المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على خطيب المرجئة للشيخ أبي مالك عبدالحميد بن خليوي الجهني حفظه الله


كيف حالك ؟

متبع السنة
07-15-2014, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على خطيب المرجئة



الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه

أما بعد :

فقد اطلعت على مقال الشيخ ربيع المدخلي الذي عنوانه ( الحلقة الثانية من رَدِّي على مقال الجهني حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر)

وسوف أقف معه هذه الوقفات :

أولا : لفت نظري قوله هنا " الحلقة الثانية "

ولا أعرف أن له "حلقة أولى" في الرد على مقالي ( حوار مباشر ) فذهبت أكشف هذا اللغز! وما الذي يخبئه ربيع وراء هذه الكلمة " الحلقة الثانية "

فظهر لي ما يلي :

لما ظهر تسجيل الشيخ الفوزان الذي يُسأل فيه عن كلمة ربيع أن الأئمة يقولون إن للإيمان أصلا وفرعا .. فقال الشيخ الفوزان : هذا كذاب .. فقال السائل يا شيخ يقول إنه نقل عن ابن تيمية تسعة نصوص ... , فقال الشيخ : هذا كذب .

وقد بينت في مقالي السابق وجه تكذيب الشيخ الفوزان له .

أقول : لما ظهرت هذه الفتوى من الشيخ الفوزان أراد ربيع المدخلي الرد عليها , وعلى عادته في ترك المواجهة المباشرة مع كبار العلماء , أعاد نشر مقاله القديم الذي عنوانه ( الحداديون التكفيريون يرمون أهل السنة السابقين واللاحقين وأئمتهم بالإرجاء لأنهميقولون " الإيمان أصل والعمل فرع) , ولكي يوهم أنه ليس ردا على الفوزان ذكر في بدايته أسماء بعض طلاب العلم ممن ردوا عليه أو خالفوه في مسائل الإيمان , ليفهم القارئ أن هذا رد على هؤلاء وليس ردا على العلامة الفوزان , وفي هذا المرة – ولأول مرة – يذكر اسمي ويشير في الحاشية إشارة خفيفة وبخط خافت إلى مقالي ( حوار مباشر ) أي أن هذا المقال هو سبب ذكر عبدالحميد الجهني ووصمه بالحدادي التكفيري , لأنه فيما يظهر كانت عليه ضغوط من بعض الأطراف في الرد على عبدالحميد الجهني وإيقاف زحفه على أهل الإرجاء .

فأخرج ربيع مقاله ( الحداديون التكفيريون يرمون أهل السنة السابقين واللاحقين وأئمتهم بالإرجاء لأنهميقولون " الإيمان أصل والعمل فرع)

وأصاب بذلك هدفين :

الأول : الرد على الشيخ الفوزان فيما قال إنه كذب . مع التمويه والتغطية بذكر فلان وفلان من طلاب العلم الذين لا يبالي ربيع بأكل لحومهم أو الوقيعة في أعراضهم .

الثانية : إرضاء نفسه وإرضاء "جماهير سحاب" التي كانت تنتظر منه كلمة في عبدالحميد الجهني . وقد فعل .

فلما رددت عليه في مقالي " من عنوانك أدينك " وكشفت عن قصده من نشر مقاله وأنه أراد الرد على الشيخ الفوزان ولكنه تذرع ببعض طلاب العلم وتحاشى المواجهة المباشرة مع الشيخ الفوزان ... إلى آخر ما قلته هناك .

أحس ربيع بحرج من هذا الموقف المتخاذل الهزيل أمام الشيخ الفوزان , فماذا فعل ؟

نشر مقاله الأخير ( الحلقة الثانية من رَدِّي على مقال الجهني حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر) , فصبَ جَامَ غضبه علي , وأقذع في حقي وأشفى غيظه , وأصبح يردد – باضطراب وارتباك ظاهر - " الحدادي .. الحدادية .. الحداديون " أكثر من ستين مرة ! في مقال واحد .

