المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السحر عند مشايخ الصوفية


كيف حالك ؟

هادي بن علي
11-01-2013, 05:41 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

قد يستغرب القارئ من هذا العنوان " السحر عند مشايخ الصوفية حقائق مذهلة تكشف لأول مرة " فهل الصوفية يتعاطون السحر ؟ الذي لا يعرف حقيقة التصوف والصوفية سوف ينفي ذلك لأنه غاية ما يعرف الناس عند التصوف أنه الزهد بالدنيا والاقبال على الأخرى ويوجد من شذ عن هذا السلوك .

ولكن الحقيقة غير ذلك الزهد هو ستار تحته مجموعة من الحق والباطل ، فالحق الذي فيه ما وافق الكتب والسنة ، أما الباطل فهو ما حدثوا من بدع وما أدخلوا على المسلمين من عقائد باطلة ، وكذلك تصحيح أمور الشريعة ذمتها وحذرت منها .

ومن هذه الأمور التي ذمتها الشريعة الاسلامية وتعاطاها المتصوفة بل اعتبروها من علومه " السحر " وهو ما يظهرون به خوارق العادة ليوهموا العوام بأنهم أصحاب كراماته !!

وقد اعترف شيخ الصوفية الأكبر بذلك قال في الفتوحات المكية : (( ومنهم الساحرون السحر بالإطلاق صفة مذمومة وحظ الأولياء منها ما أطلعهم الله عليه من علم الحروف وهو علم الأولياء فيتعلمون ما أودع الله في الحروف والأسماء من الخواص العجيبة التي تنفعل عنها الأشياء لهم في عالم الحقيقة والخيال فهو وان كان مذموماً بالإطلاق فهو محمود بالتقييد وهو من باب الكرامات وهو عين السحر عند العلماء فقد كانت سحرة موسى مازال عنهم علم السحر مع كونهم آمنوا برب موسى وهرون ودخلوا في دين الله وآثروا الآخرة على الدنيا ورضوا بعذاب الله على يد فرعون مع كونهم يعلمون السحر ويسمى عندنا علم السيمياء مشتق من السمة وهي العلامة أي علم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات .... الخ )) [ ص 201 – 202 / 3 ]

وليس بعد هذا الاعتراف دليل ولكن سوف ذكر إن شاء الله تعالى نماذج من كتب مشايخ الصوفية لإقامت الحجة على المعاند المكابر والله ولي التوفيق .

وقبل سرد الأدلة من كتبهم على ذلك نذكر تعريف السحر وأنواعه

تعريفه بشكل عام :

قال الأزهري : (( السحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه كل ذلك الأمر كينونة للسحر ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس الأصل على ما يرى السحر الأخذة وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر ... وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه ... الخ )) [ لسان العرب ص 348 / 3 ]

قال الزبيدي في تاج العروس : (( ومن المجاز السحر بالكسر : عمل يقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه . وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر )) [ ص 514 / 11 ]

قال القرطبي : (( قيل: السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني ، فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي به ، كالذي يرى السراب من بعيد فيخيل إليه أنه ماء، وكراكب السفينة السائرة سيرا حثيثا يخيل إليه أن ما يرى من الأشجار والجبال سائرة معه )) [ تفسير القرطبي ص 272 / 2 ] ، وقال أيضا : (( من السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة والشعوذي : البريد لخفة سيره قال ابن فارس في المجمل: الشعوذة ليس من كلام أهل البادية، وهي خفة في اليدين وأخذة كالسحر .
ومنه ما يكون كلاما يحفظ، ورقى من أسماء الله تعالى ، وقد يكون من عهود الشياطين، ويكون أدوية وأدخنة وغير ذلك )) [ تفسير القرطبي ص 274 / 2 ]

وقال الغزنوي الحنفي في عيون المعاني : (( وعندنا – يعني السحر - أصله طلسم يبني على تأثير خصائص الكواكب، كتأثير الشمس في زئبق عصي فرعون، أو تعظيم الشياطين ليسهلوا له ما عسر )) [ تفسير القرطبي ص 274 / 2 ]

قال ابن قدامة المقدسي : (( وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين وهذا قول الشافعي ... الخ )) [ المغنى ص 34 / 9 ]

أما فروع السحر فهي كثيرة ونذكر أهمها وهي : وهي ، الأوفاق والطلاسم والتعزيم والاستخدامات والسيمياء أو الكيمياء والهيمياء والأقسام والزايرجة وعلم الحروف ، وفيما يلي تعريف هذه الأقسام :

الأوفاق :

ويرجع هذا النوع من السحر إلى مناسبات الحروف والأعداد وعملها بأشكال معروفة عند أهل صنعة السحر .

قال القرافي في الفروق : (( الأوفاق وهي التي ترجع إلى مناسبات الأعداد وجعلها على شكل مخصوص مربع ويكون ذلك المربع مقسوما بيوتا فيوضع في كل بيت عدد حتى تكمل البيوت فإذا جمع صف كامل من أضلاع المربع فكان مجموعه عددا وليكن عشرين مثلا فلتكن الأضلاع الأربعة إذا جمعت كذلك ويكون المربع الذي هو من الركن إلى الركن كذلك فهذا وفق فإن كان العدد مائة ومن كل جهة كما تقدم مائة فهذا له آثار مخصوصة أنه خاص بالحروب ونصر من يكون في لوائه ، وإن كان خمسة عشر من كل جهة فهو خاص بتيسير العسير ، وإخراج المسجون ، وأيضا الجنين من الحامل وتيسير الوضع وكل ما هو من هذا المعنى وكان الغزالي يعتني به كثيرا حتى أنه ينسب إليه وضابطه ( ب ط د ز هـ ج و ا ح ) فكل حرف منها له عدد إذا جمع عدد ثلاثة منها كان مثل عدد الثلاثة الأخر فالباء باثنين والطاء بتسعة والدال بأربعة صار الجميع بخمسة عشر وكذلك تقول الباء باثنين والزاي بسبعة والواو بستة صار الجميع من الضلع الآخر خمسة عشر وكذلك الفطر من الركن إلى الركن تقول الباء باثنين والهاء بخمسة والحاء بثمانية الجميع خمسة عشر وهو من حساب الجمل :



وعلى هذا المثال وهي الأوفاق ولها كتب موضوعة لتعريف كيف توضع حتى تصير على هذه النسبة من الاستواء ، وهي كلما كثرت كان أعسر ، والضوابط الموضوعة لها حسنة لا تنخرم إذا عرفت أعني في الصورة الوضع ، وأما ما نسب إليها من الآثار قليلة الوقوع أو عديمته )) [ ص 124 / 4 ]

قال ابن حجر الهيتمي : (( علم الأوفاق يرجع إلى مناسبات الأعداد وجعلها على شكل مخصوص ، وهذا كأن يكون بشكل من تسع بيوت مبلغ العدد من كل جهة خمسة عشر ، وهو ينفع للحوائج وإخراج المسجون ووضع الجنين وكل ما هو من هذا المعنى وضابطه بطد زهج واح ، وكان الغزالي رحمه الله يعتني به كثيراً حتى نسب إليه ولا محذور فيه إن استعمل لمباح بخلاف ما إذا استعين به على حرام ، وعليه يحمل جعل القرافي الأوفاق من السحر )) [ الفتاوى الحديثية ص 4 ].

