المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية في الصيام


كيف حالك ؟

هادي بن علي
09-20-2007, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية حرسها الله في الصيام
وجوب الزكاة ليس مربوطا برمضان
س : متى تجب الزكاة ؟ وما وقت وجوبها ؟ ومن هم مستحقوها ؟
ج : تجب زكاة الأموال إذا ملـك المسلم نصابا وحـال عليه الحول ، وكان المالك حرا . ومقدار النصـاب عشرون مثقـالا بالنسبة للذهب ، وهو ما يقارب اثنين وتسعين جرامـا ، ومن الفضة مائتـا درهم ، وهو مـا يقارب ستة وخمسين ريالا سعوديا ، فمتى ملك النصاب وتمت السنة من ملكه له وجبت الزكاة ، وهـي ربـع العشر . ففي مائة ريـال مثلا ريالان ونصف ، وفي الألف خمسة وعشرون ريالا ، وهكذا .
ووقت وجوبها : حسب ملـك النصاب ، فإن ملكه في محرم وجب في مقابله مـن العام المقبل ، وهكذا ، وليس وجـوب الزكـاة مربوطا برمضان ، وإنما المسـلمون يتحرون إخراج زكـاة أموآله ـم في رمضان لمضاعفة الأجـر فيه ، ومن تم حول زكاته في غـير رمضان وجب إخراجها ، ولا يؤخرها إلى رمضان ، وإن عجلها قبل تمام السنة ليوافق رمضان فلا بأس به إن شاء الله .
وأما مستحقوها : فهم المذكورون بقوله تعالى : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
المرأة المسلمة في رمضان
س : تقضي المرأة المسلمة غالبا كثيرا من وقتها في المطبخ مشغولة بإعداد الأنواع المختلفة من الأطعمة فيفوت عليها اغتنام أوقات شهر رمضان فهل من توجيه للمرأة المسلمة ؟
ج : شهر رمضان شهر مبارك وموسم عظيم نوه الله بذكره في كتابه : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته :إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم فتحت أبواب الجنة . وهي عند البخاري من طريق أخرى ، وزاد الترمذي : وينادي مناد من السماء يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة .
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجاه في الصحيحين أيضا وكلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والنصوص في بيان فضل شهر رمضان وأنه زمن فاضل تضاعف فيه الأجور وتكفر فيه السيئات كثيرة جدا ، والمقصود أن المسلم والمسلمة حري بهما استغلال هذا الشهر أيما استغلال ، وألا تضيع عليهم أوقاته الفاضلة فيما لا ينفعهم من الاشتغال بفضول الكلام ، أو الاشتغال بأشياء مفضولة يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها . أما بخصوص انشغال المرأة في المطبخ فهذه إذا كانت تنشغل بإصلاح الطعام الذي تحتاجه ويحتاجه أهل بيتها فهذا عمل صالح ، وهي مأجورة عليه إن احتسبت ، ومع ذلك فيمكنها مع الطبخ أن تعبد الله بالذكر والدعاء ، وأيضا تلاوة القرآن فكلها لا تتعارض مع الطبخ . لكن هنا تنبيه لبعض أخواتنا المسلمات هداهن الله ممن يشغلن أوقاتهن ، ويضيع عليهن أكثر النهار في إعداد فضول الأطعمة والتفنن في صنع الأصناف المتعددة ، مما يتطلب منها وقتا كثيرا ، وهي ليست في حاجته بل يمكن الاكتفاء باليسير عنه ، فالله الله بالحرص على استغلال هذا الشهر . جعلنا الله وإياكم ووالدينا وسائر المسلمين فيه من المقبولين ومن عتقائه من النار إنه سبحانه جواد كريم بر رءوف رحيم .
حكم من صام وهو تارك للصلاة
س : ما الحكم فيمن يصوم رمضان وهو تارك للصلاة ؟
ج : الصلاة أهم أركـان الإسلام بعد التوحيد ، فـالذي لا يصلي أخشى أن لا يقبل صومه ؟ لأن جماعة من أهل العلـم يرون أن ترك الصلاة كفر ، فلا أظن صحة صوم من لا يصلي ، الصلاة أهم من الصيام .
إذا طهرت الحائض ثم صامت ثم حاضت فصيامها صحيح
س : إذا طهرت الحائض ثم صامت رمضان وبعد يومين عاد الدم إليها هل تفطر وهل يلزمها قضاء الأيام التي صامتها ؟
ج : إن كان دم الحيض المعتاد الذي تعرفـه المرأة فلتجلسه إلى أن يمضي خمسة عشر يوما مع الأيام الماضية واللاحقة ، بمعنى لو كـان في شعبان سبعة أيام ، نقول هنا : اجلسي ثمانية أيام ثـم صومي ، وإن كان دما لا يشبه دم الحيض ، لا في لونه ولا رائحته ولا في الأعراض ، فإن هذا دم فساد لا اعتبار له .