وفي الوقت نفسه أراد أن ينفي ما قلته أن المقال الأول هو رد على الشيخ الفوزان, فجاء بشيء مضحك ومكشوف , حيث جعل مقاله هذا " الحلقة الثانية " أي أن المقال الأول ليس ردا على الفوزان , بل هو رد على الجهني " الحلقة الأولى " !

وكل من قرأ المقال الأول عرف أنه ليس ردا علي , بل هو مقال قديم له, تكلم فيه عن مسألة أن للإيمان أصلا وفرعا . وهذه المسألة لم أتطرق إليها في مقالي ( حوار مباشر ) , بل هي المسألة التي سُئل عنها الشيخ الفوزان , فأراد ربيع الرد عليه . فلما كُشف, ما عرف كيف يتخلص من هذا إلا بتحويل الرد على الجهني . والبعد عن ساحة الشيخ الفوزان .

ومما يؤكد لك ذلك أن فرقا كبيرا بين المقالين " الحلقة الأولى والحلقة الثانية " ففي الأولى لم يذكر شئيا من كلامي . بل ذكر اسمي فقط في أول المقال , وأشار إشارة خافتة جدا في الحاشية إلى مقالي ( حوار مباشر )

أما في المقال الثاني , فيذكر جُمَلا من كلامي ويرد عليها . من غير أن يبني على شيء سابق , كما هي العادة فيما يكون حلقةً ثانيةً .

وهنا أتسآل مرة أخرى : لماذا هذا الخور والجبن مع العلماء الكبار ؟



ثانيا : ربيع المدخلي – هداه الله - كان قد رماني في المقال السابق بأني تكفيري .

وقد رددت عليه هذا الافتراء في مقالي ( من عنوانك أدينك ) وشددت عليه في الرد , لأن رَمْيَ طالبِ علمٍ سلفي بأنه تكفيري هو إخراج له من السنة والجماعة , وربيع متساهل ومتهاون في إخراج الناس من السنة إذا خالفوه في رأيه أو مواقفه , وهذا شيء معروف لا يحتاج إلى ضرب أمثلة .

وقد بقيت منتظرا من ربيع المدخلي الدليل على ما رماني به ,

فلما صدر مقاله هذه الليلة ( ليلة الأحد 15رمضان ) ذهبت أنظر وأتأمل فرأيته قال – واسمعوا يا معاشر المنصفين –

قال ربيع : " وهذا الجهني الذي أناقشه في هذا المقال وغيره لا يُظهر التكفير ولكنه يوالي ويتولى هؤلاء التكفيريين ويرى أنهم هم السلفيون "

الله أكبر !

اعترف ربيع بأني لا أظهر التكفير , إذن ما قاله عني سابقا هو افتراء , فالحمد لله أني لم أتجنَ عليه حينما قلت له في المقال السابق : إنك مفتر .

ولذلك كان طيلة مقاله يصفني بالحدادي ليس بالتكفيري .

ولأن كلمة حدادي وحدها لا تشفي غيظه فيتبعها بكلمة غالي ! وكلمات أخرى من قاموس ربيع المعروف!

وقد يقول قائل : إن الرجل لم يقل عنك إنك لست تكفيريا , بل قال إنك لا تظهر التكفير . فأنت تكفيري عنده , ولكن لا تظهر التكفير ,

أقول : هذا من تلاعب ربيع بالألفاظ . فهو يريد أن يتخلص من الإنكار عليه في إطلاقه لقب التكفيري على طالب علم لا يُعرف بذلك , وفي الوقت نفسه يريد أن يثبت على رأيه وقوله ( وظلمه! ) لئلا يُسجل عليه التراجع في حكم من أحكامه .

