المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شد الأغلال على فتى الأدغال


كيف حالك ؟

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:05 PM
.

الكاتب : [ جروان ]
2003-09-30 04:10 PM المشاركات : 1417
شـــد الأغلال على فتـى الأدغال


شد الأغلال على فتـى الأدغال

أبو ريان الطائفـي ....... الطائف 4 / شعبان / 1424 هـ

( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

فمِنْ خِلالِ تَصَفُّحِيْ لأخْبَارِ الشَّبَكةِ العَالمَيِّةِ ودُخُولي بَعْضَ الموَاقِعِ التي تَخْتَلِفُ فِيْهَا الدِّلاءُ مَا بَيْنَ مُسْتَجْدٍ للِفَائِدةِ ، وَمَا بَيْنَ مُشَاغِبٍ ، وَمَا بَينَ هَؤلاءِ مِمَّنْ يَرِدُ هَذِهِ الموَاقِعَ ، كُنْتُ لا أُعِيرُ اهْتِمَاماً لِبَعْضِ الكِتَاباتِ ، وبَعْضِ مَا يُطْرَحُ مِنْ ســــَخَافَاتٍ تُنْبِئ عَنْ جَهْلِ وفَرَاغِ كُتَّابِهَا ! ، وَ رُبَمَا ـ أحْيَاناً ـ أدْخُلُ بَعْضَ مَا يَشُدُّنِيْ عِنْوَانُهُ ، وأتأمَّلُ فِيمَا كُتِبَ فِيهِ ،

وذَاتَ مَرّةٍ دخلتُ عَلى مُشَاركةٍ لكَاتبٍ رَمَزَ لاسْمِهِ بـ : فَتى الأدغَالِ !! ،

وَحَالهُ كحَالِ غَيرِهِ مِمِّنْ يَكتُبُ خِفْيةًُ خَلفَ السِّتَارِ باسْمٍ مُسْتعارٍ ، فَيأتي بالأعَاجِيِبِ ! ، وَلمْ تَعْلقُ بِعَيْنِي مَقَالتُه تِلكَ ومَا فِيها مِنْ جُرأةٍ ولُؤمٍ لأن الإعْرَاضَ عَنْ الجُّهالِ مِنْ شِيَمِ عُقلاءِ الرِّجَالِ ! ، ثُمَّ صَارَ اسْمُهُ مَحَطَّ تَصْويبِ عَيْني كُلَّمَا دَخَلتُ ذَلِكَ الموقعَ ، فَلا أتمالكُ نَفْسِي إلاّ و أدْخُلُ لأرَى جَدِيدَ حَمَاقَاتِهِ وسَخَافَاتِهِ التي اسْتَهوى بِهَا الكَثِيرِ مِنْ المُعْجَبِينِ بِهِ في ذَلِكَ الموْقِعِ حَتى بَلَغَ مَرحَلة مَنْ يُتأسَى بِهِ ويُسْتَضَافُ لمعْرِفِةِ مَرْئياتِهِ و[ اخْتِيَاراتِهِ !!! ] ، فأخَذتُ أتَابعُ مَا يَكتُبُ ، ومَا في كِتَاباتِهِ مِن عِبَاراتٍ تَمَخَّضَ بِهَا عَقْلُهُ ولفَّقَها مِن هُنا وهُنَاك ، وزَيَّنها بالشَّكِلاتِ وكأنّه حَلال المُشْكِلاتِ !! ، فبَعَثتُ لمِنْ أعْرفُ أنَّهُ رَحَّالة الشًّبكة ، والخبير بما يُكتب فيها ، فطلبتُ منه أن يجمعَ لي بَعضَ ما كَتَبَ ، فبَعثَ إليّ بعضها ،

فلما تأملتُها وجَدتُ فِيها من البغيِ والظلمِ الذي حرّمَهُ اللهُ تعالى على عبادهِ ، إضافةً إلى مَا هُو عليهِ من سوءِ أدبٍ ، ووقَاحَةِ لِسانٍ !! ،

فرأيتُ أنَّه يَستَلِذُّ الطّعَنَ في أئَمِةِ المسلمين حُكَّاماً وعُلماءَ !! ، ويَطعنُ في أهلِ السنةِ والحديثِ ، ويَلْمِزُهُمُ بالجَاميِّةِ !! ،

ولم يأتِ مَرّةً واحدةً بمقالةٍ عَن عالمٍ من العُلماءِ - الذين ألحقَ بهمْ صُنُوفَ الذَّمِ والتَّجِريحِ – تُوجِبُ تحققَ إلحاقِ الذَّمِ بِهِمْ !! ،

وهَذِهِ عَادَتُهُ وعَادةِ حِزبهِ ، وأسْلافهِ من أهلِ الأهواءِ والبدعِ ،

وأسْلافِ كلِّ صاحبِ بدعةٍ منْ أهلِ الشركِ والجاهليةِ ، فَعلى مَرّ التاريخِ وخُصومُ الحقِ لم يجدوا سَبيلاً للطَّعنِ فيهِ إلاّ تَهوِيلهِ ، أو الطَّعنِ في ناقِلِهِ بما هوَ برئٌ منهُ ، ومن تأمَّل مَسائلَ الجاهليةِ لشيخِ الإسلامِ محمَّدِ بنْ عبدالوهابِ ـ رحمهُ اللهُ تعالى ـ وَجدَ أن عامَّة صفاتِ أهلِ الجاهليةِ تنطبقُ على أهلِ الأهواءِ والبدعِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ .

وإني قبل أن التفت بطرف العين إلى ما يكتبه هذا الفتى من كتابات أقدم بمقدمتين :

الأولى : تذكيره بقول الله تعالى : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الأنعام : 110 ،

وليعلم أن الحق إذا ظهر له وتركه لهوىً في نفسِهِ أو تَقليداً لغيرهِ فإنهُ لنْ يوفقَ إليه مرةً أخرى إلاّ أن يشاء الله تعالى ، ولهذا لا يُوفَّقُ أهلُ البدعِ للتوبةِ كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنًَّ الله حَجَبَ التوبةَ عنْ كلِّ صاحبِ بدعةٍ ) رواه الطبراني في " الأوسط " وغيره بإسنادٍ حسنٍ من حديث أنسٍ رضي الله عنه .

