أم عمر
05-10-2004, 02:30 PM
التلاوة لروح الميت ، يعني أن يقرأ القارئ القرآن وهو يريد أن يكون ثوابه لميت من المسلمين ، فقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، فمنهم من يرى أن ذلك غير مشروع ، وأن الميت لا ينتفع به ، أي لا ينتفع بالقرآن في هذه الحال ، ومنهم من يرى أنه ينتفع بذلك ، وأنه يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن بنية أنه لفلان أو فلانة من المسلمين ، سواء كان قريبا له ، أم غير قريب له ، وهذا هو الأرجح ، لأنه ورد في جنس العبادات جواز صرفها للميت ، كما في حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه ، حين تصدق بمخرافه أي ببستانه لأمه – أخرجه مالك في الموطأ - ، وكما في قصة الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام : إن أمي افتُلتت نفسها ، وأظنها لو تكلمت لتصدقت ؛ أفأتصدق عنها قال : " نعم " أخرجه البخاري ومسلم .
وهذه قضايا أعيان ، تدل أن صرف جنس العبادات لأحد من المسلمين جائز ، وهو كذلك ، ولكن الأفضل من هذا ؛ أن يدعو للميت ، وأن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم . ولم يقل : أو ولد صالح يتلو له ، أو يصلي له ، أو يصوم له ، أو يتصدق عنه ، بل قال أو ولد صالح يدعو له ، والسياق في سياق العمل ؛ فدلّ ذلك على أن الأفضل أن يدعو الإنسان للميت ، لا أن يجعل له شيئا من الأعمال الصالحة ، والإنسان محتاج إلى العمل الصالح ، أن يجد ثوابه مدخرا له عند الله عز وجل .
أما ما يفعل بعض الناس من التلاوة للميت بعد موته بأجرة ، مثل أن يحضر قارئا يقرأ القرآن بأجرة ، ليكون ثوابه للميت ، فإن هذا بدعة ، ولا يصل إلى الميت ثوابه ، لأن هذا القارئ إنما قرأ من أجل الدنيا ، ومن أتى بعبادة من أجل الدنيا ، فإنه لا حظَّ له منها في الآخرة ، كما قال تبارك وتعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) .
وإني بهذه المناسبة ، أوجه نصيحة إلى إخواني الذين يعتادون مثل هذا العمل ، أن يحفظوا أموالهم لأنفسهم ، أو لورثة الميت ، وأن يعلموا أن هذا العمل بدعة في ذاته ، وأن الميت لا يصل إليه ثوابه ، لأن القارئ الذي ليس له نية في قراءته إلا أخذ الأجرة ، ليس له ثواب عند الله عز وجل ، وحينئذ يكون أخذ الأموال ولم ينتفع الميت بذلك .
فقه العبادات / الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
وهذه قضايا أعيان ، تدل أن صرف جنس العبادات لأحد من المسلمين جائز ، وهو كذلك ، ولكن الأفضل من هذا ؛ أن يدعو للميت ، وأن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم . ولم يقل : أو ولد صالح يتلو له ، أو يصلي له ، أو يصوم له ، أو يتصدق عنه ، بل قال أو ولد صالح يدعو له ، والسياق في سياق العمل ؛ فدلّ ذلك على أن الأفضل أن يدعو الإنسان للميت ، لا أن يجعل له شيئا من الأعمال الصالحة ، والإنسان محتاج إلى العمل الصالح ، أن يجد ثوابه مدخرا له عند الله عز وجل .
أما ما يفعل بعض الناس من التلاوة للميت بعد موته بأجرة ، مثل أن يحضر قارئا يقرأ القرآن بأجرة ، ليكون ثوابه للميت ، فإن هذا بدعة ، ولا يصل إلى الميت ثوابه ، لأن هذا القارئ إنما قرأ من أجل الدنيا ، ومن أتى بعبادة من أجل الدنيا ، فإنه لا حظَّ له منها في الآخرة ، كما قال تبارك وتعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) .
وإني بهذه المناسبة ، أوجه نصيحة إلى إخواني الذين يعتادون مثل هذا العمل ، أن يحفظوا أموالهم لأنفسهم ، أو لورثة الميت ، وأن يعلموا أن هذا العمل بدعة في ذاته ، وأن الميت لا يصل إليه ثوابه ، لأن القارئ الذي ليس له نية في قراءته إلا أخذ الأجرة ، ليس له ثواب عند الله عز وجل ، وحينئذ يكون أخذ الأموال ولم ينتفع الميت بذلك .
فقه العبادات / الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى