المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ).للشيخ ابن باز رحمه الله


كيف حالك ؟

مفتاح الليبي
04-20-2004, 12:04 AM
س : ما تفسير قوله تعالى : وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ

حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ

يَسْبَحُونَ ؟

ج : هذه الآية الكريمة فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ، وهو قوله :

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ، قال :

يا أبا ذر أتدري ما مستقرها؟ فقال أبو ذر : الله ورسوله أعلم ، قال صلى الله عليه وسلم : مستقرها

أنها تسجد تحت عرش ربها عز وجل ذاهبة وآيبة بأمره سبحانه وتعالى

سجودا الله أعلم بكيفيته سبحانه وتعالى .

وهذه المخلوقات كلها تسجد لله وتسبح له جل وعلا تسبيحا وسجودا يعلمه سبحانه ، وإن كنا لا نعلمه

ولا نفقهه ، كما قال عز وجل : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا

يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا وقال تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ

مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ

النَّاسِ الآية ، هذا السجود يليق به لا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه ، ومن هذا قوله تعالى في سورة

الرعد : وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ فالشمس

تجري كما أمرها الله تطلع من المشرق وتغيب من المغرب إلى آخر الزمان ، فإذا قرب قيام الساعة

طلعت من مغربها ، وذلك من أشراط الساعة العظمى ، كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا انتهى هذا العالم وقامت القيامة كورت ، كما قال تعالى : إِذَا

الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فتكور ويذهب نورها وتطرح هي والقمر في جهنم؛ لأنهما قد ذهبت الحاجة إليهما

بزوال هذه الدنيا .

والمقصود : أنها تجري لمستقر لها ذاهبة وآيبة ، ومستقرها سجودها تحت العرش في سيرها طالعة

وغاربة ، كما تقدم ذكر ذلك

في الحديث الصحيح ، ذلك بتقدير العزيز العليم ، وهو الذي قدر سبحانه وتعالى لها ذلك . العزيز ،

ومعناه : المنيع الجناب الغالب لكل شيء ، العليم بأحوال خلقه سبحانه وتعالى . والله ولي التوفيق .

عبدالله العامري
04-20-2004, 12:55 AM
.

http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=1718

.

12d8c7a34f47c2e9d3==