المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الارهابيون شواذ هربوا من المجتمع المعتدل ودور التعليم والمساجد والعلماء \الفوزان


كيف حالك ؟

ميرزا حسن
04-15-2004, 02:01 AM
الارهابيون شواذ هربوا من المجتمع المعتدل ودور التعليم والمساجد والعلماء

جريدة عكاظ
09/12/2003
تحدى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء الكاتب المعروف الاستاذ عبدالله ابو السمح ان يبرهن على ماذهب اليه في مقاله (المطلوب اولا) الذي نشر في عكاظ يوم الثلاثاء 8/10/1424هـ من اشارة الى ان مناهجنا الدراسية تتضمن فكر التكفير.
واكد الفوزان في معرض رده على ابو السمح على ان مناهجنا فيها ان الكبائر التي دون الشرك والكفر مرتكبها لايكفر كفرا يخرج من الملة.
وعرض الفوزان في ختام رده لفئة الارهابيين موضحا انهم قوم هربوا من المجتمع المعتدل ودور التعليم والعلماء والمساجد.
وفيما يلي نص رد الفوزان على ابو السمح:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن تمسك بسنته واهتدى بهداه. وبعد:
فقد عودنا الاستاذ: عبدالله ابو السمح - هداه الله - ان ينشر مقالات قصيرة فيها تحامل على بعض اهل الخير واتهام لهم بالغلو والتشدد مما هم منه بريئون كل البراءة. فأهل الخير دائما يحملون النصيحة ومحبة الخير لاخوانهم, وان قدر ان احدا يتسمى بالخير ويصدر منه خلافه فهو ليس منهم. وقد غاب عن ابو السمح - هداه الله - قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يقول لاخيه ياكافر. يافاسق. ياعدو الله. ياخبيث. وهو ليس كذلك الا حار عليه) يعني رجع اليه إثم ما قال. واخر ما قرأته لابو السمح ما نشره في جريدة عكاظ العدد (13611) في يوم الثلاثاء 8/10/1424هـ تحت عنوان: (المطلوب اولا) وجاء فيه قوله: (لابد لنا من ازالة كل ما اختلط في مناهج التعليم من فكر التكفير والمعاداة وتقريب العالم والمجتمع الانساني الى قلوب وعقول الناشئة) واقول: انني اتحدى الاستاذ ابو السمح ان يبرز لنا ما في مناهجنا الدراسية من فكر التكفير الا ان كان يقصد ان لايحكم على احد بالكفر مهما فعل ومهما اعتقد من الشرك والكفر والالحاد, فالله سبحانه هو الذي حكم على هؤلاء بالكفر واعد لهم النار كما هو واضح في كتاب الله وسنة رسوله واجماع المسلمين. ان من عبد غير الله او كفر بالله ورسوله او ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام فهو كافر مخلد في النار اذا لم يتب قبل موته. قال تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والآخرة. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون}. وطالب الاستاذ ابو السمح في مقاله هذا بتقريب العالم والمجتمع الانساني الى قلوب وعقول الناشئة واعادة تأهيل المعلمين بإسلام المحبة والمبادأة بالتحية والمعروف. واقول هل يريد الاستاذ منا ان نحب الكفار والله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {يا ايها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} وقال تعالى: {لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه}. وقال تعالى: {يا ايها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. لكن مع وجوب بغضنا لهم نهانا الله ان نعتدي عليهم او نظلمهم وامرنا بالعدل فيهم. فقال تعالى: {ولايجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا}. وقال تعالى: {ولايجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى}. وامرنا ببر من احسن الينا منهم فلم يقاتلنا ولم يخرجنا من ديارنا فقال سبحانه: {لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين} وامرنا بالوفاء بالعهود معهم ما وفوا معنا فقال تعالى: {الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فأتموا اليهم عهدهم ان الله يحب المتقين} وحرم النبي صلى الله عليه وسلم قتل المعاهد من الكفار فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) هذا هو التعامل مع الكفار على ضوء الكتاب والسنة وهو تعامل يتضمن حفظ الدين وحفظ ذمة المسلمين, وكذلك يجوز للمسلمين التعامل مع الكفار بالبيع والشراء والاتجار المباح. واباح الله لنا الاستفادة من خبرات الكفار. وكل هذه الامور مع البغض لهم في القلوب لان الله يبغضهم. قال تعالى: {فان الله عدو للكافرين}. وقال تعالى: {لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء} ولايجوز الخلط بين ما اباح الله وما حرم الله في حق الكفار بل لابد من التفصيل والبيان. قال الاستاذ ابو السمح: (فنحن وهم خلفاء الله في الارض لاعمارها ومعرفة اسرار الكون وتطويعها دون تفرقة) ونقول اولا: قولك: خلفاء الله هذا اللفظ لايجوز لان الله ليس له خليفة كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره وانما الناس هم الذين يخلف بعضهم بعضا في الارض. كما قال تعالى: {وجعلكم خلفاء الارض} هذا معنى الخليفة.