وجعل هؤلاء لكل كوكب وفق مخصص له فمن ذلك ما قاله البوني قال : (( وأما أوفاق هذه الكواكب فالشمس لها وفق المسدس والقمر له الوفق المتسع والمريخ له الوفق المخمس وعطارد له الوفق المربع والمشتري له الوفق المثمن والزهرة لها الوفق المسبع وزحل له الموفق المثلث هذا المتفق عليه بين الحكماء الأقدمين )) [ منبع أصول الحكمة ص 11 ]

وقال أيضا : (( وأعلم أن الكواكب السيارة السبعة لكل واحد منها وفق منسوب إليه ولكل حرف من حروف الهجاء وفق ولكل وفق تأثير يظهر منه بحسب تأثير الكوكب أو الحرف )) [ منبع أصول الحكمة ص 31 ]

جاء في المعجم الوسيط : (( ( الطلسم ) ( في علم السحر ) خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز والأحاجي )) [ ص 562 ]

وقال القرافي في الفروق : (( الطلمسات وحقيقتها نفس أسماء خاصة لها تعلق بالأفلاك والكواكب على زعم أهل هذا العلم في أجسام من المعادن أو غيرها تحدث لها آثار خاصة ربطت بها في مجاري العادات فلا بد في الطلسم من هذه الثلاثة الأسماء المخصوصة وتعلقها ببعض أجزاء الفلك وجعلها في جسم من الأجسام ، ولا بد مع ذلك من قوة نفس صالحة لهذه الأعمال فليس كل النفوس مجبولة على ذلك )) [ ص 123 – 124 / 4 ]

ومن هذه الطلاسم ما قاله البوني في منبع أصول الحكمة ص 148 قال : (( من كتب هذا الطلسم وحمله في كيس النقود لم تنقطع منه الدراهم وكثرت بركته ))



الاستخدامات

قال القرافي في الفروق : (( الاستخدامات وهي قسمان الكواكب والجان فيزعمون أن للكواكب إدراكات روحانية فإذا قوبلت الكواكب ببخور خاص ولباس خاص على الذي يباشر البخور وربما تقدمت منه أفعال خاصة منها ما هو محرم في الشرع كاللواط ، ومنها ما هو كفر صريح وكذلك الألفاظ التي يخاطب بها الكواكب منها ما هو كفر صريح فيناديه بلفظ الإلهية ونحو ذلك ومنها ما هو غير محرم على قدر تلك الكلمات الموضوعة في كتبهم فإذا حصلت تلك الكلمات مع البخور مع الهيئات المشترطة كانت روحانية ذلك الكواكب مطيعة له متى أراد شيئا فعلته له على زعمهم وكذلك القول في ملوك الجان على زعمهم إذا عملوا لهم تلك الأعمال الخاصة لكل ملك من الملوك فهذا هو الذي يزعمون بالاستخدام وأنه خاص بروحانيات الكواكب ، وملوك الجان وشروط هذه الأمور مستوعبة في كتب القوم والغالب عليهم الكفر فلا جرم لا يشتغل بهذه الأمور مفلح )) [ الفروق ص 127 / 4 ]

وقال الرازي في تفسيره هو يعدد أنواع السحر : (( الأول : سحر الكلدانيين والكسدانيين الذين كانوا في قديم الدهر وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم ، ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة وهم الذين بعث الله تعالى إبراهيم عليه السلام مبطلاً لمقالتهم وراداً عليهم في مذهبهم )) [ ص 223 / 3 ]

العزائم والاستعانة بالجن :

قال القرافي : (( العزائم وهي كلمات يزعم أهل هذا العلم أن سليمان عليه السلام لما أعطاه الله تعالى الملك وجد الجان يعبثون ببني آدم ويسخرون بهم في الأسواق ويخطفونهم من الطرقات فسأل الله تعالى أن يولي على كل قبيل من الجان ملكا يضبطهم عن الفساد فولى الله تعالى الملائكة على قبائل الجن فمنعوهم من الفساد ومخالطة الناس ، وألزمهم سليمان عليه السلام سكنى القفار والخراب من الأرض دون العامر ليسلم الناس من شرهم فإذا عثا بعضهم ، وأفسد ذكر المعزم كلمات تعظمها تلك الملائكة ويزعمون أن لكل نوع من الملائكة أسماء أمرت بتعظيمها ، ومتى أقسم عليها بها أطاعت ، وأجابت وفعلت ما طلب منها فالمعزم يقسم بتلك الأسماء على ذلك الملك فيحضر له القبيل من الجان الذي طلبه أو الشخص منهم فيحكم فيه بما يريد ويزعمون أن هذا الباب إنما دخله الخلل من جهة عدم ضبط تلك الأسماء فإنها أعجمية لا يدرى وزن كل حرف منها يشك فيه هل هو بالضم أو الفتح أو الكسر وربما أسقط النساخ بعض حروفه من غير علم فيختل العمل فإن المقيم لفظ آخر لا يعظمه ذلك الملك فلا يجيب فلا يحصل مقصود المعزم ، هذه حقيقة العزائم )) [ الفروق ص 126 / 4 ]

قال الرازي في تفسيره وهو يعدد أنواع السحر : (( النوع الثالث من السحر : الاستعانة بالأرواح الأرضية ، واعلم أن القول بالجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة ، أما أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به إلا أنهم سموها بالأرواح الأرضية وهي في أنفسها مختلفة منها خيرة ومنها شريرة ، فالخيرة هم مؤمنو الجن والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم ، ثم قال الخلف منهم : هذه الأرواح جواهر قائمة بأنفسها لا متحيزة ولا حالة في المتحيز وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات ، واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية ، إلا أن القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضية أضعف من القوة الحاصلة إليها بسبب اتصالها بتلك الأرواح السماوية ، أما أن الاتصال أسهل فلأن المناسبة بين نفوسنا وبين هذه الأرواح الأرضية أسهل ، ولأن المشابهة والمشاكلة بينهما أتم وأشد من المشاكلة بين نفوسنا وبين الأرواح السماوية ، وأما أن القوة بسبب الاتصال بالأرواح السماوية أقوى فلأن الأرواح السماوية هي بالنسبة إلى الأرواح الأرضية كالشمس بالنسبة إلى الشعلة ، والبحر بالنسبة إلى القطرة ، والسلطان بالنسبة إلى الرعية . قالوا : وهذه الأشياء وإن لم يقم على وجودها برهان قاهر فلا أقل من الاحتمال والإمكان ، ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد ، فهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن )) [ ص 227 – 228 / 3 ]

وقال صديق القنوجي : (( علم استنزال الأرواح واستحضارها في قوالب الأشباح هو من فروع علم السحر واعلم إن تسخير الجن أو الملك من غير تجسدهما وحضورهما عندك يسمى علم العزائم بشرط تحصيل مقاصدك بواسطتهما وأما حضور الجن عندك وتجسدها في حسك فيسمى علم الاستحضار ولا يشترط تحصيل مقاصدك بها )) [ أبجد العلوم ص 55 / 2 ]

ومن العزائم التي يستخدمونها في أعمالهم [ عزيمات النار ] : (( وهي الحروف النارية أهاطم فشذير فشودير فشادير فشينوجاير برقموش يموقاش هاوش يموت برينوش أهايوش ماشه شيور برقاش برقيوش بريناش أنوش هاش هيوش نوش ينوش ازلموش هيايا فهنوش انزل )) [ السر المظروف ص 11 ]

ومن عزائمهم أيضا قولهم : (( ترهوش حرهوس برهوش اجلبوا وهيجوا قلب كذا وكذا إلى محبة كذا وكذا بحق هذه الأسماء )) [ منبع أصول الحكمة ص 124 ]

الأقسام :

الأقسام جمع قسم ، والأقسام من نجس العزائم ، وهي ألفاظ مخصوص متداولة عندهم يقسمون بها على الشياطين أو الخدام أو الروحانيات كما يسمونهم عند عمل أعمالهم السحر بعد عمل الوفق وتحين الطالع والدخنة المناسبة قال البوني (( وهو أن يقال عند الفراغ الزايرجة والدخنة مطلوقة أقسم عليكم أيها الأعوان المستخرجة من حروف اسم فلان وتذكر اسم المطلوب ثم أسماء الأعوان أن تتوكلوا في العمل الذي أريده منكم في الجسد الذي استخرجتم من بحق كذا وكذا ويذكر أقسام القسم ... الخ )) [ منبع أصول الحكمة ص 16 ]

