السلفيه
04-21-2004, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكم في الموالد التي ابتدعت في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم والتي يدعي من يقوم بها ويحييها من الناس أنك إذا أنكرت ذلك أو لم تشاركهم فيه؛ فلست بمحب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن في المولد الصلاة على النبي والمدائح؛ فأنت بفعلك هذا معارض للصلاة وكاره للنبي؟
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الموالد هي من البدع المحدثة في الدين، والبدع مرفوضة ومردودة على أصحابها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/167) من حديث عائشة رضي الله عنها].
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته إحياء الموالد لا في مولده صلى الله عليه وسلم ولا في مولد غيره، ولم يكن الصحابة يعملون هذه الموالد ولا التابعون لهم بإحسان ولم يكن في القرون المفضلة شيء من هذا، وإنما حدث هذا على أيدي الفاطميين الذين جلبوا هذه البدع والخرافات ودسوها على المسلمين، وتابعهم على ذلك بعض الملوك عن جهل وتقليد، حتى فشت في الناس وكثرت، وظن الجهال أنها من الدين وأنها عبادة، وهي في الحقيقة بدعة مضللة وتؤثم أصحابها إثمًا كبيرًا، هذا إذا كانت مقتصرة على الاحتفال والذكر كما يقولون، أما إذا شملت على شيء من الشرك ونداء الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به كما هو الواقع في كثير منها؛ فإنها تتجاوز كونها بدعة إلى كونها تجر إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، وكذلك ما يخالطها من فعل المحرمات كالرقص والغناء، وقد يكون فيها شيء من الآلات المطربة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء... إلى غير ذلك من المفاسد؛ فهي بدعة ومحفوفة بمفاسد ومنكرات.
وهذا الذي يريده أعداء الدين؛ يريدون أن يفسدوا على المسلمين دينهم بهذه البدع وما يصاحبها من هذه المنكرات، حتى ينشغلوا بها عن السنة وعن الواجبات.
فهذه الموالد لا أصل لها في دين الإسلام، وهي محدثة وضلالة، وهي مباءة أيضًا لأعمال شركية وأعمال محرمة كما هو الواقع.
وأما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمحبته عليه الصلاة والسلام فرض على كل مسلم أن يحبه أحب مما يحب نفسه وأحب من ولده ووالديه والناس أجمعين عليه الصلاة والسلام.
ولكن ليس دليل محبته إحداث الموالد والبدع التي نهى عنها عليه الصلاة والسلام، بل دليل محبته اتباعه عليه الصلاة والسلام والعمل بما جاء به؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]؛ فدليل المحبة هو الاتباع والاقتداء وتطبيق سنته عليه الصلاة والسلام وترك ما نهى عنه وحذر منه، وقد حذر من البدع والخرافات، وحذر من الشرك وحذر من وسائل الشرك؛ فالذي يعمل هذه الأشياء لا يكون محبًا للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو ادعى ذلك؛ لأنه لو كان محبًا له لتبعه، فهذه مخالفات وليست اتباعًأ للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمحب يطيع محبوبه ويتبع محبوبه ولا يخالفه.
فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي من الناس أن يتبعوه، وأن يقدموا سنته على كل شيء، وأن يعملوا بسنته، وأن ينهى عن كل ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم . هذه هي المحبة الصحيحة، وهذا هو دليلها.
أما الذي يدعي محبته عليه الصلاة والسلام، ويخالف أمره؛ فيعصي ما أمر به، ويفعل ما نهى عنه، ويحدث البدع من الموالد وغيرها، ويقول: هذه محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ! هذا كاذب في دعواه ومضلل يريد أن يضلل الناس والعوام بهذه الدعوة.
ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا بعد اتباعه الصلاة والسلام عليه؛ فهي مشروعه، وتجب في بعض الأحيان وفي بعض الأحوال؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]، فنصلي عليه في الأحوال التي شرع الله ورسوله الصلاة عليه فيها.
وأما البدع والمنكرات؛ فهذه ليست محلاً للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ! كيف يصلي عليه وهو يخالف أمره، ويعصي نهيه، ويرتكب ما حرمه الله ورسوله؟! كيف يصلي عليه وهو يحدث الموالد والبدع، ويترك السنة، بل ويضيع الفرائض؟!
