المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجلوس للتعزية ( بحث محـقــَّــق ) .....


كيف حالك ؟

مشعل عبدالله
04-26-2004, 07:42 PM
الجلوس للتعزية ( بحث محـقــَّــق ) .....
-

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه .


أمــا بعـــد ،،،


اعلم أخي المسلم وفقني الله و إياك ، أن العلماء رحمهم الله تعالى تكلموا في حكم ( الجلوس لـلـتـعـزية ) منهم من تكلم كلاما عاما ، ومنهم من فصَّــل الكلام وجعله قسميـن ، قسم يخص ( أهل الميت ) وقسم آخر ( يخص القادمين للعـزاء ) من غـير أهل الميت ، و حتى يُفهم الكلام في هذه المسألة المهمة جدا لابد من تبـيـيـن ذلك من خلال الكلام في هاتين المسألتـيـن .

المسألة الأولى : اختلف العلماء في مسألة ( جلوس أهــل الميت للـتعـزية ) إلى عدة أقوال .

القول الأول : كراهية جلوس أهل الميت للتعـزية .

قال به : الشافعـية ، والرواية المنصوصة عن الإمام أحمد ، وقول في مذهب الإمام أبي حنيفة ، وقول كثير من أئمة المالكية .


قال الإمام الشافعي : ( وأكره المآتم وهي الجماعة - وإن لم يكن لهم بكاء - فإن ذلك يجدد الحزن ، ويـُكلف المؤنة ، مع ما مضى فيه من الأثر ) . ) ( 1 )
يقصد حديث - جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه ، وسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى .


وقال الشيرازي في المهـذب : ( ويكره الجلوس للتعزية ؛ لأن ذلك مُحدث والمحدث بدعة ) ( 2 )


وقال النووي في شرح المهذب : ( . وأما الجلوس للتعزية فنص الشافعي و المصنف وسائر الأصحاب على كراهته ، ونقله الشيخ أبو حامد في التعليق وآخرون عن نص الشافعي ، قالوا : يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية ، قالوا : بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ، و لا فرق بين الرجال و النساء في كراهة الجلوس لها صرح به المحاملي ونقله عن نص الشافعي رحمه الله . ) ( 3 )


وقال السيوطي في شرح التـنبـيه : ( ويكره الجلوس لها - أي للتعـزية - بأن يجتمع أهـل الميت في بـيـت ويقـصدهـم ؛ لأنه بدعة . ) ( 4 )


وقال ابن عابدين الحنفي : ( قال في الإمداد : وقال كثير من متأخري أئمتنا : يكره الاجتماع عند صاحب البيت ، ويكره الجلوس في بيته حتى يأتي إليه من يعزي ، بل إذا فرغ و رجع الناس من الدفن فليتفرقوا و يشتغل الناس بأمورهم ، وصاحب البيت بأمره . ) ( 5 )


و قال الإمام أبو داود : ( قـلت لأحمد : أولياء الميـت يقعــدون في المسجد يُـعـزونَ ؟ قال : أما أنا فلا يُعـجـبـني . ) ( 6 )


وقال مجد الدين ابن تيمية الحنبلي : ( وتــُسن التعزية قبل الدفن وبعده ولا يجلس لها . ) ( 7 )


وقال المرداوي الحنبـلي : ( ويكره الجلوس لها ، هذا المذهب وعليه أكثر الأصحاب ونص عليه ، قال في الفروع : اختاره الأكثر ، قال في مجمع البحرين : هذا اختيار أصحابنا . ( 8 )



وقال أبو الخطاب الكلوذاني الحنبلي : ( يُـكره الجلوس للتعـزية ، وقال ابن عـقـيـل : يكره الاجتماع بعد خروج الروح لأن فيه تهـيـيجا للحزن . ( 9 )



وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي : ( قال علماؤنا المالكيون : التصدي للعزاء بدعة مكروهة ، فأما إن قعـد في بـيته أو في المسجد محزونا من غير أن يتصدى للعزاء فلا بأس به ؛ فإنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم نعي جعفر جلسَ في المسجد محزونا وعزاه الناس . ( 10 )



القول الثاني : جواز جلوس أهل الميت للـتـعـزية .

وقال به : الإمام أحمد في رواية عنه ، و قول لبعض الحنفية ، وقول لبعض المالكية .


نقل المرداوي عن الإمام أحمد : ( . الرخصة لأهل الميت فقط بالجلوس للتعزية ، نقله عنه حنبل و اختاره المجد . ( 8 )


وقال بدر الدين العيني الحنفي : ( وفي الميرغيناني : التعزية لصاحب المصيبة حَسنٌ ، فلا بأس بأن يجلسوا في البيت أو المسجد والناس يأتونهم و يعزونهم ) . ( 11 )


ونقل ابن عابدين الحنفي عن كتاب الظهيرية قوله : ( ولا بأس به - أي الجلوس للتعزية - لأهل الميت في البيت أو المسجد و الناس يأتونهم ويعزونهم . ( 5 )


وقال الحطاب المالكي : ( قال سند : ويجوز أن يجلس الرجل للتعـزية ، وقالت عائشة رضي الله عنها : ( جلس النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد يُعرفُ في وجهه الحزن . ) ( 12 )


استدل القائلون بجواز جلوس ( أهل الميت ) للتعزية بما يلي :

ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قــَـتـْـلُ ابن حارثة و جعفر وابن رواحة جلسَ يُعرفُ فيهِ الحُزنُ وأنا أنظرُ من صائر الباب شق الباب ، فأتاه رجلٌ فقال : إن نساء جعفر - وذكر بكاءهن - فأمره أن ينهاهن فذهب ، ثم أتاه الثانية لم يطعنه ، فقال : إنهَـهُن ، فأتاه الثالثة قال : والله غلبنـنا يا رسول الله ، فزعـمَتْ أنه قال : فاحثُ في أفواههـن التراب ، فقـلتُ : أرغم الله أنفك ، لـَـمْ تـفعـلْ ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تتركْ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء )

أخرجه البخاري : كتاب الجـنائز : باب من جلس عـند المصيـبة يُعرف فـيه الحُـزن ( رقم 1299 )
ومسلم : كتاب الجنائز : باب التشديد في النياحة ( رقم 30 )
وأبو داود : كتاب الجـنائز : باب الجـلوس عـند المصيـبة ( رقم 3122 )
والنسائي : كتاب الجنائز : باب النهي عن البكاء على الميت ( رقم 1846 )

وأجاب المانعون من ( الجلوس ) من أن جلوسه صلى الله عليه وسلم لم يكن للتعـزية ، بدليل أن الحديث لم يشر إلا إلى جلوسه صلى الله عليه وسلم في مسجده حزينا ، ولم تذكر أنه جلس للتعزية .


قال الزين بن المنير : ( الاعتدال في الأحوال هو المسلك الأقوم فمن أصيب بمصيبة عظيمة لا يفرط في الحزن حتى يقع في المحذور من اللطم و الشق و النوح و غيرها ، و لا يفرط في التجلد حتى يفضي إلى القسوة والاستخفاف بقدر المصاب ، فيقتدي به صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة بأن يجلس المصاب جلسة خفيفة بوقار و سكينة تظهر عليه مخايل الحزن ويؤذن بأن المصيبة عظيمة . ) ( 13 )


و قال ابن عابدين الحنفي : ( ويجاب عـنه بأن جلوسه صلى الله عليه وسلم لم يكن مقصودا للتـعـزية . ) ( 5 )




/\/\/\/\/\/\/\/\/



المسألة الثانية : ( اجتماع الناس للتعزية عند أهل الميت والجلوس عندهم )

اعلم أن من العلماء من يفرق بين هذه المسألة و التي قبلها ، ومنهم من يجعل الكلام فيهما واحدا ويكتفي بالكلام على مسألة - جلوس أهل الميت - وذلك واضح فيما سبق .

القول الأول :
ذهب الإمام الشافعي ، و الحنفية في قول ، و الإمام أحمد في رواية عنه ، و المالكية في قول لهم إلى أن الجلوس للتعزية ( مكروه و بدعة منهي عنها ) .


وقد مرت أقوالهم فيما سبق ضمن المسألة الأولى ، و إذا كان جلوس ( أهل الميت للتعزية ) مكروها أو - بدعة - كما صرح به بعض الأئمة ، فمن باب أولي ( جلوس الناس للتعزية ) عند أهل الميت ، وهذا واضح بين

القول الثاني :
رواية عن الإمام أحمد ، وقول لبعض المالكية ، أن جلوس القادمين للتعـزية ( جائز ) لا بأس فيه .


قال المرداوي الحنبلي : ( قال الخلال : سهـَّـل الإمام أحمد في الجلوس إليهم في غير موضع . ) ( 8 )


وقال ابن عبدالبر المالكي : ( وأرجو أن يكون المتجالسة في ذلك خفيفا ) . ) ( 14 )



و الراجح في هذه المسألة إن شاء الله تعالى القول الأول القائل ( بكراهة الجلوس إلى أهل الميت للتعـزية وأنه بدعة ومن أعمال الجاهلية )

والأدلـة على صحة هذا القول ما يلي :

الدليل الأول :
ما رواه جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : ( كــُـنا نـَعــدُّ الاجتماع إلى أهـل الميتِ ، وصنعة الطعام بعدَ دفنهِ من النـِّـياحة ) .

أخرجه الإمام أحمد : في مسنده ( 2 / 204 رقم 6902 ) .
وابن ماجه : كتاب الجنائز : باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام ( رقم 1612 ) بإسنادين .
وأسلم الواسطي : في تاريخ واسط ( ص 107 ) من قول عمر رضي الله عنه .
قال البوصيري في كتابه ( مصباح الزجاجة ) لزوائد ابـن ماجه : ( هذا إسناد صحيح الأول على شرط البخاري ، والثاني على شرط مسلم ) ( ص 236 ) تحقيق / محمد بن مختار بن حسين .


