أبي التياح الضبعي
04-30-2004, 08:06 PM
السؤال :
فضيلة الشّيخ فالح حفظكم الله يتَّهمكم بعض الذين في قُلوبهم مرضٌ بالتّسرع في الحُكم على الأشخاص فما هو منهجكم في الرّد على المخطئ ؟
فأجاب عليه سلَّمه الله ومتع به :
أولاً: لي ملاحظة على في قلوبهم مرض أرجو أن تجتنب هذه العبارات أو الأسلوب.
والأمر الثاني: نحن لاَ نتكلم بدون علم إنشاء الله وبدون منهج ننظبط به ، فنحن نتبع منهج أهل السنة والجماعة ومنهج أهل السنة والجماعة هو النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم و القول بعلم ، فإذا قال الإنسان بعلم متبعاً منهج السلف وأهل السنة والجماعة في أحكامه ، فما أظن ما عليه من عتب وعليه من ضيق أو ملامة ولكن إذا قال الإنسان بدون علم ، بدون بصيرة ، ونعوذ بالله أن نقول بدون علم و أن نحكم على الأشخاص بالظنة ولا أعرف أنني حكمت على شخص بدون أن أبين لماذا حكمت عليه ، فالذي ينظر وهو صاحب إنصاف وعدل ما أظنه يخالفني فيما أقول به بخصوص الأشخاص، ويقول مثل هذه المقالة التي أشرتم إليها ، لأن الإنسان حينما يقول بعلم ويقول بحجة ويحكم على الآخرين بضوابط شرعية ، لا يُقال عنه بأنه تزيدَ أو تعدَى ، اللَّهم إن كان لا يسوغ الحُكم على رأي هؤلاء المُمَيَّعين الذين لا يُريدُون أن يبدَّعَ الشَّخص أو أن يُضَلَّلَ الشخص أو أن يُحكمَ عليه بمخالفته للمنهج أو العقيدة أو للأحكام الشرعية هذا مُحَال ، فرَسولنَا صلى الله عليه وسلم جاء فَرقٌ بين الناس ، ما جاء به يفرق بين الحق والباطل وما قامت الحُجة الرسالية عليه من أنه قد خالف أو أخطأ ، خصوصًا في العقائد ، في المناهج ، في التوحيد ، فإنه لا يجوز مخالفة منهج أهل السنة الجماعة وعقيدة أهل السنة والجماعة ، وهناك أمرٌ بالمعروف ونهي عن المنكر ، وهناك ولاء وبراء على ما يأتي به الأشخاص من عقائد ومناهج وسلوكيات، والميزان في ذلك إنما هو الشَّرع على منهج أهل السنة والجماعة، أهل الحق، السلف الصالح ، أهل السنة والجماعة ، وإلا فلما افترقت الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، قد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم( كلها في النار إلا واحدة ) ثم قال لما سُأل عنهم ( هو من كان ما أنا عليه وأصحابي اليوم ) , وقال في رواية أخرى ( هم الجماعة ) من كان على ما عليه هو وأصحابه في ذلك اليوم قبل أن توجد الأهواء والبدع والنحل الظَّالة والذي يخرج المؤمن منها هو أن يحكم فيها بشرع الله ، بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والجماعة يكونون حول إمام يكون لهم إمام ، كما قال صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان قال: ( يا رسول الله ما تراني إن أدركني ذلك) بمعنى أن هناك أناس ودعاة على أبواب جهنم في الحديث الطويل ، قال صلى الله عليه وسلم ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قال( أي حذيفة ) ( فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ) قال ( تعتزل تلك الفرق ولو أن تعض على أصل شجرة حتي يأتيك الموت وأنت على ذلك) .
