المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبل الخير الكثير في رمضان


كيف حالك ؟

قاسم علي
10-01-2006, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بين في كتابه مصالح العباد في أعمالهم وفي عقيدتهم وفيما يصلح دينهم ودنياهم وإن علينا أن نرجع إلى الله بالتوبة والعمل الصالح وإن ذكر الإنسان لربه يملأ قلبه سرورا ويكسو وجهه نورا ويذكره الله تعالى به قال الله عز وجل ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) قال الله تعالى ** يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ * أَيّاماً مّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مّرِيضاً أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مّنْ أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ **
قال العلامة الإمام ابن كثير{{ يقول تعالى مخاطباً للمؤمنين من هذه الاَية, وآمراً لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع, بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الردئية والأخلاق الرذيلة, وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلهم فيه أسوة, وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك, كما قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات} الاَية, ولهذا قال ههنا {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان, ولهذا ثبت في الصحيحين «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» }}
قال رسول الله "كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: إلا الصوم. فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولَخَلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. والصوم جُنَّة. وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم" متفق عليه.
قال العلامة الإمام عبدالرحمن السعدي في الحديث كالتنبيه على حكمة هذا التخصيص، وأن الصائم لما ترك محبوبات النفس التي طبعت على محبتها، وتقديمها على غيرها، وأنها من الأمور الضرورية، فقدم الصائم عليها محبة ربه، فتركها لله في حالة لا يطلع عليها إلا الله، وصارت محبته لله مقدمة وقاهرة لكل محبة نفسية، وطلب رضاه وثوابه مقدماً على تحصيل الأغراض النفسية. فلهذا اختصه الله لنفسه، وجعل ثواب الصائم عنده. فما ظنك بأجر وجزاء تكفل به الرحمن الرحيم الكريم المنان، الذي عمت مواهبه جميع الموجودات، وخصّ أولياءه منها بالحظ الأوفر، والنصيب الأكمل، وقدر لهم من الأسباب والألطاف التي ينالون بها ما عنده على أمور لا تخطر له بالبال. ولا تدور في الخيال؟ فما ظنك أن يفعل الله بهؤلاء الصائمين المخلصين؟
وهنا يقف القلم، ويسبح قلب الصائم فرحاً وطرباً بعمل اختصه الله لنفسه، وجعل جزاءه من فضله المحض، وإحسانه الصرف. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وبشكر الله تزيد النعم بهذا الدين الإسلامي الذي هداكم الله له وأضل عنه كثيراً من الناس فإن نعمة الله بدين الإسلام لا يماثلها نعمة في البدن ولا نعمة في العقل ولا نعمة في المال والترف لأن نعمة الدين بها قوام الدين والدنيا
قال الشيخ العلامة الإمام محمد أمان الجامي {{من يريد الله هدايته بالهدايتين هداية الإرشاد والدلالة والبيان، وهداية التوفيق والإلهام، يشرح صدره للإسلام يحب الإسلام، ويفرح بالإسلام، الإسلام الذي هو الاستسلام والانقياد، يرى من نفسه محبة الإسلام ومحبة الالتزام ومحبة والاستقامة، إذا رأى العبد من نفسه هذه المعاني معناه إن الله شرح صدره للإسلام وهداه، وهذه هداية الإرشاد والدَّلالة والبيان حصلت تبقى هداية التوفيق الإلهام بأن يوفقه للعمل الصالح والإخلاص فيه ومتابعة رسوله عليه الصلاة والسلام، إذ لا قَبول للأعمال إلا بالأمرين معنا إخلاص العمل لله تعالى بحيث لا يشوب شيء من الرياء، وحب الشهرة والظهور والبروز؛ ولكن يريد وجه الله وحده ويكون ذلك العمل وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوفقه إلى ذلك.
أما من يريد الله أن يضله وأمسك عنه التوفيق وخذله ولم يُعنه على نفسه وشيطانه؛ فلم يُعنه إعانة تجعله يحب الله ورسوله وطاعته، ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنّما يصعد في السماء، يرى في امتثال المأمورات واجتناب المنهيات صعوبة شديدة، لا يرى من نفسه الانشراح بأن يمتثل ويعمل ولينتهي عما نُهي عنه؛ بل يرى هذه قيود صعبة تقيد وتقضي على حريته وإنسانيته، يريد أن يطلق هذا هو الضياع، فإذا رأى الإنسان من نفسه هذا المعنى ووقف هذا الموقف عليه أن يبادر بالفرار إلى الله؛ ليخلصه وإن يوفقه الله سبحانه وتعالى في هذه الظروف بالفرار إليه يوفقه توفيقا، وإن لم يوفقه ضلّ وضاع.
قال العلامة الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين {{اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة وكثرة الصلاة والقراءة والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين واستكثروا فيه من أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما فأما اللتان ترضون بهما ربكم فشاهدة أن لا إله إلا الله والاستغفار وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار عباد الله احفظوا صيامكم عن النواقص والنواقض احفظوه عن اللغو والرفث وقول الزور كل قول محرم وعمل الزور كل عمل محرم فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ومن لم يحفظ صيامه عن ما حرم الله فيوشك أن لا يكون له من صيامه إلا الجوع والظمأ اجتنبوا الكذب والفحش والغش والخيانة اجتنبوا الغيبة والنميمة اجتنبوا الأغاني المحرمة واللهو المحرم فعلاً وسماعا فإن كل هذه من منقصات الصيام قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها وأداءها مع الجماعة قوموا بالنصيحة للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الحكمة من الصيام التقوى }}

البلوشي
07-30-2011, 03:27 PM
رحم الله الشيخ محمد الجامي

12d8c7a34f47c2e9d3==