وأحذرُهُ مِنْ ردّ الحقِ بعدَ مجيئهِ ، فإنَّه مِنَ الكِبرِ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الكبر بطرُ الحقِ وغَمْطُ الناسِ ) ، ومن تكبر عن قبول الحق عُجِّلتْ لهُ العقوبةِ بالصرفِ عن كل خيرٍ ، والهلاكُ في كلِّ شرٍّ ، ولهذا كانت البدعةُ بريدَ الكُفرِ ، والله تعالى يقول : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) الأعراف : 146 .

الثانية : إنني ـ كغيري من محبي السنة ونشرها ـ على أتمّ استعداد للجلوسِ لهُ ، والاستماعِ لقولِهِ ، بأيِّ حالٍ ، وبأيِّ لسانٍ ، وفي أيِّ مكانٍ ، شِفَاهاً ، أو مُكَاتبةً ، انفراداً أو في مَلأٍ من الناسِ ، ولكنْ بالحجةِ والدليلِ ، لا بالجعجة والتهويل ! ، وبالأشرطةِ والوثائقِ والكتبِ ، لا بالقيلِ والقالِ والكذبِ ، فإني وللهِ الحمدُ والمنّةُ على ذلكَ قادرٌ بعونِ منَ اللهِ تعالى ، فليعدَّ العدةَ لما شاءَ ، وإلاّ فالسكوتُ فِيهِ ناجتُهُ ، ولزومُ البيتِ حياتُهُ ، وإنْ عادَ عُدْنَا والله ولي المتقين .

وأنشدوا في ذلك :

أبني حَنِيفَةَ احْكِمُوا سُفَهاءَكُمْ .. .. .. إنّي أخَافُ عَلِيْكُمُ أنْ أغْضَبَا



.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:08 PM
.

الكاتب : [ جروان ]
2003-09-30 06:12 PM المشاركات : 1417



( 2 )

فصل

حان وقت الشروع في شد الأغلال على فتى الأدغال ، بسبب ما كتب وقال ، فقال في بعض مزبور كلامه :

( وأودُّ أن أشيرَ هنا إلى أمر ٍ مهمٍّ ، وهو أنّي لا أتشرفُ بالرّدِّ على أي شخص ٍ ، ينتسبُ إلى فرقةِ الجاميّةِ ، وذلكَ لأنّهم قومٌ خرقى ، لا يُحسنونَ الرّدَّ ولا الكلامَ ، ولا يعرفونَ كيفَ يناقشونَ ، ويكشفونَ ـ حينَ كتابتهم ـ عن جهل ٍ عظيم ٍ ، وتهافتٍ كبير . ) .

فيقال : وهم كذلك لا يشرفونَ بالكلامِ مع من يهرِفونَ بما لا يَعرِفونَ !! ، ودعوى الفصاحةِ والبيانِ لا تغطي خللَ العقيدةِ والأديانِ ! ، ولكم دينكم ولهم دينهم ، فلماذا المشاغبة إذن ؟! .

واستخفاف عقول أهلِ العقلِ ، واقتناصِ الخللِ في كَلامِهمْ بغير بينةٍ سهلٌ على كل أحمقٍ وأخرقٍ ! ، فأريد من فتى الأدغال ( وساسة !! ) حزبه :

1 ــ رداً واحداً على اليهود والنصارى ، وإثبات تجريد التوحيد لله تعالى .

ولكن أخشى أن لا يستطيعوا ذلك لأن :

إمامهم سيد قطب كان يرفل في جنبات أمريكا ، ومن تراثها استقى ( فكره !! ) .

وإمامهم حسن البنا لا يعترف بعداوة الدين معهم ، والنقل موجود ، أتريده ؟!

وأئمتهم سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر والطريري دعوا إلى ( التعايش ) ولو بالحياة البهيمية مع اليهود والنصارى ، وفي بيانهم النتنْ .

فحربكم معهم دنيوية لا دينية ، فهل أنتم أنصار الدين حقاً ؟! ، أم أبناء الدنيا ، ومفلســــي الآخرة ؟! .

2 ــ وأريد منهم رداً واحداً على الرافضة وفيه نصرة السنة وأهلها .

ولكن هل تراهم يستطيعون ذلك :

وإمامهم حسن البنا يقول :

وإمامهم سلمان العودة : يدعو للحوار معهم ، ويستأنس بهم ، بل ويرافقهم على وليمة !

وإمامهم طارق السويدان يقول : إنهم إخوانه ، وعندهم زلات أهون من طوام بعض أهل السنة !.

3 ــ وأريد منهم رداً واحداً على الجهمية والمعطلة ، وينتصرون لذات الله التي سلبوها من الصفات العلية .

أم أنهم لا يستطيعون ذلك :

لأن سيد قطبهم من أهل التجهم في الصفات !! .

وحسن البنا من أهل التفويض والتجهيل أخبث الفرق مذهبا .

وإمامهم محمد الغزالي يعطل صفات الله تعالى ، ويقضي بعقله على الوحيين .

وإمامهم سلمان العودة يضمهم إلى الفرقة الناجية المنصورة !! ، ويصف هؤلاء بأنهم من جدد الدين ، وأحيى سنة خير المرسلين ، واسألوه ـ بربكم ـ هل الجامية ( المزعومة !! ) على ضلالها ـ عندكم ـ ( منهم ؟! ) .

رد أهل السنة على : عمرو بن عبيد ـ وأحمد بن أبي دؤاد ـ والكرابيسي ـ والمريسي ـ وابن عساكر ـ والبكري ـ والسبكي ـ والأخنائي ـ وابن سحيم ـ وابن جرجيس ـ وسيد قطبهم ـ وحسن البنا ـ والمودودي ـ والأفغاني ـ والصابوني ـ والغزالي ، وغيرهم كثير .

فهات حزبك ، وأصوله ، وفروعه ، وحواشيه : واجمعهم في صعيد واحدٍ وليردوا على أحد هؤلاء من أهل البدع والأهواء ؟! .

وإلاّ سوف يكتشف كل أحد :

إن حربكم ليست دينية !! .

إن حربكم دنيوية سياسية ، يسيل منكم اللعاب على العبث بقوائم العروش !! ، والطعن في الحكومات والدول ، تحت لباس الدين .

هل أنتم أنصار الدين حقاً ؟؟ .

هل أنتم متوجعون على تغيير مناهج التوحيد صدقاً ؟! .

ما لكم وللدين والتوحيد ؟! .