قد أجمعت الأمة على أنَّ لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلاَّ بإمارة ولا إمارة إلا بسمع وطاعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث في صحيح البخاري '' ثلاث لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ملحد في الحرم ومبتغ سنة الجاهلية '' وهم أهل البدع والظلال لأنه صلى الله عليه وسلم قال'' من مات وليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية '' والثالث'' ومطلب دم امرى بغير حق ليهريق دمه'' فالذي يفهم أنه لا يحكم على الناس بأعمالهم فهذا لم يفهم الشرع، فهذا هو الذي يرتكب الجناية العظيمة حينما يُمَيَّع الدين ، يطعن في أهله لأنهم يحكمون به، نحن نقول إذا قامت الحجة الشرعية على مخالفة الإنسان فيحكم عليه بما يناسبه و إذا كان الحكم على عمله فإنه يحكم عليه مباشرة وإذا كان الحكم عليه ، وهل يجرح بهذا العمل، ولا أعني الجرح ، كما يفهم طلاب العلم ما تُحَاكم إليه الرواية في علم المصطلح ، إنما يطعن في دينه ، ذلك يكون عند ما يعمل فيه باب الأحكام عند أهل السنة والجماعة ، فلا بد من توفر شروط وإنتفاء موانع حتى يحكم عليه والأمور تفصيلها يطول، هناك أمور قد لا تحتاج إلى إقامة حجة وأمور تحتاج إلى إقامة حجة وأمور في إجتهادها ولمعرفة الشخص فلا يحتاج إلى إقامة حجة ، ففيه أمور لا بد من إقامة الحجة وأن تنتفي الموانع مع توفر الشروط ، هذه قواعد وأصول عند أهل السنة والجماعة لا يحكمون بدونها ، فالذي يحكم بها يكون ذا عارٍ؟[ وتلك شكاة ظاهر عنك عارها] والله لا أرى عليه عارٌ، بل العار بأنه سكت وميَّع الدين وميَّع الأمَّة ومن وجد أنَّني حكمت على إنسان بالظَّنة وبدون حجة فعليه أن ينصَحني، وأن يبين وأنا أشكرهُ على ذلك ، وإذا تبين لي خطأ نفسي والله لأرجعنّ وأعلن توبتي وما من شخص تكلمت فيه وتبين لي خلاف ما قلت إلا ولا أتردد أبدا ولا لحظةً واحدة بأن أعلن خلافَ ما قلتهُ ولا أذكر أن شخصاً تكلمت فيه سئلت عنه ، تكلمت فيه أو رأيت من سلوكياته ومن عمله ما يحتاج إلى أن يحذر منه أو أن يحذر إلا أن المسألة يترتب عليها ولاء وبراء ، وقد ترددت أو بقيت مدة طويلة قبل أن أظهر ما قلته أو أقول ما قلتُ، ولكن جميع الأشخاص أصحاب التَّوجهات الذين تكلمنا عنهم إنتظرناَ عليهم كثيراً , ورأينا من الخطورة بمكان الإستمرار في السكوت , وقد يخالف من لايرى ما نراه ، ولا ينظبط بالظوابط التي ننظبط بها ، هذا لا يهمنا في الحقيقة و إنما الذي يهمنا ، لم يصب وأخطأ في ما قاله ،الإنسان يخاف على نفسه خوفه على نفسه ، ينبغي أن يكون أكثر من خوفه على غيره ، فكيف ينسى نفسه ويخاف على غيره ، لا بد وأن يخاف على نفسه قبل غيره ، ونحن نعلم حرمة المسلم وحرمة الطَّعن فيه وأن ذلك أعظم من حرمة الكعبة ، هذه البنية القريبة منكم، هذا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم ، ولكن هل يريد مناَّ الناس أن نعيش هكذا بدون أن نعرف أمرنا ،غيرنا، وأن ننصح لإخواننا لا نفرق بين بدعة وسنة، وبين مبتدع وسني، وبين ظال ومهتد ، وهذا قَدَرُناَ هذا كتاب الله يحكم بينناَ ، لا بد من هذا وإلاَّ لماذا؟ ، هذه هي أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه هي أحكام الشرع ، لماذا الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الأمة ثلاثة وسبعين فرقة؟ ، ثم قال '' كلها في النار إلا واحدة'' وعين مواصفات هذه الواحدة وأن أولئك جميعا هم أعداء هذه الواحدة لأنهم يخالفونها حتى جاء عن بعض السلف أنهم قالوا '' ما إبتدع أحد بدعة إلا رأى السيف '' أهل البدع كلهم يجتمعون على السيف ، ولكن الذين إشتهروا بالسيف والدماء أكثر هم الحرورية ، الخوارج ، وإبتلوا بهذه البلية لأنهم لا فقه عندهم ، ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا" ، "وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصبة* تصلى نارا حامية" يظنون أن غيرهم ليس على الإسلام أنهم هم الذين على الإسلام فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم '' لا يجاوز حناجرهم فهم أكثر ضربا للقرآن ولأحكام الإسلام بعضها ببعض هل يترك هؤلاء ، أيُترك أهل البدع والظَّلال؟ ويُقال:[ لا تثيروا غبار!] ، [ لا تحـرك الســاكن!] ، [لا تفرّق كلمــة المسلمــين!] ، رَسُـول الله صلى الله عليه وسلم جاء فــرقاً وهو الذي قــال : '' ستفترق هذه الأمَّة على ثلاثة وسبعين فرقة ، كلُّها في النار إلا واحدة'' سبحان الله ، أي سنة عند من يدَّعي السُّنة أو من يدَّعي أنه صاحب حق وهو ُتنتهك حُرمة حُرمة السُّنة وُيعتدى على أهل السنة ويُطعنُ فيهم وهو بارد القلب متبرد الإحساس ويقال له كما يقول القائل:
اللصّ في دَاري وبَين محَارمي* يَئدُ النُّفوسَ ويَكتُم الأنفاسَا
ويُقال لي لاَ لاَ تُحرّك سَـاكنًا* أبدًا ولاَ تَجـرَح لَهُ إحسَــاسًـــا
نحن نعلم حينما نتكلم أنه أولئك سيرموننا عن قوس واحد وأن أعدائنا هم إثنتان وسبعون فرقة ، بل والله إن الحزبيين والحَركيين ومن يدعون أنهم هم الإسلاميون دون غيرهم في هذا الزمان ليدخلون فرقتين زائدتين وهم غلاة الجهمية والرافضة أخرجوهم فهم يدخلونهم ولا يخرجون إلا أهل الحق ويرمونهم جميعا عن قوس واحد لما قلنا أنهم لا يفهمون منهج أهل السنة والجماعة وميَّعوا الدين وضلوا من حيث يشعرون أولا يشعرون ،فحتى لا يضل الناس ورائهم فيهلكون بتبعيتهم ، قامت الدنيا ولم تقعد بعد ، لكن ما يهمنا ،إذا كان ما نفعل لربنا سبحانه وتعالى ، فلا تهتموا بهذا أيُّها الإخوة وإنما إهتمُوا بالحق وبمن يقول الحق والرجال يعرفون بالحق ولا يعرفون الحق بالرجال , وإيَّاكم من تقديس الأشخاص ، لكن أقول يجب أن يكون ولاء وبراء على الأشخاص ، لما يحملونه من حق ، إذا طعن فيهم من أجل ما هم عليه من حق وصواب وما هم عليه من سنة وليس بصحيح أنه لا يكون ولاء على الأشخاص بإطلاق وإلا فكيف نوالي على رسول الله وأصحابه رسول الله وعلى التابعين وتابع التابعين ومن جاء بعــــدهم ممن ســـار على نهجــهم إلى يوم الــديــــن قد قال الله سبحانه وتعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " نعم.
المصدر: شريط بـعنوان '' أسئلة في المنهج'' للشيخ فالح بن نافع الحربي - إنتاج تسجيلات مجالس الهدى للإنتاج والتوزيع-.
