المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هؤلاء أشر من الخوارج للشيخ عبد المحسن آل عبيكان


كيف حالك ؟

محب الأثري
04-22-2004, 12:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين

أما بعد :

دعا الشيخ عبدالمحسن العبيكان الداعية المعروف شباب الأمة الإسلامية إلى أن يقتدوا بالعلماء المعتبرين الذين عرفت أمانتهم العلمية والذين يصدرون للناس فتواهم هؤلاء الذين ينبغي أن تؤخذ أقوالهم ولا تؤخذ أقوال أناس أدعياء لا يعلمهم الناس أو أناس أدعياء يريدون الفتنة والفساد العظيم.
وألا يؤخذ بأقوال أدعياء العلم والسنَّة وأدعياء الجهاد ولا يستبعد أن يدخلوا في قوله تعالى:
{إنَّمّا جّزّاءٍ الذٌينّ يٍحّارٌبٍونّ اللَّهّ ورّسٍولّهٍ ويّسًعّوًنّ فٌي الأّّرًضٌ فّسّادْا أّن يٍقّتَّلٍوا أّوً يٍصّلَّبٍوا أّوً تٍقّطَّعّ أّيًدٌيهٌمً وأّرًجٍلٍهٍم مٌَنً خٌلافُ} [المائدة: 33].
وأضاف ينبغي للناس أن يحترموا النصوص الشرعية وأن يطيعوا ولاة أمرهم، قال الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللَّهّ وأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ وأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً} [النساء: 59].

وحذَّر العبيكان من هؤلاء الشباب الذين لم يكن لهم قدوة في أفكارهم واتجاهاتهم من العلماء المعتبرين الذين يفهمون دقائق الشرع ونصوصه، مشيراً إلى أن مثل هؤلاء الشباب يشوهون صورة الإسلام وصورة البلاد أمام الغير بخلاف ما كان سلف هذه الأمة والصحابة والتابعين الذين كانوا يعطون الصورة الحقيقية للإسلام ويدعون للإسلام بأفعالهم وأقوالهم فيفقهون سماحة الإسلام والعدل التام الذي يدعو إليه الإسلام، قال تعالى:

{ولا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى} [المائدة: 8].

والله أمر بالعدل حتى مع الآخرين وحتى مع مخالفة دين الآخرين إن الإسلام يدعو دائماً إلى العدل والإنصاف والرحمة والشفقة حتى في حال إزهاق الروح، فالأمر بالإحسان والرفق بكل شيء حتى عند الذبحة من الحيوان، وحتى في تنفيذ القصاص الشرعي أو مع من يستحق القتل الشرعي، إن الإسلام دعا إلى الدعوة إليه بدون أن يقصد في ذلك إيذاء الآخرين، بل هو رحمة للعالمين:

{ومّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} [الأنبياء: 107].

فأرسل الرسل صلى الله عليه وسلم للعالمين يدعوهم إلى الدخول في الإسلام وبالتي هي أحسن، ويقيم عليهم الحجة ولم يشرع الجهاد إلا على الذين يمانعون في رفع راية الإسلام، وهذا هو منهج الإسلام الصحيح، فحب الإسلام للسلام وحبه للعدل ومعاملته بالتي هي أحسن هذا هو المطلوب في نصوص كثيرة يصعب حصرها.
والذين لا يفهمون من الإسلام إلا اسمه إما أن يكون في قلوبهم أحقاد دينة وإما أنهم يجهلون حقيقة الإسلام حقيقة بالغة فيفكرون بأفكار دخيلة على الإسلام وأهل الإسلام والسبب أنهم لم يتتلمذوا على علماء الأمة المعتبرين الذين يقتدى بأقوالهم وأن يأخذوا بعلمهم وتوجيهاتهم فاتخذوا لهم رؤساء جهالاً هم مثلهم أو هم أشر منهم لأن الذين اتخذوهم رؤساء لا يعرفون حقيقة الإسلام وليس أهل علم ولا يؤخذ بعلمهم ولا بأماناتهم فاتخذوهم قادة وقدوة فأضلوهم على سواء الصراط المستقيم نتج عن ذلك تشويه صورة الإسلام وكره بعض الناس للإسلام بسبب هؤلاء الدخيلين على المسلمين الذين يلتزمون بالإسلام الحق.

وأوضح الشيخ العبيكان أن هناك من الناس من يرى والعياذ بالله أن الإجرام هو الجهاد، وأن قتل الناس هو المقصود بالدين، وهذا هو الفهم القبيح فهم الجهال، فهم دعاة الإصلاح الذين لا يفهمون وإلا فالإصلاح هو بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالتي هي أحسن.

قال تعالى: {ولّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ} [آل عمران: 159].

فأمر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يلين جناحه لهؤلاء الجاهلين وأن يعلمهم وأن يفهمهم بالتي هي أحسن حتى في الدعة ومن يقول إن سبيل الإصلاح والدعوة إلى الإسلام، أو البحث أو السعي إلى قيام حكم الإسلام بقتل الناس الآمنين فهذا والعياذ بالله لا يعرف الإسلام ويتجنى على الإسلام وأهل الإسلام ونصوص الشرعية الإسلامية، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الصبيان والنساء وعن قتل الرهبان، فقال إن من يقاتل هم المقاتلة الذين يصدون عن سبيل الله هذا حتى في الجهاد، فإن المقصود به منع من يمنعون نشر الدعوة الإسلامية، بل إن الذين يعرض عليهم الإسلام ولم يستسلموا ويلتزموا بأحكام الإسلام، فقد ضمن لهم الإسلام حقوقهم مع بقائهم على الكفر ولم يقتل ولم يقل لا بد من إكراههم على الدين فقال الله تعالى: {لا إكًرّاهّ فٌي الدٌَينٌ} [البقرة: 256]، بل ضمن لهم حقوقهم كما هو معروف في تاريخ الإسلام عندما قدمت كثير من البلاد فإن غير المسلمين الذين كانت لهم ذمة جعلت لهم حقوقاً ومنع الظلم، والتاريخ مليء بالقصص التي تبيِّن أن غير المسلم والمسلم أمام القضاء على حد سواء وأن ما ينطبق على المسلم ينطبق على غير المسلم.

فقد ضمن لهم الإسلام حقوقهم وعباداتهم ولم يتعرض لعباداتهم، بل إذا كان بهذه الصفة فكيف بمن يأتي لبلد مسلم ويروِّع الآمنين ويقتلهم من شيوخ ونساء وصبيان ولا أعتقد أن هذا إنسان في قلبه أي جزء أو ذرة من إيمان والحقيقة هذا الذي يفعل هذه الأفعال لا أظنه مسلماً.

وأضاف أن الذين يقتلون الناس بحجة أنهم أذنبوا هؤلاء أشد من الخوارج الذين أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم يكثرون العبادة وهم على ضلال وإن كانوا أكثر من أهل الحق في الطاعة والصيام والصلاة إلا أن النهج والمنهج هو أهم من مسألة العبادة الفعلية، فالاعتقاد والمنهج أهم، فالذي ليس على منهج صحيح هذا مضل ضال وهو من الفرق التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها سوف تفترق إلى 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة.


المصدر :
مجلة الدعوة العدد 1896

12d8c7a34f47c2e9d3==