ما عرفناكم في يومٍ من الأيام من شرّاح : " الرد على الجهمية " للإمام أحمد والدارمي ، ولا " السنة " لابن أبي عاصم واللالكائي والبربهاري ، ولا " الشريعة " للآجري ، ولا "العقيدة الواسطية " ولا " الفتوى الحموية " لابن تيمية ، ولا "كتاب التوحيد " أو " فتح المجيد " أو سائر كتب التوحيد ؟! فلماذا أنتم مغضبون ؟! .

عرفناكم بالنشرات السياسية !! .

عرفناكم بالمسيرات والمظاهرات !! .

عرفناكم بالمنشورات السريّة !! .

عرفناكم بالمراكز الصيفية !! .

عرفناكم بالأناشيد الصوفية وليال الطرب والسماع !! .

عرفناكم بالتمثيل ، ومحاكاة أهل الفسق والمجون !! .

عرفناكم بتكثيف جمهور الشباب من غير تعليم ولا تأديب !! .

شرحتم لهم من عندكم متون !! ، ولقنتموهم مذهب كل ضالٍ مفتون !! .

أحفوا صبيانكم غلاف " معالم في الطريق " .

وأدمنوا النظر في " ظلال القران " .

ودرسوا " الرقائق " في الابتدائية ! .

وتفقهوا " العوائق " في المتوسطة ! .

وحفظوا " المنطلق " في الثانوية ! .

وناقشوا " المسار " في المرحلة الجامعية ! ، وفي هذا الكتاب قول مؤلفه : ( الخروج على أئمة الجور سنة سلفية !! ) ، فقبحها الله من طريقة ومن مناهج .

لم تختموا في مجالسكم الصحيحين ولا السنن والمسانيد .

وإنما كان مجلسكم الراتب على الصحف والمجلات من " البيان " و " والسمو " و "المجتمع" و " الإصلاح " وسائر المنشورات من كل صاحب هوىً بليد .

هذه طريقتكم يا فتى الأدغال فعد إلى أدغالك ، واشتغل بحالك .

ودع عنك الكتابة لست منها .. .. .. ولو سودت وجهك بالمدادِ



.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:10 PM
.

( 3 )

ثم قال في بعض كلامه :

( ولعمري لو أدركَ الجاحظُ ، أو ابنُ عبدربهِ ، أو ابنُ الجوزيِّ ، أحداً من هؤلاءِ الجاميّةِ ، لجعلَ لهم فصلاً عريضاً في كتبهم الخاصّةِ بالحمقى والمغفّلينَ ، ولربّما أفردوهم بالتصنيفِ والذكر ِ ) .

الحمد لله الذي جعل فالك من فيك ، وعقدت حبل وثاقك بيديك !! ، وظهر لنا منبع أدبك وعقيدتك ، والطيور على أشباهها تقع ؟! ، واللبيب بـ [ الأسماء ] يفهم ؟! .

وأنا أقول ووالله لو أدرك أحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبو حاتم الرازي ، والعقيلي ، وأبو أحمد بن عدي : أحداً من أئمتكم لضمنوا أسمائهم في كتب " الضعفاء " ، وحشروهم إلى زمرة أهل البدع والأهواء !! .

فهم أعداء الجهمية !! .

وأعداء الرافضة !! .

وأعداء أهل الرأي ( القديم ) و الفكر ( الحديث ) !! .

رأى الحسن بن صالح بن حي الخروج : فطرده الأئمة ، ونصب زائدة بن قدامة الثقفي مجالساً للتحذير منه فقط ، وقام سفيان الثوري في المطاف وقال : أيها الناس احذروا من الحسن بن صالح بن حي فإنه يرى السيف على أمة محمد ، ورآه سفيان يصلي فقال : أعوذ بالله من خشوع النفاق !! .

وقال الكرابيسي باللفظ ، فزبره أحمد بل وكفّره ، ولعنه يحي بن معين .

وقيل للإمام أحمد : إن ابن أبي قتيلة يقول : أهل الحديث قوم سوء ! ، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول : زنديق زنديق زنديق ! .

يقول أبو إسماعيل الهروي : عرضت على السيف خمس مرات ! ، لا يقال لي ارجع عن مذهبك وإنما يقال : كف عنا ؟! .

لقد فعل أولئك الأئمة الأفاعيل بمن هم والله خير من ملء الأرض من أئمتكم اليوم ، ومقالاتهم معدودة !! .

فكيف لو رأى الإمام أحمد ومن معه : من يطعن في ذات الله تعالى وينفي الصفات الواجبة له ؟!

كيف لو رأوا من يتجرأ على القران ويصفه بأنه مقطوعة موسيقية ، وأوزان وقافية ، ومن إبداعات الله وصنعه ، وقصصه وأمثاله أفلام ومسرحيات ينسدل عنها الستار ؟! .

وكيف لو رأوا من يغمز في أنبياء الله تعالى ؟! .

وكيف لو رأوا من يغمز في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويستهجن طريقتهم ؟! .

وكيف لو رأوا من استبدل القران والسنة بالأغاني والسماع ، والتمثيل ، والمجون ، وجعلها خيراً من طريقة الله المنزلة ؟! .

وكيف لو رأوا من يغمز في أهل الحديث ، وأن عندهم جفاء في التعبد ، وأنهم يفرقون صفوف الأمة ؟! .

فليت شعري لو أن أولئك الأئمة بُعثوا اليوم من قبورهم ، مع أي حزبٍ سيكونون ؟! .

هل سيكونون مع فرقة " أصداء " و " نداء وحداء " ؟! .

أم سيكونون مع " نزّاع البيعة " و " خوّان العهود " و" حملة السلاح " على أمة محمد برّها و فاجرها ؟! .

أم ترى أحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي و البخاري يقومون بأعمال مسرحية على خشبات مسارحهم ؟! .

قال الإمام مالك رحمه الله وغيره : ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح بها أولها ) .

فبماذا صلحوا يا فتى الأدغال ؟! .


.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:12 PM
.


( 4 )

وقال : ( ولستُ أدري كيفَ يثقُ بعضُ النّاس ِ في طرح ِ هؤلاءِ ، برغم ِ سطيحتهم الفاضحةِ ، وعميق ِ تخلّفهم ) .

فيقال : بل كيف يثق الناس في المتلونين ؟! .

كيف يثقون فيمن كانوا مع كل صباحٍ يتجهون مع مهبّ الرياح ؟! .

كيف يثقون في أرباب السجون والسوابق ، والتخريب والتشغيب ؟! .

