المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شواهد من فجور الإرهابيين تتجلى في أحداث ينبع والوشم


كيف حالك ؟

أبي التياح الضبعي
05-03-2004, 03:03 PM
شواهد من فجور الإرهابيين تتجلى في أحداث ينبع الوشم



الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى حرَّم الإفساد في الأرض، وتوعد الفجار بالنار والعذاب..

الفجور هو الانبعاث في المعاصي، وشق ستر الديانة.

قال تعالى: {وإن الفجار لفي جحيم}.

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النَّار...)).


شواهد فجور هؤلاء المخربين الخوارج قد تجلت لكل مسلم وعاقل فيما حصل في ينبع ، والوشم في الرياض.





أولاً: قد ظهر فجور الخوارج بقتلهم للمسلمين في الوشم وينبع .



فويل لهم من الله العزيز الجبار الذي قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.


وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)) . رواه مسلم

عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))

قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81)، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.

وقتل النفس المؤمنة من السبع الموبقات المهلكات.



ثانياً: قد ظهر فجور الخوارج بترويعهم للمؤمنين، وإخافتهم الآمنين.




قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)) رواه أبو داود بسند صحيح.

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:

كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير، فخفق رجل على راحلته، فأخذ رجل سهماً من كنانته، فانتبه الرجل ففزع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لرجل أن يروع مسلماً)) رواه الطبراني في الكبير وهو حديث صحيح.

وإيذاء المؤمنين بهتان وإثم مبين..

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}

فكيف بإخافتهم وترويعهم؟



ثالثاً: قد ظهر فجور الخوارج بخروجهم عن طاعة ولي الأمر، ونزعهم البيعة من رقابهم، وتفريقهم جماعة المسلمين ، وتكفيرهم دولة الإسلام.




الخروج عن طاعة ولي الأمر، ونزع البيعة وتفريق جماعة المسلمين من الأمور المخالفة لأصول الإسلام، ومن خصال الجاهلية .

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمهُ اللهُ- في الأصول الستة: "

الأصل الثاني : أمر الله بالاجتماع في الدين ، ونهى عن التفرق فيه ، فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالّذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه . ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك ، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون –يعني: بزعمهم-.

الأصل الثالث : أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمَّر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين النبي -- هذا بياناً شائعاً كافياً بكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعى العلم فكيف العمل به ؟ ."

وقال -رحمهُ اللهُ- في "مسائل الجاهلية" : " ( الثانية ) : أنهم متفرقون في دينهم ، كما قال تعالى : { كل حزب بما لديهم فرحون } ، وكذلك في دنياهم ويرون أن ذلك هو الصواب ، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } وقال تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء } ونهانا عن مشابهتهم بقوله : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } ، ونهانا عن التفرق في الدنيا بقوله : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } .

( الثالثة ) : أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة ، والسمع والطاعة له ذل ومهانة ، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة ، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة ، وغلظ في ذلك وأبدي فيه وأعاد .

وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما "صح" عنه في الصحيحين أنه قال : "إن الله يرضى لكم ثلاثاً : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" . ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها .

فهؤلاء الخوارج في ينبع والرياض وغيرها من بلاد المسلمين أبغض الناس إلى الله وأبعدهم من رحمته .

عن عبد الله بن عباس -رضي اللهُ عنهما-: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه)) رواه البخاري في صحيحه.



رابعاً: قد ظهر فجور الخوارج بنقضهم العهد وخيانتهم لله ورسوله للأنهم آذوا الأجانب المستأمنين والمعاهدين في الرياض وينبع وغيرها.



قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}.

وقال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}.

وقال تعالى: { وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

فهؤلاء الخوارج الذين آذوا الأجانب الذين جاؤوا للعمل في البلاد السعودية خائنون لله ورسوله وللمؤمنين، ناقضون لعهد الله ورسوله، مخفرون لذمة الله ورسوله.


فإن الأجانب إنما قدموا إلى البلاد السعودية بعهد وأمان من الدولة ، ومن كفلائهم الذين أحضروهم وهؤلاء الكفلاء مؤمنون..



قال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده)).

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ)).

ومن حق الأجانب المستأمنين على جميع المواطنين والمقيمين أن يحفظوا حقوقهم وأن لا يظلموهم وأن لا يعتدوا عليهم وإن كان غيرهم من أبناء جلدتهم قد آذى إخواناً لنا ..

فلا يؤخذ أحد بجريرة غيره : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.




خامساً: قد ظهر فجور الخوارج بنقضهم العهد وخيانتهم لله ورسوله لأنهم قتلوا الأجانب المستأمنين والمعاهدين في الرياض وينبع وغيرها.



فقد حرم الله قتل المعاهدين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)) رواه البخاريُّ في صحيحه.

فمن يخفر ذمة الله ورسوله ويقتل الأجانب المستأمنين فهو غادر خائن لله ورسوله وللمؤمنين وهو مجرم أثيم أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله.

بل من يقتل الأجانب المعاهدين ممن يقاتل في سبيل الطاغوت .

قال تعالى:{ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}

فهذه بعض صور الفجور، وشواهد إجرام هؤلاء الخوارج الأخباث الذين يَدَّعُونَ التدين والالتزام بالشرع، ويدَّعُون الجهادَ وهم بريؤون منه، وهو بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب –عليهما السلام-.

أسأل الله أن يطهر منهم البلاد ، وأن يحمي من شرهم العباد ، وأن يكشفهم ويعمي أبصارهم ويهلكهم ويجعلهم عبرة للحاضر والباد.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

12d8c7a34f47c2e9d3==