المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إياك والمنزلق الخطير


كيف حالك ؟

قاسم علي
01-02-2016, 09:32 PM
إياك والمنزلق الخطير
بـاب فـــي حـــد الـــقذف

/عرف الفقهاء رحمهم الله القذف بأنه الرمي بزني أو لـــواط وهو في الأصل الرمي بقوة،ثم أستعمل في الرمي بالزني واللـــواطقال تعـــالي{والذين يـــرمون المحصنـــت ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنـــين جـــلدة ولا تقبلوا لهم شـــهدة أبدا وأؤلئك هم الفاسقون}هذه عقوبة القاذف العاجلة في الدنيا:الجلد،ورد شهادته،واعتباره فاسقا ناقصا سافلا إذا لم يثبت ما قال،وأما عقوبته في الآخرة،فقد بينها اللـــه تعالي بقوله:{إن الذين يرمون المحصـــنت الغـــفلت المؤمـــنت لعـــنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم¤يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعمـــلون¤يومـــئذ يوفـــيهم اللـــه دينهم الحق ويعلمون أن اللـــه هو الحق المبين}.وقال النبي صلي الله عليه وسلم:<اجـــتنبوا السبع الموبقات>وعـــد منها قـــذف المحصنات الغافلات المؤمنات.وقد أجمع المسلمون علي تحريم القـــذف ،وعدوه من الكبـــائر.وقد أوجب الله الحد الرادع علي القـــدف،فإذا قذف المكلف المختار محصنا بزني أو لـــواط،فإنه يجلد ثمانين جلدة،لقوله تعالي:{والذين يـــرمون المحصـــنت ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمـــنين جلدة}ومعني الأية الكريمة:أن الذين يقذفون بالزني المحصنات الحرائر العفائف العاقلات ،ثم لم يأتوا هؤلاء القذفة بأربعة شهداء علي ما رموهن به ،فاجلدوهم ثمانين جلدة،ولا فرق بين كون المقذوف ذكرا أو أنثي،وإنما خص النساء بالذكر،لخصوص الواقعة،ولأن قدف النساء أشنع وأغلب.وإنما استحق القاذف هذه العقوبة صيانة لأعراض المسلمين عن التدنيس،ولأجل كف الألسن عن هذه الألفاظ القذرة التي تلطخ أعراض الأبرياء،وصيانة للمجتمع الإسلامي عن شيوع الفاحشة فيه.والمحصـــن الذي يجب الحد بقـــذفه هو الحر العاقل العفيف الذي يجامع مثله.قال ابن رشـــد:<اتفقوا علي ان من شروط المقذوف أن يجتمع فيه خمسة أوصاف:البلوغ،والحرية،والعفاف،والإسلام،وأن يكون معه آلة الزني،فإن انخرم من هذه الأوصاف وصف،لم يجب الحد>.وحـــد القـــذف حق للمقذوف،يسقط بعفوه،ولا يقام إلا بطلبه،فإذا عفا المقذوف عن القاذف،سقط الحد عنه،ولكنه يعزر بما يردعه عن التمادي في القذف المحرم المتوعد عليه باللعن والعذاب الأليم.قال شيخ الأسلام ابن تيمـــية رحمه الله:<<لا يحد القاذف إلا بالطلب إجماعا>>انتهي.ومن قذف غائبا ،لم يحد حتي يحضر المقذوف ويطلب،أو تثبت مطالبته بذالك في غيبته.وألفاظ القذف تنقسم إلي قسمين:ألفاظ صريحة لا تحتمل غير القذف ،فلا يقبل منه تفسيره بغير القذف.وألفاظ كنايات تحتمل القذف وغيره،فإذا فسرها بغير القذف،قبل منه.فالألفاظ الصريحة،مثل قوله:يا زاني!يا لوطي!يا عاهر!وكنايته مثل:يا قحبة!يا فاجرة!يا خبيثة!فإذا قال القاذف:أردت بالقحبة أنها تتصنع الفجور،أو قال :أردت بالفاجرة أنها مخالفة لزوجها فيما يجب طاعته فيه،لأن لفظه يحتمل ،والحدود تدرأ بالشبهات.وإذا قذف جماعة لا يتصور منهم الزني أو قذف أهل بلد،لم يحد،وإنما يعزر بذالك،لأنه مقطوع بكذبه،فلا عار عليهم بذالك،وإنما يعزر لأجل تجنب هذه الألفاظ القبيحة والشتائم البذيئة،وذالك معصية يجب تأديبه عليها،ولو لم يطالبه أحد منهم.ومن قـــذف نـــبيا من الأنبياء كـــفر،لأن ذالك ردة عن الإسلام.قال شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله:<<وقذف نساء النبي صلي الله عليه وسلم كقذفه،أي:كقذف النبي صلي الله عليه وسلم في الحـــكم بردة القاذف>>.وقال الشيخ في القاذف إذا تاب قبل علم المقذوف هل تصح توبته:<<الاشبه أنه يختلف بأختلاف الناس،وقال أكثر العلماء:إن علم به المقذوف،لم تصح توبته،وإلا ،صحت،ودعا له،واستغفر..>>انتهي.ومن هنا يتبين لنا خطر اللسان،وما يترتب عن ألفالظه من مؤخذات،وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم:<<وهل الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم>>وقال تعالي:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}،فيجب علي الإنسان أن يحفظ لسانه،ويزن ألفاظه،ويسدد أقواله،قال الله تعالي:{يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}.المصـــدر:الملخـــص الفقهي تلخيص وتأليفالشيخ صـــالح بن فوزان بن عبدالله آل فـــوزان

12d8c7a34f47c2e9d3==