ثانيا: الارض كلها لله يورثها من يشاء من عباده كما قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: {ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}. وقال تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون} ولما قال مسيلمة الكذاب للنبي صلى الله عليه وسلم: (ان الارض بيني وبينك نصفان) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الارض لله يورثها من يشاء من عباده) وعمارة الارض تكون بالطاعة كما قال تعالى: {ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها}. وقال الاستاذ ابو السمح: فالدين لله سبحانه وتعالى: {ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} ونقول: هذا الكلام ظاهره ان كل الاديان لله حتى دين الكفر والشرك وهذا باطل فالله سبحانه انما له الدين الخالص من الشرك كما قال تعالى: {الا لله الدين الخالص} وقال تعالى: {ان الدين عند الله الاسلام} وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين} وجميع الجن والانس مأمورون باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته. قال تعالى: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين} وقال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لايسمع بي يهودي ولانصراني ثم لايؤمن بالذي بعثت به الا دخل النار) واخذ الله الميثاق على الانبياء جميعا ان من وجد منهم بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ليتبعنه. قال تعالى: {واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه}. واما ما اشار اليه ابو السمح من ان مناهجنا الدراسية تتضمن فكر التكفير. فنحن نطالبه ان يبين في اي منهج من مناهجنا الدراسية فكر التكفير ونتحداه في ذلك. فمناهجنا ولله الحمد فيها ان الكبائر التي دون الشرك والكفر مرتكبها لايكفر كفرا يخرج من الملة مالم يستحلها. وانما هو تحت المشيئة اذا لم يتب منها - ان شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه واذا عذبه بها فانه لايخلد في النار كما قال تعالى: {ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فمرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك والكفر يعتبر مؤمنا ناقص الايمان او مؤمنا فاسقا. هذه عقيدة اهل السنة والجماعة التي تدرس في مناهجنا لكن اظن ابو السمح لم يطلع عليها -وانما يتكلم من فراغ - وكذلك مناهجنا الدراسية تحرم العدوان على الدين والنفس والعقل والعرض والمال وذلك بما يسمى بحفظ الضروريات الخمس لان الله حرم الاعتداء عليها ووضع على ذلك الحدود الرادعة وكل هذا يدرس في مناهجنا - ولله الحمد - وكذلك يدرس في مناهجنا وجوب قتال البغاة والخوارج وقطاع الطرق لاجل حفظ الامن وجمع الكلمة وتأمين السبل. قال تعالى: {انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم}وهذا كله محاربة للارهاب والاخلال بالامن. وكل ذلك يدرس في مناهجنا فكيف يقال: ان مناهجنا الدراسية تعلم الارهاب والفكر التكفيري وهي تحارب اهله وتقضي على فكرهم, هل هذا الا من الكذب والافتراء او الجهل بمضامين هذه المناهج. وكذلك مناهجنا تعلم السمع والطاعة لولاة الامور في غير معصية الله عملا بقوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم} وعملا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحث على السمع والطاعة لولاة امور المسلمين وتحرم الخروج عليهم ولو جاروا وظلموا. وتأمر بقتال الخارجين عن طاعة ولي الامر - فمناهجنا الدراسية تحرم الارهاب والتكفير بكل صورهما واشكالهما وتخرج عليها اجيال مؤمنة وتخرج منها علماء ثقاة تقاة على منهج اهل السنة والجماعة - واما الشواذ الذين تعدوا حدود الله وقاموا بعمليات الارهاب والتخريب فانهم لم يتربوا على هذه المناهج السليمة وانما تربوا على المناهج المنحرفة التي تلقوها من اعداء الاسلام والمسلمين وهم قوم هربوا من المجتمع المعتدل وهربوا من دور التعليم وهربوا حتى من المساجد ومن العلماء ونشأوا متوحشين مع اشكالهم من منحرفي المجتمعات وحقدوا على آبائهم وامهاتهم وقرابتهم وعلى مجتمعهم وزين لهم شياطين الجن والانس ما هم فيه كما قال تعالى {زين لهم سوء اعمالهم والله لايهدي القوم الظالمين} وهؤلاء ليسوا محسوبين على اهل الدين والصلاح والاستقامة والاعتدال ولايحسبهم منهم الا جاهل او ضال مغرض. واخيرا ادعو الاستاذ ابو السمح الى ان يراجع صوابه ويعتدل في قوله وان تكون كتاباته بناءة وفقنا الله واياه لمعرفة الحق والعمل به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