أما بالنسبة للأيام التي صامتها في حال طهرها فصيامها صحيح .
المريض الذي لا يرجى برؤه يطعم
س : رجل توفي له ابن وكان لا يصوم شهر رمضان لعذر شرعي ، وقبل موته أخرج عنه كفارة ، والسؤال : هل يجوز أن يصام عنه ؟
ج : لا يصوم رمضان ؛ لماذا ؟ إن كان عدم قدرته على الصيام لأن مرضه مرض خطير ملازم لا يرجى برؤه ، فهـذا يطعـم عنه عن كل يوم مسكـين ، بمعنى عن الشهر ( 45 ) كيلا من الأرز ، هذا إذا كان لا يصوم لأجل أن المرض مرض لا يرجى برؤه ، فهذا يطعم عنه إن كان يعقل ، وإن كان فاقد العقل فإنه لا قضاء عليه ولا إطعام .
أنصحك بعدم استخدامه
س : ماذا بشأن استخدام معطر الفم الذي يذهب الرائحة من الفم ؟
ج : أنصحه ألا يفعل ذلك
لا مانع من الكحل
س : ما حكـم استخدام المرأة للكحل وبعض أدوات
التجميل في نهار رمضان ؟
ج : لا مانع من ذلك .
أوله رحمة وأوسطه مغفرة
س : ما هي كلمتكم سماحة الشيخ ونحن نستقبل العشر الوسطى من رمضان المبارك ؟
ج : أسأل الله أن يوفقنا للاستمرار على العمـل الصالح ، وأن يجعل كل أيام شهرنا أيام خير وبركة ، والعشر الوسطى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : أوله رحمة وأوسطه مغفرة فنسأل الله أن يغفر زلاتنا ، وأن يقيل عثراتنا ، ويوفقنا لشكر نعمته وحسن عبادته ، ويصلح ولاة أمرنا ويهديهم لكل خير .
الإفطار خطأ قبل دخول الوقت
س: أذن المؤذن وأفطرنا في رمضان ، وبعد ذلك- تبين لنا أن المؤذن قد أذن قبل الوقت بدقائق ، فماذا علينا وما نصيحتكم للمؤذنين؟ جزاكم الله خيرا .
ج: إذا أذن المؤذن قبل غروب الشمس خطأ ، ثم تبين لمن أفطر على آذانه أنه قد تقدم ، فإنه يقضي ذلك اليوم؛ لأنه تبين له أن فطره كان قبل وقت الفطر المشروع وهو غروب الشمس؛ بقوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ونحن إنما علقنا في إمساكنا وفطرنا بعلامات ظاهرة يشهدها كل أحد ، فالإمساك بطلوع الفجر والفطر بغروب الشمس ، والأذان إنما هو إعلام بطلوع الفجر وقت الفجر ، وغروب الشمس وقت المغرب ، ولم يعلق إمساكنا ولا فطرنا به ، فإذا ما أخطأ المؤذن فإن الواجب علينا التحري لنعرف هل أذانه موافق الموقت أو لا؟ فلما فرطتم في ذلك وجب عليكم القضاء ولا عذر لكم في خطأ المؤذن . وعلى المؤذنين تقوى الله عز وجل والحرص على تحري الوقت وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسم أنه قال: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين وقد قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: إنه السراج رواه بسند صحيح . والله أعلم .
تناول دواء لإيقاف العادة الشهرية في شهر رمضان
: من النساء من تتناول دواء لإيقاف العادة الشهرية في شهر رمضان لتتمكن من أداء الصلاة والصيام مع الناس فما حكم عملها هذا؟
ج: هذه الأدوية التي تمنع نزول الحيض وتمنع الحمل إذا كانت المرأة تريد استعمالها فلا بد من أمور تنظر إليها ، أولا: لا بد أن تنظر في أصل استعمال هذه الأدوية وأنه يجب أن يكون بعد استشارة أهل الاختصاص في الطب ، هل من المناسب لها أن تستعمل هذه الأدوية أم هي مضرة لها؟ فإن كانت مضرة لها فلا يجوز لها استعمالها ، وإن كانت غير مضرة فهل استعمالها لهذه الأدوية لأجل غرض شرعي أم لا؟ فإن كانت تستعملها من غير حاجة أو لأغراض غير مشروعة كقطع النسل ونحوه ، فلا يجوز لها أن تستعملها ، وإن كانت لأغراض مشروعة كمساعدتها في تنظيم النسل ، أو الاستعانة بها على أداء فريضة الحج مثلا أو غيرها من الأغراض المشروعة ، فهنا يبقى النظر الثالث وهو: إذن زوجها ، فإن أذن لها استعملتها ، وإن لم يأذن لها لم تستعملها .
لكن مع هذا فإنه لا ينبغي للنساء التمادي والاسترسال في استعمال هذه الأدوية؛ لأنه ومن الواقع ثبت لنا أن مثل هذه الأدوية تسبب للمرأة اضطرابات في عادتها حتى تكون المرأة غير
ضابطة لها ، فتختل عليها بسبب ذلك كثير من الأمور ، وخاصة العبادات من صلاة وصيام وحج ونحو ذلك . لذا فإني أنصح المرأة أن تترك الأمر على طبيعته كما خلقه الله؛ فإنه سبحانه أحكم الأحكمين وهو العليم الخبير اللطيف ، يعلم ما يصلح عباده ، فلا ينبغي لها أن تتعرض لمثل هذه الأمور التي تؤدي بها إلى الإخلال والاضطراب في عادتها فتختل تبعا لذلك عباداتها . وقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن جميعا ، يأتيهن الحيض في رمضان فيفطرن ثم يقضينه ، والحمد لله الأمر يسير ، تفطر المرأة إذا نزل دم الحيض ثم تقضي ما أفطرته بعد رمضان ، ولها فيمن سلف من نساء الصحابة رضي الله عنهن خير قدوة حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخبرت أنه كان يكون عليها الصوم في رمضان فما تقضيه إلا في شعبان؛ لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المقصود أن الأمر يسير ولا تضجر المرأة وتذهب لهذه الأدوية التي تسبب لها الاضطرابات . والله أعلم .
أصل صلاة التراويح
س : لماذا سميت صلاة التراويح بذلك ، وما الأصل فيها ؟
ج : سميت بذلك قيل : لأنهم يرتاحون بعد كل ركعتـين من طول قيامهم . والأصل فيهـا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث صلى بالناس في اليوم الأول ثم في اليوم الثاني ، فلما امتلأ المسجد في اليـوم الثالث لم يخرج عليهم خوفا من أن تفرض عليهم ، فلما توفي جمعهـم عمر بن
الخطاب رضي الله عنه على إمام واحد .
صفة دعاء القنوت
س : ما صفة دعاء القنوت في رمضان ؟
ج : علم النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي : اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، لك الحمد على ما قضيت ، ولك الشكر على ما أعطيت ، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب ونتوب إليك . . . الحديث .
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
س : لرؤية الهلال . هل من الواجب أن تكـون بالعين المجردة ؟ وماذا عن رؤية الهلال بمساعدة التلسكوب ؟ وأيضا لو تم
استخدام الحسابات الفلكية ، فمثلا بالحساب يمكن تحديد موعد ولادة الهلال ، وكما تعرفون لكي يمكن رؤية الهلال لا بد أن يكون عمره 7 ساعات ؛ لذا فلو ادعى أحد أنه رأى الهلال قبل ذلك فهل يكون كاذبا ؟
ج : نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوضح لنا بجلاء فقال : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا الشهر ثلاثين يوما فأمرنا أن نصوم برؤية الهلال ، وأن نفطر برؤية الهلال ، وقال : إذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا فالعين المجردة هي الأصل ، وإن استعين بأجهزة تعين على الرؤية البصرية فلا مانع ، أما الحساب الفلكي في شريعة الإسلام فمرفوض بإجماع المسلمين ، وأنه لا عبرة بالحساب ، ولا يقام عليه وزن ، وهذا أمر أجمع المسلمون عليه ، فالحساب لا يعول عليه في إثبات شهر رمضان ولا في خروجه ، ولا في إثبات شهر ذي الحجة ؛ لأنه أمر مخالف للشرع ، ونحن قد هدينا إلى سبيل يسير وهو الرؤية البصرية ، صوموا إذا رأيتموه وإذا رأيتموه فأفطروا ، وأما الحسابات الفلكية ففيها من التناقض والاختلاف والاضطراب وصعوبتها ، وعدم تمكن الكثير من فهمها ، بخلاف الرؤية فإن أمرها جلي واضح ؛ ولهذا بلادنا ولله الحمد لا تزال تطبق هذه السنة ، ففي شهر رمضان الحاضر ثبت رؤية هلال رمضان من أكثر من سبعة أشخاص من مختلف أنحاء المملكة ، هذا الذي أعلن عنه ، وقد أتى شهود كثيرون كلهم رأوه رؤية بصرية ،
وقد وثقوا ، وزكوا من قبل المحاكم الشرعية ، فالحمد لله على موافقة شرع الله واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
عليك القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم
س : أفيد فضيلتكم بأنه قد جاءني الحيض وأنا في سن