منقول
فضيلة الشّيخ فالح حفظكم الله يتَّهمكم بعض الذين في قُلوبهم مرضٌ بالتّسرع في الحُكم على الأشخاص فما هو منهجكم في الرّد على المخطئ ؟
فأجاب عليه سلَّمه الله ومتع به :
أولاً: لي ملاحظة على في قلوبهم مرض أرجو أن تجتنب هذه العبارات أو الأسلوب.
والأمر الثاني: نحن لاَ نتكلم بدون علم إنشاء الله وبدون منهج ننظبط به ، فنحن نتبع منهج أهل السنة والجماعة ومنهج أهل السنة والجماعة هو النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم و القول بعلم ، فإذا قال الإنسان بعلم متبعاً منهج السلف وأهل السنة والجماعة في أحكامه ، فما أظن ما عليه من عتب وعليه من ضيق أو ملامة ولكن إذا قال الإنسان بدون علم ، بدون بصيرة ، ونعوذ بالله أن نقول بدون علم و أن نحكم على الأشخاص بالظنة ولا أعرف أنني حكمت على شخص بدون أن أبين لماذا حكمت عليه ، فالذي ينظر وهو صاحب إنصاف وعدل ما أظنه يخالفني فيما أقول به بخصوص الأشخاص، ويقول مثل هذه المقالة التي أشرتم إليها ، لأن الإنسان حينما يقول بعلم ويقول بحجة ويحكم على الآخرين بضوابط شرعية ، لا يُقال عنه بأنه تزيدَ أو تعدَى ، اللَّهم إن كان لا يسوغ الحُكم على رأي هؤلاء المُمَيَّعين الذين لا يُريدُون أن يبدَّعَ الشَّخص أو أن يُضَلَّلَ الشخص أو أن يُحكمَ عليه بمخالفته للمنهج أو العقيدة أو للأحكام الشرعية هذا مُحَال ، فرَسولنَا صلى الله عليه وسلم جاء فَرقٌ بين الناس ، ما جاء به يفرق بين الحق والباطل وما قامت الحُجة الرسالية عليه من أنه قد خالف أو أخطأ ، خصوصًا في العقائد ، في المناهج ، في التوحيد ، فإنه لا يجوز مخالفة منهج أهل السنة الجماعة وعقيدة أهل السنة والجماعة ، وهناك أمرٌ بالمعروف ونهي عن المنكر ، وهناك ولاء وبراء على ما يأتي به الأشخاص من عقائد ومناهج وسلوكيات، والميزان في ذلك إنما هو الشَّرع على منهج أهل السنة والجماعة، أهل الحق، السلف الصالح ، أهل السنة والجماعة ، وإلا فلما افترقت الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، قد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم( كلها في النار إلا واحدة ) ثم قال لما سُأل عنهم ( هو من كان ما أنا عليه وأصحابي اليوم ) , وقال في رواية أخرى ( هم الجماعة ) من كان على ما عليه هو وأصحابه في ذلك اليوم قبل أن توجد الأهواء والبدع والنحل الظَّالة والذي يخرج المؤمن منها هو أن يحكم فيها بشرع الله ، بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والجماعة يكونون حول إمام يكون لهم إمام ، كما قال صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان قال: ( يا رسول الله ما تراني إن أدركني ذلك) بمعنى أن هناك أناس ودعاة على أبواب جهنم في الحديث الطويل ، قال صلى الله عليه وسلم ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قال( أي حذيفة ) ( فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ) قال ( تعتزل تلك الفرق ولو أن تعض على أصل شجرة حتي يأتيك الموت وأنت على ذلك) .