الشيخ صالح الفوزان

عبيد الأثري
04-15-2004, 03:26 PM
جزاكم الله خيراًِ وحفظ الله الشيخ الفوزان

أبوالمجد
07-04-2004, 09:54 PM
جزاك الله خير ونفع الله بالعلامة صالح الفوزان وبارك الله فيه وفي عمره

عبدالله بن حمد
07-04-2004, 11:03 PM
ـ اصبح الإسلام رديفًا لمعاني الإرهاب والوحشية، الا ترى ان اخطاء بعض المسلمين هي المورِّث الحقيقي لهذه الصورة المنكرة‏؟‏ وما طريق الخلاص‏؟‏

الكفار من قديم يحاربون الإسلام ويصفونه باقبح الصفات تنفيرًا منه ‏{‏يُرِيدُونَ اَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِاَفْوَاهِهِمْ وَيَاْبَى اللَّهُ اِلاَّ اَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 32‏.‏‏]‏، ومن ذلك وصفهم له بالإرهاب والوحشية، وينسون ان الإرهاب والوحشية وقتل الشعوب والتسلط على الخلق بغير الحق وكل صفات الذم انما هي في دين الكفر ومن صفات الكفار، وكون بعض المنتسبين الى الإسلام تصدر منهم بعض التصرفات الخاطئة - اما عن جهل او عن قصد سيئ - فان ذلك لا ينسب الى الإسلام؛ لان الإسلام ينهى عن ذلك‏.‏ وطريق الخلاص من هذا الاتهام السيئ للاسلام ان يُبَيَّن ان فعل هؤلاء الأشخاص ليس من الإسلام وانما هو تصرف شخصي، وان كل مسلم فهو عرضة للخطا وليس هناك معصوم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

المنتقى من فتاوى الفوزان
منقول من موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

عبدالله بن حمد
07-04-2004, 11:04 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد‏:‏

فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف، ابتداء من تاريخ 2/4/1419هـ، ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير، وما ينشأ عنه من سفك الدماء، وتخريب المنشآت، ونظرًا إلى خطورة هذا الأمر، وما يترتَّب عليه من إزهاق أرواح بريئة، وإتلاف أموال معصومة، وإخافة للناس، وزعزعة لأمنهم واستقرارهم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضّح فيه حكم ذلك، نصحًا لله ولعباده، وإبراء للذِّمة، وإزالة للَّبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق‏:‏

أولاً‏:‏ التكفير حكم شرعي، مردُّه إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل، يكون كفرًا أكبر مخرجًا عن الملة‏.‏

ولما كان مردُّ حكم التكفير إلى الله ورسوله، لم يجز أن نُكفِّر إلا من دلّ الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن؛ لما يترتَّب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقلُّ مما يترتَّب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات، ولذلك حذّر النبيُّ صلى الله وعليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال‏:‏ ‏(‏أيما امرئ قال لأخيه‏:‏ يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه‏)‏‏.‏

وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، ولا يكفر من اتصف به؛ لوجود مانع يمنع من كفره، وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتمُّ إلا بوجود أسبابها وشروطها، وانتفاء موانعها كما في الإرث، سببه القرابة - مثلاً - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدِّين، وهكذا الكفر يُكرَه عليه المؤمنُ فلا يكفر به‏.‏ وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها؛ لعدم القصد، كما في قصة الذي قال‏:‏ ‏(‏اللهم أنت عبدي وأنا ربك‏)‏ ‏[‏متفق عليه من حديث عبادة بن الصامت‏:‏ البخاري‏:‏ كتاب الفتن، باب، رقم ‏(‏7056‏)‏، ‏(‏13/8‏)‏‏.‏ ومسلم‏:‏ كتاب الإمارة، باب ‏(‏8‏)‏، رقم ‏(‏4748‏)‏، ‏(‏6/432‏)‏‏]‏ أخطأ من شدة الفرح‏.‏

والتسرُّع في التكفير يترتَّب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال، ومنع التوارث، وفسخ النكاح، وغيرها مما يترتَّب على الردَّة، فكيف يسوغ للمؤمن أن يُقْدِم عليه لأدنى شبهة‏؟‏

وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشدَّ؛ لما يترتَّبُ عليه من التمرُّدِ عليهم وحمل السلاح عليهم، وإشاعة الفوضى، وسفك الدماء، وفساد العباد والبلاد، ولهذا منع النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مناذبتهم فقال‏:‏ ‏(‏إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان‏)‏ ‏[‏متفق عليه بنحوه من حديث أبي بكرة‏.‏ البخاري‏:‏ كتاب العلم باب ‏(‏9‏)‏، رقم ‏(‏67‏)‏، ‏(‏1/208‏)‏‏.‏ ومسلم‏:‏ كتاب القسامة باب ‏(‏9‏)‏، رقم ‏(‏4359‏)‏، ‏(‏6/169‏)‏‏]‏‏.‏

فأفاد قوله‏:‏ ‏"‏إلا أن تروا‏"‏‏:‏ أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة‏.‏

وأفاد قوله‏:‏ ‏"‏كفرًا‏"‏‏:‏ أنه لا يكفي الفسوق ولو كَبُرَ، كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار، والاستئثار المحرَّم‏.‏

وأفاد قوله‏:‏ ‏"‏بَواحًا‏"‏‏:‏ أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح، أي صريح ظاهر‏.‏

وأفاد قوله‏:‏ ‏"‏عندكم فيه من الله برهان‏"‏‏:‏ أنه لابدّ من دليل صريح، بحيث يكون صحيح الثبوت، صريح الدلالة، فلا يكفي الدليل ضعيف السند، ولا غامض الدلالة‏.‏

وأفاد قوله‏:‏ ‏"‏من الله‏"‏ أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة، إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله وعليه وسلم‏.‏

وهذه القيود تدل على خطورة الأمر‏.‏

وجملة القول‏:‏ أن التسرع في التكفير له خطره العظيم؛ لقول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 33‏]‏‏.‏

ثانيًا‏:‏ ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصّة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرَّمة شرعًا بإجماع المسلمين؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغُدوِّهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها‏.‏

