المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توفيق الرحمن في فوائد شرح فضائل القرآن


كيف حالك ؟

هادي بن علي
06-29-2014, 05:23 PM
توفيق الرحمن في فوائد شرح فضائل القرآن.

من شرح صحيح البخاري للعلامة ابن عثيمين رحمه الله

الفائدة1 : الجمع بين الإحراق للمصحف و الدفن أو الدق أولى من الحرق فقط.
في حديث أنس بن مالك ، وفيه:
(....حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ).
قال – رحمه الله تعالى - :
( و فيه دليل على جواز تحريق المصاحف ، لأن الصحابة أقروا عثمان ولم ينكروا عليه ، لكن ما لم يكن في ذلك إضاعة لماليّتِها ، فإن كان في ذلك إضاعة لماليتها فإنه لا يجوز من هذه الناحية ، مثل : أن يمكن الانتفاع بها كالقراءة فيها ، فإنه لا يجوز أن تُحْرق لأن ذلك إتلاف لها ، أما إذا كان لا يمكن الانتفاع بها فلا بأس بإحراقها .
فإن قلت : أيهما أولى إحراقها أو دفنها ؟
فالأولى الإحراق ، وإن جمع بين الإحراق و الدفن فهو أولى ، أو بين الإحراق و الدق ، فيحرقها ثم يدقها ، لأن مجرد الإحراق حسب المشاهد لا يلزم منه زوال الحروف و الكلمات ، لأنك تحرق الورقة ثم تنظر إلى الكتابة فتجدها باقية لم تزل ، فلا تزول إلا بالدق أو بالدفن )اهـ.

الفائدة2: لا يجوز رواية القرآن بالمعنى.
قال البخاري –رحمه الله تعالى - :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(ادْعُ لِي زَيْدًا ، وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوْ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ ) ثُمَّ قَالَ: (اكْتُبْ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ }).
قال-رحمه الله تعالى- :
( في النسخة التي معي : {القاعدون من المؤمنين و المجاهدون في سبيل الله} ، و لكن الآية على خلاف هذا! ، فنص الآية:
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غير أولي الضرر وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }.
و الصواب أن الراوي ساقه بالمعنى ، وليس باللفظ ، ولا يجوز الرواية بالمعنى للقرآن ، يعني لا نقول: قال الله تعالى كذا وكذا ، ما يجوز ، إنما نقول : إن الله أخبر و تقول : كذا وكذا ، فلا مانع ، لكن أن تقول : قال الله ، فلا يصح)اهـ.

الفائدة3: التجويد ليس بواجب.
قال –رحمه الله تعالى - :
( يقول البعض بوجوب تعلم التجويد ، فما الصواب في ذلك؟
فالجواب : أنه لا شك أن التجويد يُحسّن الصوت فهو من باب الشيء المستحب من باب تجميل الصوت ، كما قال أبو موسى : لو كنت أعلم لحبّرته لك تحبيرا ، وأما أن نقول : إن القراءة يتوقف جوازها على إجادة هذا و تطبيقه فهذا خلاف الإجماع ، لأن المسلمين كلهم يقرأون على ما هم عليه ، وأكثر الناس ما يعرف التجويد ، ولا قراءة التجويد ، ولا يتوقف المعنى أو الإعراب على معرفة التجويد ، غاية ما هنالك أنه صفات حروف تُعطِي زيادة ترنم في القرآن الكريم ، ولا أستبعد أيضا أن يكون دخل عليها شيء من التحسين مع طول الزمن ، وأنها ليست على هذا الوجه من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ، لأننا نعلم جميعا أن القرآن نزل بلغة قريش ، والرسول كان ينطق بالقرآن و ينطق بالسنة ، و لا نعلم أن أحدا قال : إن الأحاديث النبوية يُنطق بها هكذا بالتجويد مع أن كلام الرسول عربي .
فالظاهر لي : أنه لما كان القرآن يعتني به المسلمون و يُحسّنون به أصواتهم كما هو ظاهر أدخلوا عليه هذه الأشياء من المحسنات لتحسين اللفظ ، ولا أستبعد أن تكون تطورت أكثر مما كانت عليه فيما سبق ، فلهذا الذي نرى : أن التجويد ليس بواجب.
و يقال أيضا : أن قراءة الرسول كانت على خلاف قواعد التجويد ، فإنه كان يمد "الله" ، ويمد "الرحمن" ، ويمد "الرحيم" ، وإذا نظرنا إلى أهل الشأن في قواعد التجويد فإنهم يرون أنّ هذا ليس بمد ، و المد الطبيعي عندهم ما يسمى مدا ، ولهذا ابن مالك قال:
المقصور والممدود ، و لما قرأ قارئ على ابن مسعود :
{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين } ، قال له : مدها ، يقصد : الفقراء ، يعني مدها ، لأن فيها همزة فأمره أن يُطوّل المد حتى يتبين ، و أما المد الطبيعي مثل :
قال ، و مال ، و كال ، ما يظهر فيه المد ، أما إذا كان ست حركات أو نحوها فهو الذي يظهر فيه المد .
و أيضا ما يكتبون المد في كلمة "الرحمن" ، ولا يذكرون المدّ لكن يشيرون إلى الألف المحذوفة في الكتابة ، يشيرون إلى حركة مستطيلة ، وما يجوز أن نقول : غلط و الرسول يمدها)اهـ.

الفائدة4:
كذبت في لغة أهل الحجاز تأتي بمعنى أخطأت.
في حديث عمر –رضي الله عنه-:
(..فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟! قال-أي هشام بن حكيم- : أقرأنيها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، فقلت:
كذبت!.
قال الشيخ:
( قوله"كذبت" ، كيف يكذِّب مثل هذا الرجل ؟!
فالجواب: أن الكذب بلغة أهل الحجاز يعني أخطأت ، لأن الكذب في لغة الحجازيين بمعنى الخطأ ، هذه مسألة يجب على طالب العلم أن يفهمها ، لأنه إذا سمع هذا يكذب رجلا يقول: أقرأنيها الرسول –صلى الله عليه وسلم- و هو ثقة ، يقول: كيف يقع منه هذا ؟!!
و لكن إذا عرف أن لغة الحجازيين بل لغة قريش إذا قالوا : كذبت ، يعني : أخطأت ، زال عنده الإشكال)اهـ.

الفائدة5:
الأحرف السبعة للقرآن لم تعد معلومة.
قال –رحمه الله تعالى- :
(..إن الأحرف هذه ليست معلومة الآن ، وأن الله تعالى أنساها الأمة حتى لا يرجع الناس إلى الخلاف الذي كان بينهم)اهـ.
يتبع..............

12d8c7a34f47c2e9d3==