قال الإمام الشوكاني : ( يعني أنهم كانوا يعدون الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه وأكل الطعام عندهم نوعا من النياحة ؛ لما في ذلك من التـثـقـيـل عليهـم وشغـلهم مع ما هم فيه من شغـلة الخاطر بموت الميت ، وما فيه من مخالفة السنة ؛ لأنهم مأمورون بأن يصنعوا لأهل الميت طعاما فخالفــوا ذلك وكلفـوهم صنعة الطعام لغـيهم . ) ( 15 )


وقال الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البـنا : ( ويُستفاد من حديث جرير عدم جواز الاجتماع إلى أهل الميت كما يُـفـعـل الآن لأجل التعزية . ) ( 16 )


وقال الإمام الصنعاني : ( فيحمل حديث جرير على أن المراد صنعة أهل الميت الطعام لمن يدفن منهم ويحضر لديهم ، كما هو عُـرفُ بعض أهل الجهالات . ) ( 17 )


الدليل الثاني :
حينما وفد جرير بن عـبدالله البجـلي رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له : ( هل يُــناحُ على ميتكم ؟ قال : لا ، قال : فهل تجتمعـون عـند أهل الميت وتجعلون الطعام ؟ قال : نعم ، قال : ذلك النوح ) .

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : كتاب الجنائز : باب ما قالوا الإطعام عليه و النياحة ( 3 / 175 ) .
أخرجه سعيد بن منصور في سننه ، واللفظ له . كما في الفتح الرباني للشيخ أحمد البـنا ( 8 / 95 )


الدليل الثالث :
ما رواه عبدالرحمن بن مهران : أن أبا هريرة رضي الله عنه قال حين حضرهُ الموتُ : ( لا تضربوا على فــُـسطاطاً ، و لا تــتبعـوني بمجمر ، وأسرعوا بي ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا وضع الرجلُ الصالح على سريره قال : قدموني قدموني ، و إذا وضعَ الرجل السوء على سريره قال : يا ويله أين تذهبون بي ؟ ) .

أخرجه الإمام أحمد : في مسنده ( 2 / 292 رقم 7896 ) .


قال الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البنا معلقا على هذا الحديث الصحيح : ( وفيه أنه لا يجوز نصبَ فسطاط كالسرادق و الخيمة ونحو ذلك لأجل اجتماع الناس فيه للتعزية ، و لا اتباع الجنازة بنار فإن ذلك من عوائد الجهال و من لا دين لهم ومما نهى الشرع عنه وذم فاعله ، ومع ذلك فلا تزال هذه العادة باقية عند الناس إلى الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله . ) ( 18 )


وهنا ينبغي للمسلم أن يأخذ بالدليل ، ويتـق الله تعالى في ذلك ، ويلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم .


قال الإمام العلامة ابن القيم : ( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعزية أهل الميت ، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعـزاء ويقرأ له القرآن لا عند قبره ولا غيره ، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة . ) ( 19 )


وقد مرَّ معنا قول الإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي : ( قال علماؤنا المالكيون : التصدي للعزاء بدعة مكروهة ، فأما إن قعـد في بـيته أو في المسجد محزونا من غير أن يتصدى للعزاء فلا بأس به ؛ فإنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم نعي جعفر جلسَ في المسجد محزونا وعزاه الناس ) .


و مرَّ أيضا قول الإمام السيوطي في شرح التـنبـيه : ( ويكره الجلوس لها - أي للتعـزية - بأن يجتمع أهل الميت في بـيت ويقـصدهـم لأنه بدعة ) .


و أما قول القائل : ( أما ما نراه من جلوس المعزين لقراءة القرآن أو الاستماع إليه ، فلم نر من نص على كراهته ، بل الدليل يشير إلى ندبه ) .


فأقول قد مر معنا كلام الإمام ابن القيم ، وإليك نصا آخر كي تتأنى في كلامك قبل أن تتسرع في إصدار أحكامك .

قال الإمام محمد أمين بن عابدين : ( قلتُ : وهل تـنـفي الكراهة بالجلوس في المسجد و قراءة القرآن حتى إذا فرغوا قام ولي الميـت وعـزاهُ الناس كما يفعل في زماننا هذا ؟ الظاهر لا ؛ لكون الجلوس مقصودا للتـعزية لا للقراءة ، ولا سيما إذا كان هذا الاجتماع و الجلوس في المقبرة فوق القبور المدثورة . ) ( 3 )

وقال الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البـنـا : ( فما يفعله الناس الآن من الاجتماع للتعـزية ، وذبح الذبائح ، وتهيئة الطعام ، ونصب الخيام ، والقماش المزخرف بالألوان ، وفرش البسط وغيرها ، وصرف الأموال الطــا ئلة في هذه الأمور المبتدعة التي لايقصدون بها إلا التـفـاخر و الرياء ليقول الناس فلان فعل كذا و كذا ، و أنفق كذا وكذا في مأتم أبيه مالا ، كله حرام مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح من الصحابة و التابعين ، ولم يقل به أحد من أئمة الدين ، نسأل الله السلامة . ) ( 15 )

و بعد أن ذكر الإمام النووي - كراهة جلوس أهل الميت للتعزية - قال : ( وهذه الكراهة كراهة تنزيه إذا لم يكن معها مُحدث آخر ، فإن ضــُـمَّ إليها أمر آخر من البدع المحرمة - كما هو الغالب منها في العادة - كان ذلك حراما من أقبح المحرمات فإنه مُحدث ، وثبت في الحديث الصحيح : { إن كل كل محدث بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ... أهـ ) ( 20 )




هذا ما تيسر لي جمعه مما توفر بمكـتبـتي من كــُتب أهـل العلم ، ولله الحمد و الفضل والمنة .



وأسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم و أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يرزقنا كلمة الحق في الغضب و الرضى .






================


( 1 ) الأم للإمام المجدد محمد بن إدريس الشافعي ( 1 / 248 )

( 2 ) المهذب للإمام أبي إسحاق الشيرازي ضمن المجموع للنووي ( 5 / 268 ) تحقيق الدكتور / محمود مطرجي .

( 3 ) المجموع شرح المهذب للإمام النووي ( 5 / 270 - 271 ) تحقيق الدكتور / محمود مطرجي .
وانظر كتاب الأذكار للإمام النووي (ص 151 - 152 ) .

( 4 ) شرح التـنبـيه للإمام السيوطي ( 1 / 219 ) إشراف مكتب البحوث والدراسات بدار الفكر .

( 5 ) رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين ( 2 / 149 ) تحقيق عادل بن عبدالموجود و علي بن محمد معوض ، و قدم له و قرظه د / محمد بن بكر بن إسماعيل .

( 6 ) مسائل الإمام أحمد رواية الإمام أبي داود السجستاني صاحب السنن ( ص 189 رقم المسألة 922 ) تحقيق / أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد .

( 7 ) المحرر في الفقه للإمام أبي البركات مجد الدين عبدالسلام بن تيمية الحراني ( 1 / 207 ) تحقيق العالم السلفي محمد بن حامد الفقي رحمه الله .

( 8 ) الإنصاف للمرداوي ( 2 / 565 ) تصحيح وتحقيق العالم السلفي محمد بن حامد الفقي رحمه الله .

( 9 ) المغني للإمام أبي محمد ابن قدامه ( 3 / 487 ) تحقيق د / عبدالله التركي و د / عبدالفــتاح الحـلو .

( 10 ) كتاب الحوادث و البدع للإمام العلامة أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي ( ص 170 ) تحقيق / على بن حسن الحـلبي .

( 11 ) البناية شرح الهداية للإمام بدر الدين محمد العيني ( 3 / 303 ) دار الفكر

( 12 ) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل للإمام أبي عبدالله الحطاب المغربي ( 2 / 230 ) وبهامشه التاج و الإكليل لأبي القاسم العبدري الشهير بالمواق .

( 13 ) فتح الباري بن حجر ( 3 / 199 ) تصحيح تحقيق الأصل / الإمام عبدالعزيز بن بار ، وحققه / محب الدين الخطيب ، وترقيم / محمد بن فؤاد بن عبدالباقي .

( 14 ) الكافي في فقه أهل المدينة المالكي للإمام ابن عبدالبر القرطبي ( 1 / 283 ) تحقيق / محمد بن محمد الموريتاني .

( 15 ) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني ( 4 / 97 ) دار الكتب العلمية .

( 16 ) الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للشيخ أحمد البـنـا ( 8 / 96 ) دار الشهاب القاهرة .

( 17 ) سبل السلام شرح بلوغ المرام للصنعاني ( 2 / 226 ) تحقيق د / خليل بن إبراهيم بن ملا خاطر .

( 18 ) الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للشيخ أحمد البـنـا ( 8 / 6 - 7 ) دار الشهاب القاهرة .

( 19 ) زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم ( 1 / 527 ) تحقيق / شعيب الأرناؤط و عبدالقادر الأرنؤط .

( 20 ) الأذكار للإمام النووي ( ص 151 - 152 ) مكتبة دار التراث القاهرة .





.

مشعل عبدالله
04-26-2004, 07:44 PM
وهذا بحث ححبت وضعه لكي يكون في زيادة بيان وايضاح وهو لاحد طلبة العلم

وقفت على تخريج للحديث يخالف في صحة حديث جرير ويرد على من ضعفه
والعجيب أنه حاول لي كلام الإمام أحمد ويخصصه بأنه خاص عن هشيم
فأرجوا الرد العلمي عليه صيانة لكلام الإمام أحمد والدارقطني وغيرهم ممن أعلوا هذا الحديث

تخريج حديث جرير – رضي الله عنه – في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام بعد دفنه .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة ، والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد

فهذا جزء في تخريج حديث جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – : ( كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة ) .
جمعت فيه طرقه وشواهده ، وما اعترض به عليه ، والجواب عن ذلك .
وكلام العلماء عليه .

أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الجزء كاتبه وقارئه وسامعه ، كما أسأله المزيد من العلم النافع والعمل الصالح إنه جواد كريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




قال الإمام ابن ماجه – رحمه الله - : ( حدثنا محمد بن يحيى قال : ثنا سعيد بن منصور . ثنا هشيم ح
وحدثنا شجاع بن مخلد ، أبو الفضل . قال : ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ؛ قال : كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنعة الطعام ، من النياحة ) السنن ( 1/514) .
حديث صحيح :
هشيم : هو بن بشير أبو معاوية الواسطي .
قال الذهبي – رحمه الله - : ( حافظ بغداد ... إمام ثقة مدلس ) الكاشف ( 3/198) ، قال ابن حجر – رحمه الله - : ( ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ) التقريب ( ص 574 ) ، قال ابن سعد – رحمه الله - : ( كان ثقة كثير الحديث ثبتا يدلس كثيرا ، فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء .) الطبقات ( 7/313 ) .

قلت : هشيم وإن كان من رجال الصحيحين إلا أن الحافظ ابن حجر – رحمه الله – عده في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين ، التي لم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع .
وأخرجه الطبراني [ المعجم الكبير : 2 / 307 / 2279 ] من طريق أحمد بن منيع عنه به ، ووقع عنده ( كانوا يرون ) بدل ( كنا نرى ) .

وقد تابع هشيما نصر بن باب عن إسماعيل بن أبي خالد به عند الإمام أحمد في المسند [ : 2/ 204 ط المكتب الإسلامي ، ط أحمد شاكر برقم 6905] بإسناد رجاله ثقات غير نصر بن باب ففيه خلاف بين نقاد الحديث ومحصل الخلاف فيه ثلاثة أقوال :
الأول : قوم طرحوا حديثه وهم الجمهور : قال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( يرمونه بالكذب ) الكبير ( 8 / 105 ) وقال في الصغير : (سكتوا عنه ) (2/264) . قال الجوزجاني – رحمه الله - : (لا يسوى حديثه شيئا ) أحوال الرجال (1 / 197) ، قال أبو حاتم الرازي : (متروك الحديث ) الجرح ( 8 / 469) . ، قال ابن حبان : (كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به ) المجروحين ( 3/53) ، أما الإمام يحيى بن معين – رحمه الله – فقد اختلفت كلماته في نصر بن باب فمرة يقول : (ليس بشيء ) التاريخ رواية الدوري ( 4/355) ، ومرة : ( ليس بثقة ) ، ومرة : ( ضعيف ) كما في الكامل ( 7/36) ، رابعة يقول : ( كذاب خبيث ) كما في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/158) ، ( قال السعدي نصر بن باب لا يساوى حديثه شيئا ، وقال النسائي نصر بن باب متروك ) كما في الكامل ( 7/36) .

الثاني : وذهب بعض العلماء إلى اعتبار حديثه في الشواهد والمتابعات : قال ابن عدي – رحمه الله - بعد ذكره لخلاف العلماء فيه : (وهو مع ضعفه يكتب حديثه ) الكامل ( 7/35)
قال ابن شاهين – رحمه الله - : ( نصر بن باب والاختلاف فيه روى ابن شاهين أن يحيى بن معين قال نصر بن باب ليس بشيء وعن أحمد بن حنبل أنه سئل عنه فقال إنما أنكر الناس عليه حديثا عن إبراهيم الصائغ وما كان به بأس .
قلت إن أبا خيثمة قال نصر بن باب كذاب قال ما أجترئ على هذا أن أقوله أستغفر الله .
قال أبو حفص وهذا الكلام مقبول في التوقف فيه ولا يدخل في الصحيح ) ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه ص 98 .

الثالث : وثقه الإمام أحمد ، وروى عنه في المسند غير ما حديث ، ونقل عنه توثيقه ذلك الحافظ الهيثمي – رحمه الله – [ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ( 3 / 396 ) ] ، والحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – [ لسان الميزان ( 6 / 151 ) ] .

قلت : وذهب إلى توثيقه من المتأخرين ابن مفلح – رحمه الله – وهو ما يفهم من قوله : ( ولأحمد وغيره – وإسناده ثقات – عن جرير ... ) الفروع ( 3/408/ ط مؤسسة الرسالة ، ودار المؤيد ) .
وقال الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – : ( اختلفوا فيه ، حتى رماه بعضهم بالكذب ، ... ولسان الميزان 6: 151 عن أحمد أنه قال : " ما كان به بأس " . وفي اللسان عن تاريخ نيسابور عن أحمد قال : " هو ثقة " وسيأتي في المسند 14382 قول عبد الله بن أحمد : " قلت لأبي : سمعت أبا خيثمة يقول : نصر بن باب كذاب ؟ فقال : أستغفر الله ! كذاب ! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ ، وإبراهيم الصائغ من أهل بلده ، فلا ينكر أن يكون سمع منه " ، وأحمد يتحرى شيوخه ، وهو بهم عارف ، فلذلك رجحنا توثيقه . ) [ المسند ( 3/192/ رقم 1749 ) ] .