ومن هذا الأقسام قوله : (( برهيته 2 كرير 2 تتليه 2 طوران 2 مزجل 2 بزجل 2 ترقب 2 برهش 2 غملش 2 خوطير 2 قلنهود 2 برشان 2 كظهير 2 نموشلخ 2 برهيولا 2 بشكليخ 2 قزمز 2 أنغلليط 2 قيرات 2 غياها 2 كيدوهلا 2 شمخاهر 2 شمهاهير 2 بكهطهوفيه 2 بشارش 2 طونش 2 شمخاياروخ 2 اللهم بحق مهجماهلمج ورديه مهعياح بعزتك إلا ما أخذت سمعهم وأبصارهم سبحانه من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وهذا القسم اتفق عليه السحرة وينسبونه إلى آصف بن برخيا وهو أخذه من سليمان بن داود عليهما السلام والعياذ بالله ما كان سليمان عليه السلام ساحرا بل كان نبينا سخر الله عز وجل الجن دون أقسام وطلاسم وشرك قال تعالى : (( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ )) [سبأ : 12]

ومن هذه الأقسام أيضا قولهم : (( يا مذهب بحق الملك الغالب أمره عليك روقيائيل وأنت يا أبيض بحق الملك الغالب أمره عليك جبرئيل وأنت يا أحمر بحق الملك الغالب أمره عليك سمسمائيل وأنت يا برقان بحق الملك الغالب أمره عليك ميكائيل وأنت يا شمهروش بحق الملك الغالب أمره عليك صرفيائيل وأنت يا زوبعة بحق الملك الغالب أمره عليك عنيائيل وأنت ميمون بحق الله عليك الغالب أمره عليك كسفيائيل أجيبوا وافعلوا كذا وكذا )) [ منبع أصول الحكمة ص 176 ]


السيمياء :

وهو من نوع السحر التخيلي الذي في الغالب عليه لا حقيقة له إلا في عين الرائي . قال القرافي في الفروق : (( السيمياء وهو عبارة عما يركب من خواص أرضية كدهن خاص أو مائعات خاصة أو كلمات خاصة توجب تخيلات خاصة وإدراك الحواس الخمس أو بعضا لحقائق من المأكولات والمشمومات والمبصرات والملموسات والمسموعات وقد يكون لذلك وجود حقيقي يخلق الله تلك الأعيان عند تلك المحاولات وقد لا تكون له حقيقة بل تخيل صرف وقد يستولي ذلك على الأوهام حتى يتخيل الوهم مضي السنين المتطاولة في الزمن اليسير وتكرر الفصول وتخيل السن وحدوث الأولاد وانقضاء الأعمار في الوقت المتقارب من الساعة ونحوها ويسلب الفكر الصحيح بالكلية ويصير أحوال الإنسان مع تلك المحاولات كحالات النائم من غير فرق ويختص ذلك كله بمن عمل له ، ومن لم يعمل له لا يجد شيئا من ذلك )) [ ص 121 / 4 ]

وقال حاجي خليفة في كشف الظنون : (( اعلم انه قد يطلق هذا الاسم على ما هو غير الحقيقي من السحر وهو المشهور وحاصله إحداث مثالات خيالية في الجو لا وجود لها في الحس وقد يطلق على إيجاد صورها في الحس فحينئذ يظهر بعض الصور في جوهر الهواء فتزول سريعة لسرعة تغير جوهر الهواء ولا مجال لحفظ ما يقبل من الصورة في زمان طويل لرطوبته فيكون سريع القبول وسريع الزوال وأما كيفية إحداث تلك الصور وعللها فأمر خفي لا اطلاع عليه إلا لأهله وليس المراد وصفه وتحقيقه ههنا بل المقصود هنا الكشف وإزالة الالتباس عن أمثاله وحاصله أن يركب الساحر أشياء من الخواص أو الادهان والمائعات أو كلمات خاصة توجب بعض تخيلات خاصة كادراك الحس ببعض المأكول والمشروب وأمثاله وفي هذا الباب حكايات كثيرة عن بن سينا والسهر وردى المقتول )) [ ص 1020 / 2 ]

وهو نفس سحر السيمياء بالإضافة إلى ربط أعمال السيمياء بالكواكب وحركاتها الذي يسمونه الطالع . قال القرافي في الفروق : (( الهيمياء وامتيازها عن السيمياء أن ما تقدم يضاف للآثار السماوية من الاتصالات الفلكية وغيرها من أحوال الأفلاك فيحدث جميع ما تقدم ذكره فخصصوا هذا النوع لهذا الاسم تمييزا بين الحقائق )) [ ص 121 / 4 ]

علم الحروف وخواص الأسماء :

قال ابن خلدون في المقدمة الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف : (( وهو المسمى لهذا العهد بالسيميا . نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة ، فاستعمل استعمال العام في الخاص. وحدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها، وعند ظهور الغلاة من التصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ، وتدوين الكتب والاصطلاحات ، ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه . وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء ، فهي سارية في الأكوان على هذا النظام . والأكوان من لدن الإبداع الأول تتنقل في أطواره وتعرب عن أسراره ، فحدث لذلك علم أسرار الحروف ، وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله. تعددت فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما . وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان )) [ ص 556 – 557 ]

قال داود الانطاكي : (( وهو علم باحث عن خواص الحروف افرادا وتركيبا وموضوعه الحروف الهجائية ومادته الأوفاق والتراكيب .
وصورته تقسيمها كما وكيفا وتأليف الاقسام والعزائم وما ينتج منها وفاعله المتصرف وغايته التصرف على وجه يحصل به المطلوب إيقاعا وانتزاعا ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة )) [ أبجد العلوم ص 236 / 2 ]

ونلاحظ أن أن علم الحروف يشتمل على أكثر من فرع من فروع السحر كما قرر ذلك الأنطاكي فعلم الحروف جمع الاوفاق والاقسام والعزائم والروحانيات الذي ندرجه تحت الاستخدامات والاستعانة بالجن ، مع مراعات الطالع الذي يعمل به السحر فلذلك قال الغزالي في رسالة سر العالمين قال في المقالة السابعة عشر : (( أما السحر فهو عمل وكلام قد تداولوه بينهم في أوقاتي معلومة وطوالع معروفة وطلسمات مضروبة ... الخ )) [ مجموعة رسائل ابن الغزالي ص 516 ]

ونكتفي بهذ القدر ولنشرع بذكر من تعاطى السحر من الصوفية بالادلة .

هادي بن علي
11-01-2013, 05:42 PM
ذكر من تعاطى السحر من الصوفية

أبو حامد الغزالي

هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي زين الدين أبو حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام ذو الهمة العالية والذكاء الحاد صاحب المصنفات الشهيرة ، أحد أئمة الصوفية ومقدميهم .

وشهرة الغزالي تغني عن التعريف به أو إثبات تصوفه ، ويدعي المتصوفة أنه عمدة في علم الحروف قال الدكتور عبد الحميد صالح حمدان : (( وبرع في كل فن وعلم من العلوم الإسلامية حتى علم الحروف والأسماء إلى أن حاز بها لقب " عمدة علم الحروف والأسماء " )) ثم عزا هذا القول إلى عبد الرحمن البسطامي [ خواص القرآن الكريم ص 6 ] ، وقد نسبت إليه عدة كتب في السحر مثل كتاب الأوفاق ، وكتاب الطب الروحاني للجسم الإنساني ، وكتاب وشرح الدعوة الجلجلوتية ، وكتاب مجربات الغزالي وكلها مطبوعة .

وهناك مثلث ينسب للغزالي وهو الوفق الثلاثي الذي ذكره القرافي وله رسالة بعنوان " رسالة في تنزيل الوفق المثلث " ذكرها عبد الرحمن البدوي ضمن مؤلفات الغزالي قال : (( هذه الرسالة في المجموع رقم 112 حروف بدار الكتب المصرية وتقع في 74 سطراً .