اسأل ( ساسة حزبك ) وأدعياء الأخذ بزمام أمور الأمة في هذه ( المنعطفات الحرجة ) ماذا صنع بالناس تهويلهم ، ومحاضراتهم الرنانة ؟! .

اسألهم كم من دمٍ استنزف ، وكم من عرضٍ انتهك بسببهم في الجزائر وأفغانستان ؟! .

اسألهم كيف يثق الناس بهم ، عندما تعذر عليهم الجمع بين ( وعد كسنجر ) و ( صناعة الحياة ) و ( الوعد المفترى ) و ( لماذا يخافون من الإسلام ) .

وبين ( بيان المثقفين وخطاب التعايش ) و ( رسالة سفر لبوش ) و ( ذمه لطالبان )

و ( مؤانسة سلمان للرافضة ) و ( تعزيتهم في أمواتهم ) ؟! .

كيف يثق الناس في سفر الحوالي بعد عام 1433هـ إذا لم تسقط دولة إسرائيل حتى ألف في ذلك كتاباً كاملاً وهو ( يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب ) .

كيف يثق الناس بعايض القرني ، وهو يصيح في قناة فضائية أن الجهاد في العـــراق ( فرض عين ) وعدّ نفسه مع الخوالف من النساء والضعفة ، واستخف عقول المئات من الشباب فأطاعوه ؟! ، فأين هم اليوم ؟! .

ثم يظهر لهم ثانية وينقلب عليهم ويصفهم بالإرهاب ؟! .

كيف يثق الناس في أقوام يتقلبون كل يوم من مذهبٍ إلى مذهب ، ومن طريقة إلى طريقة ، وتبين أنهم : ( قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) المائدة: من الآية 77 .

الحمد لله على العافية .

فهذه القلوب قلوب مفتونة ، إذ إن علامة القلب المفتون : أن يعرف ما كان ينكر ، وأن ينكر ما كان يعرف ! ، جمعوا بين المتضادات والمتناقضات ،

بينما أهل السنة ممن تسميهم بالجامية : هم هم ، مقالتهم واحدة ، وعقيدتهم واحدة ، وطريقتهم واحدة ، لا يضرهم من خالفهم ، ولا من خذلهم ، ولا يعترفون بالإمامة لأحد إلاّ لأئمة السنة ، ولا يوجبون اتباع أحدٍ إلاّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وحق الأمس لا يصير باطلاً اليوم ، ولن يحق باطل الأمس أبدا .


.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:13 PM
.


( 5 )

وقال فتى الأدغال : ( وهم الذينَ يرونَ الإسلامَ تُنقضُ عراهُ عروة ً عروة ً ، ومع ذلكَ لا يحرّكونَ ساكناً ، وإذا وجّهُ أحدُ الصادقينَ ، سهامَ النقدِ إلى المومياءِ الحاكمةِ ، أو إلى أحدِ رموزهم المصنّمةِ ، أخذوا يجهّزونَ سهامَ التصنيفِ ، وسيوفَ التبديع ِ ، ولا يرقبونَ وقتها في أحدٍ قرابة ً أو شفاعة ً ) .

أتعرف عرى الإسلام حقاً يا فتى الأدغال ؟! .

الشرك والوثنية ...... لم تحذروا منها ، بل دعوة الإخوان المفلسين عاشت ثلاثة أرباع القرن ولم تهدم وثناً ، ولم تبطل شركا .

اليهودية والنصرانية ....... هم من حزب الإخوان المفلسين ، ومن البشر الذين جعل لهم سلمان العودة وطارق السويدان حرية اختيار الرأي وقالا ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف: من الآية29 ، كما في سخافات العودة في جريدة الجزيرة ، وشريط السويدان في " الدعوة للتقريب " .

ما رأيناكم أنكرتم شركاً ، ولا أصّلتم توحيداً ، بل الشرك لا يظهر عندكم إلاّ إذا تعلّق بالحكام لأنه مخالفة ( من الحكام ) لا مخالفة ( للملك العلام ؟! ) .

نقض حسن البنا الإسلام عروة عروة :

ــ ضم اليهود والنصارى إلى حزبه ، وهو عندكم إمام ، ومن اعتقد كفرهم ونشر الكتب التي تزرع العداء لهم ، ولم يسمح لهم ببناء معبدٍ ولا كنيسة عندكم ضلاّل لئام ، ولما صالحوهم لمصلحة دينية ، ولو باللين في الخطاب رأيتم أنهم مرقوا من الدين ! .

ــ ضم البنا الرافضة إلى حزبه ، وجعلتموه لكم إماماً ، والرافضة في بلدنا من قرون ، وأخبأ الله نورهم بهذه الدولة المباركة ، فصاحوا بكم وقالوا : سنوا بنا سنة إمامكم !! ، فلم تروه منكراً ، ولما اقتربوا من مجالس الحكام في هذه البلاد : ذرفت منكم عبرات التماسيح على تبدل الدين ؟! .

ــ وأقر التعلق بالقبور ، ومارس طقوس الوثنية عندها ، وحكام البلاد ينبذون ذلك أولهم وآخرهم ، وسابقهم ولاحقهم ، ولما حصل ما حصل حول مقابر البقيع : تتابعت صيحات ـ بل هيجات ـ الإنكار والتوجد على التوحيد ، وكأنهم عرفوه من قبل ؟! .

ــ درسوا كتب التصوف ، وكتب الفكر العفن ، ولم يصل إلى مقامهم منكم نكير ، ولما حصل بعض التغيير في مناهج التوحيد : علت أصوات أبواقهم ومزاميرهم : بدلت دولة التوحيد التوحيد ؟! ، وكأنهم عرفوه من قبل ؟! .

كان يدرّس من قبل : وفيه ما ينقض بنيانكم من أساسه فأين أنتم عنه ؟!.

ومع ذلك ففيما بقي الخير الكثير ، وتقرير التوحيد ، والتحذير من الشرك ، فالله الله يا معاشر قطب لا تبخلوا علينا بتقرير التوحيد إذن ؟؟!! .

بل أنتم في سعة وإعفاء : دعوا مناهج التعليم ؟؟!! .

علموا أبناءنا التوحيد والسنة في المساجد .

علموا أبناءنا التوحيد والسنة في المراكز .

علموا أبناءنا التوحيد والسنة في المخيمات .

