المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات رمضانية لسماحة العلامة صالح الفوزان02-09-1434هـ


كيف حالك ؟

البلوشي
07-22-2013, 02:41 AM
الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه الليلة الثانية من ليالي شهر رمضان المبارك، كل ليلة تطوى على ما أودعناه فيها من عمل أو كسل ولن تعود علينا إلى يوم القيامة، وهي من أعمارنا، وما فيها هو من أعمالنا فلنتذكر هذا، وسمعتم في كلام الإمام ابن القيم رحمه الله العرض لما في هذه الحياة الدنيا من الفرصة السامحة لكل مسلم بأن ينتهزها ويتداركها قبل فواتها بالعمل الصالح وإلا فهي ذاهبة على ما أودعته فيها من عمل أو الكسل، وأنت ملاقيها يوم القيامة، ومن العجب أن هذا الإنسان يزعم أنه عاقل ومع هذا يضيع هذه الأوقات التي ليس له غيرها من هذه الدنيا، وهي لا تذهب وحسب لكنها تذهب وتعرض عليه يوم القيامة، فإمَّا أن يجد فيها الخير والكرامة، وإمِّا أن يجد فيها الحسرة والندامة، فيها بقية لك عند الله بخيرها وشرها.

فلنتأمل هذا يا عباد الله، شهر رمضان شهر عظيم، وفرصة ثمينة أتاحها الله لنا وعرضها علينا، وهي سوق الجنَّة، كما أن أسواق الناس هي سوق الدنيا وما فيها من المتاجر والبضائع هي سوق الدنيا، وأمَّا رمضان ومواسم الخير فإنها سوق الآخرة، فمن دخلها واستفاد منها ربح الربح الذي يبقى له، ومن أعرض عنها وتعوض بأسواق الدنيا فيا خسارته وإن ربح، فإن ربحه زائل وما حصله يفنى، أو يفنى هو ويتركه لغيره ولهذا قال سبحانه وتعالى:(بسم الله الرحمن الرحيم*وَالْعَصْرِ) الذي: هو الزمان والوقت، (إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) كل إنسان فهو في خسارة إذا ضيع هذا الوقت، وهذا العصر الذي هو الزمان فهو خاسر، إلا من أغتنمه بأربع مسائل:

الأولى: الإيمان بالله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا).

الثانية: العمل الصالح.

الثالثة: الدعوة إلى الله، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يقتصر على نفسه؛ بل يحاول أن يُرشد غيره، أن يُنبه غيره لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ".

الرابعة: الصبر، على ما يلقى من التعب على العمل، العمل لاشك أنه يتعب وأنه شاق يحتاج إلى صبر يصبر عليه، كذلك الصبر على أذى الناس لأنه إذا دعا إلى الله، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فلابد أن يؤذى فيصبر على هذا، ولا يترك الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا شيء عرض للرسل عليهم الصَّلاة والسَّلام، أوذوا في الله عز وجل، ولكنهم صبروا حتى جاءهم نصر الله عز وجل، لابد من الصبر على العمل الصالح، الصبر على تعب العبادة، الصبر على طول الوقت وهو في خير، الصبر على أذى الناس الذين لا يردون من أحد أن يدعوهم ولا أن يأمرهم بالمعروف ولا ينهاهم عن المنكر، وهذا شيء تشاهدونه الآن، ماذا يقول الناس في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

ماذا يلتقطون عليها من الزلات والكذب حتى يخذلوها عن القيام بمهامها؟

ولكن لابد من الصبر والاحتساب ولابد من إخلاص العمل لله عز وجل، لا بد أن الإنسان يتدارك الأوقات قبل فواتها، فالعمر ينقضي، والساعات تنتهي، والحساب قادم، وإلى الله المصير.

نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لصالح والقول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

12d8c7a34f47c2e9d3==