وأولها : " هذه رسالة الشيخ الإمام الغزالي نفعنا الله تعالى ببركاته في تصريف الوفق المثلث خالي الوسط ، واقد اتفق العلماء على كتمه وعلى هدم موضعه في كتبهم لئلا تتوصل إليه العامة وإنما يتلقونه من صدر إلى صدر ... وطريق التصريف به أنك تبدأ بحمد الله وعونه وتفقد التوبة إلى الله تعالى وتستغفر ... الخ )) [ ص 291 ]

أما كتاب الأوفاق فأشك بنسبته للغزالي وذلك أنه في الصفحة الأولى منه استشهد بكلام البوني ، والغزالي توفى قبل ولادة البوني بسنين طويلة فكيف يستشهد بكلامه ، وكذلك لم أجد من نسب هذا الكتاب للغزالي ، وعلى كل حال كتاب اسم الغزالي على هذه الكتاب لم يأت من فراغ لو لا أن مؤلفي هذه الكتب يعلمون أن للغزالي ضلوع في هذه العلوم لما نسبوها إليه لنشرها ، والله تعالى أعلم .

له كتاب سر العالمين وكشف ما في الدارين ، وينسب للغزالي مثلث يعتمد عليه السحرة كثيرا في أعمالهم السحر وهذا أمر مشهور قال القرافي في الفروق وهو يتكلم عن الأوفاق : (( وكان الغزالي يعتني به كثيرا حتى أنه ينسب إليه وضابطه ( ب ط د ز هـ ج و ا ح )) [ ص 124 / 4 ]

و قال ابن حجر الهيتمي : (( علم الأوفاق يرجع إلى مناسبات الأعداد وجعلها على شكل مخصوص ، وهذا كأن يكون بشكل من تسع بيوت مبلغ العدد من كل جهة خمسة عشر ، وهو ينفع للحوائج وإخراج المسجون ووضع الجنين وكل ما هو من هذا المعنى وضابطه بطد زهج واح ، وكان الغزالي رحمه الله يعتني به كثيراً حتى نسب إليه ولا محذور فيه إن استعمل لمباح بخلاف ما إذا استعين به على حرام ، وعليه يحمل جعل القرافي الأوفاق من السحر )) [ الفتاوى الحديثية ص 4 ]

أمثلة من كتب الغزالي

المثال الأول : رسالة سر العالمين نسب هذه الرسالة إلى الغزالي الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ص 328 / 19 ، وميزان الاعتدال ص 248 / 2 ، وإسماعيل باشا في إيضاح المكنون [ ص 11 / 2 ]

قال في المقالة السابعة عشر : (( أما السحر فهو عمل وكلام قد تداولوه بينهم في أوقات معلومة وطوالع معروفة وطلسمات مضروبة فإذا أردت أن تولد طلسما يصلح لما تريد فخذ من كل ثلاثة أحرف حرفا فإذا اجتمعت لك في التأليف فهو يصلح لما تريد فخذ من كل ثلاثة أحرف حرفاً فإذا اجتمعت لك في التأليف ثلاثة أحرف من تسعة فهو طلسم يصلح لما تريد فأنظر في الأوسط لأب عند ساعة التأليف فهو يصلح لما دلت عليه الدقيقة من الساعة ومثاله أب ت ث فتأخذ الجيم والثاء أليق عوضاً عن الجيم ج ح خ خذ الصاد ص ط ظ خذ العين فمصير عقربا لتدوير الحروف فضع صورتها على خاتم والقمر في العقرب تكف خاصيتها عنك أذى النساء ترمي الخاتم في الماء فينفع سقياه الملسوع وتلقي به سوءا بين من أردت وترش من مائه على سطح المبغض أو طريقة أو داره فإنه يستضر من سنة . وخذ صورة أسد والقمر في الأسد وانقشه على خاتم بسواد ومعه كلمة وهي: أتينا طائعين. فتدخل به إلى الملك فيذله الله لك )) [ مجموعة رسائل الغزالي ص 516 ]

وقال أيضا : (( ذكر كلمات تفرق بها بين جماعة فاسدة تخافهم تأخذ أفراداً من شعير حزام وتقول عليه أربع مرات هاطاش ماطاش هطاشنة { وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } وترميه من حيث لا يشعرون وتنظر ما يصنع الله )) [ مجموعة رسائل الغزالي ص 516 ]

وقال أيضا : (( ومن أراد أن يبصر الجن مشاهدة ومصادقة ومخاطبة ويسمع كلامهم ويعينونه على ما يريد فليقرأ سورة الجن في بيت خال من يوم بطالة في أحد أو أربعاء وبين يديه بخور اللبان ويخط له مندلاً يقعد فيه ولا ينقطع عنه البخور وهو يقرأ { قُل أوحى إليَ أنهُ أستَمَع نَفرٌ مِنَ الجِن } أربعين مرة وهو يمثلهم ويحدث إليهم فإذا خرجوا إليه لا يخافهم ويستخدم منهم من شاء على ما يشاء من سحر وطلسم وهياج وتسخير وإظهار كنوز وحب وتبغيض )) [ مجموعة رسائل الغزالي ص 519 ]

وقال أيضا : (( ولهم حشيشة تسمى بحشيشة الراسن تبخر من أوراقها على اسم من تريد فيأتيك وإن لم يرد ولكن بشرط أن تقول هذه الكلمات على البخور تقول : يا جامع يا جن اجمعوا وقدموا لاق لاق عاجلا عاجلاً اشروثا اشروثا كبيبا الصبي: ائتنا كرهاً أو طوعاً: قالتا أتينا طائعين وليكن في يوم الأحد أو أربعاء )) [ مجموعة رسائل الغزالي ص 519 ]

المثال الثاني : ما جاء في شرح الجلجلوتية المنسوب للغزالي أنه قال : (( هذا البيت من أراد الصلح بين المتخاصمين أو يجلب قلب إنسان والمحبة والمودة فيكتب البيت باسم المتخاصمين في ورقة ويكتب معه هذين الاسمين ردرش 55 رش يقول بعد كتابة الاسماء يا خدام هذه الأسماء بحقها عليكم وحرمتها لديكم اجلبوا أو أهيجوا قلب فلان بن فلانة إلى كذا وكذا أو يسمي المطلوب ويحمله على رأسه فإن المطلوب ينجلب قلبه وخاطره إلى الطالب بالمحبة والمودة فإذن الله تعالى )) [ مجموع لطيف ص 13 ]

المثال الثالث : ما جاء في شرح الجلجلوتية المنسوب للغزالي أنه قال : (( ومن كتبه 21 مرة ومعه الخاتم يحمله معه فإن الله تعالى يرزقه تعليم العلوم والفهم والزكى والحكمة والبلاغة ويكون ذا هيبة وقبول وكل من رآه حبه نور وجهه ويشرح صدره وهذا هو الخاتم :
بياربخ بيروخ ويانوخ بعدها برانيخ برخر يسمخ ... الخ )) [ ص 18 ]

المثال الرابع : ما جاء في كتاب الطب الروحاني للجسد الإنساني في علم الحروف المنسوب إلى الغزالي قال : (( ... فيكتب له آخر سورة الحشر مع هذه الرقية التي للعين والنظرة وهي : علموش 2 كلموش 2 كلمونيا 2 داعوج 2 معيوج 2 فيعوج 2 عين جاعت فجعجعت وهاجت وماجت فاتفقت فاحترقت كليا أزعوج مهيوج فيعوج ... الخ [ ص 14 ]

ويوجد في الكتاب طلاسم واستعانات بالشياطين كثيرة تركنها واكتفينا بهذا المثل لمعرفة الحقيقة لا الحصر .