وكفاكم ( أناشيد ) ، وكفاكم ( تماثيل ) ، وكفاكم ( الإغراق في الجزيئات ) وعليكم بأصل الأصول في هذه ( المنعطفات الحرجة ) فالحرب حرب توحيد وشرك ، وإيمان وكفر ، فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .

وللوجوه علامات ، وللبواطن إشارات ، ومثلكم والله لستم أهلها ، فوالله لو تولى رؤوس الإخوان والفكر القطبي زمام الأمور في هذه البلاد :

لنصبوا المقاعد لليهود والنصارى والرافضة والجهمية في مجلس الشورى ! .

ولظهر الفساد في الأرض ، وعاد دين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا .

ولاستبدل الاستفتاح والوعظ بالقران بالترنم بالألحان والأشجان ! .

ولهدمت المنابر ، ومقاعد التعليم ، ونصبت خشبات المسارح في مساجد المسلمين ! .

ـ ( وقع هذا منهم اليوم ونحن في غنى عنهم ، فقد وقفت على جامع في مدينة الرياض : يمثل فيه بالتماثيل ، وينشد فيه بسائر ألحان الأناشيد ، بل ويلعب !! حيث اتخذوا مصلى النساء نادياً لهم : فيه طاولة التنس ، والفرفيرة ( كرة القدم اليدوية ) ، يلعب بها ( قادة الصحوة !! ) فإنا لله وإنا إليه راجعون .

قال وهب بن منبه رحمه الله عن الخـــوارج الذي يدعون تجريد التوحيد بتحكيم شرع الله تعالى : ( ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض ، وقطعت السبل ، وقطع الحج عن بيت الله الحرام ، وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يستعينون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية ، وإذن لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلاً ليس منهم رجل إلاّ وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة ... ) .


.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:14 PM
.

( 6 )

قال : ( إنّي لو كنتُ حاكماً ، لحكمتُ في هؤلاءِ الجاميّةِ ، أن تُحلقَ رؤوسهم ، وتدهنَ بالزيتِ ، ثمَّ يُضربونَ بالجريدِ في وضح ِ النهار ِ ، ويُطافَ بهم في الأحياءِ والمدن ِ ، وفي الأسواق ِ والمتنزّهاتِ ، ويُقالُ : هذا جزاءُ من تجيّمَ ! ) .

فيقال : أهل السنة حكاماً وعلماء أعرف الخلق بالحق ، وأرحم الخلق بالخلق ، وصلى الله على نبينا محمد ، حاول أعداءه قتله ، فلما يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً ، وقدر على قتلهم يوم الفتح فعفى عنهم وصفح ! .

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية : قالها أحد خصومه ، فقيل له لما ترحم عليه : وما رأيت منه حتى تترحم عليه ؟! ، قال: رجل أردنا قتله مراراً فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فلم يسع في قتلنا ، فلو رأيته والسلطان آخذ بيده ويقول : يا أبا العباس دعني أضرب أعناقهم ! ، وهو يقول : لا ، لعل لهم أبناء ، لعل لهم أمهات ، لعل لهم أزواج ... .

وحكام هذه البلاد مع ما عندهم من وسائل كشف الأخبار يعلمون طريقة هؤلاء الأغمار ، ولكن لحكمتهم ، ومحبتهم للعذر ، وأملهم بأن يصلح الله الأحوال ، وبعدهم عن دعاوى المناوئين في الطعن في هذه الدولة بأنها تحارب الدين !! ، لم يسارعوا إلى الأخذ على يد هؤلاء بادئ الرأي ، حتى انقطع العذر منهم أمام الله وخلقه ، وأظهر الله ما خفي من كيدهم ومكرهم ، وتهيئهم للخروج ، فحصل ما يسعد كل غيور على دينه اليوم من كشف مخططاتهم ، وإبطال جهودهم طيلة ما مضى من سنين !! .

فطالما شملتكم رحمة من تذمون وعطفهم ، وطالما منعهم الحلم والحكمة عنكم سنين عديدة حتى طفح الكيل ، وظهر الميل ، ولا يقيم ميل الرؤوس إلاّ السيف ؟ .

أتدري يا فتى الأدغال أن كلامك هذا قاله الشافعي ـ وأنت تعلم ـ في أهل الكلام .

فما الفرق بين ( الفكر ) و ( الكلام ) ؟! .

أهل الكلام الذي أقصوا الوحيين ، وأخذوا بكلام اليونان ، وشككوا في ثوابت الدين ، وأذهبوا هيبة النصوص .

وهم ورموز الفكر ( الإسلامي !! ) اليوم في المشرب سواء ، وشركاء في الدلاء ، والإدلاء .
فلماذا لا يتفقون في الحكم بجامع الاتفاق في المذهب والطريقة ؟! .


.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:22 PM
.


( 7 )

وقال : ( ودخولُ بعض ِ هؤلاءِ في مقالاتي ومقالاتي غيري ، ورفعُ عقيرتهم بالصراخ ِ والعويل ِ ، والتهويل ِ والتبديع ِ ، يذكرني بالضفادع ِ ونقيقها ، فمن يسمعُ النقيقَ يحسبُ أنّ وراءها أمراً عظيماً ! ، أو خلقة ً ضخمة ً ! ، حتى إذا نظرها لم يجدها سوى قيدَ أنملةٍ !! :


أيا جاميُّ ضُحكة َ كلِّ راءِ=فطِنتَ وكنتَ أغبى الأغبياءِ

صغُرتَ عن المديح ِ فقلتَ أهجى=كأنّكَ ما صغُرتَ عن الهجاءِ

وما فكّرتُ قبلكَ في مُحال ٍ= ولا جرّبتُ سيفي في هباءِ ...) .

فيقال : كنتَ في عافيةٍ ، ولكن العنز تبحث عن حتفها بظلفها !! .

أيا قـطـبي يـا رأس البـلاءِ= جمعت اللؤم مع شــرّ الغباءِ

تجادلنا ولسـتَ لـنــا بكفءٍ=وقدرك لا يزيدِ علــى حذائي

أتدري ما تقول ولـست تدري !=بأن الحُمْقَ من شــرّ البـلاءِ

فلا نخشى زئـيَـرَك ما حييـنا=إذا كان الزئير علـــى خفاءِ

فكن كالغانيات البيض فيـنــا=وهات الصوت مـن خلف الخباءِ

فمثلك لا يـكـون له ظــهورٌ=وأيم الله بـل مـثـل النســاءِ

فزد في الكحل والتطييـب والبس=خماراً و [ اقبلي !! ] مني كسائي

هـدية عرسكِ إن جــاء زوجٌ=عظيم الجأش فـــي نَزعِ الدلاءِ

حذاري أن يشين البـال مــنه=فيجعلَ أرضكِ فوقَ الســـماءِ !