صغيرة ( 13 ) سنة تقريبا ، ومر علي شهر رمضان أربع سنوات ولم أصم ؛ وذلك لجهلي وعدم معرفتي ، حيث إننا كنا نسكن البادية في بيوت الشعر في النفود وفي ذلك الوقت لا أؤدي الصلوات المفروضة ، علما بأني الآن أبلغ من العمر 38 سنة وأعاني من التهابات بالمجاري ، والآن بماذا تنصحونني ، هل يجب علي الصيام والحالة ما ذكرت أم الكفارة ، علما بأنني نويت الحج هذا العام . أفيدونا مأجورين ؟
ج : عليك أن تقضي الأربع سنوات وتطعمي عن كل يوم مسكين ؛ لأنك أخرتيها بدون عذر ، مع التوبة إلى الله ، ولا يمنع ذلك من الحج . وأما تركك للصلاة في المدة المذكورة فعليك التوبة النصوح من ذلك ، وليس عليك القضاء لصعوبة ذلك .
كلتاهما لهما فضل
س : أيهما أفضل العشر الأول من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان ؟
ج : كلتا العشرين لهما فضل ، العشر الأخيرة من رمضان لها فضل ، والعشر الأول من ذي الحجة لها فضل ، لكن يقول بعض العلماء : يمكن الجمع بأن يقال : إن الفضل في العشر الأخيرة من رمضان خص بالليالي ؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليالي العشر الأخيرة من رمضان بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن ، وليالي العشر الأخيرة من
رمضان ترجى ليلة القدر في إحدى لياليها ، وإن كانت الأوتار آكد من الأشفاع . وعلى كل حال العشر الأخيرة من رمضان موضع ليلة القدر ؛ لهذا فضلت ليالي العشر الأخيرة من رمضان ، أما عشر ذي الحجة فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فخص الفضل بالأيام ، ومع أن ليالي العشر الأخيرة من رمضان فيها خير ، لكن اليوم يطلق على النهار .
رجل أفطر ثم جامع زوجته
س : رجل أراد جماع زوجته في نهار رمضان ، فاضطر إلى الإفطار عمدا ، ثم جامع زوجته وهي غير راضية عن ذلك ، ماذا يجب عليهما جزاكم الله خيرا ؟
ج : هو آثم في ناحيتين ، أولا : آثم في فطره عمدا ، فإن تعمد الفطر في رمضان ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب ، حتى يروى أن من أفطر يوما من رمضان لم يكفه الدهر كله وإن صامه . ثانيا : انتهاك حرمة اليوم بالجماع ، والجماع في نهار رمضان معصية لله جل وعلا ، فيجب أن يتوب إلى الله من فطره الذي تعمده ، ويتوب إلى الله من جماعه في نهار رمضان ، وعليه الكفارة المغلظة ، عتق رقبة ، فإن لم يجدها أو عجز عن ثمنها فليصم لله شهرين كاملين متتابعين ، عن كل يوم جامع فيه في نهار رمضان ، ولا ينتقل إلى الإطعام إلا إذا
عجز لمرض أو كبر ، فما دام مستطيعا الصوم فإن الله لا يعذره ، بل يجب أن يصوم شهرين متتابعين عن ذلك اليوم ، مع التوبة إلى الله وقضاء ذلك اليوم ، وألا يعود إلى مثله مستقبلا . وإذا كانت زوجته مكرهة ويعلم الله أنها مكرهة ، ودافعت عن نفسها لكن تغلب عليها ، فإني أرجو أن يكفيها قضاء ذلك اليوم .
هل تلزم النية عن كل يوم في رمضان
س : هل تلزمني النية بالصوم عن كل يوم من أيام شهر رمضان أم تكفي النية من أول الشهر ؟
ج : نية المسلم من أول شهر رمضان نيته صيام الشهر كله ، ما لم يطرأ عليه ما يوجب الفطر من سفر أو مرض أو نحو ذلك ، وإلا فالأصل أن نية المسلم من أول الشهر نية لصيام الشهر كله ؛ ولهذا هو مستحضر في قلبه في كل ليالي رمضان ، مستعد لسحوره وصيامه ، لا يشك في ذلك .
أذن المؤذن وأفطر الناس قبل الوقت
س : أذن المؤذن وأفطرنا في رمضان ، وبعد ذلك تبين لنا أن المؤذن قد أذن قبل الوقت بدقائق ، فماذا علينا وما نصيحتكم للمؤذنين ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : عليكم أن تقضوا ذلك اليوم . وأنصح إخواني المؤذنين أن يتقوا الله في أنفسهم ، وأن يعلموا أنهم مؤتمنون على أوقات المسلمين صلاة وصياما ، فلا يؤذنون قبل الوقت ؛ لأن ذلك يسبب فساد الصيام لمن أفطر ، ولربما سبب أيضا فساد صلاة من بادر بالصلاة بعد الإفطار مباشرة ، فعليهم تقوى الله فلا يفسدوا صيام الناس
ما السفر المبيح للفطر
س : إذا سافر الإنسان للنزهة أو غيرها هل يحق له الفطر ؟