هادي بن علي
11-01-2013, 05:44 PM
البوني

هو أحمد بن علي بن يوسف البوني القرشي ، أبو العباس ، المشهور بالبوني نسبة إلى بونة بأفريقيا على الساحل شيخ الطريقة البونية الأسماء والحروف [ تاج العروس ص 288 / 34 ]

ذكره النبهاني في جامع كرامات الأولياء فقال : (( من كبار المشايخ ذوي الأسرار والأنوار ممن أخذ عنه المرسي )) [ ص 412 / 1 ] ، وترجم له عبد الرؤوف المناوي في الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية وأثنى عليه كثيرا قال : (( زمزم الأسرار ومعدن الأنوار صاحب الكرامات الظاهرة والمقامات الفاخرة والسرائر الزاهرة والبصائر الباهرة والأحوال الصادقة والأفعال الخارقة .

له اليد البيضاء في أحكام الولاية والباع المديد "ي أحوال النهاية ، وهو أجد من أظهره الله في الوجود وصرفه في الكون وأظهر على يده العجائب واطلعه على الأسرار والغرائب وقلب له الأعيان في عالم الحس والعيان وأراه شواهد الملكوت ، وأطلعه على لطائف الجبروت ، وخرق له العادات وانطقه بالمغيبات مع قلب راسخ في المجاهدة وعلم شامخ في المشاهدة أحد أركان هذا الشأن ، ولسان البيان في وقته علما وعملا وحالا وقالا وزهدا وتحقيقا وورعا وتدقيقا وتوكلا وتمكينا ومهابة وجلالة )) [ ص 35 – 36 / 2 ]

أمثلة مما كتبه البوني :

المثال الأول : قال البوني في كتابه " الأصول والضوابط المحكمة " : (( فأول ساعات السعد الساعة الأولى من يوم الأحد والاثنين والخميس والجمعة ، فإن فاتت الأوائل فالثوامن أو ما مر بها كوكب سعيد ، ولكن يراعى الكوكب المناسب طبعه لطبع العمل المطلوب ، وأوقات عمل الشر ما عدا هذه الساعات . وأعلموا أن الكواكب السبعة السيارة تمر في كل يوم وليلة فلا يتوقف الطالب على يوم بعينه بل كل ساعة يمر بها كوكبها يعمل فيها العمل اللائق بذلك الكوكب حتى ذكر عن الاستاذ أنه وضع في يوم وليلة أربعة وعشرين عملا متضادة أجابت روحانياتها في الوقت هذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل ، وإذا كانت كواكب السعد صاعدة كان أبلغ في أعمالها ، وإذا كان كواكب النحس هابطة كانت أبلغ في أعمالها وانتقال ذلك المطلوب ... الخ )) [ منبع أصول الحكمة ص 7 ]

فالبوني يقرر هنا الأوقات المناسبة لكل للأعمال السحرية وفقا لربطها بالكواكب ويقرر أنه إذا اختار الوقت المناسب أجابته الروحانية الكوكب التي هي عبارة عن شيطان يضلل الناس ، وهذه الأوقات هي التي يسونها الطالع أي موقع الكتب حيث أن أعمالهم لها أوقت مخصوصة .

المثال الثاني : قال البوني : (( واعلموا أن لكل كوكب ملكا منسوبا إليه يتوكل فيما ينسب إلى كوكبه خيرا كان أم شرا ولا يذكر اسمه في التوكيل ولكن يبسط اسمه بالمركب الحرفي ويأخذ أعداده مجموعة مستنطقة مضافا إليها إييل فيكون هذا الملك أعلى درجة من ذلك الملك وحاكما عليه وهو يأمره بالتوكل في ذلك العمل ... الخ )) [ منبع أصول الحكمة ص 12 ]

فإن البوني صرح بأن لكل كوكب من الكواكب السبعة ملك يدعى من دون الله عز وجل والأقسام عليه بالخلوات بطلسمات مع اشعال البخور ، وهذه من الطقوس لاستحضار الجن لعمل أي عمل وإن شئت قلت سحر .

المثال الثالث : هؤلاء عندهم طقوس يعملونها للتعامل مع هذه الشياطين التي يسمونها ملائكة وتارة أرواجا مثل الخلوة وإشعال الدخنة بالنوع الذي الموافق للكوكب والشيطان لعمل السحر المطلوب ، ثم يقسم عليه بأقسام معروفة عندهم قال البوني وهو يتكلم عن الأقسام : (( وهو أن يقال عند الفراغ الزايرجة والدخنة مطلوقة أقسم عليكم أيها الأعوان المستخرجة من حروف اسم فلان وتذكر اسم المطلوب ثم أسماء الأعوان أن تتوكلوا في العمل الذي أريده منكم في الجسد الذي استخرجتم من بحق كذا وكذا ويذكر أقسام القسم ... الخ )) [ منبع أصول الحكمة ص 16 ] ، وإذا تأملت في كلام البوني السابقة وجدته مطابقا مع تعاريف السحر التي مرت معنا مثل النوع الأول والثامن والتاسع.

المثال الرابع : كثر الأوفاق والطلسمات والعزائم في كتب البوني واكتفي بذكر واحد منها قال في شرح الجلجلوتية الكبرى : (( فالاسم الأول آج من خواصه أن من كتب طلسمه الاتي بيانه في ورقة في ساعة سعيدة وكتب حوله توكلوا يا خدام هذا الاسم الجليل بحقه عليكم وطاعته لديكم واجلبوا واجذبوا قلب كذا وكذا إلى كذا وكذا بالمحبة والمودة حتى لا يستطيع أن يفارقه الوحا الوحا العجل العجل الساعة الساعة )) [ منبع أصول الحكمة ص 119 ] ، وتركنا رسم الوفق عمدا ، والله المستعان .

المثال الخامس : قال : (( وإن أردت أن تخلو بخديم هذه الأسماء في خلوة صالحة 6 أيام وأنت طاهر وعلى صيام وتفطر على شيء من الخبز مع الزبيب أو الزيت من غير شبع وتذكرها عقيب كل الصلاة .
واعلم أن هذه المسألة تتصرف فيما شئت من صرع قرين أو جلب غائب أو غقلاب الكاغد ذهبا أو فضة ، وفي كل ما أردت فكن بها غبيطا ولا تطلع على سرك أحد تبلغ ويكون مع الكتابة المذكورة :



إذا أردت بها اتخاذ الخديم فهذا الخاتم الرفيع والطابع المنيع )) [ شمس المعارف الصغرى ص 71 ]

هادي بن علي
11-01-2013, 05:46 PM
محيي الدين ابن عربي

هو محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي شيخ الصوفية حتى أنهم يسمونه الشيخ الأكبر ولا أعلم أحدا لقب بهذا اللقب غيره فمنذ ظهوره حتى يومنا هذا والصوفية يعظمونه ويحتجون بأقواله حتى قيل أنه خاتم الأولياء بل وإحياء الدين .

نقلنا قوله في البداية أن علم الحروف هو علم الأولياء ونقل عبد الكريم أن ابن عربي تعلم علم السيمياء في السماء الثاني عندما عرج به قال : (( ومن هذه الحضرة تعلم علم السيمياء الموقوفة على الحروف والأسماء لا على البخورات والدماء وغيرها ... الخ )) [ الإسفار عن رسالة الأنوار ص 126 ]

وقد ذكر ابن خلدون في المقدمة عندما تكلم عن علم الحروف أن لابن عربي تآليف فيها مع البوني قال : (( وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله. تعددت فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما )) [ ص 556 – 557 ]

وممن أثر عنه من كتب للسحر الكبريت الأحمر وفي نسبته له نظر لما سوف نذكره ، والعقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم ، والمبادي والغايات في معاني الحروف والآيات ، وكلها مطبوعة .