ـ رد الإمام أحمد على من اتهم نصر بن باب بالكذب :
ـ قال عبد الله بن الإمام أحمد : (سألت أبي عن نصر بن باب فقال إنما أنكر الناس عليه حين حدث عن إبراهيم الصائغ وما كان به بأس قلت له إن أبا خيثمة قال نصر بن باب كذاب قال ما أجترىء على هذا أن أقوله أستغفر الله ) العلل (3/301) .
ـ وعبد الله بن احمد بن حنبل قال قلت لأبي سمعت أبا خيثمة يقول نصر بن باب كذاب فقال استغفر الله كذاب إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ وإبراهيم من أهل بلده ولا ينكر أن يكون سمع منه ) تاريخ بغداد ( 13 / 279) .

قلت : ولعل قول من اعتبر حديثه في الشواهد والمتابعات أولى الأقوال وأصوبها وذلك لأمرين :
1- توثيق الإمام أحمد له وروايته عنه .
2- رد الإمام أحمد تهمة شيخه نصر بن باب بالكذب ، واعتذاره له بالرواية عن الصائغ ، وأن ذلك كان سبب جرح الأئمة لشيخه نصر بن باب ، والإمام أحمد يتحرى شيوخه ، وهو بهم عارف. والله أعلم .

تنبيه : وقع عند الإمام أحمد في المسند ( كنا نعد ) بدل ( كنا نرى ) وفيه زيادة ( بعد دفنه ) .


وتابع هشيما أيضا عباد بن العوام ( ثقة ) عن إسماعيل بن أبي خالد به وهي عند الطبراني [ المعجم الكبير : 2/307/ رقم 2278 ] بإسناد صحيح غير أن متنه فيه اختلاف ولفظه عند الطبراني : قال جرير بن عبد الله : ( يعددون الميت أو قال أهل الميت بعدما يدفن ؟ شك إسماعيل .
قلت : نعم قال : كنا نعدها النياحة ) .
وذكر هذه المتابعة الدارقطني في العلل ( 4/ ق 139 بترقيمي ) ، ولم يشر إلى اختلاف اللفظ ، فهل ذلك سهوا منه ؟ ، أو تحريف وقع في المطبوع !.

ـ ذكر من صحح حديث جرير – رضي الله عنه – من العلماء :
النووي [ المجموع ( 5/282) ] ، والمنبجي الحنبلي [ تسلية أهل المصائب ص101 ] ، والحافظ ابن كثير [ إرشاد الفقيه (1/241)] قال : (رواه أحمد ، وابن ماجه بإسناد صحيح على شرط الشيخين ) ، والبوصيري [ زوائد ابن ماجه ص 236 ] قال : ( هذا إسناد صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري والثاني على شرط مسلم ) ، وابن حجر الهيتمي [تحفة المحتاج بشرح المنهاج (3/207)] ، والشربيني الشافعي [ مغني المحتاج ( 1/368) ] ،والسيواسي الحنفي [ شرح فتح القدير ( 2/142) ] ، وابن عابدين الحنفي [ الحاشية (2/240) ] ، وملا علي القاري [ مرقاة المفاتيح ( 2/393) ] ، والسندي [ كما في عون المعبود ( 8 / 282 ) ] ، والشوكاني [ الدراري المضية (1/252) ، والسيل الجرار ( 1/372) ] ، والمباركفوري [ تحفة الأحوذي ( 4 / 67) ، ومحمود السبكي [ الدين الخالص (8/76) ] ، وأحمد شاكر [ المسند ( 11/125/ رقم 6905) ] ، والشقيري [ حكم القراءة على الأموات ص 25 ] ، ومحمد حامد الفقي [ المنتقى من أخبار المصطفى ( 2/1936/حاشية رقم 1933) ] ، وحمود بن عبدالله التويجري [ الرد على الكاتب المفتون ص 13 ] ، وابن باز [ فتاوى وتنبيهات ونصائح ص 536 ] والألباني [ أحكام الجنائز ص210 ] قال : ( وإسناده صحيح على شرط الشيخين ) ، واستدل به مجد الدين ابن تيمية [ المنتقى من أخبار المصطفى ( 2/1936) ] ، وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – [ مجموع الفتاوى ( 24/316) ] ، وغيرهما كثير من العلماء .

ومما يلفت النظر أنني لم أجد أحدا من أهل الحديث ، أو غيرهم ، لا في القديم ، ولا في الحديث – حسب اطلاعي وبحثي - أعل هذا الحديث بعنعنة هشيم ، وهي علة ظاهرة ، يعرفها صغار طلبة علم الحديث .
فهل يحق لقائل أن يقول : أن هذه العلة في هذا الحديث خفيت على من صحح حديث جرير من العلماء ، فلا غرابة أن يأتي من بعدهم من يظهرها ويعل الحديث بها ؟!

