المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض أجوبة علماء نجد وغيرهم من عدد الركعات التراويح والتهجد في العشر الأواخر


كيف حالك ؟

بو زيد الأثري
07-10-2013, 09:41 AM
وهذه بعض أجوبة علماء نجد وغيرهم عن عدد ركعات التراويح والتهجد في العشر الأواخر ودعاء الختم والقنوت ، ننقلها بمناسبة أن بعض الناس حصل منهم بعض الخلل في ذلك واستنكار لدعاء القنوت ودعاء الختم .

أ - عدد ركعات التراويح :

1 - سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن عدد التراويح فأجاب : الذي استحب أن تكون عشرين ركعة .

2 - وأجاب ابنه الشيخ عبد الله رحمهما الله : الذي ذكره العلماء رحمهم الله أن التراويح عشرون ركعة ، وأن لا ينقص عن هذا العدد إلا أن يزيد في القراءة بقدر ما ينقص من الركعات ، ولهذا اختلف عمل السلف في الزيادة والنقصان . وعمر رضى الله عنه لما جمع الناس على أبي بن كعب صلى بهم عشرون ركعة .

3 - وأجاب الشيخ عبد الله أبو بطين : وأما صلاة التراويح أقل من العشرين فلا بأس . والصحابة رضى الله عنهم منهم من يقل منهم من يكثر ، والحد المحدود لا نص عليه من الشارع صحيح .

ب - كيفية الصلاة في العشر الأواخر :

4 - وقال أيضاً رحمه الله تعالى : مسألة في الجواب عما أنكره بعض الناس على من صلى في العشر الأواخر من رمضان زيادة على المعتاد في العشرين الأول ، وسبب إنكارها لذلك غلبة العادة والجعل بالنسبة وما عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام فنقول : قد وردت الأحاديث عن النبي صلى الله وعليه وسلم بالترغيب في قيام رمضان والحث عليه ، وتأكيد ذلك في عشره الأخير ، كما في الصحيحين عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه [ أخرجه البخاري رقم 2009 ، 2014 ومسلم رقم 759 ، 760 ] . وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فرض الله عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه .

وفي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر . وصلى صلى الله عليه وسلم ليلة من رمضان جماعة في أول الشهر وكذلك في العشر . وفي صحيح مسلم عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في رمضان فقمت إلى جنبه فجاء رجل آخر فقام أيضاً حتى كنا رهطا فلما أحس أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا فقلت له حين أصبح : فطنت لنا الليلة ؟ قال : نعم ذلك حملني على ما صنعت وعن عائشة قالت : صلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم في المسجد ، فصلى بصلاته أناس كثير ، ثم صلى من القابلة فكثروا ، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم ، فلما أصبح قال : قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا خشية أن يفرض عليكم [ تقدم ] . وذلك في رمضان . أخرجاه في الصحيحين ، وفي السنن عن أبي ذر رضى الله عنه قال : صمنا مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم ، فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر ، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة ، وقام في الخامسة حتى ذهب شطر الليل ، فقلنا : لو نفلتنا ببقية ليلتنا هذه . فقال : ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام الليلة ) [ تقدم ] ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فصلى بنا في الثلاثة ودعا أهله ونساءه ، وقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح . قيل : وما الفلاح ؟ قال : السحور . صححه الترمذي ، واحتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث أن فعل التراويح جماعة أفضل ، وقال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله : وفي قوله صلى الله عليه وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، ترغيب في قيام رمضان خلف الإمام ، وذلك أوكد من أن يكون سنة مطلقة ، وكان الناس يصلونها جماعات في المسجد على عهده صلى الله عيه وسلم ، وإقراره سنة منه صلى الله عليه وسلم . انتهى . فلما تقرر أن قيام رمضان وإحياء العشر الأواخر سنة مؤكدة وأنه في جماعة أفضل ، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يوقت في ذلك عدداً علمنا أنه لا توقيت في ذلك ، وفي الصحيحين عن عائشة قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة [ أخرجه البخاري رقم 1147 ومسلم 738 ] ، وفي بعض طرق حديث حذيفة الذي فيه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة البقرة والنساء وآل عمران أنه لم يصل في تلك الليلة إلا ركعتين وأن ذلك في رمضان ، وروي عن الصحابة رضى الله عنهم في التراويح أنواع واختلف العملاء في المختار منها مع تجويزهم لفعل الجميع ، فاختار الشافعي وأحمد عشرين ركعة ، مع أن أحمد نص علي أنه لا بأس بالزيادة ، وقال : روي في ذلك ألوان ولم يقض فيه بشيء ، وقال عبد الله بن أحمد : رأيت أبي يصلي في رمضان ما لا يحصى من التراويح ، واختار مالك ستا وثلاثين ركعة . وحكى الترمذي عن بعض العلماء اختيار إحدى وأربعين ركعة مع الوتر ، قال : وهو قول أهل المدينة والعمل على هذا عندهم بالمدينة ، وقال إسحاق بن إبراهيم : نختار إحدى وأربعين ركعة على ما روي عن أبي بن كعب ، قال الشيخ تقي الدين : والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد عشرين ركعة أو كمذهب مالك ستا وثلاثين أو ثلاث عشرة أو إحدى عشرة فقد أحسن كما نص عليه أحمد لعدم التوقيت ، فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره ، وقد تقدم قول عائشة : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ، وقولها : كان إذا دخل العشر أحيا ليله ، وفي الموطأ عن السائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ، وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام ، وفي الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فتتعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور ، وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن طاوس قال : سمعت ابن عباس يقول : دعاني عمر أتغدى عنده ، قال أبو بكر يعني : السحور في رمضان ، فسمع هيمة الناس حين خرجوا من المسجد ، قال : ما هي ؟ قال : هيمة الناس حين خرجوا من المسجد . قال ما بقي من الليل خير مما ذهب منه .

وروى ابن أبي شيبة عن روقة كان سعيد بن جبير يؤم بنا في رمضان فيصلي بنا عشرين ليلة ست ترويحات فإذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد فصلى بنا سبع ترويحات ، فتبين بذلك أن الصحابة والتابعين كانوا يمدون الصلاة إلى قرب طلوع الفجر . والظاهر من مجموع الآثار أن هذا يكون منهم في بعض الليالي دون بعض ، ويحتمل أن يكون ذلك في العشر الأواخر لما ذكرنا من حديث أبي ذر : أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم في العشر ليلة إلى نصف الليل ، وليلة إلى أن خافوا السحور ، ولما لم يخرج إليهم في بعض الليالي اعتذر إليهم بأنه خشي أن يفرض عليهم ، فما أعظم جراءة من يقول : إن مد الصلاة في العشر إلى آخر الليل بدعة مع ما قدمنا من الأحاديث والآثار ، قال ابن القيم رحمه الله : اختلف قول الإمام أحمد في تأخير التراويح إلى آخر الليل ، فعنه : إن أخروا القيام إلى آخر الليل فلا بأس ، كما قال عمر : فإن الساعة التي ينامون عنها أفضل ، ولأنه يحصل قيام بعد رقدة ، قال الله تعالى إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا وروى عنه أبو داود : لأن يؤخر القيام إلى آخر الليل سنة المسلمين أحب إلي ، ووجهه فعل الصحابة ، ويحمل قول عمر على الترغيب في صلاة آخر الليل لا أنهم يؤخرونها انتهى . فانظر قوله : ليواصلوا قيامهم إلى آخر الليل ، فهلا قال : إن مواصلة القيام إلى آخر الليل بدعة .

12d8c7a34f47c2e9d3==