المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله ووداع رمضان .


كيف حالك ؟

رباحي نوار السوقهراسي
10-10-2007, 04:22 PM
عباد الله إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل و لم يبق منه إلا القليل فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام و من فرط فليختمه بالحسنى و العمل بالختام فاستغنموا منه ما بقي من الليالي اليسيرة و الأيام و استودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلام و ودعوه عند فراقه بأزكى تحية و سلام

( سلام من الرحمن كل أوان ... على خير شهر قد مضى و زمان )

( سلام على الصيام فإنه ... أمان من الرحمن كل أمان )

( لئن فنيت أيامك الغر بغتة ... فما الحزن من قلبي عليك بفان )

لقد ذهبت أيامه و ما أطعتم و كتبت عليكم فيه آثامه و ما أضعتم و كأنكم بالمشمرين فيه و قد وصلوا و انقطعتم أترى ما هذا التوبيخ لكم أو ما سمعتم

( ما ضاع من أيامنا هل يعزم ... هيهات و الأزمان كيف تقوم )

( يوم بأرواح تباع و تشترى ... و أخوه ليس يسام فيه درهم )

قلوب المتقنين إلى هذا الشهر تحن و من ألم فراقه تئن

( دهاك الفراق فما تصنع ... أتصبر للبين أم تجزع )

( إذا كنت تبكي وهم جيرة ... فكيف تكون إذا ودعوا )

كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع و هو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع

( تذكرت أياما مضت و لياليا ... خلت فجرت من ذكرهن دموع )

( ألا هل لها يوما من الدهر عودة ... و هل لي إلى يوم الوصال رجوع )

( و هل بعد إعاض الحبيب تواصل ... و هل لبدور قد أفلن طلوع )

أين حرق المجتهدين في نهاره أين قلق المجتهدين في أسحاره فكيف حال من خسر في أيامه و لياليه ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جل عزاؤه كم نصح المسكين فما قبل النصح كم دعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد حتى إذا ضاق به الوقت و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم و طلب الإستدراك في وقت العدم( أتترك من تحب و أنت جار ... و تطلبهم و قد بعد المزار )

( و تبكي بعد نأيهم اشتياقا ... و تسأل في المنازل أين ساروا )

( تركت سؤالهم و هم حضور ... و ترجو أن تخبرك الديار )

( فنفسك لم و لا تلم المطايا ... و مت كمدا فليس لك اعتذار )

يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق قلوبهم من ألم الفراق تشقق عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق عسى ساعة توبة و إقلاع ترفو من الصيام كلما تخرق عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق عسى أسير الأوزار يطلق عسى من استوجب النار يعتق

( عسى و عسى من قبل وقت التفرق ... إلى كل ما ترجو من الخير تلتقى )

( فيجبر مكسور و يقبل تائب ... و يعتق خطاء و يسعد من شقى )

12d8c7a34f47c2e9d3==