فتـى الأدغال قفْ واثبتْ وقـاتلْ=فَدَائِيْ أنتَ ، أنتَ كذا دوائـــي

فأطــعمُ في جِلادِكَ كــلَّ ذوقٍ=كشــــرب الماء من بعد العناءِ

وجيشي ثـابتٌ لا شـــك فـيه=وجيشك في شــــكوكٍ وامتراءِ

فقائد جيشـــكم قـطـب وفـيه=ضــــلال وابتـداع في عـماءِ

كذا الـبـنــــا وحوّى والغزالي=لهم صوت النباحِ مع العــــواءِ

وقرضـاويـّـكم رأس الـبلايــا=فأضحك ســـامعاً عنكم ورائي !

وسلـمـان كـذا ســـفر وجاءوا=بمنهـاجٍ هـواءٍ في هـــــواءِ

ويحوي حزبـكم جـمـــاً غفيراً=هـزيـلاً فاســــداً مثـل الغثاءِ

فلا ديـنـاً ولا دنـيـاً رعيتـــم=ولا عهداً يكون على ســـــواءِ

فتـــى الأدغال : هاك النصح منّي=حذاري عن أن تحدث عن لقائي!!!!!!

ـــــــــ


وقال : ( وهؤلاءِ أيضاً قومٌ درسوا العلمَ فيما مضى ، ثمَّ نسوهُ بعدَ تخوّضهم في أعراض ِ العلماءِ ، ثمَّ نسوا أنّهم نسوا العلمَ ، فأخذوا يفتونَ بغير ِ علم ٍ ولا هدى ولا كتابٍ منير ٍ ، فجاءتْ منهم طوامُّ عديدة ٌ ، وتشرذموا شرَّ تشرذم ٍ ، وانقسموا على أنفسهم ، كأنّها خلية ٌ سرطانيّة ٌ متأيّنة ٌ ، تتكاثرُ بجنونٍ وطيشٍ ، وأصيبوا بحمّى التصنيفِ ، فلم يتركوا مخلوقاً إلا صنّفوهُ ، ولا عالماً أو داعية ً إلا وضعوهُ في طائفةٍ أو فرقةٍ ) .

فيقال : قل لي لا أبا لك ، أتصف حالنا أم تصف حالك ؟! .

رمتني بدائها وانسلتِ تعلمتم التوحيد ، فأهملتموه ، وقلتم لا توحيد إلاّ توحيد الحاكمية !! . حذرناكم من الشرك ، فقلتم : لا نعترف بالشرك البدائي ، ولا شرك إلاّ شرك الأنظمة والحكومات !! .

علمناكم السنة ، فأهملتموها ، وحاربتم أهلها ، وجعلتموهم [ أدعيــــــــاء ] و [ خلوف ] و [ دعاة فرقة ] و [ أهل جمود ] و [ لا يفقهون الواقع ] و [ ليسوا مرجعية علمية ] و [عملاء للسلاطين ] و [ أذناب حكام ] .

وحذرناكم من البدعة ، فنشرتموها ، ومجدتم أهلها ، فهم [ مجددون ] و [ ومجاهـــــدون ] و [ مناضلون ] و [ أئمة ] و [ شهداء ] و [ فقهاء واقع ] و [ لا تأخذهم لومة لائم ] .

فرضنا عليكم في المدارس كتب التوحيد والفقه والتفسير والحديث ، فضربتم بها عرض الحائط ، وجئتم لنا بكتب [ الفكر ] و [ الفلسفة ] .

قلنا الأمر الاتباع : فجئتم بالأناشيد ، والتمثيل .

قلنا الإمام يسمع له - طاعة لله - ويطاع : فعصيتم وطلبتم الخروج ، والتخريب ! .

فمن الذي بدّل ، واستبدل سبيل الحق والنور ، بسبل الباطل والشرور ؟! .

ـــــــــ

وقال : ( وهم مع كثرةِ تخوّضهم بالحقِّ والباطل ِ ، في أعراض ِ أهل ِ العلم ِ ، يضيفونَ إليهِ ورعاً سمجاً بارداً ، حينَ الكلام ِ عن السلطان ِ ومخازيهِ ، حتّى لو كانتْ ذنوبُ ذلكَ السلطان ِ قد بلغتْ عنانَ السماءِ ، فهل رأيتم أبردَ من هذا الورع ِ وأسمجَ ؟ )

فيقال : كفهم عن الخوض في أعمال السلاطين ومعايبهم ليس تورعاً بل امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا عهد وميثاق بيننا وبين نبينا حتى نلقاه على الحوض إذ يقول : ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .
وإليك هذه الأحاديث ألقيها عليك حجة بيني وبينك عند الله تعالى ، فزد بها نعيما ، أو زد بها ضلالاً وغيا .

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ) .

وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدّع الأطراف ) .

وعند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه : ( ولو لحبشيٍ كأن رأسه زبيبة ) .

وعندهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( على المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره إلاّ أن يؤمر بمعصية ، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) .

وعندهما أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) ، وفي رواية أخرى من حديث الحارث الأشـــــعري رضي الله عنه : ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) .

وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وســـــلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) يعني : إذا لم يخضع للبيعة التي بايعها المسلمون .

وعنده أيضاً عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وســـــلم : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟! ، قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، إلاّ من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) .
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : ( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك و منشطك و مكرهك وأثرة عليك ) .

وعندهما عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : ( بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال : ( إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ) .

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الإمام جُنّة يُقاتل من وراءه ويُتقى به ، فإن أمر بتقوى الله - عزّ وجلّ - وعدل كان له بذلك أجر ، وإن يأمر بغيره كان عليه منه ) .

وعند مسلم أيضاً عن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منّا ذلك ؟! ، قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله حقكم ) ، ولم يقل نابذوهم بالسيف واخرجوا عليهم .

وعنه عند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ..) .