وما هي شروط السفر المبيح للفطر ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : الله جل وعلا يقول : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، فالمسافر مسافة تقصر في مثلها الصلاة يباح له الفطر في رمضان ، إذا كان هذا السفر سفرا مباحا ، ليس سفر معصية ، فإنه يباح الفطر في رمضان ، فإن الله يقول : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .
آداب الصيام
س : سماحة الشيخ نرجو بيان بعض آداب الصيام المستحبة حتى ننتفع بذلك ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : من آداب الصيام المستحبة تأخير السحور ، بحيث ينتهي منه قرب طلوع الفجر الثاني ، والتبكير بالفطر ، ومن السنن أيضا الإكثار من ذكر الله والتسبيح والتهليل والتحميد ، وتلاوة القرآن ، وفعل أنواع الخير ، وأعظمها صلاة التراويح والمحافظة عليها .
الحامل والمرضع عليهما القضاء والإطعام
س : هل يجب على الحامل والمرضع قضاء الصوم إن أفطرتا
بسبب خوفهما على الولد ، حيث سمعت من بعض الإخوة بأنه لا يجب عليهما ذلك ؛ لأنهما يندرجان تحت قوله تعالى : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ . جزاكم الله خيرا .
ج : يجب عليهما قضاء الصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم ؛ لأجل الفطر بسبب الولد ، والمسافر والمرأة الحائض عليهما القضاء أيضا بدون إطعام .
هذه المرأة مفرطة وعليها الكفارة
س : امرأة تقول قبل ما يقارب ثلاثين سنة من الآن كان لها طفل رضيع لم يبلغ السنة - في ذلك الوقت لم يكن يوجد لديها ( هندول ) وهو سرير الأطفال - وكان يقوم مقام السرير قطعة من الجلد والقماش تعمل ويوضع فيها الرضيع وتعلق بارتفاع ما يقارب المتر إلا ربع عن الأرض ، وتسمى ( الركوة ) ، وتقول هذه المرأة : إنها وضعت طفلها في الركوة ووضعت له وسادة لرفع رأسه وذهبت لعملها ، وبعد وقت ليس بالطويل رجعت ووجدت الطفل قد سقط على الأرض وجلس مدة أسبوع من سقوطه وتوفي إلى رحمة الله ، ووجد أن في مؤخرة رأسه أثر من السقوط . هل على هذه المرأة كفارة أو صيام علما بأن ما حصل لهذا الطفل غير
مقصود ؟ والله يحفظكم ويرعاكم .
ج : هذه المرأة مفرطة وعليها الكفارة ، وهي عتق رقبة ، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين .
هل هذا الحديث صحيح
س : هل حديث : من أفطر يوما من رمضان لم يجزه صوم
الدهر وإن صامه صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج : هو يروى كذلك من باب التهديد والوعيد والتحذير من الفطر بلا عذر .
البخاخ للربو ، والمنظار للجوف يفطران
س : نسأل سماحة الشيخ عن شيئين :
الأول : هل البخاخ مزيل الحساسية ( الربو ) يفطر أم لا ؟
والثاني : المنظار الذي يدخل جوف الإنسان هل يفطر أم لا ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : بالنسبة لبخاخ الربو فهو لا يفطر ، أما بالنسبة للمنظار فإنه يفطر ؛ لأنه يدخل معه مادة سائلة إلى جوف الإنسان ، فهو يفطر .
عليك القضاء فقط
س : قبل سنوات مضت استيقظت من النوم في شهر رمضان وأنا غير متأكدة هل أذن للفجر أم لا ؟ وشربت عصيرا وبعده سمعت إقامة الصلاة ، أفيدوني حفظكم الله ؟
ج : عليك قضاء هذا اليوم ولا يلزمك شيء ، وعليك تحري الوقت بعد ذلك .
صيام ثلاثة أيام من كل شهر متتابعة أو متفرقة
س : هل يجزئ صيام ثلاثة أيام من كل شهر متفرقة ؟
ج : لو صام المسلم في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره أجزأه ؛ لأن في حديث أبي هريرة : وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام لكن في حديث أبي ذر بين أنها في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فمن واظب على الأيام البيض فحسن ، ومن فرقها فلا شيء عليه .
عليك صيام ما فاتك مع الإطعام
س : علي عدة سنوات لم أصمها وأنا صغيرة ، ولا أعلم متى جاءتني العادة الشهرية ، فماذا يجب علي الآن ؟