وقد فظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم، وحرَّم انتهاكها، وشدّد في ذلك، وكان من آخر ما بلَّغ به النبيُّ صلى الله وعليه وسلم أمَّته فقال في خطبة حجة الوداع‏:‏ ‏(‏إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا‏)‏‏.‏ ثم قال صلى الله وعليه وسلم‏:‏ ‏(‏ألا هل بلَّغت‏؟‏، اللهم فاشهد‏)‏ ‏[‏أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة‏:‏ كتاب البر، باب ‏(‏10‏)‏، رقم ‏(‏6487‏)‏، ‏(‏7/336‏)‏‏]‏ متفق عليه‏.‏

وقال صلى الله وعليه وسلم‏:‏ ‏(‏كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعرضُه‏)‏ ‏[‏أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد الله‏:‏ كتاب البر، باب ‏(‏15‏)‏، رقم ‏(‏6519‏)‏، ‏(‏7/350‏)‏‏.‏ وهو بنحوه متفق عليه من حديث ابن عمر‏:‏ البخاري ‏(‏2447‏)‏، ومسلم ‏(‏6520‏)‏‏]‏، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏اتقوا الظلم؛ فإن الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو‏:‏ كتاب باب ‏(‏5‏)‏، رقم ‏(‏3166‏)‏، ‏(‏6/324‏)‏‏]‏‏.‏

وقد توعَّد الله سبحانه من قتل نفسًا معصومة بأشدِّ الوعيد، فقال سبحانه في حقّ المؤمن‏:‏ ‏{‏وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا‏}‏، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ‏:‏ ‏{‏وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 92‏]‏، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قُتِل عمدًا‏؟‏ فإن الجريمة تكون أعظم، والإثم يكون أكبر، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏من قتل معاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة‏)‏ ‏[‏أخرجه مسلم من حديث تميم الداري‏:‏ كتاب الإيمان باب ‏(‏23‏)‏، رقم ‏(‏194‏)‏، ‏(‏1/225‏)‏‏]‏‏.‏

ثالثًا‏:‏ إنّ المجلس إذ يبيِّن حكمَ تكفي الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله وعليه وسلم، وخطورة إطلاق ذلك؛ لما يترتب عليه من شرور وآثام، فإنه يعلن للعالَم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ، وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت، هو عمل إجرامي، والإسلام بريء منه، وهكذا كلُّ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة، المستمسكين بحبل الله المتين‏.‏ وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة، ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعةً بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 205-206‏]‏‏.‏

والواجب على جميع المسلمين في كلِّ مكان التواصي بالحق، والتناصحُ، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 2‏]‏، وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏}‏، ‏[‏التوبة‏:‏ 71‏]‏، وقال عز وجل‏:‏ ‏{‏وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏}‏ ‏[‏سورة العصر‏:‏ كاملة‏]‏‏.‏

وقال النبي صلى الله وعليه وسلم‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة‏)‏ قيل‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم‏)‏ ‏[‏متفق عليه من حديث النعمان بن بشير‏:‏ البخاري‏:‏ كتاب الأدب، باب ‏(‏27‏)‏، رقم ‏(‏6011‏)‏، ‏(‏10/538‏)‏‏.‏ ومسلم‏:‏ كتاب البر، باب ‏(‏17‏)‏، رقم ‏(‏6529‏)‏، ‏(‏8/356‏)‏‏]‏، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى‏)‏ ‏[‏أخرجه من حديث العرباض بن سارية‏:‏ أبو داود، والترمذي وابن ماجه، وأخرجه أيضًا النسائي من حديث جابر بن عبد الله، وقد تقدم تخريجه ص4 تعليقًا‏]‏، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة‏.‏

ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يكفَّ البأس عن جميع المسلمين، وأن يوفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين، وأن ينصرَ بهم دينَه ويعليَ بهم كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعًا في كل مكان، وأن ينصر بهم الحق، إنّه ولي ذلك والقادر عليه‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏

عبدالله بن حمد
07-04-2004, 11:15 PM
د.صالح بن فوزان الفوزان: الآن حصحص الحق وظهرت براءة مناهجنا التعليمية مما اتهمت به.

