المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تعرف الحزبي والمميع والتكفيري ؟


كيف حالك ؟

علي رضا
10-05-2003, 09:31 PM
(( إلى الحزبيين والمميعين ))

هل يكفي أن نقرأ القرآن والحديث دون فهمهما على ضوء فهم الصحابة والسلف الصالح ؟
هل التحذير من أهل البدع والأهواء مطلوب ؟ أم هو ضياع وعبث لا فائدة منه ؟
هل كان السلف يقولون : اشتغلوا بالعلم ودعوا التفريق بين المسلمين ؟
كنت في زيارة للشيخ الفاضل صالح الفوزان بمكتبه في الرياض مع أحد الإخوة ، فسأل
فضيلة الشيخ : هل يعاب المرء بكثرة ردوده على المخالفين ؟
فقال الشيخ حفظه الله : لا يعاب بل يثاب !
هذا جواب من فقه دين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفهم منهج السلف الصالح .
إن الآثار المستفيضة عن السلف رحمهم الله تقطع بضرورة الرد والتحذير والكشف
عن حقيقة المخالف دون مداهنة أو تمييع أو تأخير !
وهذا ما حدا بالإمام المبجل أحمد بن حنبل أن يشدد في هذا الجانب تشديداً عظيماً جعله
لا يبالي بخشوع الرجل وعبادته أو حتى روايته للحديث إذا كان مبتدعاً !
قال أبو داود السجستاني : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : أرى رجلاً من أهل السنة
مع رجل من أهل البدعة ، أترك كلامه ؟ قال : لا ، أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه
صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه ، وإلا فألحقه به 0 قال ابن مسعود : المرء بخدنه .
هكذا أخرجه ابن أبي يعلى في ( طبقات الحنابلة ) 1/ 160 بإسناد صحيح 0
وقد ذكر المؤلف قصة أخرى فيها عظيم العبرة لمن اعتبر ؛ وذلك في ترجمة علي بن أبي خالد
الذي قال لأحمد بن حنبل رحمه الله : ( إن هذا الشيخ - لشيخ حضر معنا - هو جاري وقد نهيته
عن رجل ، ويحب أن يسمع قولك فيه : حارث القصير - يعني حارثاً المحاسبي - وقد كنت رأيتني معه
منذ سنين كثيرة ، فقلت لي : لا تجالسه ، ولا تكلمه ! فلم أكلمه حتى الساعة ، وهذا الشيخ يجالسه ؛ فما
تقول فيه ؟
قال : فرأيت أحمد قد احمر لونه ، وانتفخت أوداجه وعيناه ، وما رأيته هكذا قط 0 ثم جعل ينتفض ويقول
: ذاك فعل الله به وفعل ؛ ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه ، أويه ، أويه ! ذاك لا يعرفه إلا من خبره
وعرفه 0 ذاك جالسه المغازلي ، ويعقوب ، وفلان ؛ فأخرجهم إلى رأي جهم 0 هلكوا بسببه !
فقال الشيخ : يا أبا عبد الله ! يروي الحديث ، ساكن ، خاشع ، من قصته ومن قصته ؟
فغضب أبو عبد الله وجعل يقول : لا يغرك خشوعه ولينه ، ويقول : لا تغتر بتنكيس رأسه ؛ فإنه رجل سوء !
ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره ؛ لا تكلمه ، ولا كرامة له ! كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان مبتدعاً تجلس إليه ؟ لا ، ولا كرامة ، ولا نعمى عين ! وجعل يقول : ذاك ، ذاك ) 0
قلت : والله ! إني لأعلم من هذا الصنف الذي حذر منه الإمام أحمد بعض الذين يماشون الصوفية ، ويوافقونهم على خرافاتهم ، بل ويزينونها لهم ! ثم يقال عنهم : الفقيه ! احضروا لهم ، واستفيدوا منهم ، وما عرفوه ( الفقيه ! ) كما
عرفه من خبره كشيخنا الربيع حفظه الله !
فهؤلاء مميعون لمنهج السلف - وإن كانوا علماء - وقد يعتذر لهم بقول أحمد السابق : ساكن ، خاشع ، عابد ، قانت ،
فقيه ، علامة !!!! ونحن نقول لهؤلاء : من عرف حجة على من لم يعرف ! أنتم ما خبرتموهم كما خبره غيركم ، ممن
قيضه الله تعالى لكشفهم وبيان حالهم ، فإن لم تكونوا صفاً واحداً معنا ؛ فلا تدافعوا عنهم على أقل الأحوال !
وكم سمعنا من هذا الذي يقال عنه ما سبق : طعنه في أئمة الجرح والتعديل كالحافظ الذهبي وأن الله سيحاسبه على
غيبته ، وطعنه في أعراض المسلمين !!!!
أما الحزبيون التكفيريون فهؤلاء ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم كلاب أهل النار !
وما حوادث التفجير والتدمير والذبح والتقتيل هنا وهناك إلا بسبب الفكر الخارجي والأهواء المضلة وقراءة كتب سيد ، والمودودي ، وفلان ، وفلان !
يقول أحد كبارهم في ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص110 : ( في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد ( ! ) سيد قطب
التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره ، والتي تنضح بتكفير المجتمع ( ! ) وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي ، والسخرية بفكرة تجديد الفقه وتطويره وإحياء الاجتهاد ( ! ) وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع ، وقطع العلاقة مع الآخرين ، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة 000 ) 0
وأقول : ما أقبح قول هذا الحزبي في زعمه الشهادة لرجل تكفيري لم يسبق لمثل تكفيره أجداده من الخوارج والمعتزلة !!
وإن تعجب فعجب إطلاق أحدهم اسم ( الداعية الكبير ) على هذا الذي كان أضل من حمار أبيه وأجهل !
يقول الإمام البربهاري المتوفى سنة 329 هجرية في كتابه القيم ( شرح السنة ) ص119 : ( واعلم أن الأهواء كلها ردية ؛ تدعو كلها إلى السيف - يعني الخروج على السلطان وقتاله - وأردؤها وأكفرها الروافض والمعتزلة والجهمية ؛ فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة ) 0
وقد جمع إمامهم هذا كله ؛ فهنيئاً لكم - معشر الحزبيين - بهذا الإمام الهمام !!
اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا به حتى نلقاك 0


وكتب : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

عبيد الأثري
04-18-2004, 11:54 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم .

12d8c7a34f47c2e9d3==