المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ينكر على من زاد في صلاة العشر الأواخر عما يفعلها في أول الشهر


كيف حالك ؟

بو زيد الأثري
07-10-2013, 10:46 AM
فصل

كيف ينكر على من زاد في صلاة العشر الأواخر عما يفعلها في أول الشهر
إذا تبين أنه لا تحديد في عدد التراويح وأن وقتها عند جميع العلماء من بعد سنة العشاء إلى طلوع الفجر ، وأن إحياء العشر سنة مؤكدة ، وأن النبي صلى الله وعليه وسلم صلاه ليالي جماعة كما قدمنا ، فكيف ينكر على من زاد في صلاة العشر الأواخر عما يفعلها أول الشهر ، فيصلي في العشر أول الليل كما يفعل في أول الشهر أو قليل أو كثير من غير أن يوتر ، وذلك لأجل الضعيف لمن يحب الاقتصار على ذلك ، ثم يزيد بعد ذلك ما يسره الله في الجماعة ، ويسمى الجميع قياماً وتراويح ، وربما اغتر المنكر لذلك بقول كثير من الفقهاء : يستحب أن لا يزيد الإمام على ختمه إلا أن يؤثر المأمومون الزيادة ، وعللوا عدم استحباب الزيادة على ختمه بالمشقة على المأمومين لا كون الزيادة غير مشروعة ، ودل كلامهم على أنهم لو آثروا الزيادة على ختمه كان مستحباً ، وذلك مصرح به في قولهم إلا أن يؤثر المأمومون الزيادة . وأما ما يجري على ألسنة العوام من تسميتهم ما يفعل أول الليل تراويح وما يصلي بعد ذلك قياماً فهو تفريق عامي ، بل الكل قيام وتراويح ، وإنما سمي قيام رمضان تراويح لأنهم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات من أجل أنهم كانوا يطيلون الصلاة ، وسبب إنكار المنكر لذلك لمخالفته ما اعتاده من عادة أهل بلده وأكثر أهل الزمان ، ولجهله بالسنة والآثار ، وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام ، وما يظنه بعض الناس من أن صلاتنا في العشر هي صلاة التعقيب الذي كرهه بعض العلماء فليس كذلك لأن التعقيب هو التطوع جماعة بعد الفراغ من التراويح والوتر . هذه عبارة جميع الفقهاء في تعريف التعقيب أنه التطوع جماعة بعد الوتر عقب التراويح ، فكلامهم ظاهر في أن الصلاة جماعة قبل الوتر ليس هو التعقيب ، وأيضاً فالمصلي زيادة عن عادته في أول الشهر يقول الكل قيام وتراويح فهو لم يفرغ من التراويح . وأما تسمية الزيادة عن المعتاد قياماً فهذه تسمية عامية ، بل الكل قيام وتراويح ، كما قدمنا وأن المذهب عدم كراهة التعقيب ، وعلى القول الآخر فنص أحمد : أنهم لو تنفلوا جماعة بعد رقدة أو من آخر الليل لم يكره . وأما اقتصار الإنسان في التراويح على إحدى عشرة ركعة فجائز لحديث عائشة : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة [ تقدم ] ... . انتهى .

5 - وأجاب أيضاً : وأما الاقتصار في التراويح على أقل من عشرين ركعة فلا بأس بذلك ، وإن زاد فلا بأس . قال الشيخ تقي الدين : له أن يصلي عشرين كما هو المشهور في مذهب أحمد والشافعي . قال : وله أن يصلي ستا وثلاثين ركعة كما هو مذهب مالك ، قال الشيخ : وله أن يصلي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ، قال : وكله حسن كما نص عليه الإمام أحمد ، قال الشيخ : فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره . وقد استحب أحمد أن لا ينقص في التراويح عن ختمة يعني في جميع الشهر ، وأما قوله سبحانه وتعالى : كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ فالهجوع : اسم للنوم بالليل ، والمشهور في معنى الآية : أنهم كانوا يهجعون قليلاً من الليل ويصلون أكثر ، وقيل : المعنى أنهم لا ينامون كل الليل بل يصلون فيه إما في أوله أو في آخره ، وأما الاستغفار فيراد به الاستغفار المعروف وأفضله سيد الاستغفار . وقال بعض المفسرين وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ أي : يصلون ، لأن صلاتهم بالأسحار لطلب المغفرة ... . انتهى .

6 - وأجاب الشيخ عبد الرحمن بن حسن : وأما إحياء العشر الأواخر من رمضان فهو السنة ، لما جاء في حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وأحيا ليله وجد وشد المئزر [ تقدم ] . وفي الحديث الآخر : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه [ تقدم ] وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قام الليل كله حتى السحر ، إذا عرفت ذلك فلا ينكر قيام العشر الأواخر إلا جاهل لا يعرف السنة ... . انتهى .


الدرر السنية في الأجوبة النجدية

( 3 / 181 - 185 )

12d8c7a34f47c2e9d3==