المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة " الأحكام المخصصة والمقيدة " : ( 1 ) الدعاء عند سماع صياح الديكة ونهاق الحمار .


كيف حالك ؟

محب الأثري
04-25-2004, 12:32 AM
سلسلة " الأحكام المخصصة والمقيدة " : ( 1 ) الدعاء عند سماع صياح الديكة ونهاق الحمار .


بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد

فقد انتشر عند الكثير أن الدعاء الوارد عند سماع صياح الديكة و نهاق الحمار مطلق في كل وقت كما جاء في " الصحيحين " ، لكن ثبتت زيادة مقيدة لهذا الإطلاق " بالليل " من رواية جمع من الثقات ، عند البخاري في " الأدب " وغيره ، وقد حقق الشيخ الألباني - رحمه الله - ثبوت هذه الزيادة كما قال في " صحيح الأدب المفرد " ( ص 479 ) :

( تحقيقا ربما لا تراه في مكان آخر ) ، وهو ما جاء في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) حديث

رقم : ( 3183 ) .

فإليكم إخوتي الكرام هذا التحقيق العلمي :

( الحديث ) :

( إذا سمعتم صياح الدّيَكة [ بالليل ] ؛ فاسألوا الله من فضله ، [ وارغبوا إليه ] ؛ فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار [ بالليل ] ؛ فتعوذوا بالله من الشيطان ؛ فإنه رأى شيطانا ) .

قال الشيخ الألباني - رحمه الله - :

( أخرجه البخاري ( 3303 ) ومسلم ( 8 / 85 ) وأبو داود ( 5105 ) والترمذي ( 3455 ) والنسائي في " السنن الكبرى " ( 6 / 427 / 11391 ) و " عمل اليوم والليلة " ( رقم 944 ) وابن أبي شيبة ( 10 / 420 / 9854 ) كلهم من طريق قتيبة بن سعد : ثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . . . فذكره . وقال الترمذي :

" حديث حسن صحيح " .

قلت ( أي الألباني ) : وتابع قتيبة : سعيد بن أبي مريم عند البغوي في " شرح السنة " ( 5 / 126 / 1334 ) ، وقال :

" حديث متفق على صحته ، أخرجاه جميعا عن قتيبة عن الليث " .

وتابعه آخرون من الثقات ، وزادوا عليه تلك الفوائد الهامة التي تراها بين المعكوفات ، وهاك البيان :

الأول : شعيب بن حرب المدائني ، وهو ثقة احتج به البخاري ، قال أحمد ( 2 / 364 ) : حدثنا شعيب بن حرب أبو صالح - بمكة - قال : ثنا ليث بن سعد به ؛ وزاد الزيادة الأولى والثالثة .

الثانية : هاشم بن القاسم أبو النضر الغدادي ، وهو ثقة ثبت احتج به الشيخان ، قال أحمد أيضا ( 2 / 306 ) : ثنا هاشم : ثنا ليث به ، وعنده الزيادة الأولى .

الثالث : عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث ، وهو مستقيم الحديث فيما روى عنه البخاري وأمثاله من الحفاظ ، وروى عنه في " الصحيح " ، قال في " الأدب المفرد " ( رقم 1236 ) : حدثنا عبد الله بن صالح : حدثني الليث به ، وزاد الزيادة الأولى .

قلت : فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة على الزيادة الأولى مما يلقي الطمأنينة في النفس على صحتها ، حتى ولو فرض تفرد هاشم بها ؛ لأنه ثقة ثبت كما تقدم ، بناء على قاعدة : " زيادة الثقة مقبولة " ، فكيف ومعه من ذكرنا ؟ ! فكيف ولها شاهد من حديث جابر كما يأتي بعده ؟ !

وأما الزيادة الثالثة ؛ فهي وإن كان تفرد بها شعيب بن حرب دون الآخرين ؛ فهي زيادة لفظية ؛ لأن السياق مع الزيادة المتفق عليها يؤيد معناها ، فتأمل .
وأما الزيادة الثانية ؛ فقد تفرد بها ثقة آخر ، وهو سعيد بن أبي أيوب ، وهو ثقة ثبت أيضا احتج به الشيخان ، فقال الإمام أحمد ( 2 / 321 ) : ثنا أبو عبد الرحمن : ثنا سعيد : حدثني جعفر بن ربيعة به .

قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن يزيد المكي المقرىء ، وهو ثقة فاضل من كبار شيوخ البخاري .

ومن طريقه : أخرجه ابن حبان ( 2 / 175 / 1001 ) وأبو يعلى ( 11 / 148 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 306 ) .

وقد أخرجه النسائي في " عمله " ( 943 ) من طريق أخرى عن سعيد ؛ مقرونا بالليث بالزيادة الأولى ، فقال : أخبرنا وهب بن بيان قال : حدثنا الليث بن سعد وسعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة به مثل حديث الترجمة ، وفيه الزيادة الأولى .

وهذه متابعة قوية للثقات الثلاثة المتقدمين في هذه الزيادة ، وكان الأولى أن تذكر عقبهم مباشرة ، ولكن هكذا قُدّر .

وإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير وهب بن بيان ، وهو ثقة .

( تنبيه ) : قد تبين لك من تخريج الحديث أن زيادة : " الليل " فيه من أفراد " الأدب المفرد " وغيره دون " الصحيحين " ، ولذلك ؛ فعزو محمد فؤاد عبد الباقي إياه في تعليقه على " الأدب " لــ " الصحيحين " من أوهامه الكثيرة التي تدل على أنه لا علم عنده بفن التخريج ، وقد وهم الجيلاني شارح " الأدب " ( 2 / 637 ) فعزاه لــ " الخمسة " ، ويعني : الستة دون ابن ماجه ، وهذا أغرق في الوهم من ذاك ؛ لأن الزيادة ليست عندهم جميعا كما تقدم .

ونحوه ما فعله المعلق على " . . صحيح ابن حبان " ( 3 / 286 ) ؛ فإنه خرّج الحديث معزوّا لأكثر المصادر المتقدمة مشيرا إلى مواضعها بالأرقام ، ومنها الخمسة ، موهما أن زيادة ابن حبان : " وارغبوا إليه " عندهم أيضا ! وليس كذلك ؛ كما سبق . ولذلك ؛ قررت أن أستدرك الحديث لهذه الزيادة ، فأوردها في " صحيح موارد الظمآن " ، حيث إن الهيثمي لم يورده في " الموارد " ؛ لأن أصله في " الصحيحين " ؛ والله أعلم . ) اهـ .

وبناء على ثبوت زيادة " بالليل " فلا يشرع الدعاء الوارد عند سماع صياح الديكة ونهاق الحمار بالنهار .

والحمد لله على الهداية للسنة .

الكاتب : [ خليفة بن عيسى بوعركي ]

أبوالمجد
04-25-2004, 09:09 PM
نقل موفق جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==