المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زكاة القلب


كيف حالك ؟

البلوشي
07-24-2014, 03:28 AM
زكاة القلب

للإمام ابن القيم الجوزية

الزكاة - لغة هي النما والزيادة في الصلاح وكمال الشيء يقال - زكا الشيء اذا نما قال الله تعالى
( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)فجمع بين الامرين الطهارة والزكاة لتلازمهما
فان نجاسة الفواحش والمعاصي في القلب بمنزلة الاخلاط الرديئة في البدن فكما ان البدن اذا استفرغ
من الاخلاط الرديئة تخلصت القوة الطبيعية منها فاستراحت فعملت عملها بلا معوق ولا ممانع فنما البدن
فكذلك القلب اذا تخلص من الذنوب بالتوبة فقد استفرغ من تخليطه فتخلصت قوة القلب وارادته للخير
فاستراح من تلك الجواذب الفاسدة والمواد الرديئة زكا ونما وقوي واشتد وجلس على سرير ملكه ونفذ حكمه في رعيته فسمعت له واطاعت فلا سبيل له الى زكاته الا بعد طهارته كما قال تعالى
( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون)
فجعل الزكاة بعد غض البصر وحفظ الفرج

فوائد غض البصر عن المحارم
الفائدة(1)
حلاوة الايمان ولذته التي هي احلى واطيب والذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى فان من ترك لله شيئا عوضه الله عز وجل خيرا منه
الفائدة (2)
نور القلب وصحة الفراسة قال ابو شجاع الكرماني (( من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم واعتاد اكل الحلال لم تخطئ له فراسة))
وقد ذكر - الله سبحانه- قصة لوط وما ابتلوا به ثم قال بعد ذلك (ان في ذلك لايات للمتوسمين) وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة وسر هذا ان الجزاء من جنس العمل فمن غض بصره عما حرم الله تعالى عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه فكما امسك نور بصره عن المحرمات اطلق الله نور بصيرته وقلبه
الفائدة(3)
قوة القلب وثباته وشجاعته فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة كما اعطاه سلطان الحجة فيجمع له بين السلطانين ويهرب الشيطان منه
قال بعض السلف (( الناس يطلبون العز بابواب الملوك ولا يجدونه الا في طاعة الله))
وقال الحسن((وان هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال ان ذل المعصية في قلوبهم ابى الله الا ان يذل من عصاه))
المرجع اغاثة اللهفان في مصايد الشيطان للعلامة المحقق شمس الدين ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى

12d8c7a34f47c2e9d3==