ام اسماء
03-02-2004, 07:37 PM
وحيث ان بضدها تتميز الاشياء وضد العلم الجهل فان الله قد حذر منه ابلغ تحذير لشدة خطره وسوء عاقبة اهله قال الله عز
وجل في وصيته لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( ولو شاء لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين )
وقال عز وجل اخبار عن وصيته لنبيه نوح عليه السلام (اني اعظك ان تكون من الجاهلين )
وقال موسى لمن قالوا له (اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين )
وقال سبحانه في اخباره عن الحق الذي جرى بين يوسف واخوانه (هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخوانه اذ انتم جاهلون )
ولقد سمى الله عز وجل الجاهل أعمى في قوله عز من قائل (افمن يعلم انما انزل من الربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر الوا الالباب )
كما توعد الجاهل بدين الله بوعيد شديد حيث قال عز شانه ( ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا )
كما شبه الله الجاهلين الموغلين في الجهل بالانعام بل هم اضل سبيلا حيث قال في سورة الاعراف (ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون ) وقال تبارك وتعالى (أم تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا )
حقا لقد دلت هذه الايات الكريمات بمنطوقها على ذم الجهل والرضا به واختياره ما دام المكلف قادرا على التخلص من دائه والسلامة من وبائه كما دلت بمفهومها على وجوب التفقه في الدين وفي مقدمة ذلك اصول الدين فرائضها التي تعلمها فرض عين على كل مكلف واما التوسع في فنون العلوم الشرعية ووسائلها ابتغاء وجه الله فكم لاهلها من الاجر الكثير والخير الوفير بسبب ما تحملوه عن بقية الخلق وبسبب نفعهم العميم لسائر الخلق بالتعليم والفتوى والحكم بينهم بما انزل الله وغيرها من نظائرها التي لا يقوم بها الا العلماء الربانيون سددهم الله احياءا وامواتا
ورحمة الله على الخليفة الراشد علي بن ابي طالب حيث قال مرغبا في العلم وحمذرا من الجهل "اغد علما او متعلما او مستمعا او محبا ولا تكن الخامس فتهلك " وما ذلك الا لان لكل واحد من هذه الاصناف نصيبا من العلم وأشرف الاصناف الاول والثاني والثالث مستفيد من المجالسة للعلماء والرابع ستجره محبته الى مجالسة من يحبهم الى الاخذ من علمهم غالبا لانهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وأما الخامس الهالك فهو الجاهل بالله وبامره شغلته دنياه وأعماه وأصمه هواه فابتعد عن ذكر الله وما والاه فشقي وهلك وصدق النبي الكريم عليه من الله افضل الصلاة والتسليم "من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وانا القاسم " الحديث
وهو دل في منطوقه ان الفقه في الدين والعمل به علامة واضحة علا خيرية صاحبه لما دل بمفهومه ان المعرض عن الدين لا يتعلمه ولا يعمل به لا خير فيه
ورحم الله القائل في نعت العلم وذم الجهل
العلم نور مبين يستضيء به = أهل السعادة والجهال في ظلم
العلم اعلى حياة للعباد كما = اهل الجهالة اموات بجهلهم
لا سمع لا عقل بل لا يبصرون = وفي السعير معترف كل بذنبهم
فالجهل اصل ضلال الحق قاطبة = واصل شقوتهم طرا وظلمهم
وقال آخر في نفس المعنى
والعلم يرفع بيتا كان منخفضا = والجهل يخفضه ولو كان ما كانا
وارفع الناس اهل العلم منزلة = واوضع الناس من قد كان حيرانا
لا يهتدي لطريق الحق من عمه = بل كان بالجهل ممن نال خسرانا
وقال آخر
فداء الجهل قتال خطير = فحاذره لتحظى بالنجاة
فلا والله لا يرجى فلاح = لاهل الجهل او سوء النيات
وقال آخر
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله = واجسامهم قبل القبور قبور
واواحهم في وحشة من جسومهم = وليس لهم حتى النشور نشور
وقصارى القول وحماداه هو ان الجهل بنوعيه البسيط والمركب داء عضال وشر مستطير وهلكة برزخية واخروية وظلم للنفس لا شبيه له ولا نظير وصاحبه مهما كان له في الدنيا التراب من جاه ومال وشرف الا انه وضيع حقير قد خسر خسرانا عظيما وعاش في الحياة ممقوتا اثيما وحشر يوم العرض وقد اعد له عذابا عظيما واذا كان الامر كذلك بدون شك فان الواجب على امة محمد صلى الله عليه وسلم ان يطهروا نفوسهم وجوارحهم بتعلم الواجب مما جاء به نبيهم ليحققوا مراد الله منهم لينجوا من عذاب الجحيم ويظفروا بجنات النعيم من فعل فقد احسن لنفسه ومن لم يفعل فقد اساء اليها كما قال الرب العظيم
(من عمل صالحل فلنفسه ومن اساء فعليها )