قد أجمعت الأمة على أنَّ لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلاَّ بإمارة ولا إمارة إلا بسمع وطاعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث في صحيح البخاري '' ثلاث لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ملحد في الحرم ومبتغ سنة الجاهلية '' وهم أهل البدع والظلال لأنه صلى الله عليه وسلم قال'' من مات وليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية '' والثالث'' ومطلب دم امرى بغير حق ليهريق دمه'' فالذي يفهم أنه لا يحكم على الناس بأعمالهم فهذا لم يفهم الشرع، فهذا هو الذي يرتكب الجناية العظيمة حينما يُمَيَّع الدين ، يطعن في أهله لأنهم يحكمون به، نحن نقول إذا قامت الحجة الشرعية على مخالفة الإنسان فيحكم عليه بما يناسبه و إذا كان الحكم على عمله فإنه يحكم عليه مباشرة وإذا كان الحكم عليه ، وهل يجرح بهذا العمل، ولا أعني الجرح ، كما يفهم طلاب العلم ما تُحَاكم إليه الرواية في علم المصطلح ، إنما يطعن في دينه ، ذلك يكون عند ما يعمل فيه باب الأحكام عند أهل السنة والجماعة ، فلا بد من توفر شروط وإنتفاء موانع حتى يحكم عليه والأمور تفصيلها يطول، هناك أمور قد لا تحتاج إلى إقامة حجة وأمور تحتاج إلى إقامة حجة وأمور في إجتهادها ولمعرفة الشخص فلا يحتاج إلى إقامة حجة ، ففيه أمور لا بد من إقامة الحجة وأن تنتفي الموانع مع توفر الشروط ، هذه قواعد وأصول عند أهل السنة والجماعة لا يحكمون بدونها ، فالذي يحكم بها يكون ذا عارٍ؟[ وتلك شكاة ظاهر عنك عارها] والله لا أرى عليه عارٌ، بل العار بأنه سكت وميَّع الدين وميَّع الأمَّة ومن وجد أنَّني حكمت على إنسان بالظَّنة وبدون حجة فعليه أن ينصَحني، وأن يبين وأنا أشكرهُ على ذلك ، وإذا تبين لي خطأ نفسي والله لأرجعنّ وأعلن توبتي وما من شخص تكلمت فيه وتبين لي خلاف ما قلت إلا ولا أتردد أبدا ولا لحظةً واحدة بأن أعلن خلافَ ما قلتهُ ولا أذكر أن شخصاً تكلمت فيه سئلت عنه ، تكلمت فيه أو رأيت من سلوكياته ومن عمله ما يحتاج إلى أن يحذر منه أو أن يحذر إلا أن المسألة يترتب عليها ولاء وبراء ، وقد ترددت أو بقيت مدة طويلة قبل أن أظهر ما قلته أو أقول ما قلتُ، ولكن جميع الأشخاص أصحاب التَّوجهات الذين تكلمنا عنهم إنتظرناَ عليهم كثيراً , ورأينا من الخطورة بمكان الإستمرار في السكوت , وقد يخالف من لايرى ما نراه ، ولا ينظبط بالظوابط التي ننظبط بها ، هذا لا يهمنا في الحقيقة و إنما الذي يهمنا ، لم يصب وأخطأ في ما قاله ،الإنسان يخاف على نفسه خوفه على نفسه ، ينبغي أن يكون أكثر من خوفه على غيره ، فكيف ينسى نفسه ويخاف على غيره ، لا بد وأن يخاف على نفسه قبل غيره ، ونحن نعلم حرمة المسلم وحرمة الطَّعن فيه وأن ذلك أعظم من حرمة الكعبة ، هذه البنية القريبة منكم، هذا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم ، ولكن هل يريد مناَّ الناس أن نعيش هكذا بدون أن نعرف أمرنا ،غيرنا، وأن ننصح لإخواننا لا نفرق بين بدعة وسنة، وبين مبتدع وسني، وبين ظال ومهتد ، وهذا قَدَرُناَ هذا كتاب الله يحكم بينناَ ، لا بد من هذا وإلاَّ لماذا؟ ، هذه هي أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه هي أحكام الشرع ، لماذا الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الأمة ثلاثة وسبعين فرقة؟ ، ثم قال '' كلها في النار إلا واحدة'' وعين مواصفات هذه الواحدة وأن أولئك جميعا هم أعداء هذه الواحدة لأنهم يخالفونها حتى جاء عن بعض السلف أنهم قالوا '' ما إبتدع أحد بدعة إلا رأى السيف '' أهل البدع كلهم يجتمعون على السيف ، ولكن الذين إشتهروا بالسيف والدماء أكثر هم الحرورية ، الخوارج ، وإبتلوا بهذه البلية لأنهم لا فقه عندهم ، ينطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا" ، "وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصبة* تصلى نارا حامية" يظنون أن غيرهم ليس على الإسلام أنهم هم الذين على الإسلام فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم '' يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم '' لا يجاوز حناجرهم فهم أكثر ضربا للقرآن ولأحكام الإسلام بعضها ببعض هل يترك هؤلاء ، أيُترك أهل البدع والظَّلال؟ ويُقال:[ لا تثيروا غبار!] ، [ لا تحـرك الســاكن!] ، [لا تفرّق كلمــة المسلمــين!] ، رَسُـول الله صلى الله عليه وسلم جاء فــرقاً وهو الذي قــال : '' ستفترق هذه الأمَّة على ثلاثة وسبعين فرقة ، كلُّها في النار إلا واحدة'' سبحان الله ، أي سنة عند من يدَّعي السُّنة أو من يدَّعي أنه صاحب حق وهو ُتنتهك حُرمة حُرمة السُّنة وُيعتدى على أهل السنة ويُطعنُ فيهم وهو بارد القلب متبرد الإحساس ويقال له كما يقول القائل:
اللصّ في دَاري وبَين محَارمي* يَئدُ النُّفوسَ ويَكتُم الأنفاسَا
ويُقال لي لاَ لاَ تُحرّك سَـاكنًا* أبدًا ولاَ تَجـرَح لَهُ إحسَــاسًـــا
نحن نعلم حينما نتكلم أنه أولئك سيرموننا عن قوس واحد وأن أعدائنا هم إثنتان وسبعون فرقة ، بل والله إن الحزبيين والحَركيين ومن يدعون أنهم هم الإسلاميون دون غيرهم في هذا الزمان ليدخلون فرقتين زائدتين وهم غلاة الجهمية والرافضة أخرجوهم فهم يدخلونهم ولا يخرجون إلا أهل الحق ويرمونهم جميعا عن قوس واحد لما قلنا أنهم لا يفهمون منهج أهل السنة والجماعة وميَّعوا الدين وضلوا من حيث يشعرون أولا يشعرون ،فحتى لا يضل الناس ورائهم فيهلكون بتبعيتهم ، قامت الدنيا ولم تقعد بعد ، لكن ما يهمنا ،إذا كان ما نفعل لربنا سبحانه وتعالى ، فلا تهتموا بهذا أيُّها الإخوة وإنما إهتمُوا بالحق وبمن يقول الحق والرجال يعرفون بالحق ولا يعرفون الحق بالرجال , وإيَّاكم من تقديس الأشخاص ، لكن أقول يجب أن يكون ولاء وبراء على الأشخاص ، لما يحملونه من حق ، إذا طعن فيهم من أجل ما هم عليه من حق وصواب وما هم عليه من سنة وليس بصحيح أنه لا يكون ولاء على الأشخاص بإطلاق وإلا فكيف نوالي على رسول الله وأصحابه رسول الله وعلى التابعين وتابع التابعين ومن جاء بعــــدهم ممن ســـار على نهجــهم إلى يوم الــديــــن قد قال الله سبحانه وتعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " نعم.
المصدر: شريط بـعنوان '' أسئلة في المنهج'' للشيخ فالح بن نافع الحربي - إنتاج تسجيلات مجالس الهدى للإنتاج والتوزيع-.
منقول