جريدة الجزيرة
18/01/2004


الجزيرة : الأحد 26 من ذي القعدة عام 1424

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد: يقول الله جلَّ وعلا: { وّقٍلً جّاءّ الحّقٍَ وّزّهّقّ البّاطٌلٍ إنَّ البّاطٌلّ كّانّ زّهٍوقْا } [الإسراء: 81]، لقد كان المنافقون والذين في قلوبهم مرض يقولون إن مناهج التعليم في المملكة هي التي تعلِّم التكفير والإرهاب والتطرف. وأن ما حصل من التفجير حصل نتيجة لما تعلِّمه تلك المناهج. وينادون بتغييرها واستبدالها بمناهج تتمشى مع رغباتهم يحذف منها باب الولاء والبراء وكل ما يغضب الكفار من الألفاظ التي جاء بها الكتاب والسنَّة وتخلى المناهج من مضامينها المبنية على الكتاب والسنَّة وتستبدل بمناهج لا تسمن ولا تغني من جوع، لئلا نجرح شعور أعدائنا من الكفار والمنافقين.
ونقول لهؤلاء إن الله قد خيَّب ظنكم وبيَّن كذبكم حينما أعلنت طائفة من الذين تبنوا هذا الفكر وخدعوا به أنهم لم يتلقوه من مناهج التعليم التي تدرس لدينا. بل كانوا هاربين من الدراسة متخلين عن مجتمعهم، يأخذون تلك الأفكار عن أصحاب الفكر المنحرف من شواذ المجتمعات الذين يلتقون به من هنا وهناك على حين خفية.
وقد بثت وسائل الإعلام المختلفة تلك التصريحات والاعترافات التي اعترفوا بها والتي لم تدع مجالاً للشك أن مناهجنا ـ ولله الحمد ـ بريئة كل البراءة من تلك الأفكار الفاسدة. وأنها تعلِّم الخير والاستقامة وحسن المعتقد والسلوك وتحث على لزوم الجماعة ووجوب السمع والطاعة، فهي منذ سبعين سنة حينما فتح الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ مدارس التعليم ووضع علماء المملكة تلك المناهج لها وهي سائرة على المنهج السليم، والصراط المستقيم، وخرَّجت أجيالاً من ذوي الكفاءات العلمية تولوا مناصب قيادية في المجتمع وقاموا بأعمالهم الوظيفية خير قيام شهد لهم القاصي والداني بالكفاءة العالية والأداء الجيد، ولم يكونوا يعرفون تلك الأفكار المنحرفة والأعمال الإجرامية. ونقول لهؤلاء الذين يجدون في صدورهم حقداً على تلك المناهج وصاروا يتربصون بها الدوائر غيرةً على من يميلون إليهم من الكفرة والمنافقين: إذا كنتم تميلون إلى هؤلاء وتغارون لهم فنحن نبرأ ممن تبرأ الله منهم فقال سبحانه { )وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } [التوبة: 3] يعن ي (ورسوله) بالرفع بريء من المشركين. نحن نعادي أعداء الله لأن الله سبحانه قال {فّإنَّ الله عّدٍوَِ لٌَلًكّافٌرٌينّ} [البقرة: 98] ونحن لا نحب من لا يحبهم الله كما قال تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32] نحن نمتثل أمر الله بعداوتهم حينما قال: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا تّتَّخٌذٍوا عّدٍوٌَي وّعّدٍوَّكٍمً أّوًلٌيّاءّ} [الممتحنة: 1] وقال {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا تّتَّخٌذٍوا اليّهٍودّ وّالنَّصّارّى" أّوًلٌيّاءّ بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ وّمّن يّتّوّلَّهٍم مٌَنكٍمً فّإنَّهٍ مٌنًهٍمً إنَّ اللّهّ لا يّهًدٌي القّوًمّ الظَّالٌمٌينّ} [المائدة: 51] ولكن لا نعتدي عليهم ولا نخون العهد الذي بيننا وبينهم ولا الأمان، نحن أوفياء.
فاذا كنتم تخالفون هذه النصوص الإلهية وتميلون إليهم فلكم ما اخترتم لأنفسكم. ومن أحب قوماً حشر معهم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب يوم القيامة)، ونحن برآء من هذا المعتقد نعلن ما أعلنه إبراهيم والذين معه: {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُو نِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [الممتحنة: 4] . هذا ما نعتقده وندين لله به نعلنه ولا نخشى في الله لومة لائم، فإن كنتم وقعتم فيما وقعتم به عن جهل لا عن اعتقاد ـ وهو ما نظنه فيكم ـ فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون. وعليكم التوبة والاستغفار ـ وكل الناس خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون ـ قال الله تعالى {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا اتَّقٍوا اللهّ وّكٍونٍوا مّعّ الصَّادٌقٌينّ} [التوبة: 119] وقال تعالى {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) } [هود: 113] والركون إليهم فسَّره العلماء بأنه الميل وإن قل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

