المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلام السلفيين بكيفية التعامل مع العلماء من غير غلو ولا جفاء


كيف حالك ؟

هشام المكي
02-28-2004, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
وبعد:


لاشك أن الغلو باب خطير من أبواب الضلال في دين الإسلام وأنه مفتاح الشرك والكفر وما عبدت

الأصنام إلا بالغلو فيها وفي أصحابها وما عبدت القبور في العالم الإسلامي اليوم إلا بالغلو ولهذا

تجد أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ركز على هذا الغلو المفضي للعبادة الشركية في أكثر من باب من كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم في شرح حديث :" إياكم والغلو فإنما

أهلك من كان قبلكم غلوهم في دينهم" قال رحمه اله وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات

والأعمال والغلو هو مجاوزة الحد بأن يزاد في حمد الشيء أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك ".


ثم قال بعد ذلك وهو يتكلم عن الغلو :" ومن تشبه من هذه الأمة باليهود أو النصارى وغلا في دين

الله بإفراط فيه أو تفريط فقد شابههم".

كما أن الغلو باب من أبواب رد الحق ولهذا ما نشطت التعصبات المذهبية إلا بغلو أصحابها في

متبوعيهم ومشايخهم فلا يرون الحق إلا في أقوالهم وأرائهم ولا يقبلون الحق من غيرهم وإن كانوا

أهل علم وتقوى وتحقيق بل وترى أهل الغلو يتابعون متبوعيهم فيما خالفوا فيه الصواب بدعاوى

فارغة بعيدة عن الحجة والعلم الشرعي متناسين توجيه الله تعالى في محكم التنزيل ((فإن تنازعتم في

شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)).


ولقد أحسن العلامة عبد الرحمن المعلمي وهو يرد غلو الكوثري في أبي حنيفة ذاك الغلو الذي جعل

الكوثري يرد على أصحاب رسول الله ويطعن في كبار الأئمة ويكفي هذا مصيبة لما يجنيه فكر الغالي

في شخص معين عالم أو فاضل أو صالح.

قال رحمه الله في كتابه التنكيل (1/11)-بعد أن وجه كلام ابن عيينة رحمه الله في أبي حنيفة توجيها

عليمياً رصيناً مبنياً على الفهم السديد والاحترام الواجب لأئمة الدين -


:" وحاصله أن أكثر الناس مُغرَون بتقليد من يعظم في نفوسهم والغلو في ذلك حتى إذا قيل لهم إنه

غير معصوم عن الخطأ والدليل قائم على خلاف قوله في كذا فدل ذلك على أنه أخطأ ولا يحل لكم أن

تتبعوه على ما أخطأ فيه قالوا هو أعلم منكم بالدليل وأنتم أولى بالخطأ منه فالظاهر أنه قد عرف ما

يدفع دليلكم هذا، فإن زاد المنكرون فأظهروا حسن الثناء على ذلك المتبوع كان أشد لغلو متبعيه،

خطب عمار بن ياسر في أهل العراق قبل وقعة الجمل ليكفهم عن الخروج مع أم المؤمنين عائشة

رضي الله عنها فقال:" والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله

تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي" أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي مريم الأسدي

عن عمار، وأخرج نحوه من طريق أبي وائل عن عمار فلم يؤثر هذا في كثير من الناس بل روي أن

بعضهم أجاب قائلا:" فنحن مع من شهدت له بالجنة يا عمار".


فلهذا كان أهل العلم والفضل من إذا رأى جماعة اتبعوا بعض الأفاضل في أمر يرى أنه ليس لهم

اتباعه إما لأن حالهم غير حاله وإما لأنه يراه خطأ –أطلق كلمات يظهر منها الغض من ذاك الفاضل

لكي يكف الناس عن الغلو فيه الحامل لهم على اتباعه فيما ليس لهم أن يتبعوه فيه، فمن هذا ما في

المستدرك (2ص 329)"..عن خيثمة قال:" كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفر فذكروا

علياً فشتموه فقال سعد : مهلا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...فقال بعضهم فوالله إنه

كان يبغضك ويسميك الأخنس، فضحك حتى استعلاه الضحك ثم قال أليس قد يجد المرء على أخيه في

الأمر يكون بينه وبينه ثم لا يبلغ ذلك أمانته ..." قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي .


وفي الصحيحين وغيرهما عن علي رضي الله عنه قال:" ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع

أبويه إلا لسعد بن مالك (هو سعد بن أبي وقاص) فإني سمعته يقول يوم أحد: يا سعد ارم فداك أبي

وأمي".

وتروى عن علي كلمات أخرى من ذا وذاك وكان سعد قد قعد عن قتال البغاة فكان علي إذا كان في

جماعة يخشى أن يتبعوا سعداً في القعود ربما أطلق غير كاذب كلمات توهم الغض من سعد، وإذا كان

مع من لا يخشى منه القعود فذكر سعداً ذكر فضله.


ومنه ما يقع من كلام الشافعي في بعض المسائل التي خالف فيها مالكاً من إطلاق كلمات فيها الغض

من مالك مع ما عرف عن الشافعي من تبجيل أستاذه مالك وقد روى حرملة عن الشافعي أنه قال:"

مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين"(1) كما يأتي في ترجمة مالك إن شاء الله تعالى.