( التي هي شبه معصومة عند الجماهير! )

وعل كل حال , فظاهر عبارته أني تكفيري ولكني لا أظهر التكفير , فالله يحاسبه على كلامه هذا , فهل شققت يا ربيع عن قلبي فعرفت أني تكفيري أم لا ؟

ولا عجب فالرجل معروف بالجور والظلم والبغي على مخالفيه المنكرين عليه , ومن ذلك قوله عني هنا : " ولكنه يوالي ويتولى هؤلاء التكفيريين ويرى أنهم هم السلفيون "

كبرت كلمة تخرج من أفواههم , إن يقولون إلا كذبا !

هذه كتبي وخطبي ودروسي المسجلة وشروحي الكثيرة , فأين فيها هذا التولي والموالاة للتكفيريين ؟



ثالثا : بخصوص الشيخ الألباني رحمه الله , فقد كان بعض لصوص الأنترنت يروج عني أني أرمي الألباني رحمه الله بالإرجاء , ويحاولون تشويه صورتي بهذه الفرية , وكنت لا ألتفت إليهم , فلما كتبت مقالتي ( حوار مباشر ) بينت موقفي من الشيخ الألباني بوضوح وأن الألباني حبيب لكن الحق أحب . ثم قلت في الختام العبارة التالية :تنبيه : ما قلته سابقا في الشيخ الألباني رحمه الله , هو موقفي الشخصي , وموقف كثير من العلماء وطلاب العلم , فإن جاء أحد من الغلاة وبدّع الشيخ الألباني رحمه الله , فلسنا مسؤولين عن شطحات الغلاة . وأبرأ إلى الله تعالى من كل شخص يتقصد الإساءة إلى محدث العصر وناصر الحديث الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .

فلما ظهر هذا الكلام أسقط في أيدي أولئك اللصوص , وبان كذبهم وافتراؤهم , والموقف من الألباني هي القضية التي يقتاتون عليها ويتمسحون بها , فأراد ربيع أن ينعشهم وأن يثبت كذبهم وافتراءهم, فذهب يكذبني في موقفي من الألباني ,

ولا أقول إلا : عجبا لك يا ربيع ! هل شققت عن قلبي فعرفت أني صادق أم كاذب ؟

فهذه واحدة تبين لك كيف يتعامل هذا الرجل مع مخالفيه.



رابعا : سأل ربيع سؤالا , ينبغي الإجابة عنه , عند ذكره مسألة العذر بالجهل , فقد قلت أنا في مقالي ( حوار مباشر ) : ورأيت بعضكم يعذر الملاحدة أهل وَحدة الوجود .

فسأل ربيع السؤال التالي : ومن هو هذا البعض الذي رأيته يعذر أهل وحدة الوجود الملاحدة، فلعله من دعاة وحدة الأديان الذين تداهنونهم وتداهنون من يداهنهم .

وجوابي : أن هذا البعض هو أنت يا ربيع , فقد قلت في كتابك ( كشف زيف التصوف ص44) : وأوغلت - أي الصوفية - في ذلك؛ حتى وقعت في الحلول ووحدة الوجود؛ منزمن الحلاج إلا أفراداً منهم، وانحرفت في توحيدالربوبية؛ فاعتقدت في الأولياء بأنهم يعلمون الغيب،ويتصرفون في الكون، وانحرفت الصوفية في توحيد العبادة؛ فجعلوا مع الله أنداداً في الدعاء، والاستغاثة في الشدة بالأموات والأحياء، وفيتقديم القرابين لغيرالله من الذبائح،والنذور،وشد الرحال إلى القبور، والطواف بها، وتشييدالبنيان عليها، وغير ذلك من الأفعال الشنيعة التي يأنف منها ويسخر منها اليهود والنصارى والهندوك ، واذهب إلى ما شئت من البلدانغير هذه البلاد لترى فيها هذه الشنائع والمخازي مثل الهند وباكستان والسودان ومصروتركيا وسوريا والعراق وبخارى ثم احكم على الطرق الصوفية التي تفعل هذه الأفاعيلبما يستحقون هل هم من أهل السنة أو شرار الضلال وأهل البدع الواقعين في الشرك الأكبروالضلال البعيد. نحن لانكفرهم لجهلهم إلا بعد إقامةالحجة؛ أما التبديع وإخراجهم عن دائرة أهل السنة؛ فلا يتقاعس عنه إلا أجهل الناس بالإسلام، وأبعدهم عنالسنة . اهـ

فأخبرني عن قولك هنا "نحن لانكفرهم لجهلهم إلا بعد إقامة الحجة " أليس هذا عذرا لهم بالجهل , فالذي يعذرهم إذن ليسوا من دعاة وحدة الأديان , بل الذي يعذرهم هو ربيع المدخلي بخط يده!