بقلم العلامة زيد بن هادي المدخلي من كتاب الاجوبة السديدة الجزء الثامن
وجل في وصيته لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( ولو شاء لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين )
وقال عز وجل اخبار عن وصيته لنبيه نوح عليه السلام (اني اعظك ان تكون من الجاهلين )
وقال موسى لمن قالوا له (اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين )
وقال سبحانه في اخباره عن الحق الذي جرى بين يوسف واخوانه (هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخوانه اذ انتم جاهلون )
ولقد سمى الله عز وجل الجاهل أعمى في قوله عز من قائل (افمن يعلم انما انزل من الربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر الوا الالباب )
كما توعد الجاهل بدين الله بوعيد شديد حيث قال عز شانه ( ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلا )
كما شبه الله الجاهلين الموغلين في الجهل بالانعام بل هم اضل سبيلا حيث قال في سورة الاعراف (ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون ) وقال تبارك وتعالى (أم تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا )
حقا لقد دلت هذه الايات الكريمات بمنطوقها على ذم الجهل والرضا به واختياره ما دام المكلف قادرا على التخلص من دائه والسلامة من وبائه كما دلت بمفهومها على وجوب التفقه في الدين وفي مقدمة ذلك اصول الدين فرائضها التي تعلمها فرض عين على كل مكلف واما التوسع في فنون العلوم الشرعية ووسائلها ابتغاء وجه الله فكم لاهلها من الاجر الكثير والخير الوفير بسبب ما تحملوه عن بقية الخلق وبسبب نفعهم العميم لسائر الخلق بالتعليم والفتوى والحكم بينهم بما انزل الله وغيرها من نظائرها التي لا يقوم بها الا العلماء الربانيون سددهم الله احياءا وامواتا
ورحمة الله على الخليفة الراشد علي بن ابي طالب حيث قال مرغبا في العلم وحمذرا من الجهل "اغد علما او متعلما او مستمعا او محبا ولا تكن الخامس فتهلك " وما ذلك الا لان لكل واحد من هذه الاصناف نصيبا من العلم وأشرف الاصناف الاول والثاني والثالث مستفيد من المجالسة للعلماء والرابع ستجره محبته الى مجالسة من يحبهم الى الاخذ من علمهم غالبا لانهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وأما الخامس الهالك فهو الجاهل بالله وبامره شغلته دنياه وأعماه وأصمه هواه فابتعد عن ذكر الله وما والاه فشقي وهلك وصدق النبي الكريم عليه من الله افضل الصلاة والتسليم "من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وانا القاسم " الحديث
وهو دل في منطوقه ان الفقه في الدين والعمل به علامة واضحة علا خيرية صاحبه لما دل بمفهومه ان المعرض عن الدين لا يتعلمه ولا يعمل به لا خير فيه
ورحم الله القائل في نعت العلم وذم الجهل
العلم نور مبين يستضيء به = أهل السعادة والجهال في ظلم
العلم اعلى حياة للعباد كما = اهل الجهالة اموات بجهلهم
لا سمع لا عقل بل لا يبصرون = وفي السعير معترف كل بذنبهم
فالجهل اصل ضلال الحق قاطبة = واصل شقوتهم طرا وظلمهم
وقال آخر في نفس المعنى
والعلم يرفع بيتا كان منخفضا = والجهل يخفضه ولو كان ما كانا
وارفع الناس اهل العلم منزلة = واوضع الناس من قد كان حيرانا
لا يهتدي لطريق الحق من عمه = بل كان بالجهل ممن نال خسرانا
وقال آخر
فداء الجهل قتال خطير = فحاذره لتحظى بالنجاة
فلا والله لا يرجى فلاح = لاهل الجهل او سوء النيات
وقال آخر
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله = واجسامهم قبل القبور قبور
واواحهم في وحشة من جسومهم = وليس لهم حتى النشور نشور
وقصارى القول وحماداه هو ان الجهل بنوعيه البسيط والمركب داء عضال وشر مستطير وهلكة برزخية واخروية وظلم للنفس لا شبيه له ولا نظير وصاحبه مهما كان له في الدنيا التراب من جاه ومال وشرف الا انه وضيع حقير قد خسر خسرانا عظيما وعاش في الحياة ممقوتا اثيما وحشر يوم العرض وقد اعد له عذابا عظيما واذا كان الامر كذلك بدون شك فان الواجب على امة محمد صلى الله عليه وسلم ان يطهروا نفوسهم وجوارحهم بتعلم الواجب مما جاء به نبيهم ليحققوا مراد الله منهم لينجوا من عذاب الجحيم ويظفروا بجنات النعيم من فعل فقد احسن لنفسه ومن لم يفعل فقد اساء اليها كما قال الرب العظيم
(من عمل صالحل فلنفسه ومن اساء فعليها )
بقلم العلامة زيد بن هادي المدخلي من كتاب الاجوبة السديدة الجزء الثامن