللطلاب، حث إخوانهم على حضور حلقات العلم والدروس العلمية؛ حتى يتفقه الإنسان في دينه.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) ولا شك أن الإنسان إذا تعلم عبد ربه على بصيرة، واستطاع أن يرد على شبه المبطلين، واستطاع أن يعلم الحق ويتبصر، ويرد الباطل، فهذا عام للرجال والنساء، فأنا أهيب بالطلاب والطالبات من الرجال والنساء، العناية بطلب العلم وحضور الحلقات، والصبر والمصابرة والعناية بهذا، ولو فاته الإنسان شيء من أعمال الدنيا؛ فإن العلم الشرعي فضله عظيم، وهو أفضل كما قال العلماء: أفضل من نوافل العبادة، أفضل من نوافل الصلاة والصوم والحج.

يعني: إذا دار الأمرين أن تطلب العلم، أو تتنفل في الليل أو في الضحى، طلب العلم أفضل، أفضل إذا كان ما تتمكن من الصيام النفل: صيام الاثنين والخميس، صيام البيض، يخل بطلب العلم، فطلب العلم أفضل، وهكذا.

فهو أفضل من نوافل العبادة، من أجل القربات، وأفضل الطاعات لمن صلحت نيته، وقصد به ذلك وجه الله والدار الآخرة، فلا شك أن ما ذكرته السائلة -يعني- جديرا بالعناية، وينبغي للطلاب والطالبات حث الإخوان والأخوات على طلب العلم وبيان فضله؛ حتى يشيع الخير، وحتى ينتشر العلم، وحتى ترد الهجمات الشرسة التي يلقيها أعداء الله، بسبب التسلح بالعلم.

إنما نرد هذه الهجمات إذا تسلحنا بسلاح العلم، أما إذا كان الإنسان جاهلا، فقد يغتر وقد ينطلي، تنطلي عليه الشبه، لكن صاحب البصيرة لا تنطلي عليه الشبه.

وأذكر مثالا لهذا: في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم سأل عن عالم، فدل على راهب عابد، يتعبد الليل والنهار، ويصوم، فجاءه فقال له: قتلت تسعة وتسعين نفسا، فهل لي من توبة. قال: أعوذ بالله تسع وتسعين، ليس لك من توبة. فقتله وكمل به المائة.

هذه عقوبة عاجلة؛ لأنه جاهل جهلا مركبا، عابد ما يتعلم، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على عالم، فقال: قتلت مائة نفس، فهل لي من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟

شوف العلم، العلم نور، قال: من يحول بينك وبين التوبة؟ من تاب، تاب الله عليه، مهما فعل، ولو فعل الشرك . فهذا الأول أفتى بجهل لأنه عابد، والثاني أفتى بعلم، انظروا الفرق بين آثار هذا وآثار هذا، آثار الأول قتل، عقوبة عاجلة، والثاني من آثاره تاب، وأرشده إلى أن يعبد الله في مكان، بلدة كذا.

وجاءه الموت، فتختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، وفي النهاية قبضته ملائكة الرحمة؛ بسبب النور والإرشاد من العالم، فالعلم نور والجهل ظلام. نسأل الله السلامة، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعلم الصالح، وأن يجعلنا وإياكم من العالمين والعاملين، الذين هم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يثبتنا وإياكم على دينه حتى الممات، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا -صلى الله عليه وسلم-، والعلم بسنته، والعض عليها بالنواجذ، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


للعلامة الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله -

.

12d8c7a34f47c2e9d3==