أمثلة مما كتبه ابن عربي

المثال الأول : قال في المبادي والغايات : (( فالحروف التي يلتقي بها الحكمة العلية وهي خمستها المنتظمة في مفتتح سورة " كهيعص " .. الخ )) [ ص 83 ]

قلت : وكثير من طلاسم السحر تجد بها هذه الحروف يسرمونها كرسم المصحف تدليسا على الناس ليظنوها أنها قرآنا ، وهي ليس هي بل المقصود الحرف نفسه والطلاسم الخاصة به ، ومما يدل على ذلك ما جاء في كتاب الكبريت الأحمر قال : (( ومنها للبركة في كل شيء إذا كتب ووضع فيه وهي هذه ( ماهف 2 نوفي ضوفي بنوقي 2 كهيعص حمعسق يس والقرآن الحكيم )) [ ص 25 ] ، والله تعالى أعلم .

ومنها قوله : (( ومنها لحل المربوط يكتب في إناء جديد ويحط في النداء ليلة ويجعل فيه قليل زيت طيب وتدهن منه الفرج وهو كهيعص حمعسق ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا يأجوج في كوح أيكوك أنكوح كوج نصر من الله وفتح قريب )) [ ص 25 ]

المثال الثاني : قال في كتاب العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم : (( وإذا أردت قضاء حاجة من أحد أي أحد كان من جميع الموجودات فاكتب جميع عدد اسمك واسم الأمر واسم المطلوب ، وإذا اجتمع من الجملة عدد فارسمه في ساعة سعيدة وامسكه عندك وانهض به في طلب حاجتك يقضى إن شاء الله تعالى )) [ ص 183 ]

المثال الثالث : ما قاله في كتاب مجربات ابن عربي في الطب الروحاني قال : (( وإذا كتبت هذا الشكل على نحاس أحمر يوم الثلاثاء أول ساعة منه وفي الوجه الآخر شكل المريخ ثم دلي في بئر ذهب ماؤها فإذن الله تعالى ... الخ )) [ ص 29 ]

المثال الرابع : ما قاله في مجربات ابن عربي في باب رياضة يا كريم : (( وعقب كل صلاة تقرأ هذه العزيمة سبع مرات وهي هذه : أسالك اللهم بيوقاليم يا شوناقيل يا شهرين أسألك بحرمة كشهيل بزويم بهر نيل عجاجيل عزاسيل وأسألك بحرمة حبريل وعزرائيل وبحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وبحق يا كريم يا رحيم أن ترزقني كل يوم دينارا أستعين به على قوتي والحج إلى بيت الله الحرام )) [ ص 192 ]

المثال الخامس : ما قاله في كتاب مجموعة ساعة الخير ص 6 قال : (( وإن سألك عن الحرز، فاكتب له هذه الأسماء: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .



ويضاف إليها آيات، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم،...ويضيف: وخوفي أخوف من خوف مساء أو صباح أصباؤت آل شداي على الأعلى عظيم الأمور إن الله هو التواب الرحيم لسالمين الصالحين اركض برجلك...



وإن سألك عن زيادة البخور فاكتب له هذه الأسماء في قرطاس...ثم تبخره ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث ترمي المجمرة وما فيها من الفحم وغيره في مفرق طريق له أربع طرائق، أو تكتب له ذلك أربعة أيام وترمي المجمرة كل يوم في مفرق آخر )) [ نقلا عن كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ ص 861 – 862 ]

المثال السادس : ما ذكره أيضا في نفس الكتاب مجموعة ساعة الخير ص 7 قال : (( وإن سألك عن العزيمة فقل له: يحتاج إلى بيضة دجاجة حمراء، ويكتب عليها هذه العزيمة: (يا سما سلمعونة يا القب المدين مدين الاسمين، يا مالك الجن والشياطين يا حي يا قيوم احبس السارق...أهيا شراهيا أدوناي أصباؤت آل شداي الساتر) ثم تدفنها في المطبخ ...

...وإن سألك عن العزيمة. فاكتب له هذه العزيمة والأسماء في قرطاس، وعلقها في مهب الريح، فإنه يرجع ما سرقه بإذن الله تعالى، وهذا كتابه: (هطوس هطوس واله قادس ماس ريحان الأطبال آل شداي اسلام أم موسى أهيكلات داود وحرز عظيم فلعلعح العميلع سيرهوه عبوس عبوس كمال الما أجيبوا الله) )) [ نقلا عن كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ ص 862 ]

هادي بن علي
11-01-2013, 05:49 PM
أبو الحسن الشاذلي

هو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوسف أبو الحسن الشاذلي ، وشاذلة قرية بأفريقية مؤسسة الطريقة الشاذلية التي ينتسب إليها كثير من الصوفية وتفرع عنها طرق كثيرة .

ولد في قرية غمارة قرب سبتة بالمغرب الأقصى سنة 590 هـ تقريباً، انتقل إلى تونس واتخذ رباطاً في جبل زغوان وأخذ ينشر دعوته في بلدة شاذلة القريبة من رباطه ، سعى به أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس إلى السلطان أبي زكريا الحفصي فنفاه عن تونس فجاء إلى الإسكندرية .

نقل المتصوفة أن أبا الحسن كان يتعاطى علم الكيمياء قال ابن عجيبة : (( قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه صحبني إنسان وكان ثقيلاً على فبسطته ببسط وقلت يا ولدي ما حاجتك ولم صحبتني ؟ قال : يا سيدي قيل لي أنك تعلم الكيمياء فصحبتك لأتعلم منك فقلت له : صدقت وصدق من حدثك ولكن أخالك لا تقبل فقال : بل أقبل فقلت له : نظرت إلى الخلق فوجدتهم على قسمين أعداء وأحباء فنظرت إلى الأعداء فعلمت أنهم لا يستطيعون أن يشوكوني بشوكة لم يردني الله بها فقطعت نظري عنهم ثم تعلقت بالأحباء فرأيتهم لا يستطيعون أن ينفعوني بشيء لم يردني الله به فقطعت يأسي منهم وتعلقت بالله فقيل لي إنك لا تصل إلى حقيقة هذا الأمر حتى تقطع يأسك منا كما قطعته من غيرنا أن نعطيك غير ما قسمنا لك في الأزل )) [ ص 155 ]

فهذه القصة تدل على أن أبا الحسن الشاذلي مشهور بهذا العلم حتى أن الناس يقصدونه ليتعلموا منه هذا العلم ، ومعلوم أن هذا العلم قام على الاستعانة بالجن واستخدامهم وهذا الأمر ما حذر به أهل المغرب أهلَ مصر عندما هاجر الشاذلي من المغرب إلى مصر قال الفاسي وهو يقص قصة انتقال الشاذلي من شاذلة إلى مصر قال : (( ولما سافر إلى مصر كتبوا إلى سلطان مصر مكاتبات إنه سيقدم عليكم مصر مغربي من الزنادقة أخرجناه من بلادنا حين أتلف عقائد المسلمين وإياكم وأن يخدعكم بحلاوة منطقه ، فإنه من كبار الملحدين ومعه استخدامات من الجن ... الخ )) [ طبقات الشاذلية الكبرى ص 42 ]

على كل حال لأبي الحسن الشاذلي كتاب أسمه " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " ، نسبه إليه إسماعيل باشا في هدية العارفين [ 710 / 2 ] ، وعمر كحاله في معجم المؤلفين [ ص 468 / 2 ] ، وهذا الكتاب يثبت ما نقل عن الشاذلي من تعاطي علم الكيمياء واستخدام الجن .