أقول : لا يجرؤ على هذا من احترم عقله ، وأنزل نفسه منزلتها ، وعرف لأهل العلم قدرهم وفضلهم وسعة علمهم ، خاصة وأن من العلماء الذين صححوا الحديث بعض الحفاظ الذين نخلوا السنة ، وميزوا بين صحيحها ، وسقيمها كالحافظ ابن كثير ، والبوصيري – رحمهما الله - ، ومن المتأخرين العلامة أحمد شاكر ، والعلامة الألباني – رحمهما الله - .

وقد رأيت من أغمار هذا العصر أتباع كل ناعق ، مَن طعن في حديث جرير هذا بعنعنة هشيم ، ولم يذكر سلفه في ذلك ، وفي ظني أن هؤلاء الأقوام المفتئتين على علم الحديث ليسوا بحاجة – زعموا - لسلف في ذلك ؛ لأن العلة ظاهرة بينة ، وإن خالفهم في ذلك علماء الأمة ؟!

ورأيت بعضهم أكثر التهويش على من صحح حديث جرير ؛ بما جاء عن الإمام أحمد ، والحافظ الدارقطني – رحمهما الله – في نقد بعض طرق الحديث عن هشيم والجواب عن ذلك سيأتي بعد عرض كلامهما – إن شاء الله - :
1- قال الإمام أبو داود – رحمه الله - : ( ذكرت لأحمد حديث هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير كنا نعد الاجتماع ... قال زعموا أنه سمعه من شريك . قال أحمد وما أرى لهذا الحديث أصلا ) مسائل أبي داود ص292 .




توجيه كلام الإمام أحمد - رحمه الله -

1 توجيه كلام الإمام أحمد - رحمه الله -


قلت : الظاهر من سياق الكلام أن الإمام أحمد أراد بقوله : (وما أرى لهذا الحديث أصلا ) أي من حديث شريك وذلك لما يلي :

1- أن الحديث فعلا ليس له أصل من حديث شريك ، أشار إلى ذلك الإمام أبو داود في قوله ( زعموا ) وسيأتي في الجواب عن كلام الحافظ الدارقطني – رحمه الله – إن شاء الله – أن الراوي الذي زاد شريكا في الإسناد راو كذاب يزيد في الأسانيد كما نص على ذلك الأئمة .

2- أن الإمام أحمد أخرج الحديث في مسنده وعزاه له جمع من العلماء فكيف يقول لا أصل له ويخرجه في مسنده ؟!
ولست أعني أنه لا يوجد في مسند الإمام أحمد ما لا أصل له ؛ لأنه لا قبل لي بذلك ، وإنما ذلك للجهابذة من أهل هذا الفن .
قال السيوطي – رحمه الله - : ( وقال شيخ الإسلام في كتابه تعجيل المنفعة : في رجال الأربعة : ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة ، منها حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنه يدخل الجنة زحفا قال : والاعتذار عنه أنه مما أمر أحمد بالضرب عليه فترك سهوا ، أو ضرب وكتب من تحت الضرب ) [ تدريب الراوي :1/ 188/ ط مكتبة الكوثر ، ط دار الكتب العلمية : 1 / 173]

3- أن هذا الحديث لم يذكر ضمن الأحاديث التي انتقدت في مسند الإمام أحمد – رحمه الله – .

4- أن من بين العلماء الذين صححوا الأثر ، واستدلوا به جمع من علماء الحنابلة ، وعزاه بعضهم إلى مسند الإمام أحمد – رحمه الله – ، دون أي تردد أو تشكيك كمجد الدين ابن تيمية ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن مفلح ، والمنبجي – رحمهم الله – ، وغيرهم من متأخري الحنابلة ؛ فمن المستبعد أن يكون إنكار الإمام أحمد – رحمه الله – لأصل الحديث ، ولا تجد من ينقل كلامه عند الكلام على هذا الحديث ؟!

هذا ما ظهر لي في توجيه كلام الإمام أحمد – رحمه الله – فإن كان صوابا فمن الله وإن كان غير ذلك فأسأل الله العفو والغفران .



2- قول الحافظ الدارقطني – رحمه الله - : ( وسئل عن حديث قيس عن جرير قال كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة .
فقال : يرويه هشيم بن بشير ، واختلف عنه فرواه شريح ابن يونس ، والحسن ابن عرفة عن هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير ، ورواه خالد بن القاسم المدائني قيل ثقة قال لا أضمن لك هذا جرحوه عن هشيم عن شريك عن إسماعيل ، ورواه أيضا عباد ابن العوام عن إسماعيل كذلك ) العلل (4/ق 139 بترقيمي) .



توجيه كلام الحافظ الدارقطني - رحمه الله -

1 توجيه كلام الحافظ الدارقطني - رحمه الله -



أقول : نستفيد من كلام الحافظ الدارقطني – رحمه الله - أمور :
1- أن الحديث له أصل من رواية هشيم ، يدل على ذلك ذكر الخلاف على هشيم فيه ، وذكر من تابعه عن إسماعيل بن أبي خالد ، وهو عباد بن العوام .
2- أن الراوي الذي زاد شريكا في إسناد حديث جرير هو خالد بن القاسم المدائني ، ولأجله - فيما ظهر لي – أنكر الإمام أحمد أن يكون شريكا من رواة هذا الحديث والله أعلم .
3- أشار الدارقطني – رحمه الله – لترجيح طريق هشيم عن إسماعيل ، على طريق هشيم عن شريك عن إسماعيل الذي رواه خالد بن القاسم المدائني ؛ بجرحه خالدا ، وذكر من خالفه من الثقات في عدم ذكر شريك في الإسناد .

