المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كَذَبَ على الله عزوجل في العقيدة أو في الدين إنما هو محض تَخَرُّصْ/ صالح آل الشيخ


كيف حالك ؟

أبو عبد الله العربي
10-11-2016, 01:01 AM
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للعقيدة الطحاوية الشريط الخامس عشر:

"أن يكون بعيداً عن الافتراء في دين الله عزوجل ؛ كما ذكرت لك من الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ أنَّ من صفة الذين لا يردون عليه الحوض قال ((يكون بعدي أمراء فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد عليّ الحوض))، وهذا الأمر شديد في أنَّ المرء لا يكذب على اسم الله، وأيضاً إذا خالط أحداً فلا يصدقه على كَذِبِهْ، فلا يصدّق من يكذب على دين الله.
ولهذا المسألة العظيمة هي هذه؛ في أنَّ المرء يَعْلَمْ الدين ويعتقد الاعتقاد الصحيح و يَعْلَمْ الشريعة ولا يعين المرء المسلم مَنْ كَذَبَ على الدين؛ بل يجب عليه أن لا يُصَدِّقَ أحداً في كَذِبِه وأن لا يُعِينَ أحداً على ظلمه، بل يسأل الله عزوجل السلامة والعافية.
وأكثر ما يورد الناس النار يوم القيامة اللسان، فذلك ينتبه المرء بأنه لا يقول شيئاً يكون كذباً على الدين، يعني قد تقول لا أدري و المسألة سهلة، أو إن استطعت أن تنطق بالحق، فهذا يعني فيمن كذب على دين الله فهذه مرتبة عظمى.
أما أن يقول المرء في دين الله عزوجل بما لا يعلمه فهذا قد يكون افتراء على الدين.

ولهذا ذكر السَّفَّاريني رحمه الله في عقيدته المعروفة في منظومته ذكر جملة هذه الصفات بقوله:

عنه يُـذادُ المـفتـري كما ورد *** ومن نـحا سـبل السلامـة لم يُرَد

أي أَنَّهُ يُذاد عن الحوض المُفْتَرِي على الله عزوجل ؛ يعني من كَذَبَ على الله عزوجل في العقيدة أو في الدين فنسب شيئاً إلى الله عزوجل أو إلى دينه إنما هو محض تَخَرُّصْ منه، ما اجْتَهَدَ اجْتِهَادَاً أخْطَأَ فيه أو هو معذور في اجتهاده؟ لا، وإنما هو مَحْضُ تَخَرُّّْص واستهانة وعدم مبالاة بما ينسبه للشريعة وللدين، وهذا أمْرٌ يجب على المرء أن يحافظ على لسانه من أن يفتري على الله عزوجل ، والله سبحانه نَهَى عن أن يُقَال عليه ما ليس للمرء به علم فقال {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:33]، فقَرَنَ بين الشرك وبين القول على الله بلا علم."

12d8c7a34f47c2e9d3==