أمثلة من كتاب السر الجليل

المثال الأول : قال في ص 6 : (( وسخر لي كما سخرت الريح والانس والجن والحش والطير لنبيك سليمان بن داود عليهما السلام وبأهيا شراهيا أدرناي أصباؤت آل شداي يا من أمره بين الكاف والنون ... الخ ))

المثال الثاني : قال في ص 22 : (( وقل بعد ذلك يا خدام هذه الآية الشريفة توجهوا إلى فلان بن فلانة وأدخلوا له في صفات مهولة وعرفوه عني وعن اسمي وعن كنيتي وحاجتي وما أنا طالب بحق ما تعتقدونه من عظمتها عليكم أجيبوا أهيا 2 الوحا 2 الساعة 2 بارك الله فيكم وعليكم { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } احضروا مقامي واسمعوا .. الخ ))

المثال الثالث : ما قاله في ص 33 – 34 : (( ومن كتبها في خرقة بيضاء يوم السبت في ساعة عطارد والقمر مسعود وجعلها في رأسه وفي حلل خصاصه يتلو الآية الشريفة المذكورة في كل وقت وحين استطاع فإنه ينتصر على خصمه ويظفر به بعون الله تعالى وأما الخاتم المذكور فهو كما ترى في الصفحة التالية :



المثال الرابع : قال في ص 58 : (( وهذا الخاتم للآية الشريفة وهو جليل القدر ، فإذا نزل بهذه الكيفية في حريرة بيضاء وبخر بالخور الطيب وحمله الطالب كان له تأثير عظيم في سائر أعماله ، وإن أردت الانتقام من ظالم بالسرعة والعجلة تبدئ في العلم يوم السبت وتقرأ الآية الشريفة عقب كل صلاة ألف مرة ويكون الخاتم تحت السجادة وأن كل مرسوما باسم الظالم معلقا في سيبة رمان حامض كان اسرع وأوقع في المأرب وأنجح لنيل المطلوب وهذا هو الخاتم



المثال الخامس : قال : (( من أراد أن يعقد ألسنة جميع الخلائق فليجعل له لوحا من الرصاص الأسود المصطفى مقدار ثلاثة مثاقيل ثم تنقش هذه الآية عليه وتقرأ الآية ألفا واحدا على اللوح وتضعه في بطن الحوت الطري وتدفنه في الأرض المبلولة بالندا وتكتب أسماء الحاسدين والأعداد فيه تنعقد ألسنتهم بإذن الله )) [ 50 – 51 ]

وأكتفي بهذه النماذج والكتاب فيه أكثر من ذلك ، ولم يبح الشاذلي في هذا الكتاب كل ما عنده بل كان هناك اسرار من السحر يعلمها لأتباعه الخاصين عن المشافهة قال اليافعي في كتابه الدر النظيم وهو يتكلم عن أسرار الدائرة قال : (( وأبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا الله بها وذلك لي منافعها وسرها فوق ما ذكرته لا تسمح بكتابته بل الغالية للرجال في الصدور وقال أوصاني العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة الله عليهم .. الخ )) [ ص 99 ]

وهذه هي صفة الدائرة المذكورة :



وقال اليافعي أيضا في ص 40 : (( ورأيت بخط الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه هذه الأشكال وقد شاع بأنها اسم الله الأعظم وقسم من أقسام الله المكرم وهذه صورته :



وهذه الأشكال لو فتحت أي كتاب سحر سوف تجدها في طلاسمهم وأوفاقهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

هادي بن علي
11-01-2013, 05:51 PM
ابن الحاج التلمساني

هو محمد بن محمد بن محمد ابن الحاج، أبو عبد الله العبدري المالكي الفاسي ، صاحب كتاب المدخل ، وله كتاب شموس الأنوار .

ذكره ابن الملقن في الطبقات ص 311 وقال : (( كان متزهدا متعبدا )) ، وكذلك الشعراني ذكره في الطبقات ص 286 .

ونسب كتاب شموس الأنوار وكنوز الأسرار لابن الحاج إسماعيل باشا البغدادي الباباني في إيضاح المكنون [ ص 57 / 2 ] ، في هدية العارفين وقال : (( من تصانيفه شموس الأنوار وكنوز الأسرار في علم الحروف وروحانية )) [ ص 149 / 2 ] وكذلك خير الدين الزركلي في الأعلام [ ص 35 / 7 ] ، ونسبه له أيضا عمر كحال في معجم المؤلفين [ ص 683 / 3 ]

أمثلة من كتاب شموس الأنوار

المثال الأول : قال : (( اعلم أيها الأخ في الله أنك إذا أردت أن تطوى لك الأرض فخذ عصا اللوز وانقش فيها قوله تعالى – ولما توجه تلقاء مدين إلى الظل – فإذا نقشتها فاقرأ عليها العزيمة الدهروشية وأنت في خلوة وتخبر بالسنط دبر كل صلاة وتداوم على قراءة العزيمة والعصا أمامك وأنت تقرؤها دبر كل صلاة مكتوبة فان رأيت العصا تسعى في الخلوة فهي الإجابة فمهما أردت مكانا فخذ تلك العصا بيدك اليمنى واقرأ تلك الآية وغمض عينيك وسر قليلا ثم افتحها تجد نفسك قد وصلت المكان الذي تريده في أسرع وقت وتسير مسافة سنة في ويم واحد فاشدد يديك على الذخيرة )) [ ص 57 ]

المثال الثاني : قال : (( ولتسليط الجن تكتب سورة الجن في إناء وتمحوها بماء عنب الذئب ثم تأخذ من زريعة السيكران ما وجدت منها وتسحقها وأنت تقرأ عليها عند السحق سورة الجن وتقول عند حتمها سلطتكم يا جماعة الجن على من أل من هذه العشبة ثم تمزجها بذلك الماء وتجعلها في الشمس حتى تيبسها وأطعمها في طعام لمن أردت أن تسلط عليه الجن وتقول عند الطعم خذوه أخذا وبيلا وتذكر المقدار الذي أردت شهرا أو أقل أو أكثر فإنك ترى ما يسرك وقليل أن تجد في كتاب غير هذا من يكشف الغطاء ... الخ )) [ ص 103 ]

المثال الثالث : قال في ص 77 : (( المسئلة الأولى في المحبة والتمييل والتهييج بين الرجل وزوجته أو الزوجة وبعها اعمد إلى تراب سبع قريات النمل وتأخذ من كل واحد شيئا قليلا والأخذ بيمين الطالب الراغب في المحبة بسبابته وإبهامه لا غير فاذا جمع ذلك التراب فابسطه على لوح واكتب عليه وألقيت عليك يا فلان يعني المطلوب محبة من الطالب يعني اسم الطالب الراغب في المحبة وتأمر بذلك التراب أن يرش في فراش المطلوب ليلة الاثنين أو ليلة الجمعة ويكتب هذه الآية مع خواصها وتخبر ببخور طيب ويعلقه الطالب فانه لا يكمل سبعة أيام حتى يرى العجائب والغرائب فيما يصدر من المطلوب فانه يصير تابعا للطالب كاتباع الولد لأمه أو الكوكب لبرجه والآية هي هذه – عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة – والخاتم هو هذا :



