المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى فرض صوم شهر رمضان على الأمة وعلى من يجب صوم رمضان


كيف حالك ؟

قاسم علي
10-03-2005, 10:35 PM
على من يجب صوم رمضان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وبعد‏:‏-

اعلموا وفقني الله وإياكم أن صيام رمضان من أعظم فرائض الإسلام، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 183‏]‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ وقال النبي عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏بني الإسلام على خمس‏:‏ شادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً‏)‏ متفق عليه فالآية الكريمة تدل على أن الصيام فرض، والحديث يدل على أنه أحد أركان الإسلام، وقد أجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان إجماعًا قطعيًا، فمن جحد وجوبه فهو مرتد عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ويجب صوم رمضان على كل مسلم، ومن أسلم في أثناء الشهر صام ما بقي منه فقط، ولا يلزمه قضاء ما مضى من الأيام، وإنما يجب الصوم على البالغ، أما الصغير المميز فلا يجب عليه الصيام ويصح منه تطوعًا، وينبغي لوليه أمره به إذا كان يطيقه ليعتاده وينشأ عليه، ولا يجب الصوم على مجنون حتى يفيق، لقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏رفع القلم عن ثلاثة‏)‏ وذكر منهم المجنون حتى يفيق‏.‏

فالصوم إذًا يجب على المسلم البالغ العاقل فإن كان صحيحًا مقيمًا، وجب عليه الصوم أداء وإن كان مريضًا يعجز عن الصيام وجب عليه الصيام قضاء، وكذا الحائض والنفساء فيجب عليهما الصيام قضاء‏.‏ وإن كان صحيحًا مسافرًا، خير بين الصيام أداء أو يفطر ويصوم قضاء‏.‏ ومن صار في أثناء النهار أهلاً لوجوب الصيام، كما لو أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو طهرت الحائض أو النفساء، أو شفي المريض، أو قدم المسافر أو أفاق المجنون‏.‏ أو قامت البينة على دخول الشهر في أثناء النهار، فإن كلاً من هؤلاء يلزمه الإمساك بقية اليوم، ويقضونه، لأنه يوم من رمضان لم يأتوا فيه بصوم صحيح فلزمهم قضاؤه، وإنما أمروا بالإمساك في بقيته احترامًا للوقت‏.‏

أنه يجب على المسلم أن يهتم بدينه وما يصححه، ولا سيما أركان الإسلام التي بني عليها، ومنها الصيام‏.‏ هذه العبادة العظيمة تتكرر في حياة المسلم كل عام‏.‏ لأن هذه الأركان الخمسة للإسلام، منها ما يلازم العبد في كل لحظة من حياته لا يتخلى عنه أبدًا، وهو الشهادتان‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله‏.‏ ومنها ما يتكرر في حياة المسلم كل يوم وليلة خمس مرات وهو الصلوات الخمس، ومنها ما يتكرر على المسلم كل سنة وهو الزكاة والصيام، ومنها ما يلزم المسلم مرة واحدة في عمره وهو الحج(9)، وإذاً فالمسلم مرتبط بهذه الأركان ارتباطًا وثيقًا، وتكررها عليه يوميًا وسنويًا حسب أهميتها وبحيث يستطيع أداءها ولا تشق عليه، ثم هذه الأركان العظيمة منها ما هو بدني محض‏.‏ كالشهادتين والصلاة والصيام‏.‏ ومنها ما هو مالي محض، وهو الزكاة، ومنها ما هو بدني ومالي كالحج، ولابد في جميعها من توفر النية الخالصة لله‏.‏ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‏)‏ وأن تؤدى على الوجه المشروع المطابق لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏)‏ فواجب على المسلم أن يهتم بأركان الإسلام فيأتي بكل ركن منها في وقته المحدد خالصًا لله صوابًا على سنة رسول الله‏.‏
من يعذر بترك الصيام في شهر رمضان وماذا يجب عليه

الحمد لله رب العالمين، شرع فيسر‏:‏ ‏{‏وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 78‏]‏ والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏‏.‏‏.‏ وبعد‏:‏-

نتحدث إليكم في هذا الدرس عن أحكام الصيام ونخص الحديث لبيان من يجوز لهم الإفطار في شهر رمضان وما يجب عليهم‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 183، 184‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏ في هاتين الآيتين الكريمتين وجوب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل، خال من الموانع‏.‏ أدرك شهر رمضان‏.‏ فيلزمه الصيام أداء في شهر رمضان أو قضاء إن لم يتمكن من الصيام في رمضان لعذر من الأعذار الشرعية، وأصحاب هذه الأعذار الذين يرخص لهم في الإفطار هم‏:‏-

1 ـ المريض الذي يشق عليه الصيام فيستحب له أن يفطر أخذًا بالرخصة، وذلك إذا كان الصوم يضره أو يؤخر برأه أو يضاعف عليه المرض‏.‏

2 ـ المسافر الذي حل عليه شهر رمضان وهو في سفر أو أنشأ سفرًا في أثناء الشهر تبلغ مسافته 80 كيلو مترًا فأكثر، وهي المسافة التي كان يقطعها الناس على الأقدام وسير الأحمال في مدة يومين قاصدين، فهذا المسافر يستحب له أن يفطر سواء شق عليه الصيام أو لم يشق، أخذًا بالرخصة، وسواء كان سفره طارئًا، أو مستمرًا كسائق سيارة الأجرة الذي يكون غالب وقته في سفر بين البلدان، فهذا يفطر في سفره ويصوم في وقت إقامته، وإذا قدم المسافر إلى بلده أثناء النهار وجب عليه الإمساك بقية اليوم ويقضيه كما سبق، وإن نوى المسافر في أثناء سفره إقامة تزيد على أربعة أيام لزمه الصوم وإتمام الصلاة كغيره من المقيمين، لانقطاع أحكام السفر في حقه، سواء كانت إقامته لدراسة أو لتجارة أو غير ذلك‏.‏ وإن نوى إقامة أربعة أيام فأقل، أو أقام لقضاء حاجة لا يدري متى تنقضي فله الإفطار لعدم انقطاع أحكام السفر في حقه‏.‏

3 ـ الحائض والنفساء - يحرم عليهما الصيام مدة الحيض والنفاس، لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ‏(‏كنا نؤمر بقضاء الصوم‏)‏ ويحرم على الحائض أن تصوم في وقت الحيض بالإجماع‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ثبت بالسنة وإجماع المسلمين أنه أي الحيض ينافي الصوم‏.‏ فلا يحل مع الحيض أو النفاس‏.‏ ومن فعله منهن حاله لم يصح منه - قال وهو وفق القياس، فإن الشرع جاء بالعدل في كل شيء، فصيامها وقت خروج الدم يوجب نقصان بدنها وضعفها وخروج صومها عن الاعتدال‏.‏ فأمرت أن تصوم في غير أوقات الحيض‏.‏ فيكون صومها ذلك صومًا معتدلاً، لا يخرج فيه الدم الذي يقوي البدن الذي هو مادته‏.‏ بخلاف‏.‏ المستحاضة، ومن ذرعه القيء مما ليس له وقت محدد يمكن الاحتراز منه فلم يجعل منافيًا للصوم‏.‏

4 ـ المريض مرضًا مزمنًا لا يرجى برؤه ويعجز معه عن الصيام عجزًا مستمرًا، فهذا يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا بمقدار نصف صاع من البر أو غيره وليس عليه قضاء‏.‏

5 ـ الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصوم فهذا يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا ولا قضاء عليه‏(10).‏

6 ـ الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما من ضرر الصيام فإن كلاهما تفطر وتقضي قدر الأيام التي أفطرتها، وإن كان إفطارها خوفًا على ولدها فقط أضافت مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم‏.‏ والدليل على إفطار المريض المزمن والكبير الهرم والحامل والمرضع قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 184‏]‏ كما فسرها بذلك ابن عباس رضي الله عنهما بذلك‏.‏
كتاب {إتحاف أهل الإيمان بمجالس شهر رمضان }
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

قاسم علي
10-04-2005, 02:01 PM
للللللللللرفع

12d8c7a34f47c2e9d3==