ج : المرأة يجب عليها الصوم إذا بلغت بالحيض أو الاحتلام أو ببلوغ خمس عشرة سنة ، وعليك أن تتحري ، وصومي إذا كان عليك قضاء عن الشهور التي لم تصوميها ، ومع كل يوم من أيام القضاء عليك إطعام كيلو ونصف من الأرز أو القمح .
عليك القضاء والإطعام
س : علي قضاء سبعة أيام من شهر رمضان ، والآن دار علي الحول فماذا يجب علي ؟
ج : اقضي وأطعمي عن كل يوم مسكين ، إن كان التأخير بلا عذر ، وإن كان بعذر فليس عليك إلا القضاء
حكم صيام فاقد الذاكرة
س : رجل كبير في السن وفاقد للذاكرة مصاب بجلطة وفاقد الإحساس ، فهل عليه صوم أم لا ؟
ج : الفاقد للذاكرة لكبر سنه ولا يشعر بشيء ولا يصلي ؛ لأنه لا يستطيع ذلك ، فهذا لا يصوم ، ولا يطعم عنه ، ولا صيام عنه .
فضل قراءة القرآن الكريم
س : كم جزءا من القرآن يمكن للمسلم أن يقرأ في اليوم في رمضان ؟
ج : اقرأ على قدر ما تيسر لك ولكن بتدبر وتعقل معناه ، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم :فمن قرأ آية من القرآن فله بكل حرف حسنة ، لا أقول : الم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف .
لا تكونوا ممن يعمل صالحا ويتبعه سيئا
س : نرى كثيرا من الناس يصلي في رمضان فقط ، وإذا انتهى رمضان هجروا المساجد ، فماذا تقول لهم سماحة الشيخ ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : هذا خطأ فهم ، فيا أيها المسلمون ، ينبغي أن تحافظوا على الصلوات في رمضان وفي غيره ، وإذا كنتم حافظتم في رمضان ورأيتم أن ذلك من واجبات الإسلام عليكم فاستمروا على هذا الواجب ، وليكن رمضان سببا لاستقامتكم واستمراركم على الخير ، فحافظوا على الخير ولا تكونوا ممن يعمل صالحا ويتبعه عملا سيئا .
القنوت مشروع في الوتر
س : ما حكم القنوت في الوتر من صلاة التراويح ، وهل يستمر فيه طيلة الشهر ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : القنوت مشروع في الوتر ولا سيما في شهر رمضان ، فإن استمر فلا مانع ، وإن تركه أحيانا فلا مانع ، فالكل خير ، ولا ينكر على من استمر ولا على من تركه أحيانا .
مات قبل أن يكمل رمضان
س : والدي مات مريضا ولم يكمل رمضان ، فهل نصوم عنه قضاء الأيام التي لم يصمها أم ماذا علينا ؟
ج : الأيام التي مات قبل أن يصومها لا شيء عليه ؛ لأنه لم يدركها ، فموته قبل استكمال الشهر لا يتطلب القضاء عنه ؛ لأنه لم يدرك ، أما بالنسبة للأيام السابقة ، فإن كان مرضه مرضا خطيرا لا يرجى برؤه ، لزمهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا ، وإن كان ليس مرضا خطيرا ، وتوفي قبل أن يكمل الشهر فلا قضاء ولا إطعام .
الدعاء المستحب عند الفطر
س : ما الدعاء المستحب عند الفطر ، وهل يقول : ذهب الظمأ ، وابتلت العروق عند الإفطار ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أفطر قال : اللهم لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت . وعلى كل حال عند الفطر يكون موضع إجابة الدعاء ؛ فليتحر المسلم الأدعية النافعة الشاملة ويدعو بها ، مع رجاء الله وابتغاء ما عنده .
يلزمها الإمساك والاغتسال لصلاة الفجر
س : امرأة طهرت قبل الفجر ولم تغتسل إلا بعد طلوع الشمس ، هل تمسك أم ماذا عليها ؟
ج : إذا انقطع دمها قبل طلوع الفجر لزمها الإمساك والصيام ولو تأخر غسلها ، لكن لا يجوز لها أن تنتظر حتى تطلع الشمس ، بل تغتسل مباشرة عند انقطاع دمها حتى تصلي صلاة الفجر في وقتها ، ولا يجوز لها تأخير الغسل حتى تطلع الشمس .
الفجر الصادق والفجر الكاذب
س : هل هناك خيطان للفجر كاذب وصادق ، وما علامتهما ؟
ج : قالوا : إن الفجر الكاذب يكون مستطيلا من المشرق إلى المغرب ؛ ولدقته يقال له ذنب السرحان ، ويكون الفجر الصادق بعده ، وهو مستقيم من الجنوب إلى الشمال ، نوره يضيء ويزداد نورا بخلاف الفجر الكاذب ، فإنه مستطيل وفوقه ظلمة ، ما يلبث أن يختفي .
مختارات من فتاوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ من مجلة البحوث الأسلامية

البلوشي
09-28-2007, 10:35 PM
س : يقول السائل : دخلنا المسجد ونحن جماعة ، ووجدنا الإمام يصلي التراويح فهل يحق لنا أن نقدم أحدنا للإمامة أو ندخل معهم في صلاة التراويح ، ونحن لم نصل صلاة العشاء ؟

ج : ما دمتم جماعة فصلوا وحدكم العشاء ، ثم ادخلوا مع الإمام في صلاة التراويح .

س:هل قيام الثلث الأخير أفضل ؟ مع توضيح الساعة التي يكون فيها الثلث الأخير .

ج : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ومن يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟ " أخرجه مسلم ، والثلث الأخير يختلف باختلاف الفصول الشتاء والربيع والصيف والخريف ، فلا تستطيع أن تضبطه بساعة معينة ، والضابط في هذا أن تجمع ساعات الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، وتقسمها أثلاثا ، وبهذا يتبين لك

الثلث الأخير من كل ليلة .

من النساء من تتناول دواء لإيقاف العادة الشهرية في شهر رمضان لتتمكن من أداء الصلاة والصيام مع الناس، ما حكم عملها هذا؟

ج: استعمال هذه الأدوية التي تمنع نزول الحيض وتمنع الحمل ونحوها أولا في أصل استعمالها لا بد للمرأة أن تستشير أهل الاختصاص في الطب هل من المناسب لها استعمال مثل هذه الأدوية؛ لأنها لا تناسب كل امرأة بل قد تضر ببعض النساء، ثم إن كانت لا

تضرها لا بد من إذن زوجها فإن أذن لها فإن استعمالها لهذا الدواء مباح، لكن ينبغي للنساء عدم التمادي والاسترسال في هذا الأمر؛ لأنه ومن الوقع ثبت لنا أن مثل هذه الأدوية تسبب للمرأة اضطرابات في عادتها حتى تكون المرأة غير ضابطة لها، فتختل عليها بسبب ذلك كثير من الأمور، وخاصة العبادات من صلاة وصيام وحج ونحو ذلك.

لذا فإني أنصح المرأة أن تترك الأمر على طبيعته كما خلقه الله، فإنه سبحانه أحكم الأحكمين وهو العليم الخبير اللطيف، يعلم ما يصلح عباده، فلا ينبغي لها أن تتعرض لمثل هذه الأمور التي تؤدي بها إلى الاختلال والاضطراب في عادتها فتختل عبادتها تبعا لذلك، وقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن بل وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا يأتيهن الحيض في رمضان فيفطرن، ثم يقضين ، والحمد الله الأمر يسير ، تفطر إذا نزل دم الحيض ثم تقضي ، ولها فيمن سلف من نساء الصحابة رضي الله عنهن خير قدوة، حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخبرت أنه كان يكون عليها الصوم من رمضان فما تقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، المقصود أن الأمر يسير ولا تضجر المرأة وتذهب لهذه الأدوية التي تسبب لها الاضطرابات. والله أعلم.
س: في أيام الإجازة في شهر رمضان يلاحظ على البعض هداهم الله أنه يسهر إلى الفجر ثم ينام ولا يستيقظ إلا مع أذان المغرب ما حكم هذا التصرف ، آمل بسط الإجابة في هذا السؤال وبيان مخاطره؟

ج: السهر ليالي رمضان إما أن يكون على طاعة وعبادة وإما أن يكون على مباح، أو يكون على محرم، فإن كان على طاعة فهذا حسن ومندوب؛ لأن إحياء ليالي رمضان بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة وغيرها من العبادات أمر مستحب خصوصا ليالي العشرة الأخيرة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخلط في العشرين الأولى النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وصلاة فإذا دخلت العشرة جد وشد المئزر ).
أما إن كان السهر على مباح فإنه يكره ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.

أما إن كان السهر على محرم من نظر أو سماع أو فعل ونحوه فهذا بلا شك محرم، والسهر بكل أصنافه إن أدى إلى تفويت واجب كمن يسهر الليل ثم ينام النهار ويفوت الصلاة فإن هذا محرم، بل يخشى على من فعل هذا واعتاده أن يكون ممن ترك الصلاة تهاونا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وغير ذلك من النصوص الدالة على

عظيم أمر الصلاة وخطر تركها على دين المسلم. وواجبنا جميعا الحرص والعناية بأنفسنا وبمن هم تحت أيدينا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
س: عندما يفطر الصائمون في المسجد يدخل معهم أحيانا أناس ليسوا بمسلمين يأكلون ، فالبعض يقول دعوهم لعل الله أن يهديهم فهل نمنعهم أم ندعهم؟

ج: هذه الموائد التي توضع للإفطار هي من الصدقات العامة ولا مانع من أن يأكل منها الكافر، لقوله تعالي: سورة الممتحنة الآية 8 لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ، وهو من الإحسان العام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: في كل كبد رطبة أجر ولعل في حضورهم مثل هذه المجامع ومشاهدتهم لتلاحم المسلمين وإظهارهم لمثل هذه الشعائر؛ لعل ذلك يكون سببا في أن يفتح الله على قلوبهم وربما انشرحت صدورهم للإسلام.
س : يأتينا من قبل بعض العامة ورقة تتضمن حديث شخص عن امرأة مريضة بمرض عضال وأنها امرأة صالحة وأنها نامت ليلة
سبع وعشرين من رمضان فرأت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأنها أعطتها دواء أو شيئا من هذا فلما قامت من منامها فإذا هي قد شفيت، فعلى كل إنسان أن يصورها ـ 13 صورة ـ ويوزعها ويكون له من الأجر كذا ، وإن كان مريضا شفي ، وإن كان فقيرا اغتنى ، وإن من لم يفعل ذلك ستأتيه أمراض ، وإن كان تاجرا فسيخسر تجارة ، ثم يذكر أمثلة وكرامات تحققت لمن ينشرها ، ومصائب لمن أهملها ، فهل من تعليق على هذه الورقة المنشورة وتركها على التوكل على الله ، جزاكم الله خيرا؟

ج: هذه الورقة باطلة وما فيها باطل، وتعليق الناس بمثل هذه الخرافات يؤدي إلى فساد عظيم، إلى اندراس العلم الصحيح، والتعليق بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب العناية بأمور الديانة وتحصين الناس ضد مثل هذه الأشياء التي تخل بديانتهم، ولا يكون هذا إلا بنشر العلم الشرعي الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وتربية الناس على الرجوع إليه في كل صغيرة وكبيرة، هذا هو الواجب ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
إنني في رمضان المنصرم لم أصم إلا يوما واحدا ؛ وذلك لأنني أصبت بعلة ، وإذا صمت لا أستطيع الحركة إطلاقا ، ولا أستطيع الوقوف حتى في الصلاة ، فبماذا تنصحوننا الآن وجزاكم الله خيرا ؟ علما بأنه أول شهر رمضان تصادفني فيه هذه العلة ؟

ج : هذا المرض لا يخلو إما أن يكون مرضا ميؤوسا منه من الأمراض التي يقول الأطباء المختصون : إنه من الأمراض التي يغلب
على الظن عدم الشفاء منها ، فالمرض الذي لا يرجى برؤه عذر لترك الصيام ، ويلزمك أن تطعم عن كل يوم نصف صاع ، ويعادل كيلو ونصفا تقريبا . وهذا يقوم مقام الصيام ؛ لأن مرضك مرض لا يرجى برؤه ، أما إن كان مرض ليس بميؤوس منه ويشفى بتوفيق من الله ، فمتى شفاك الله وعافاك فصم هذه الأيام التسعة والعشرين يوما ، وليس عليك إطعام ؛ لقول الله تعالى : سورة البقرة الآية 185 فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .
س : إذا كان هناك شخص عليه دين لأحد أو دين لله مثل صيام يقضى أو مثل النذر ثم مات وكان في نيته أن يقضي ولكن الموت سبقه ولم يقض شيئا وليس له أحد من أهله يستطيع أن يقضي عنه ماذا عليه وهل يكون إثما أم أن الأعمال بالنيات كما يقولون ؟ . لأنه كان ينوي القضاء، جزاكم الله خيرا .

ج : لا يخلو حال الشخص إما أن يكون مفرطا بمعنى أنه أفطر
في رمضان ومضى عليه بعد رمضان وقت يمكن أن يقضي فيه فلم يقض، مضى شوال وذو القعدة وذو الحجة حتى قارب رمضان آخر ومات ولم يقض فهذا يخشى عليه من الإثم؛ لأنه فرط في القضاء وتهاون به وكذلك من عليه نذر، أما من مات قبل أن يمضي وقت يمكن أن يقضي فيه فلعل الله يسامحه لكونه لم يكن مفرطا، أما حقوق العباد فتقضى من التركة فإن لم يكن فمن تبرع أوليائه أو أحد إخوانه المسلمين، وإلا فهو مرتهن بدينه، فإن كان حريصا على قضائه وسعى في ذلك ولم يقدر فلعل الله أن يقضي عنه ويعفو عنه .
س : يقول السائل : إن لي أما كبيرة في السن وهي مريضة أيضا بمرض الصدر وعليها أيضا صيام شهر رمضان من قبل حوالي ثلاثين سنة فقد كانت مريضة بالمستشفى ثم لم تكن تعلم بأنه يجب عليها أن تقضي الشهر فقد كانت تجهل كثيرا من أمور دينها وقد نسيت ذلك بعد أن علمت أن عليها القضاء ولكنها تذكرت قبل سنة تقريبا أن عليها ذلك الشهر وهي الآن لا تستطيع الصيام بسبب مرضها وهي حتى الآن تطعم في رمضان عن كل يوم مسكينا ولا تصوم، فماذا يجب عليها الآن بعد كل هذه السنوات ؟ مع العلم أيضا بأنها كانت في السنوات الماضية قبل أن تصاب بالمرض تصوم الست من شوال وتصوم أيضا بعض
والنوافل فهل يجزئ ذلك عنها أم لا بد من القضاء ؟

ج : الواجب عليها الآن الإطعام عن كل يوم مسكينا، وما سبق من النوافل لا تجزي عن هذا الفرض؛ لأنها لم تنوها قضاء .

مختارات من فتاوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ من مجلة البحوث الأسلامية

ابوعبدالرحمن السلفي الاثري
09-29-2007, 02:54 AM
جزاكم الله خيرا

وحفظ الله سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ... آمين

هادي بن علي
09-30-2007, 03:53 PM
الزكاة للداخل أم للخارج

س: هل يجوز إخراج أموال الزكاة والصدقات والكفارات إلى فقراء المسلمين في الخارج أم يجب صرفها إلى فقراء البلد؟

ج: جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خبر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أنه أمره بأمور ومنها: . . . فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموآله م تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم متفق عليه ، واللفظ للبخاري . فالزكاة تدفع لأهل البلد ، فإن حصل فضل جاز نقله إلى غيرها من البلدان . والله أعلم .
مختارات من فتاوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ من مجلة البحوث الأسلامية

البلوشي
10-03-2007, 08:17 PM
جزاكم الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==