ومنه ما تراه في كلام مسلم في مقدمة صحيحة مما يظهر منه الغض الشديد من مخالفه في مسألة

اشتراط العلم باللقاء والمخالف هو البخاري وقد عرف من مسلم تبجيله للبخاري.


وأنت إذا تدبرت تلك الكلمات وجدت لها مخارج مقبولة وإن كان ظاهرها التشنيع الشديد وفي ترجمة

الحسن بن صالح بن حي من (تهذيب التهذيب) كلمات قاسية أطلقها بعض الأئمة فيه مع ما عرف من

فضله وفيها" قال أبو صالح الفراء: ذكرت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك

يشبه أستاذه (الحسن بن صالح بن حي) فقلت ليوسف أما تخاف أن تكون هذه غيبة ؟ قال لم يا

أحمق؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم وأوزارهم

ومن أطراهم كان أضر عليهم "(2).

أقول: والأئمة غير معصومين من الخطأ والغلط، وهم إن شاء الله تعالى معذورون مأجورون فيما

أخطأوا فيه كما هو الشأن فيمن أخطأ بعد بذل الوسع في تحري الحق لكن لا سبيل إلى القطع بأنه لم

يقع منهم في بعض الفروع تقصير يؤاخذون عليه أو تقصير في زجر أتباعهم عن الغلو في تقليدهم".

رحم الله الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني على هذا التفصيل الذي ينبغي لكل سلفي صادق أن

يتعامل به وأن يسير عليه سواء في التعامل مع العلماء فلا يغلون فيهم ولا يحملهم الغلو على

متابعتهم في كل ما يقولون سواء كان حقاً أو باطلا بل يأخذون منهم الحق الموافق للكتاب والسنة

ويردوا الباطل مهما كان قائله.

وكذلك يتخذ هذا أسلوباً في التعامل مع الردود التي جرت وتجري بين العلماء وما قد يكون فيها من

الكلام والعبارات التي ظاهرها الغض من المردود عليه والتشنيع عليه والتي هي في حقيقتها محاربة

للغلو الذي يبدوا للراد من بعض متبوعي المردود عليه.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين وأن يجنبنا الغلو والفتن إنه ولي ذلك والقادر عليه.




--------------------------------------------------------------------------------

(1) ومثل هذا وقع في هذه العصور من ردود العلماء بعضهم على بعض كما هو في رد الشيخ الألباني على الشيخ حمود التويجري والشيخ حماد الأنصاري وما جرى بينهم من الكلمات الشديدة في بعضهم البعض وكذلك كلام الشيخ محمد أمان ومناقشته للألباني وغيرها من الردود بين المشايخ وما قد يصاحبها من الألفاظ والعبارات التي تدل على الغض من المردود عليه ، مع ما يسود بينهم من الحب والتعاون في سبيل نشر الدعوة بعيدا عن العصبيات والتحزبات المقيتة والمدمرة
ولا يفوتني هنا أن أذكر حكاية مشتهرة ذلك أن الشيخ الألباني وفي أوج الردود بينه وبين المشايخ قام بزيارة مدينة الرياض ونزل ضيفاً على فضيلة الشيخ حمود التويجري الذي احتفى به وأكرمه وقال عندها لا يطعن في الألباني إلا صاحب هوى أو كما قال رحمه الله تعالى.

(2) قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابة الفرق بين النصيحة والتعيير (30):" وقد بالغ الأئمة الورعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردها أبلغ رد كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر".




كتبه الفقير إلى عفو ربه :
هشام بن مهدي لكصاص
مكة المكرمة

خلف بن عيسى
02-28-2004, 10:34 PM
مع اننا نعلم ان هناك فعلا غلوا في بعض العلماء من قبل المشار اليهم، ولنا معهم وقفات في ذلك لكن تعال اخي نعالج ما هو اشد من ذلك فقد وقعوا في الغلو في طلبة العلم فهذاك الذي ظهرت منه اخطاء مثل الجبال من انتقاص للصحابة وذكر مثالبهم وتبديع لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه والتنقص من اهل العلم. طلابه وغيرهم يعدوه امام فقيه محدث علامة وحيد زمانه ويصفوه باوصاف ليس له فيها حتى العشر فانا ارى من باب النصيحة ان ترسل اليهم بهذا المقال القيم لعلهم يفيقون من غفلتهم ويكون لك الاجر في ذلك واذا اردت العنوان اخبرني ارسله لك كما ارجو ان تنسخ هذا المقال وتعطي نسخه منه لاحمد الديواني صاحبك فهو والله بحاجة له اكثر من غيره ومشكور على هذا الجهد.

أبوراس
03-01-2004, 11:18 AM
يا لكصاص لماذ ا رد عليك الشيخ فالح الحربي حفظه الله ؟؟

ويقال ان الشريط مسجل

أبوراس
03-02-2004, 12:57 PM
كم وجه لك يالكصاص

12d8c7a34f47c2e9d3==