ـ كلام بعض العلماء في خالد بن القاسم المدائني :

- قال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( متروك ، تركه علي والناس ) [ الضعفاء الصغير ص 40 ، ط دار الوعي ] ، وقال ابن أبي حاتم – رحمه الله - : ( خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني روى عن الليث بن سعد روى عنه احمد بن منصور المروزي المعروف بزاج سمعت أبي يقول ذلك . حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري نا احمد بن منصور المروزي قال قال احمد بن حنبل : خالد بن القاسم يزيد في الإسناد . قال إسحاق بن راهويه كما قال : كان كذابا . حدثنا عبد الرحمن انا بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن خالد المدائني فقال : كان يزيد في الأحاديث الرجال يوصلها لتصير مسندة . حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن خالد بن القاسم المدائني فقال : متروك الحديث ... حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن خالد بن القاسم المدائني فقال : هو كذاب ...) الجرح والتعديل (3/347) .
وقال الحافظ الدارقطني – رحمه الله - : ( من الحفاظ والمذاكرين ، ضعيف ، عن ليث بن سعد ، وهشيم )[الضعفاء والمتروكون : ص197، ط مكتبة المعارف] ، وقال الحافظ الذهبي – رحمه الله - : ( مشهور بوضع الحديث )[ ديوان الضعفاء والمتروكين ( 1/ 252) ط دار القلم ] ، وقال الحافظ برهان الدين الحلبي – رحمه الله - : ( وبالجملة فهو متروك كذاب والله أعلم ) [ الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص 107/ ط عالم الكتب ] .

وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :
ـ (حدثنا أسلم قال ثنا عبد الحميد قال أنا يزيد بن هارون قال أنا عمر أبو حفص الصيرفي وكان ثقة قال ثنا سيار أبو الحكم قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت بعد ما يدفن من النياحة ) تاريخ واسط ص126 .
قلت : هذا إسناد صحيح إلا أن سيارا لم يدرك عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ، وعليه فالإسناد منقطع ، وهو صالح في الشواهد والمتابعات .

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة – رحمه الله – قال : ( حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال قدم جرير على عمر فقال هل يناح قبلكم على الميت قال لا قال فهل تجتمع النساء عندكم على الميت ويطعم الطعام قال نعم فقال تلك النياحة ) المصنف (2/487) .
قلت : وهذا إسناد صحيح أيضا ، إلا أن طلحة وهو ابن مصرف لم يدرك جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه - ، وعليه فالإسناد منقطع ، وهو صالح في الشواهد والمتابعات .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه / أبو أنس الفايد مليحان بن مرهج بن مليحان العوني الأثري .
وكان الفراغ من كتابته فجر يوم الأربعاء : 12/1/1425 هـ الموافق : 3/3/2004م .

أسامه سالم
10-09-2004, 07:37 PM
يستحق الرفع

صالح زيد
10-10-2004, 01:45 AM
بارك الله في الاخوان على هذه النقولات ولكن هنا استشكال فيا ليت لو ان احد الاخوة يعطينا تفصيل اكثر :
وهو ان احد الأخوة قد اعطاني ورقة مفرغه فيها كلام لشيخنا صالح آل الشيخ من مدة بعيدة واظن انها من شرح الطحاوية المهم مجمل كلام الشيخ ان الكراهة في الجلوس اذا اجتمع الجلوس مع اعداد الطعام ..وذلك تجاوبا مع ظاهر الاثر الوارد(( كنا نعد الجلوس في المآتم واعداد الطعام من النياحة )) اما الجلوس بدون طعام فانه لايدخل في النهي ..او بمعنى هذا الكلام واعتذر فعهدي بذلك التفريغ الكلامي للشيخ بعيد ..فاسأل هل معنى كلام الشيخ هو ان ذلك النهي لايكون الا بالجلوس والطعام معا ..وانه اذا انفرد الجلوس بدون طعام فلايدخل في النهي ..هذا أولا ..وثانيا :هل كلام الشيخ هذا خاص بأهل الميت وحدهم ..أم انه يدخل فيه غيرهم ممن اتى لكي يؤدي واجب التعزيه ..وبارك الله فيكم على تفعيل المنتدى بهذه المواضيع ..
وهناك سؤال خارج الموضوع فياليت الاخوة القريبين من العلماء يجاوبوني عليه وهو عن حال منهج الشيخ عثمان الخميس ..لانني رأيته في موقعه ينقل عن الشيخ اللحيدان ..وبارك الله فيكم

محمد عبدالله
01-22-2006, 06:19 PM
بارك الله فيك يامشعل

12d8c7a34f47c2e9d3==