وعلى هذه الأحاديث ـ يا أهل التهييج ـ بنى أهل السنة عقيدتهم :

قال الإمام أحمد رحمه الله في رسالته في السنة من رواية عبدوس عند اللالكائي في كتاب السنة له (1/166) :

( أصول السنة عندنا ... السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البرّ والـفـاجر ، ومـن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة سمّى أمير المؤمنين ، والغزو ماضٍ مع الأمراء إلى يوم القيامة البرّ والفاجر لا يترك - إلى أن قال : - وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولّى جائزة ركعتين ، ومن أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة - إلى أن قال : - ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ، ولا يحلّ قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق ...) .

وروى اللالكائي (1/154) في عقيدة الإمام سفيان الثوري - رحمه الله -قال : ( يا شعيب : لا ينفعك ما كتبت حتّى ترى الصلاة خلف كل برّ وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل ..) .

ونقل اللالكائي (1/167) في عقيدة الحافظ المحدّث علي بن عبدالله بن المديني - رحمه الله - قال : ( ... والغزو مع الأمراء ماضٍ إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك ..) .

ونقل اللالكائي أيضاً (1/173) في اعتقاد الإمام البخاري - رحمه الله -الذي يقول عنه : ( لقيت عليه ألف شيخٍ من شيوخي ) : ( ... وأن لا ننازع الأمر أهله ، ولا نرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ...) .

ونقل أيضاً (1/177) في عقيدة الإمامين أبي حاتم الرازي وأبي زرعة - رحمهما الله - قالا : ( .... ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاّه الله - عزّ وجلّ - أمرنا ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشــــــذوذ والخلاف والفرقة ...) .

وقال البربهاري - رحمه الله - في رسالته في السنة (صحيفة :78 ) : (... ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي ، وقد شقّ عصا المسلمين وخالف الآثار ، وميتته ميتة جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان فإن فيه فساد الدين والدنيا ..) .

وقال الطحاوي - رحمه الله تعالى - في عقيدته المشهورة المتلقاة بالقبول جملةً : ( ... ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عزّ وجلّ - فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، و ندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ..) .

وقال الإمام بن تيمية - رحمه الله – في " العقيدة الواسطية " : ( ويرون إقامة الحج والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً ... ) .
فاحيا عن بينة ، أو اهلك عن مثلها ! .


.

عبدالله العامري
04-27-2004, 06:29 PM
.

( 8 )

وقال : ( وإذا رأيتَ الرّجلَ يهوّنُ من معايبِ السلطان ِ ومخازيهِ ، ويدعو إلى الكفِّ عن قتال ِ اليهودِ والنصارى ، ويدعو إلى المهادنةِ والموادعةِ ، ويفتّشُ دائماً عن عيوبِ أهل ِ الفضل ِ والعلم ِ والدعوةِ ، وتنشطُ جوارحهُ عندَ الزلاّتِ ، وتعمى عينهُ عن الفضائل ِ ، ويُكثرُ من اللجاج ِ والحجاج ِ ، ويرفعُ شأنَ البدعةِ وإن قلّتْ ، ويحقّرُ المعصية َ الأخرى وإن جلّتْ ، فاعلمْ أنّ هذا جاميٌّ جلدٌ ، فاغسلْ يدكَ منهُ ، وسل ِ اللهَ العافية َ ، وسلْ لهُ من اللهِ عقلاً ، فقد أوشكَ أن يجنَّ ) .

فيقال : ليست هذه بأولى شناشن أخزم !! .

فلأسلافكم عادة في تسمية أهل السنة بأقبح الأوصاف ، وإلزامهم بما لا يلزمهم ، وكل ما ذكره باطل وزور والله يفصل بينه وبين أهل السنة بالحق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ، ونطالب منه البينة في وقت يستحب فيه العفو والإقالة !! ، قبل أن يأتي يوم يخيب الله كل من حمل فيه ظلما !! .

أما معايب السلطان و [ مخازيه ] فلا يهون صاحب سنة لصاحب معصية معصيته ، بل يعظه ويرشده إلى طاعة الله تعالى بالحكمة ، والسلاطين بشر كسائر البشر ، لا عصمة لديهم ، ولهم ما للمسلمين ، وعليهم ما على المسلمين ، فيجب لهم من حقوق المسلم على المسلم من النصح والنصرة وغير ذلك ، ويحرم منه ما حرّم الله من المسلمين دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، فبأي حجة تستبيح أنت و [ أكلة اللحوم المحرمة ] أعراضهم !! .

ونصيحة السلطان لا يجوز أن تكون فضيحة !! ، لأن الإنكار العلني باب فتنة جرّ على الإسلام والمسلمين الويلات في صدر هذه الأمة وآخرها !! ، وما ذلك إلاّ لأنه مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ، والله تعالى يقول : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور: من الآية 63 ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وســــلم أنه قال : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن ليأخذه بيده فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلاّ كان قد أدّى الذي عليه له ) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح .
وفي الصحيحين أن أناساً انتقدوا على أسامة بن زيد رضي الله عنه وقالوا له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟! ، فقال : ( أترون أنّي لا أكلمه إلاّ أسمعكم !! ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحبّ أن أكون أول من فتحه ) .

وعند أحمد - رحمه الله - في " المسند " ( 4 / 383 ) : أن سعيد بن جمهان تكلم في السلطان فغمزه عبدالله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - ثم قال : ( ويحك يا بن جمهان !! ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك وإلاّ فدعه ، فإنك لست بأعلم منه ) .

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : ( أيّها الرعية لنا عليكم حقاً النصيحة بالغيب ، والمعاونة على الخير ) .

وسئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن كيفية أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر؟ ، فقال : ( إن كنت فاعلاً ولا بُدّ ففيما بينك وبينه ) ، ذكر ذلك ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " ، ثم قال : ( كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرّاً ) .

أما فريته بأن أهل السنة يدعون إلى الكف عن جهاد اليهود والنصارى فهو من أكذب الكذب ، بل هاهي عقيدتنا ينصّ فيها على أن : ( الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة ! ) ،

ولكن مع من ؟ ، وتحت ولاية من ؟ ، وكيف ؟ ، ومتى ؟ ، فمضي الجهاد لا يعني عند أهل العلم دوامه ! ، فهذا لم يحصل للمسلمين على مرّ العصور ، لأن الحرب سجال بين الحق والباطل ، والأيام دول بين الناس ، بل هذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فدعوته مرّت بأطوار لا ناسخ فيها ولا منسوخ : من طور المفاصلة والكف من الطرفين ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين ِ) الكافرون : 6 ، ومن طور المصالحة والعهد : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) الأنفال: من الآية61 ، ومن طور الجهاد والسيف : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة : 190 ، ففي أي طور أنتم يا فقهاء الواقع ، وعرّاف الحقيقة !! .