* عضو هيئة كبار العلماء

عبدالله بن حمد
07-04-2004, 11:25 PM
حادث التفجير في الرياض جريمـة عظيمة . . وفسـاد في الأرض وظلم كبير

{أكد سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز - مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء - أن حادث التفجير الذي وقع في مدينة الرياض يوم الاثنين الماضي حادث أثيم ومنكر عظيم وظلم كبير ترتب عليه إزهاق نفوس ، وفساد في الأرض ، وجراحة للآمنين ، وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك .

وأكد سماحته أن من قاموا بذلك العمل قد امتلأت نفوسهم الخبيثة بالحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله . وأوصى سماحته كل من يعلم خبرا من أولئك المجرمين أن يبلغ عنهم ، لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى تمكين العدالة من مجازاة أولئك الظالمين .

جاء ذلك في إجابة سماحته على سؤال لـ ( المدينة ) حول جزاء من يستهدف ترويع أمن الناس الآمنين كما حدث في حادث التفجير بالرياض الذي قام به مجرمون تسببوا في ترويع الآمنين وقتل الأبرياء ، وتخويف عباد الله جل وعلا وهذا نصه} .

لا شك أن هذا الحادث أثيم ومنكر عظيم يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير ، ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير ، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على كل ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم لأن جريمتهم عظيمة وفسادهم كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير وفساد عظيم وإزهاق نفوس وجراحة آخرين بغير حق ، كل هذا من الفساد العظيم وجريمة عظيمة ، فنسأل الله أن يعثرهم ويسلط عليهم ويمكن منهم ، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم ، ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر للعثور عليهم والانتقام منهم ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث وهذا الإجرام العظيم .

وإني أوصي وأحرض كل من يعلم خبرا عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة ، على كل من علم عن أحوالهم وعلم عنهم أن يبلغ عنهم؛ لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان ، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين الذين قال الله فيهم وأشباههم سبحانه : إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

إذا كان من تعرض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائة ريال مفسدا في الأرض ، فكيف من يتعرض بسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل وظلم الناس ، فهذه جريمة عظيمة وفساد كبير .

التعرض للناس بأخذ أموالهم أو في الطرقات أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم ، لكن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس وقتل نفوس وفساد في الأرض وجراحة للآمنين وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك ، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم ومن أعظم الفساد في الأرض ، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع بما فعلوا من جريمة عظيمة . نسأل الله أن يخيب مسعاهم وأن يعثرهم وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم وأن يسلط عليهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميرا لأمثالهم إنه جل وعلا جواد كريم ، ونسأل الله أن يوفق الدولة للعثور عليهم ومجازاتهم بما يستحقون . ولا حول ولا قوة إلا بالله .

نشرت في جريدة المدينة في 25/5/1416هـ.

أبو عبدالرحمن الأثري السلفي
04-11-2007, 07:26 PM
يرفع للفائدة و للأهمية..و الله المستعان

12d8c7a34f47c2e9d3==