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله...
ما الحكم في الموالد التي ابتدعت في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم والتي يدعي من يقوم بها ويحييها من الناس أنك إذا أنكرت ذلك أو لم تشاركهم فيه؛ فلست بمحب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن في المولد الصلاة على النبي والمدائح؛ فأنت بفعلك هذا معارض للصلاة وكاره للنبي؟
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الموالد هي من البدع المحدثة في الدين، والبدع مرفوضة ومردودة على أصحابها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/167) من حديث عائشة رضي الله عنها].
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته إحياء الموالد لا في مولده صلى الله عليه وسلم ولا في مولد غيره، ولم يكن الصحابة يعملون هذه الموالد ولا التابعون لهم بإحسان ولم يكن في القرون المفضلة شيء من هذا، وإنما حدث هذا على أيدي الفاطميين الذين جلبوا هذه البدع والخرافات ودسوها على المسلمين، وتابعهم على ذلك بعض الملوك عن جهل وتقليد، حتى فشت في الناس وكثرت، وظن الجهال أنها من الدين وأنها عبادة، وهي في الحقيقة بدعة مضللة وتؤثم أصحابها إثمًا كبيرًا، هذا إذا كانت مقتصرة على الاحتفال والذكر كما يقولون، أما إذا شملت على شيء من الشرك ونداء الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به كما هو الواقع في كثير منها؛ فإنها تتجاوز كونها بدعة إلى كونها تجر إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، وكذلك ما يخالطها من فعل المحرمات كالرقص والغناء، وقد يكون فيها شيء من الآلات المطربة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء... إلى غير ذلك من المفاسد؛ فهي بدعة ومحفوفة بمفاسد ومنكرات.
وهذا الذي يريده أعداء الدين؛ يريدون أن يفسدوا على المسلمين دينهم بهذه البدع وما يصاحبها من هذه المنكرات، حتى ينشغلوا بها عن السنة وعن الواجبات.
فهذه الموالد لا أصل لها في دين الإسلام، وهي محدثة وضلالة، وهي مباءة أيضًا لأعمال شركية وأعمال محرمة كما هو الواقع.
وأما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمحبته عليه الصلاة والسلام فرض على كل مسلم أن يحبه أحب مما يحب نفسه وأحب من ولده ووالديه والناس أجمعين عليه الصلاة والسلام.
ولكن ليس دليل محبته إحداث الموالد والبدع التي نهى عنها عليه الصلاة والسلام، بل دليل محبته اتباعه عليه الصلاة والسلام والعمل بما جاء به؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]؛ فدليل المحبة هو الاتباع والاقتداء وتطبيق سنته عليه الصلاة والسلام وترك ما نهى عنه وحذر منه، وقد حذر من البدع والخرافات، وحذر من الشرك وحذر من وسائل الشرك؛ فالذي يعمل هذه الأشياء لا يكون محبًا للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو ادعى ذلك؛ لأنه لو كان محبًا له لتبعه، فهذه مخالفات وليست اتباعًأ للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمحب يطيع محبوبه ويتبع محبوبه ولا يخالفه.
فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي من الناس أن يتبعوه، وأن يقدموا سنته على كل شيء، وأن يعملوا بسنته، وأن ينهى عن كل ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم . هذه هي المحبة الصحيحة، وهذا هو دليلها.
أما الذي يدعي محبته عليه الصلاة والسلام، ويخالف أمره؛ فيعصي ما أمر به، ويفعل ما نهى عنه، ويحدث البدع من الموالد وغيرها، ويقول: هذه محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ! هذا كاذب في دعواه ومضلل يريد أن يضلل الناس والعوام بهذه الدعوة.
ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا بعد اتباعه الصلاة والسلام عليه؛ فهي مشروعه، وتجب في بعض الأحيان وفي بعض الأحوال؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]، فنصلي عليه في الأحوال التي شرع الله ورسوله الصلاة عليه فيها.
وأما البدع والمنكرات؛ فهذه ليست محلاً للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ! كيف يصلي عليه وهو يخالف أمره، ويعصي نهيه، ويرتكب ما حرمه الله ورسوله؟! كيف يصلي عليه وهو يحدث الموالد والبدع، ويترك السنة، بل ويضيع الفرائض؟!
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله...