المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالي(‏ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-16-2015, 11:54 PM
]تفسير قوله تعالى‏‏"‏ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم‏‏‏‏"‏
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي_رحمه الله_:
العلم لابد فيه من إقرار القلب ومعرفته بمعنى ماطلب منه علمه تمامه أن يعمل بمقتضاه ،وهذا العلم الذي أمر الله به_وهو العلم بتوحيد الله_فرض عين على كل إنسان لايسقط عن أحد كائنا من كان،بل كل مضطرإلى ذالك،والطريق إلى العلم بأنه لاإله إلا الله أمور:
أحدهما:بل أعظمها تدبرأسمائه وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله،فإنها توجب بذل الجهد في التأله له والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجمال¤

الثاني:العلم بأنه تعالى هوالمنفرد بالخلق والتدبير فيعلم بذالك أنه المنفرد بالألوهية¤

الثالث:العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية ،فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته والتأله له وحده لاشريك له¤

الرابع:مانراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة ومن عقوبته لأعدائه المشركين به،فإن هذا داع إلى العلم بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها ¤

الخامس:معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله واتخذت آلهة وأنها ناقصة من جميع الوجوه فقيرة بالذات لاتملك لنفسها ولا لعابديها نفعا ولاضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا ينصرون من عبدهم ولا ينفعونهم بمثقال ذرة من جلب خير أودفع شر،فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا الله وبطلان إلهية ما سواه¤

السادس:اتفاق كتب الله على ذلك وتواطؤها عليه¤

السابع:أن خواص الخلق الذين هم أكمل الخليقة أخلاقا وعقولا ورأيا وصوابا وعلما_وهم الرسل والأنبياء والعلماء والربانيون_قد شهدوا لله بذلك¤

الثامن:ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية التي تدل على التوحيد أعظم دلالة تنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطف صنعته وبديع حكمته وغرائب خلقه ،فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله وأبداها في كتابه وأعادها عند تأمل العبد في بعضها لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت وقامت أدلة للتوحيد من كل جانب،فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد بحيث يكون كالجبال الرواسي لا تزلزله الشبه والخيالات،ولا يزداد_على تكرر الباطل والشبه_إلا نموا وكمالا ،هذا وإن نظرت إلى الدليل العظيم والأمر الكبير_وهو تدبر هذا القرآن العظيم والتأمل في آياته _فإنه الباب الأعظم إلى العمل بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله مالايحصل في غيره¤

وقوله )واستغفر لذنبك (أي اطلب من الله المغفرة لذنبك بأن تفعل أسباب المغفرة من التوبة والدعاء بالمغفرة والحسنات الماحية وترك الذنوب والعفو عن الجرائم و ) و (استغفر أيضا(للمؤمنين والمؤمنات) فإنهم_بسبب إيمانهم_كان لهم حق على كل مسلم ومسلمة،ومن جملة حقوقهم أن يدعو لهم ويستغفر لذنوبهم وإذا كان مأمورا بالاستغفارلهم المتضمن لإزالة الذنوب وعقوباتها عنهم فإن من لوازم ذلك النصح لهم وأن يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه ويأمرهم بما فيه الخير لهم وينهاهم عما فيه ضررهم ويعفو عن مساويهم ومعايبهم ويحرص على اجتماعهم اجتماعا تتألف به قلوبهم ويزول مابينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق الذي به ثكثر ذنوبهم ومعاصيهم )والله يعلم متقلبكم (أي:تصرفاتكم وحركاتكم وذهابكم ومجيئكم )ومثواكم (الذي به تستقرون،فهو يعلمكم في الحركات والسكنات فيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه¤

المصدر/تيسير الكريم الرحمن ]

‏ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم‏‏‏‏"‏

12d8c7a34f47c2e9d3==