خامسا : ربيع المدخلي يصدق عليه أن نسميه " خطيب المرجئة " , كما كان الجاحظ " خطيب المعتزلة " , فهو يكتب ولا يمل من الكتابة في تقرير الإرجاء , ويستعمل أشد العبارات وأقذع الألفاظ مع مخالفيه في هذا الباب , ويتكلم بكلام عاطفي يدغدغ به مشاعر الأتباع ويسحرهم بأسلوبه وعباراته , ولا يترك مجالا للقارئ أن يفكر أو يحكم , أو ينظر , ومن قرأ المقال عرف ذلك جليا .





سادسا : لم أر في هذا المقال شيئا جديدا , يستحق الرد والمناقشة , فصاحبه - مع الأسف – يصر على غلطه في المسائل التي ردها عليه العلماء وبينوا غلطه فيها .

والرجل – في واقع الأمر – لا يَمَلّ من الفتن! , ها هو من عشرين سنة وأكثر وهو من فتنة إلى فتنة , وكنا نحسن فيه الظن , ونثني عليه , وندافع عنه , لكن تبين لنا في الأخير أن الرجل ينافح – بل يقاتل - عن آرائه ومواقفه واجتهاداته , وهو ليس معصوما فيها , بل هو بشر يصيب ويخطئ, ثم جاءت فتنة الإرجاء فركب الموجة وحمل اللواء وصار ينافح عن الإرجاء , ويكتب المقالات في ضرب إجماع السلف الصالح على أن الإيمان لا يصح من غير عمل , وينشر الشبه الإرجائية كالاحتجاج بأحاديث الشفاعة وغيرها من النصوص العامة التي احتجت بها المرجئة القديمة , ويضعف الآثار السلفية بصنوف من الجهل والهوى , هذا والعلماء يردون على أقواله ويحذرون من توجهاته , وهو ماضٍ في غيه لا يلوي على احد , ومن ورائه ( جماهير شبكة سحاب ) تصفق وتطبل له . حتى صدّق الرجل أنه " إمام أهل السنة والجماعة " ! كما يصفونه في شبكة " سحاب " وغيرها . وقد اكتسب شعبية ونفوذا وسلطانا معنويا على كثير من الشباب السلفيين , لاسيما بعد أن منحه الشيخ الألباني رحمه الله " اللواء " فهو على استعداد أن يُخرج كل الناس من السنة حتى يبقى هو " إمام السنة " على طريقة الطغاة في تصفية المعارضين , فهذا الرجل من عارضه ونافسه على الرياسة أو شكّل خطرا على رياسته بطش به , ولو كان هذا المنافس يعيش في أقصى البلاد . ولذلك هو يستعمل مع منافسيه من أهل السنة أشد العبارات وأقسى العناوين , ويلاحقهم في كل مكان , ويُضيق على الدعاة السلفيين ويحرجهم حين يأمرهم بالبراءة من خصومه ومخالفيه , فإن لم يفعلوا حاربهم وأسقطهم , وهكذا أساليبه في زرع الفتن في طول البلاد وعرضها ,فإن سمعت بفتنة بين السلفيين في بلد من البلدان ففتش عن ربيع ؟ إما أن يكون هو حاضرا أو أحد شياطينه .

نسأل الله أن يكف شر هذا الرجل وأعوانه عن المسلمين .



كتبه

عبدالحميد بن خليوي الجهني

ينبع – السعودية

الأحد 15رمضان 1435هـ

12d8c7a34f47c2e9d3==