المثال الرابع : قال : (( فتح آخر يحل به كل قفل وقيد وسلسلة بعد خدمة هذه العزيمة . وهي هذه أقسمت عليكم يا جماعة العفاريت الطيارة والجنود والملوك الأرضية بالاسم المكنون المخزون الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وبالأسماء السريانية عنجر يدياه كرير طوران نموشلخ أهيا شراهيا أصباؤت وبالاسم الذي يحيى به الموتى عيسى بن مريم عليه السلام ابن دخيبلة وذبيلة ورانة ويا بوشيبة انزلوا يا بنات ملوك الجن واهبطوا وافتحوا كل قفل وسلسلة وقد أضمرت به عليكم وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر إلى قدير أين يعقوب الأزرق أين أبو يعقوب أين الأحمر وخدامه أين برقان وعساكره وقواده أين شمهروش وأهل طاعته أين الأبيض الأمير وأهل مملكته أين ميمون الأمير وأهل بساطه أقبلوا أيها الملوك السبعة أنتم وجنودكم ورماتكم وبنوكم أحراركم وعبيدكم ذكوركم وإناثكم صغيركم وكبيركم وافتحوا كل قفل أضمرت به عليكم إن كانت إلا صحية واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون أين الأجناد القوية افتحوا كل قفل أضمرت به عليكم من أي رهط كان من حديد أو من عود أو قيد أو أغلال العجل العجل أيها الخدام افعلوا ما أمرتكم به ووكلتكم عليه بحق هذه الأسماء عليكم شروهطاه ينوخ كيدور منيلة كريود نموشلخ هالوه يشربون شبرة فارودة صوطاة شاش أين صاحب السلسلة أين العفاريت الكبار الذين يطيرون بين السماء والأرض أين الجائلون في أقطار الأرض أين الراكبون على خيول شهب أين أصحاب الزعيق والعويق افعلوا ما أمرتكم به من فتح كل قفل غليق وقيد وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر في فتح هذه المغاليق أو هو أقرب افتحوا الأقفال والأغلال بسرعة يا جماعة العفاريت أصحاب الفعل والسر خذوا بقوتكم وبسرعتكم وإجابتكم وأجيبوا لما دعوتكم إليه ووكلتكم عليه أبن البرد قال صاحب الأقفال والأغلال افتح افتح وعجل عجل الوحا الوحا الساعة أين بنو النعمان افتحوا ما أغلقته اليدان بحق شيطاه فاش وكوز بنودهارس يا جماعة الأرواح العلوية الطاهرة سألتكم بالذي خلقكم من الأنوار وجعلكم خزائن الأسرار إلا ما فتحتم هذه القيود بحق العهود فان لم تفعلوا ما أمرتكم به فلتزمكم العقوبة والنكال أين السيد ميططرون أمام الملوك العلوية والسفلية الذي إذا أحد منكم أسماء الله وأبى أن لا يجيب في الفعل أرسل إليه روحانية غلاظا شدادا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون أمدوهم بالسياط وأنواع العذاب على من عصى منكم هذه الأسماء شمالوخ بيروخ نوخ أهيا شراهيا فاني أقسمت عليكم بالأسماء السريانية وبكل اسم في التوراة والانجيل والزبور والفرقان إلا ما فتحتم كل قفل بحق كل اسم من أسماء الله تعالى علمه نبيه آدم عليه السلام وكل واحد من الرسل دعاك بكل اسم سخر لي خدام هذه الأسماء ليقضوا حاجتي ويشرعوا في طلب بغيتي وتحصيل إرادتي وهو حسبنا ونعم الوكيل ))

وقال : (( وكيفية هذه العزيمة أن تقرأها دبر كل صلاة .... مرات وأنت في خلوة وتبخر كل يوم بالقسط فانه في اليوم السابع يظهر لم الخديم على صفة كلب أسود ويكلمك ويسلم عليه فرد عليه السلام وقل له أريد أن تخدمني في فتح كل قفل أو سلسلة فانه يجيبك لمرادك ويشترك عليك شروطه فلا تقبل منه إلا ما يصلح لدينك واسمه البرد ... الخ [ ص 45 – 46 ]

المثال الخامس : قال : (( التصريف الثاني في جلب الأخبار اقرأ هذه الدعوى دبر كل صلاة سبع مرات من أيام ومن أنت تبخر أيها الطالب بقصب الذريرة والسنط في اليوم السابع يقف عليك خديم من ملوك الروحانيين فيخبرك بكل ما سألت عنه من خير أو شر )) [ ص 50 ]

المثال الأخير : (( التصريف الرابع عشر في المشي على الماء إذا أردت ذلك فاكتب الخاتم في ثوبك بعد أن تصور عليه صورة مركب ويكون ذلك الثوب من كتان أبيض وبخره بالبخور المذكور للخدمة ثم تمشي على الماء وأنت تقرأ العزيمة فلا تزل لك رجل وتذهب حيث شئت )) [ ص 52 ]

هادي بن علي
11-01-2013, 05:53 PM
اليافعي

هو عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي، عفيف الدين اليمني ثم المكي ، مؤرخ صوفي ، وله دفاع كبير عن الصوفية والتعريض بعلماء الظاهر مثل الإمام الذهبي وغيره .

ذكره ابن الملقن في طبقات الأولياء [ ص 350 ] وذكره المناوي في الكواكب الدرية في مناقب السادة الصوفية وقال : (( الإمام القدوة العارف المشهور المذكور بين القوم بالمعارف المقتدى باثاره المهتدى بأنواره سهرته تغني عن إقامة البرهان كالشمس لا يحتاج واصفها إلى بيان شيخ الطريقين وإمام الفريقين عالم الأقطار الحجازية وصوفيها ... الخ )) [ ص 24 / 3 ]

له كتاب الدر النظيم في خواص القرآن العظيم ، وهو كتاب يحتوي على أمور سحرية مثل الأوفاق والدوائر ووصف بعض الأعمال السحرية ، وقد نسبه له القنوجي في أبجد العلوم [ ص 497 / 2 ] ، والزركلي في الأعلام [ ص 72 / 4 ] ، وذكر السيوطي أن اليافعي ألف في خصائص القرآن [ الإتقان ص 434 / 2 ]

أمثلة من الكتاب

المثال الأول : قال في ص 19 – 20 : (( فصل اعلم أني أخذت الحروف المفتتح بها السور وحذفت منها المكرر فصارت 14 حرفا ا ل م ص ر ك هـ ي ع ط س ق ن ح فحسبتها على حساب الجمل على رأي المغاربة فجاءت 93 ثم نظرت ووضعت وفقا مسدسا في قلبه وفق مخمس فيه الأحرف النورانية التي هي فواتح لسور القرآن غير مكررة وعي عجيبة فتأمله وهو هذا عددا حرفيا والله النافع منه وكرمه وصورته هكذا فتأمله ترشد



المثال الثاني : قال في 22 : (( ومن نقشه على صفحة قلعي يوم الاثنين والقمر بالحوت والسرطان اذا وضع وفقه وهو في 9 في 9 بالحروف وكتب في كل بيت من الوفق الباسط على رق بمسك وزعفران محلول بماء ورد في يوم من الأيام التي تقدم ذكرها في تاسع منه وحملها معه أمن من التعب والجوع وقهر الجبارين وطهر الله باطنه من الأخلاق الرديئة وإذا علق في بيت كثر الرزق فيه قلت وهذه صورة المتسع العدد وفيه صورة باسط حرفي وهذه صورة باسط عدد والله الموفق



المثال الثالث : قال : (( وهي تورث المكاشفات وطاعة الإنس والجن فمن أراد ذلك يتطهر ويصم أول يوم من الشهر يكون أوله الخميس فان كان ليلة الجمعة عند الفطر فليفطر على نقل وسكر ويتوجه إلى القبلة ويتلو الآيات 30 مرة وليقل أيها الأرواح القاهرة الواصلة التقديس الموكلون بهذه الآيات المطيعون لأمرها ولسرها المودع فيها أجيبوا الدعوة وأفيضوا على أنوار روحانيتكم حتى انطق بما خفي وأخبر بالكائن صادقا واصلوا إلي وجوه بني آدم وبنات حوا والقوا واصلوا في قلوبهم رعبا ورهبا ... الخ )) [ ص 25 ]

المثال الرابع : قال : (( للمنزوف ويكتب معاها انقلب يا دم بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هج لج هج لج هج لج هي لخطاي هي تكتب في ورقة وتعلق بين عيني المنزوف على انفه ... الخ )) [ ص 50 ]

المثال الخامس : قال : (( وللسارق والهارب والعبد الآبق من كتبها في قوارة ثوب كتان مقصوص عند أول الشهر ويكتب حول الكتابة فلان بن فلانة ثم يخرج إلى ظاهر البلد في مكان لا ينظره أحد ويضرب في وسط القوار مسمارا جديدا ويغطيه بالتراب فإن السارق والهارب ولآبق يرجع ... الخ )) [ ص 69 ]

المثال السادس : قال : (( لرهبة العدو وصرفه وعن إقامة حجته عليك تكتب في خرقة من أثره واكتب بعدها كذلك يطبع الله على قلب فلان بن فلانة وعلقها عليك فإذا رآك يدهش ولا يرد جواباً )) [ ص 84 ]

12d8c7a34f47c2e9d3==