نقلتم لنا الأخبار عن أمة كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان بإذن ربها ، نشر فيها العلم ، وفرضت فيها الفرائض ، وحجبت المحرمات ، وأقيمت فيها الحدود ، فخضتم فيها بحربٍ لستم لها فمزقتموها كل ممزق ؟! .

هلاّ صالحتم كما صالح من هو خير منكم ؟! .

هلاّ بدأتم جهاد من حولكم من الكفار ؟ !.

متى قاتل النبي صلى الله عليه وسلم فارس والروم ؟! .

بل وتزداد السفاهة بقائدكم وهو يكابد ضرب صواريخ وقنابل الأمريكان – عليهم لعائن الله – ويقول : ( يجب أن نحرر بلاد الحرمين من المومسات ؟؟!!! ) .

من اعترف من الدول بطالبان ودولتها غير هذه البلاد المباركة ؟! .

كم دم نزف بسببكم ؟! .

كم عرض فجر فيه بصنيعكم ؟! .

كم من مسلم أهين وقتل شر قتلة بأيدي الشيوعيين والرافضة بما كسبت أيدكم ؟! .

ليخلص طلاّب زعامة الإسلام والمسلمين : أعناقهم بين يدي الله تعالى من ملايين المسلمين الذين ظلموا بسببهم ، وقتلوا بسببهم ، وانتهكوا بسببهم ، وسلبوا بسببهم ؟! .

ثم أنت يا [ فصيل ] الربيع ، يرتع ما بين ثدي أمه وأرضٍ منبته ، ترفع رأسك وتشبع ، وتخفض رأسك وتشبع ؟! :

أين أنت عن الجهاد ؟! .

هل كونت أمة هي أهل للجهاد ؟! .

هل هم حقاً ( على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ) ؟! ، حتى يخرجونا من غربتنا كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من غربته ؟! .

أفتى [ عشرات ] بل [ مئات ] منكم بأن الجهاد فرض عين ، و[ التفجير في النفس شهادة ] ولعنوا الخلود إلى الدنيا ، ومتاعها ، وجاءوا بالأدلة والنصوص بين أيديهم محشورة قبلا !! ، فاستخفوا عقول الجهال ؟؟!! .

وأرباب هذه الفتاوى يتقلبون في النعيم ، تمتلئ منهم البطون ، وتقرّ منهم العيون ، في الجو البارد والعيش الرغيد ، ويأنس بالنساء على الفرش !!.

لأن الجهاد عليه ليس فرض عين !!! .

لعنة الله على أهل الأهواء .

أما دعواه أننا ندعوا إلى المداهنة ، فما سبق يوضح مبلغ الولاء والبراء عند ساسة حزبه ، ومن ترك أرض الله الواسعة وأرض الإسلام ، بحجة الفرار من الاضطهاد ، وكتم الأفواه ،

وهاجر إلى أرض الكفر [ وتبرطن وتلندن !! ] و [ تبنطل وتكفرت !! ] ،

وترك أرض الإسلام وأهلها فليعد لهذه الآية جواباً عند الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) النساء :97 .

وأما التفتيش عن العيوب والبحث عن الزلات فما حيلتهم إذا تكلموا ، ولكن عند زوجه وأولاده ، وداخل بيته لكان حكمنا لظاهر حاله ، أماّ وقد تكلم ، وظهر ، واشتهر ، وفتن به الناس فما عذر الناصح في السكوت ؟! .

بل هو نصرة له ، وتمام أخوة الدين الظاهرة بحجزه عن ظلمه ، والأخذ بيده لنجوا جميعاً ، ومن المنكر الذي أوجب الله إنكاره .

أما تعظيم البدع وتهوين المعاصي !! ، فالبدعة أعظم بالإجماع من المعصية ولو كبرت المعصية ودق أمر البدعة ، ولكن ما الحيلة فيك إذا كنت لا تعلم !! .

والأدلة كثيرة ، والتحقيق مقدور عليه ، ولكن أخشى من الكلل مع من ليس بأهل ! .

فتى الأدغال :

بدأت معك بشدة كحال الأخ الأكبر المربي ، وهانا أختم لك باللين واستعطاف القلب [لأنك مسلم ] : وحقوق الإسلام العامة واجبة لك عليّ وعلى غيري ، فاتق الله عز وجل ، واعلم أن الأمة اليوم بحاجة إلى من يصلح حالها ، ويشد يد بعضها ببعض [ على الإسلام والسنة ] على [ طريقة محمد صلى الله عليه وسلم ] فلا عز لنا إلاّ بسبيله وطريقته ، وهذه الدولة إصلاحها خير من إطراحها ، فما من فرقة خرجت على سلطانها ونالت خيراً :

قال شيخ مشايخنا عبدالرحمن المعلمي في " التنكيل " ( 1/99) : ( وقد جرب المسلمون الخروج فلم يرو إلاّ الشر ، خرج الناس على عثمان يرون أنهم إنما يريدون الحق ! ، ثم خرج أهل الجمل يرى رؤساهم ومعظمهم أنهم إنما يطلبون الحق فكانت ثمرة ذلك بعد اللتيا والتي أن انقطعت خلافة النبوة وتأسست دولة بني أمية ، ثم اضطر الحسين بن علي إلى ما اضطر إليه فكانت تلك المأساة ، ثم خرج أهل المدينة فكانت وقعة الحرة ، ثم خرج القراء مع ابن الأشعث فماذا كان ؟ ، ثم كانت قضية زيد بن علي وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبرأ من أبي بكر وعمر فأبى فخذلوه ، فكان ما كان ، ثم خرجوا مع ابن العباس فنشأت دولتهم ..... ) .

فالحجة يا فتى الأدغال تقطع كل دعوى ، والطرح المفيد ، البعيد عن اللف والدوران ، وتناقل القيل والقال هو المطلوب ، وما رأيت القوم يستندون إلى مستند عليه معتمد ، ولكن المكر السيئ لا يحيق إلاّ بأهله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يونس : من الآية 23 .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أبو ريان الطائفي

الطائف : 4 شعبان 1424هـ


.

12d8c7a34f47c2e9d3==